
07-01-2022, 10:50 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة :
|
|
رد: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروز آبادي ----متجدد

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز
ـ مجد الدين محمد بن الفيروز آبادي
المجلد الاول
(24)
من صـــ 224 الى صـــ 230
المتشابهات:
قوله: {وما جعله الله إلا بشرى} وقوله: {ومن يشاقق} وقوله: {ويكون الدين كله لله} قد سبق.
قوله: {كدأب آل فرعون والذين من قبلهم} ثم قال بعد آية {كدأب آل فرعون والذين من قبلهم} أجاب عن هذا بعض أهل النظر وقال: ذكر فى الآية الأولى عقوبته إياهم عند الموت؛ كما فعله بآل فرعون ومن قبلهم من الكفار، وذكر فى الثانية ما يفعله بهم بعد موتهم. قال الخطيب: الجواب عندى: أن الأول إخبار عن عذاب لم يمكن الله أحدا من فعله، وهو ضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم عند نزع أرواحهم، والثانى إخبار عن عذاب مكن الناس من فعل مثله، وهو الإهلاك والإغراق.
قال تاج القراء: وله وجهان [آخران] محتملان. أحدهما: كدأب آل فرعون فيما فعلوا، والثانى: كدأب فرعون فيما فعل بهم. فهم فاعلون فى الأول، ومفعولون فى الثانى. والوجه الآخر: أن المراد بالأول كفرهم بالله، وبالثانى تكذيبهم بالأنبياء؛ لأن تقدير الآية: كذبوا الرسل بردهم آيات الله. وله وجه آخر. وهو أن يجعل الضمير فى (كفروا) لكفار قريش على تقدير: كفروا بآيات ربهم كدأب آل فرعون والذين من قبلهم، وكذلك الثانى: كذبوا بآيات ربهم كدأب آل فرعون.
قوله: {الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله} هنا بتقديم أموالهم وأنفسهم وفى براءة بتقديم {في سبيل الله} لأن فى هذه السورة تقدم ذكر المال والفداء والغنيمة فى قوله: {تريدون عرض الدنيا} و {لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيمآ أخذتم} أى من الفداء، {فكلوا مما غنمتم} فقدم ذكر المال، وفى براءة تقدم ذكر الجهاد، وهو قوله: {ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم} وقوله: {كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله} فقدم ذكر الجهاد، وذكر هذه الآى فى هذه السورة ثلاث مرات. فأورد فى الأولى {بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله} وحذف من الثانية {بأموالهم وأنفسهم} اكتفاء بما فى الأولى، وحذف من الثالثة {بأموالهم وأنفسهم} وزاد {في سبيل الله} اكتفاء بما فى الآيتين.
فضل السورة
يروى بسند ساقط أنه قال صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة الأنفال وترا فأنا شفيع له، وشاهد يوم القيام أنه برىء من النفاق، وأعطى من الأجر بعدد كل منافق فى دار الدنيا عشر حسنات، ومحى عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان العرش وحملته يصلون عليه أيام حياته فى الدنيا" وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا على، من قرأ سورة الأنفال أعطاه الله مثل ثواب الصائم القائم.
بصيرة فى.. براءة من الله ورسوله
هذه السورة مدنية بالاتفاق. وعدد آياتها مائة وتسع وعشرون عند الكوفيين، وثلاثون عند الباقين. عدد كلماتها ألفان وأربعمائة وسبع وتسعون كلمة. وحروفها عشرة آلاف وسبعمائة وسبع وثمانون حرفا.
والآيات المختلف فيها ثلاث {برياء من المشركين} {عاد وثمود} {عذابا أليما} .
مجموع فواصل آياته (ل م ن ر ب) يجمها (لم نرب) على اللام منها آية واحدة {إلا قليل} وعلى الباء آية {وأن الله علام الغيوب} وكل آية منها آخرها راء فما قبل الراء ياء.
