الدكترة
د. عبدالحكيم الأنيس
• سمعت الشيخ عبد الفتاح أبو غدة قال بشيءٍ من الانزعاجِ لرجلٍ كان يخاطبهُ بالدكتور: أنا لستُ دكتوراً...
♦ ♦ ♦ ♦
• لو لم يكن في الحرصِ على ذكرِ لقبِ الدكتور في كل حينٍ إلا اتباع حظ النفس، والتباهي على الناس، وادعاء العلم، وتقليد الآخرين، والانتشاء به، لكفى به ذمّاً.
♦ ♦ ♦ ♦
• انظرْ إلى المُستفتي يَذهبُ إلى الشيخ المُفتي يسأله عن مسألة شرعية، فيقول له: يا دكتور... ولا يقول: يا شيخنا...
♦ ♦ ♦ ♦
• يكفي أنْ نعلمَ أن هذا اللقب الوافد (دكتور) زاحمَ ألقابَنا العربية الإسلامية، وانتصرَ عليها...ومِنْ أسباب ذلك فرطُ حُبِّنا له، وحرصِنا عليه...
♦ ♦ ♦ ♦
• بعضُ الآباء ينادي ابنه بـ: يا دكتور...
♦ ♦ ♦ ♦
• الدكترة مظهرٌ مِنْ مظاهر التغريب الذي يُهاجمنا في كلِّ مفصلٍ مِنْ مفاصل حياتنا...
♦ ♦ ♦ ♦
• بعضُ الناس لا يُقاومُ سحرَ هذا اللقب (دكتور) مع أنه لا يحمل سوى دكتوراه فخرية مِنْ جامعةٍ لم يَسمع بها الناسُ بعد...
♦ ♦ ♦ ♦
• علمتُ أنَّ أحد الباحثين المنقِّبين عن أحوال الدكاترة المعاصرين لديه مشروعُ كتاب عن (أحوال الدكاترة)، وينوي أن يسميه: "كشف المستور عن الأستاذ والدكتور"!...
♦ ♦ ♦ ♦
• فلانٌ يصرُّ على أنْ يصفَ نفسَه بالدكتور حتى وهو يَكتب خطاباً أو شيئاً لأستاذهِ وشيخهِ الذي أشرفَ عليه، ولأساتذتهِ الذين ناقشوه ومنحوه الشهادة!!
♦ ♦ ♦ ♦
• تُرى يظنُّ عاقلٌ أنه سيقولُ لمنكر ونكير في القبر بأنه (الأستاذ الدكتور فلان)؟!
♦ ♦ ♦ ♦
• أستطيعُ أنْ أفهم أنَّ الدكترة درجةٌ في سلَّم التحصيل العلمي الرسمي، ولكن لا أفهمُ لم الإصرارُ على اللقب في كلِّ زمانٍ ومكانٍ ومناسبةٍ!
♦ ♦ ♦ ♦
• أُجيزتْ رسالة دكتوراه بعد شقِّ الأنفسِ بشرط التعديل الكبير.
ولأنَّ صاحبَها مستعجل على استعمال لقب (دكتور) فقد حصلَ خلافٌ في استحقاقه لذلك الآن، أو بعد قبول التعديل...
♦ ♦ ♦ ♦
• أصبحتْ دورُ النشر تتدخلُ بشدةٍ في إثبات هذا اللقب على أغلفة الكتب طمعاً في ترويجِ الكتاب، واصطيادِ المُشترين.
♦ ♦ ♦ ♦
• المساكينُ في نظر قسمٍ مِنْ حملة الدكتوراه هم الذين لا يحملون هذه الشهادة، ولا يملكون حرفَ الدال قبل أسمائهم...
♦ ♦ ♦ ♦
• قال الشيخُ عبدالفتاح أبو غدة في كتابه "صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل" ص376:
"أنصفَ وصدقَ بعضُ المعاصرين، إذ حكى حالَه عند بدءِ دخوله الكلية، وعند انتهاء دراسته فيها:
ودخلتُ فيها جاهِلاً متواضِعاً * * * * وخرجتُ منها جاهلاً مغرورا
وفي رواية:
وخرجتُ منها جاهلاً دكتورا
ولقد ظنَّ أولئك النفرُ الذين مُنِحوا تلك الألقاب: شراءً، أو استجداءً، أو استغلالاً لمنصبٍ تسلَّقُوه دون استحقاق، أنهم بمجرَّدِ مَنْحِها لهم قد حصَّلوا العلم، وخرَجُوا من الجهل، فاللَّقب هو المُهمُّ، وقد فازوا به!".
♦ ♦ ♦ ♦
• كان الشيخ عبد الكريم المدرس شديدَ الانتقاد لمن يحرصُ من المشايخ على شهادتي الماجستر والدكتوراه ويقول: طلب الماجستر والدكتوراه مُفسِّق إن لم يكن مكفراً[1]!!
♦ ♦ ♦ ♦
• لم يكتف بعضُ الأدباء بلقب دكتور، بل كان يلقِّب نفسه الدكاترة!
♦ ♦ ♦ ♦
• اعتذر بعضُ الناس بزهوٍ عن المشاركة في موضوعٍ علميٍ بأنه مشغول بالتحضير لنيل دكتوراه ثانية...
[1] وللشيخ في ذلك تأويلٌ وتعليلٌ.