ومسرحية: "نور الإيمان" (مسرحية شعرية) لمحمود محمد كلزي[75]، ومسرحية: "مالم يكتبه الجاحظ" لسمير عطية[76]...
أدب الأطفـــــال:
ثمة العديد من المؤلفات الأدبية والنقدية التي تندرج ضمن أدب الأطفال، وقد اتخذت هذه الكتابات الإبداعية والوصفية صبغة إسلامية معاصرة، وقد نشرت مجلة : "الأدب الإسلامي" في شخصية عبد القدروس أبو صالح مجموعة من الكتابات الطفلية. ومن أهم كتاب أدب الأطفال ونقاده، نذكر: رفعت عبد الوهاب المرصفي (شروق والقمر...)، وسعد أبو الرضا (النص الأدبي للأطفال)، ومحمود مفلح (ديوان: "غرد ياشبل الإسلام")،وأبو الحسن الندوي (قصص من التاريخ الإسلامي)، ويحي الحاج يحيى (تغريد البلابل)، وجميل حمداوي (يحيا السلام)، ومحمد علي الرباوي (ديوان "البستان")، وأحمد فضل شبلول (أشجار الشارع أخواتي، وحديث الشمس والقمر، وجماليات النص الشعري للأطفال)، وفوزي خضر (أشهر الرحلات إلى جزيرة العرب)، والعربي بن جلون (قصص لأبنائي، وسلسلة يحكى أن...، وسلسلة أحكي حكاية، وسلسلة مغامرات سامي، وسلسلة ريم وكريم..)،وعبد اللطيف بنحيدة (سلسلة أنبياء الله في قصص، وسلسلة قصص الناشئين،وسلسلة من وحي السيرة النبوية، وسلسلة الخلفاء الراشدين...)، وعمر بهاء الدين الأميري (رياحين الجنة، شعر في الطفولة والأطفال)...
النقــــد الأدبــــي:
ثمة مجموعة من النقاد الإسلاميين المعاصرين الذين اهتموا بتقويم الإبداع الإسلامي تنظيرا وقراءة وتحليلا وتقويما وتوجيها وتأريخا وتوثيقا وأرشفة، ومن هؤلاء: الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي، وعماد الدين خليل، ومحمد قطب، وسيد قطب، والإمام الشهيد حسن البنا، والسفير صلاح الدين السلجوقي، والدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا، والدكتور أحمد بسام ساعي، والدكتور نجيب الكيلاني، والدكتور حسن الأمراني، وعبد القدوس أبو صالح، وجميل حمداوي، وعبد الرحمن حوطش، ومحمد إقبال عروي، ومحمد أحمد حمدان، وحلمي محمد القاعود، ومصطفى عليان،ومحمد الحسناوي،وحكمت صالح، وعلي الغزيوي، وإدريس الناقوري، وصالح آدم، وعبدالباسط بدر، وسعد أبو الرضى، وأسامة يوسف شهاب، وحسن الوراكلي، وسعيد لغزاوي، وعبد الرحيم الرحموني، والحسن بوتبيا، ووليد إبراهيم قصاب،و محمد حسن بريغش، وعدنان رضا النحوي، و محمد مصطفى هدارة، و عبد الرحمن العشماوي…واللائحة تطول.
ومن أهم الكتب النقدية التي صدرت إلى الآن حول الأدب الإسلامي المعاصر، نذكر: دراستي عماد الدين خليل : "في النقد الإسلامي المعاصر"[77]،و" محاولات جديدة في النقد الإسلامي"[78]، وكتب نجيب الكيلاني: "مدخل إلى الأدب الإسلامي"[79]، و" الإسلامية والمذاهب الأدبية"[80]، و" آفاق الأدب الإسلامي"[81]، وكتاب محمد قطب: "منهج الفن الإسلامي"[82]، وكتاب سيد قطب: "خصائص التصور الإسلامي ومقوماته"[83]، وكتاب محمد الحسناوي: "في الأدب والأدب الإسلامي" [84]، وكتاب عبد الرحمن رأفت الباشا : "نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد"[85]، وكتاب صالح آدم بيلو : " من قضايا الأدب الإسلامي "[86]، وكتاب حكمت صالح: "نحو آفاق شعر إسلامي معاصر"[87]، وكتاب عبد الباسط بدر: "مقدمة لنظرية الأدب الإسلامي"[88]، وكتاب سعد أبو الرضى : "الأدب الإسلامي قضية وبناء"[89]، وكتاب أسامة يوسف شهاب: "نحو أدب إسلامي معاصر"[90]، وكتاب حلمي محمد القاعود في: "الواقعية الإسلامية في روايات نجيب الكيلاني"[91]، ودراسة محمد إقبال عروي تحت عنوان : "جمالية الأدب الإسلامي"[92]، وكتاب محمد الرزوقي: "الخصوصيات الفنية والذهنية في شعر حسن الأمراني" [93]، وكتاب علي الغزيوي تحت عنوان: "مدخل إلى المنهج الإسلامي في النقد الأدبي"[94]، وكتاب حميد سمير: "الشعر العربي القديم – رؤية إسلامية "[95]، وكتاب إدريس الناقوري: " قضية الإسلام والشعر" [96]، وكتابي حسن الأمراني: " الأدب والبناء الحضاري[97]،" و" سيمياء الأدب الإسلامي" [98]، وكتاب بلقاسم الجطاري ومهداد بلال وأزواغ حافظ تحت عنوان: " أبواب ونوافذ ... مقاربات فنية في الشعر الإسلامي المعاصر"[99]، وكتاب عبد الرحمن حوطش: "في الشعر الإسلامي المعاصر"[100]، وكتاب جميل حمداوي: "مدخل إلى الشعر الإسلامي" [101]، وكتاب محمد أحمد حمدان: "نحو نظرية للأدب الإسلامي"[102]،وكتاب الحسن بوتبيا: "المنهج الإسلامي في رواية التراث الأدبي وتدوينه"[103]،...
