عرض مشاركة واحدة
  #874  
قديم 08-01-2022, 10:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,237
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )



تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة الانفال - (5)
الحلقة (445)
تفسير سورة الانفال مدنية
المجلد الثانى (صـــــــ 303الى صــــ 306)


وَإِذْ قَالُواْ اللهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (34) وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (35)

شرح الكلمات:
اللهم: أي يا الله حذفت ياء النداء من أوله وعوض عنها الميم من آخره.
إن كان هذا: أي الذي جاء به محمد ويخبر به.
فأمطر: أنزل علينا حجارة.
يصدون عن المسجد الحرام: يمنعون الناس من الدخول إليه للاعتمار.
مكاء وتصدية: المكاء: التصفير، والتصدية: التصفيق.
معنى الآيات:
ما زال السياق في التنديد ببعض أقوال المشركين وأفعالهم فهذا النضر1 بن الحارث القائل في الآيات السابقة {لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين} يخبر تعالى عنه أنه قال {اللهم إن كان هذا} أي القرآن {هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من
السماء} فنهلك بها، ولا نرى محمداً ينتصر2 دينه بيننا. {أو ائتنا بعذاب أليم} حتى نتخلص من وجودنا. فقال تعالى {وما كان الله ليعذبهم3 وأنت فيهم4} فوجودك بينهم أمان لهم {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} إذ كانوا إذا طافوا يقول بعضهم غفرانك ربنا غفرانك، ثم قال تعالى {وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام} أي أيُّ شيء يصرف العذاب عنهم وهم يرتكبون أبشع جريمة وهي صدهم الناس عن دخول المسجد الحرام للطواف بالبيت الحرام، فقد كانوا يمنعون المؤمنين من الطواف بالبيت والصلاة في المسجد الحرام5. وقوله تعالى {وما كانوا أولياءه} رد على مزاعمهم بأنهم ولاة الحرم والقائمون عليه فلذا لهم أن يمنعوا من شاءوا ويأذنوا لمن شاءوا فقال تعالى رداً عليهم {وما كانوا أولياءه} أي أولياء المسجد الحرام، كما لم يكونوا أيضاً أولياء الله إنّما أولياء الله والمسجد الحرام المتقون الذين يتقون الشرك والمعاصي {ولكن أكثرهم لا يعلمون} هذا لجهل بعضهم وعناد آخرين. وقوله {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية} إذ كان بعضهم إذا طافوا يصفقون ويصفرون كما يفعل بعض دعاة التصوف حيث يرقصون وهم يصفقون ويصفرون ويعدون هذا حضرة أولياء الله، والعياذ بالله من الجهل والضلال وقوله تعالى {فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} أذاقهموه يوم بدر إذ أذلهم فيه وأخزاهم وقتل رؤساءهم.
هداية الآيات
من هداية الآيات:
1- بيان ما كان عليه المشركون في مكة من بغض للحق وكراهية له حتى سألوا العذاب العام ولا يرون راية الحق تظهر ودين الله ينتصر.
2- النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمان أمته من العذاب فلم تُصب هذه الأمة بعذاب الاستئصال والإبادة الشاملة.
3- فضيلة الاستغفار وأنه ينجى من عذاب الدنيا والآخرة.
4- بيان عظم جرم من يصد عن المسجد الحرام للعبادة الشرعية فيه.
5- بيان أولياء الله تعالى والذين يحق لهم أن يلوا المسجد الحرام وهو المتقون.
6- كراهية الصفير6 والتصفيق، وبطلان الرقص في التعبد.
__________

1 وقاله أيضاً أبو جهل وهو دال على مدى عناد المشركين في مكة ومكابرتهم وحسدهم أيضاً.
2 ذكر القرطبي الحكاية التالية قال: حكي أن ابن عباس لقيه يهودي فقال له من أنت؟ قال: من قريش. فقال أنت من القوم الذين قالوا: {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء ... } الآية فهلاَّ عليهم أن يقولوا: إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا له إنّ هؤلاء قوم يجهلون قال ابن عباس: وأنت يا إسرائيلي من القوم الذين لم تجف أرجلهم من بلل البحر الذي أغرق فيه فرعون وقومه، وانجى موسى وقومه حتى قالوا: {اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة فقال لهم موسى أنكم قوم تجهلون} فأطرق اليهودي ملجماً.
3 روى مسلم انه لما قال أبو جهل. اللهم إن كان هذا هو الحق.. الآية نزلت هذه الآية: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} .
4 دليله إنهم لما خرج من بينهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عذبهم الله بالقتل في بدر وسني القحط الجدب.
5 أي أنهم مستحقون العذاب ولكن لكل أجل كتاب فإذا حان أوانه عذّبوا.
6 الصفير: تفسير للمكاء في الآية وهو مأخوذ من صوت طائر يسمى المكاء قال الشاعر:
إذا غرّد المكاء في غير روضة ...
فويل لأهل الشاء والحُمُرات

******************************

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 31.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.76 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.00%)]