عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 06-12-2021, 03:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,040
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروز آبادي ----متجدد




بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز
ـ مجد الدين محمد بن الفيروز آبادي
المجلد الاول
(19)
من صـــ 189 الى صـــ 195

الناسخ والمنسوخ
الآيات المنسوخة فى السورة أربع عشرة آية {إني أخاف إن عصيت ربي} م {ليغفر لك الله} ن {قل لست عليكم بوكيل} م آية السيف ن {وإذا رأيت الذين يخوضون} إلى قوله {وما على الذين يتقون} م {فلا تقعدوا معهم} ن {وذر الذين اتخذوا دينهم} م {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} ن {قل الله ثم ذرهم} م آية السيف ن {فمن أبصر فلنفسه} م آية السيف ن {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله} م آية السيف ن {فذرهم وما يفترون} م آية السيف ن {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه} م {اليوم أحل لكم الطيبات} ن {اعملوا على مكانتكم} م آية السيف ن {إن الذين فرقوا دينهم} م آية السيف ن.
المتشابهات
قوله: {فقد كذبوا بالحق لما جآءهم فسوف يأتيهم أنباء} وفى الشعراء {فقد كذبوا فسيأتيهم} لأن سورة الأنعام متقدمة فقيد التكذيب بقوله: {بالحق لما جآءهم} ثم قال: {فسوف يأتيهم} على التمام، وذكر فى الشعراء {فقد كذبوا} مطلقا؛ لأن تقييده فى هذه السورة يدل عليه، ثم اقتصر على السين هناك بد (فسوف) ليتفق اللفظان فيه على الاختصار.
قوله {ألم يروا كم أهلكنا} فى بعض المواضع بغير واو؛ كما فى هذه السورة، وفى بعضها بالواو، وفى بعضها بالفاء؛ هذه الكلمة تأتى فى القرآن على وجهين: أحدهما متصل بما كان الاعتبار فيه بالمشاهدة، فذكره بالألف والواو، ليدل الألف على الاستفهام، والواو على عطف جملة على جملة قبلها، وكذا الفاء، ولكنها أشد اتصالا بما قبلها، والثانى متصل بما الاعتبار فيها بالاستدلال، فاقتصر على الألف دون الواو والفاء، ليجرى مجرى الاستئناف؛ ولا ينقص هذا الأصل قوله {ألم يروا إلى الطير} فى النحل؛ لاتصالها بقوله {والله أخرجكم من بطون أمهاتكم} وسبيله الاعتبار بالاستدلال، فبنى عليه {ألم يروا إلى الطير} .
قوله {قل سيروا في الأرض [ثم انظروا} فى هذه السورة فحسب. وفى غيرها: {سيروا في الأرض] فانظروا} لأن ثم للتراخى، والفاء للتعقيب، وفى هذه السورة تقدم ذكر القرون فى قوله {كم أهلكنا من قبلهم من قرن} ثم قال {وأنشأنا من بعدهم قرناءاخرين} فأمروا باستقراء الديار، وتأمل الآثار، وفيها كثرة فيقع ذلك (فى) سير بعد سير، وزمان بعد زمان، فخصت بثم الدالة على التراخى بعد الفعلين، ليعلم أن السير مأمور به على حدة؛ ولم يتقدم فى سائر السور مثلها، فخضت بالفاء الدالة على التعقيب.
قوله {الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون} ليس بتكرار لأن الأول فى حق الكفار، (والثانى) فى حق أهل الكتاب.
قوله {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه [لا يفلح الظالمون} وقال فى يونس (فمن) بالفاء، وختم الآية بقوله {إنه] لا يفلح المجرمون} لأن الآيات التى تقدمت فى هذه السورة عطف بعضها على بعض بالواو، وهو قوله {وأوحي إلي هاذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ... وإنني بريء} ثم قال: {ومن أظلم} وختم الآية بقوله: {الظالمون} ليكون آخر الآية [موافقا للأول. وأما فى سورة يونس فالآيات التى تقدمت عطف بعضها على بعض بالفاء وهو قوله: {فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون} ثم قال: فمن أظلم (بالفاء وختم الآية] بقوله: {المجرمون} أيضا موافقة لما قبلها وهو قوله: {كذلك نجزي القوم المجرمين} فوصفهم بأنهم مجرمون، وقال بعده {ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم} فختم الآية بقوله: المجرمون ليعلم أن سبيل (هؤلاء سبيل) من تقدمهم.
قوله: {ومنهم من يستمع إليك} وفى يونس {يستمعون} لأن ما فى هذه السورة نزل فى أبى سفيان، والنضر بن الحارث، وعتبة، وشيبة، وأمية، وأبى بن خلف، فلم يكثروا ككثرة قوله (من) فى يونس لأن المراد بهم جميع الكفار، فحمل هاهنا مرة على لفظ (من) فوحد؛لقلتهم، ومرة على المعنى، فجمع؛ لأنهم وإن قلوا جماعة. وجمع ما فى يونس ليوافق اللفظ المعنى. وأما قوله فى يونس: {ومنهم من ينظر إليك} فسيأتى فى موضعه إن شاء الله تعالى.