ولهذه السورة ثمانية أسماء: الأول براءة؛ لافتتاحها بها، الثانى سورة التوبة؛ لكثرة ذكر التوبة فيها {ثم تاب عليهم ليتوبوا} {لقد تاب الله على النبى} الثالث الفاضحة؛ لأن المنافقين افتضحوا عند نزولها. الرابع المبعثرة؛ لأنها تبعثر عن أسرار المنافقين. وهذان الاسمان رويا عن ابن عباس. الخامس المقشقشة؛ لأنها تبرىء المؤمن، فتنظفه من النفاق وهذا عن ابن عمر. السادس البحوث؛ لأنها تبحث عن نفاق المنافقين. وهذا عن أبى أيوب الأنصارى. السابع سورة العذاب؛ لما فيها من انعقاد الكفار بالعذاب مرة بعد أخرى {سنعذبهم مرتين} الثامن الحافرة؛ لأنها تحفر قلوب أهل النفاق بمثل قوله: {إلا أن تقطع قلوبهم} ، {فأعقبهم نفاقا في قلوبهم} .
مقصود السورة إجمالا: وسم قلوب الكفار بالبراءة، ورد العهد عليهم، وأمان مستمع القرآن، وقهر أئمة الكفر وقتلهم، ومنع الأجانب من عمارة المسجد الحرام، وتخصيصها بأهل الإسلام، والنهى عن موالاة الكفار، والإشارة إلى وقعة حرب حنين ومنع المشركين من دخول الكعبة، والحرم، وحضور الموسم، والأمر بقتل كفرة أهل الكتاب وضرب الجزية عليهم، وتقبيح قول اليهود والنصارى فى حق عزير وعيسى عليهما السلام، وتأكيد رسالة الرسول الصادق المحق، وعيب أحبار اليهود فى أكلهم الأموال بالباطل، وعذاب مانعى الزكاة، وتخصيص الأشهر الحرم من أشهر السنة، وتقديم الكفار شهر المحرم، وتأخيرهم إياه، والأمر بغزوة تبوك، وشكاية المتخلفين عن الغزو، وخروج النبى صلى الله عليه وسلم مع الصديق رضى الله عنه من مكة إلى الغار بجبل ثور، واحتراز المنافقين من غزوة تبوك، وترصدهم وانتظارهم نكبة المسلمين، ورد نفقاتهم عليهم، وقسم الصدقات على المستحقين، واستهزاء المنافقين بالنبى صلى الله عليه وسلم، وبالقرآن، وموافقة المؤمنين بعضهم بعضا، ونيلهم الرضوان الأكثر بسبب موافقتهم، وتكذيب الحق للمنافقين فى إيمانهم، ونهى النبى عن الاستغفار لأحيائهم، وعن الصلاة على أمواتهم، وعيب المقصرين على اعتذارهم بالأعذار الباطلة، وذم الأعراب فى صلابتهم، وتمسكهم بالدين الباطل، ومدح بعضهم بصلابتهم فى دين الحق، وذكر السابقين من المهاجرين والأنصار، وذكر المعترفين بتقصيرهم، وقبول الصدقات من الفقراء، ودعائهم على ذلك، وقبول توبة التائبين، وذكر بناء مسجد ضرار للغرض الفاسد، وبناء مسجد قباء على الطاعة والتقوى، ومبايعة الحق تعالى عبيده باشتراء أنفسهم وأموالهم، ومعاوضتهم عن ذلك بالجنة، ونهى إبراهيم الخليل من استغفار المشركين، وقبول توبة المتخلفين المخلص من غزوة تبوك، وأمر ناس بطلب العلم والفقه فى الدين، وفضيحة المنافقين، وفتنتهم فى كل وقت، ورأفة الرسول صلى الله عليه وسلم، ورحمته لأمته وأمر الله نبيه بالتوكل عليه فى جميع أحواله بقوله: {فإن تولوا فقل حسبي الله لا إلاه إلا هو عليه توكلت} الآية.
الناسخ والمنسوخ:
الآيات المنسوخة ثمان آيات {فسيحوا في الأرض} م {فإذا انسلخ الأشهر الحرم} ن {يكنزون الذهب والفضة} م (آية الزكاة) ن {إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما} وقوله: {انفروا خفافا وثقالا} م {وما كان المؤمنون لينفروا} ن {عفا الله عنك لم أذنت لهم} م {فإذا استأذنوك لبعض شأنهم} ن {استغفر لهم} م {سوآء عليهم أستغفرت لهم} ن {الأعراب أشد كفرا ونفاقا} إلى تمام الآيتين م {ومن الأعراب من يؤمن بالله} ن.
المتشابهات:
قوله: {واعلموا أنكم غير معجزي الله} وبعده {واعلموا أنكم غير معجزي الله} ليس بتكرار؛ لأن الأول للمكان، والثانى للزمان. وتقدم ذكرهما فى قوله: {فسيحوا في الأرض أربعة أشهر} .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|