
10-11-2021, 04:51 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,207
الدولة :
|
|
رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
وأما الآية الثالثة وهي قوله تعالى:
{أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين}
فمعناها: إن الله تعالى أنزل الكتاب على رسوله محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمره بتلاوته وإبلاغه الناس لئلا يقول الكافرون من العرب إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا اليهود والنصارى والمراد بالكتاب التوراة والإنجيل، {وإن كنا عن دراستهم لغافلين} إذ لم نعرف لغتهم، ولم نعرف ما يقرأونه في كتابهم، فتقوم الحجة لكم علينا فقطعاً لهذه الحجة أنزلنا الكتاب.
وقوله تعالى في الآية الرابعة:
{أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة}
كما قطع تعالى عذرهم بإنزال كتابه الكريم لو قالوا يوم القيامة إنما أنزل الكتاب على اليهود والنصارى ونحن لم ينزل إلينا شيء فلذا ما عرفنا ربنا ولا عرفنا محابه ومكارهه فنطيعه بفعل محابه وترك مكارهه، قطع كذلك عذرهم لو قالوا لو أنا أنزل علينا الكتاب الهادي إلى الحق المعرف بالهدى لكنا أهدى من اليهود والنصارى الذين أوتوا الكتاب قبلنا، فقال تعالى {فقد جاءكم بينة من ربكم} وهو القرآن الكريم ورسوله المبلغ له {وهدى ورحمة} أي وجاءكم الهدى والرحمة يحملهما القرآن الكريم، فأي حجة بقيت لكم تحتجون بها عند الله يوم القيامة إنكم إن لم تقبلوا هذه البينة وما تحمله من هدى ورحمة فقد كذبتم بآيات الله وصدفتم عنها ولا أحد أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها، وسيجزيكم بما يجزي به المكذبين بآيات الله الصادفين عنها.
هذا ما دلت عليه الآية الرابعة (157) {أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم} أي كراهية أن تقولوا. (فقد جاءكم 5 بينة من ربكم وهدى 6ورحمة فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون} .
هداية الآيات
من هداية الآيات:
1- بيان منة الله تعالى على موسى عليه السلام والثناء عليه لإحسانه.
2- تقرير عقيدة البعث والجزاء يوم القيامة.
- الإشادة بالقرآن الكريم، وما أودع الله فيه من البركة والهدى والرحمة والخير.
4- قطع حجة المشركين بإنزال الله تعالى كتابه وإرسال رسوله محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
5- التنديد7 بالظلم، وبيان جزاء الظالمين المكذبين بآيات الله المعرضين عنها.
__________
1) قال الزجاج: ثم ها هنا للعطف على معنى التلاوة، فالمعنى اتل ما حرم ربكم عليكم. ثم أتل عليكم ما آتى الله موسى الخ. فهي إذاً لعطف الجُمل وما كان لعطف الجمل فلا يراعى فيه تراخي الزمان.
2-) أي رجاء أن يؤمنوا بلقاء ربهم.
3)أي اعملوا بما فيه متتبعين ما فيه من أوامر ونوه تفعلون الأمر وتتركون النهي.
4) أي اتقوا تحريفه وتبديله كما فعلت اليهود.
5)أي بطل عذركم بمجيء النبي الأمي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لكم وهو البيّنة وسمي بينة لكماله الخلقي والخلقي ولما معه من العلوم والمعارف الإلهية وهو أميّ لا يقرأ ولا يكتب.
6)الهدى والرحمة المراد بهما ما في القرآن الكريم من هدى ورحمة للمؤمنين بقرينة. فمن أظلم ممن كذب بآيات الله.
7) وفي الحديث الصحيح: "اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة". وفي آخر الظلم يذر الديار بلا قع أي فقراً خالية.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|