قوله: {ولو ترى إذ وقفوا على النار} ثم أعاد فقال: {ولو ترى إذ وقفوا على ربهم} لأنهم أنكروا النار فى القيامة، وأنكروا الجزاء والنكال، فقال فى الأولى: {إذ وقفوا على النار} ، وفى الثانية {على ربهم} أى جزاء ربهم ونكاله فى النار، وختم بقوله: {فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} .
قوله: {إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين} ليس غيره. وفى غيرها بزيادة (نموت ونحيا) لأن ما فى هذه السورة عند كثير من المفسرين متصل بقوله ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وقالوا إن هى إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين ولم يقولوا ذلك، بخلاف ما فى سائر السور؛ فإنهم قالوا ذلك؛ فحكى الله تعالى عنهم.
قوله: {وما الحياة الدنيآ إلا لعب ولهو} قدم اللعب على اللهو فى موضعين هنا، وكذلك فى القتال، والحديد، وقدم اللهو على اللعب فى الأعراف، والعنكبوت، وإنما قدم اللعب فى الأكثر لأن اللعب زمانه الصبا واللهو زمانه الشباب، وزمان الصبا مقدم على زمان الشباب. يبينه ما ذكر فى الحديد {اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب} كلعب الصبيان {ولهو} كلهو الشبان {وزينة} كزينة النسوان {وتفاخر} كتفاخر الإخوان {وتكاثر} كتكاثر السلطان. وقريب من هذا فى تقديم لفظ اللعب على اللهو قوله {وما بينهما لاعبين لو أردنآ أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنآ} وقدم اللهو فى الأعراف لأن ذلك فى القيامة، فذكر على ترتيب ما انقضى، وبدأ بما به الإنسان انتهى من الحالتين. وأما العنكبوت فالمراد بذكرها زمان الدنيا، وأنه سريع الانقضاء، قليل البقاء، وإن الدار الآخرة لهى الحيوان أى الحياة التى لا بداية لها، ولا نهاية لها، فبدأ بذكر اللهو؛ لأنه فى زمان الشباب، وهو أكثر من زمان اللعب، وهو زمان الصبا.
قوله: {أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة} ثم قال: {أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة} وليس لهما ثالث. وقال: فيما بينهما {أرأيتم} وكذلك فى غيرها، ليس لهذه الجملة فى العربية نظير، لأنه جمع بين علامتى خطاب، وهما التاء والكاف، والتاء اسم بالإجماع، والكاف حرف عند البصريين يفيد الخطاب فحسب، والجمع بينهما يدل على أن ذلك تنبيه على شىء، ما عليه من مزيد، وهو ذكر الاستئصال بالهلاك، وليس فيما سواهما ما يدل على ذلك، فاكتفى بخطاب واحد والله أعلم.
قوله {لعلهم يتضرعون} فى هذه السورة، وفى الأعراف: {يضرعون} بالإدغام لأن هاهنا وافق ما بعده وهو قوله: {جاءهم بأسنا تضرعوا} ومستقبل تضرعوا يتضرعون لا غير. قوله: {انظر كيف نصرف الآيات} مكرر؛ لأن التقدير: انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون عنها؛ فلا نعرض عنهم بل نكررها لعلهم يفقهون.
قوله: {قل لا أقول لكم عندي خزآئن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك} فكرر {لكم} وقال فى هود {ولا أقول إني ملك} فلم يكرر {لكم} لأن فى هود تقدم {إني لكم نذير} وعقبه {وما نرى لكم} وبعده {أن أنصح لكم} فلما تكرر {لكم} فى القصة أربع مرات اكتفى بذلك.
قوله: {إن هو إلا ذكرى للعالمين} فى هذه السورة، وفى سورة يوسف: {إن هو إلا ذكر للعالمين} منونا؛ لأن فى هذه السورة تقدم {بعد} {ولكن ذكرى} فكان {الذكرى} أليق بها.
قوله: {يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي} فى هذه السورة؛ وفى آل عمران: {وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي}كذلك فى الروم، ويونس {يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي} لأن [ما] فى هذه السورة وقعت بين أسماء الفاعلين وهو فالق الحب، فالق الإصباح وجاعل الليل سكنا، واسم الفاعل يشبه الاسم من وجه، فيدخله الألف واللام، والتنوين، والجر (من وجه) وغير ذلك، ويشبه الفعل من وجه، فيعمل عمل الفعل، ولا يثنى و (لا) يجمع إذا عمل، وغير ذلك. ولهذا جاز العطف عليه بالاسم نحو قوله: الصابرين والصادقين، وجاز العطف عليه بالفعل نحو قوله: {إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا} ، ونحو قوله: {سوآء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون} فلما وقع بينهما ذكر {يخرج الحي من الميت} بلفظ الفعل و {ومخرج الميت من الحي} بلفظ الاسم؛ عملا بالشبهين وأخر لفظ الاسم؛ لأن الواقع بعده اسمان، والمتقدم اسم واحد، بخلاف ما فى آل عمران؛ لأن ما قبله وما بعده أفعال. وكذلك فى يونس والروم قبله وبعده أفعال. فتأمل فيه؛ فإنه من معجزات القرآن.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.36 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.73%)]