عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-12-2021, 10:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,825
الدولة : Egypt
افتراضي أنجع علاج وأسرع ترياق

أنجع علاج وأسرع ترياق
سعيد مصطفى دياب








قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ[1].



تأملْ عنايةَ اللهِ تعالى بأصحابِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومحبَّتَه سبحانه وتعالى لهم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم في ذلك التَّرَقِّي في الكلامِ، حيثُ أمرَ رسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بالعفو عنهم لمخالفتهم أمره في غزوة أحدٍ، لعدم قصد المخالفة، ثم الاستغفار لهم عَلَى مَا صَنَعُوا مِنْ مُغَادَرَةِ مَرَاكِزِهِمْ، ليزيل ما في قلوبهم من الحزن على اقتراف ذلك الذنب؛ ثم مشاورتهم فِي الأمْرِ مع عدم احتياجه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمشورتهم، لتطيبَ بذلك نُفُوسُهُم وتذهبَ عنها كل وحشةٍ، وَليرَفْعَ بذلك أَقْدَارَهُم.



ولا عجب أن يشملهم الله تعالى بعنايته، وأن يعمهم بفضله وإحسانه، فإنهم صفوة الله تعالى من خلقه بعد الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وقد اختارهم الله تعالى لصحبة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحمل أمانة الدين بعده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.



ثم تأمل العلة في أمر الله تعالى رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالاستغفار لهم، ولِمَ لمْ يخبرهم تعالى بالمغفرةِ ابتداءً؟



ولو فعل ذلك لظلت قُلُوبهم منكسرةً أمامَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبقيت نفوسهم في وحشتها مما تسببوا له فيه، فلما عفا عنهم واستغفر لهم ازدادوا له حبًّا، وازدادوا منه قربًا.



ومهما بحثت عن علاجٍ يزيلُ أثرَ تلك الحادثةِ من صدورِ أصحابِ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويزيل وحشتها فلن تجد ترياقًا أسرعَ مفعولًا، ولا علاجًا أنجعَ من تلك الكلمات الحانية، التي تزيل عن القلب كل كدر، وتمحو عنه من الحزن كل أثر.





[1] سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الْآيَة/ 159.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.59 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.12%)]