ويمكن الحديث أيضا عن كتب ببليوغرافية حول الأدب الإسلامي مثل: كتاب الحسين زروق تحت عنوان: "مكتبة الأدب الإسلامي المغربي (1970-2007).[104]، وكتاب الدكتورعبد الباسط بدر تحت عنوان: "دليل مكتبة الأدب الإسلامي في العصر الحديث"، وهو من منشورات رابطة الأدب الإسلامي العالمية سنة 1996م.
5- تقويم النظرية الإسلامية:
وجهت للنظرية الإسلامية بصفة عامة والأدب الإسلامي بصفة خاصة مجموعة من الانتقادات، ومن بينها أن الأدب الإسلامي يهتم بالوعظ والإرشاد والتوجيه أكثر مما يهتم بالفن والجماليات، ويعني هذا أن الأدب الإسلامي هو أدب يعطي الأولوية للأخلاق والقيم والوعظ والزهد، وذلك على حساب الخصائص الفنية والجمالية . وهناك من يربط الأدب الإسلامي بالثبات والضعف، وكل من تمرد عن المنظومة الإسلامية، وانشق عنها ردة وانزياحا، فيمثل أدب التحول والتجديد والحداثة كما هو عند أدونيس في كتابه: "الثابت والمتحول"[105]. وهناك من يتهم النقد الإسلامي بأنه نقد أدبي منغلق، لاينفتح على المناهج النقدية المعاصرة، كالبنيوية، والسيميائية، والتفكيكية، والتأويلية، وجمالية التلقي...، وأنه لايعنى سوى بالمقصدية الإسلامية، والحكم على المبدعين والكتاب إما بالكفر وإما بالإيمان. كما يتهمونه أيضا بالتقليد والتكراروالرتابة، وعدم القدرة على التجديد والإبداع والانطلاق؛ لأن الدين يقيد الإبداع، وكما قال الأصمعي قديما في فحولة الشعراء: "إذا دخل الشعر باب الخير ضعف ولان"[106]. وهناك من يعتبر الأدب الإسلامي أدبا إيديولوجيا يستخدم الشعارات الدينية والإسلامية لتمرير أهدافه ورسائله ومقاصده، وذلك على حساب الحقيقة وأدبية الأدب والرسالة الفنية والجمالية. وهناك من يقول بأن هناك انفصاما بين الأقوال والأفعال، فكثير من كتاب الأدب الإسلامي يقولون مالايفعلون، فهل سنهتم – إذاً- بالأقوال والنظريات، فنغض الطرف عن الممارسة والأفعال الشائنة، ثم نترك الناس لرب الناس؟!!
وهناك من يرى بأن الأدب الإسلامي بصفة عامة والأدب الإسلامي بصفة خاصة لايهتم سوى بالشعر والرواية والقصة والنقد، ولايعنى بالفنون الجميلة، كالمسرح، والسينما، والتشكيل، والغناء، والرقص، حيث يعتبرها فنونا مذمومة أقرب إلى لغو الشيطان، على الرغم من وجود فتاوى لعلماء مسلمين تحلل الفنون التي تلتزم بالحق والهداية والشرع، وتنطلق من تصورات إسلامية ربانية كشيخ الأزهر محمد حسين يعقوب حفظه اللهعلي محمد سيدطنطاوي الذي أحل الغناء الذي لايخالف الشرع، ولايخدش أخلاق المسلمين .أما الفنون الضالة فهي منبوذة وممنوعة من ممارستها، ويحرم الاهتمام بها بأي حال من الأحوال.
ونلاحظ أن هناك الكثير من الكتاب والدارسين سواء أكانو غربين أم عرب يصدرون عن رؤية إسلامية في كتاباتهم، ولكنهم لاينتمون إطلاقا إلى الأدب الإسلامي لامن قريب ولا من بعيد، ثم لايعلنون عن نواياهم بشكل صريح، ولا يوضحون تصوراتهم تنظيرا وتقعيدا أو تصريحا: "إن هذا الموقف الحذر من المؤثرات السلبية لم يحل بين نقاد الادب الإسلامي وبين التأكيد على أن جوهر الرؤية الإسلامية في ذلك الأدب يمكن العثور عليها في أعمال غير إسلامية بالمعنى المتعارف عليه.أي: أعمال كتبت من منطلقات ثقافية وفلسفية مغايرة، ولكنها تلتقي مع الرؤية الإسلامية في جوهر رؤيتها، ومن ثم يمكن وصفها وإن جزئيا بالإسلامية. وكان محمد قطب أحد أوائل الذين أكدوا هذه الناحية في كتابه الشهير: "منهج الفن الإسلامي" في دراسته لكتاب وشعراء غير مسلمين مثل: الهندي طاغور والإيرلندي ج.م.سينج. وقد استمر نقاد إسلاميون آخرون في هذا المنهج، فنجد في دراسات عماد الدين خليل، ومنها كتابه: "في النقد الإسلامي المعاصر"، بحثا مشابها، كما في تحليله لمسرحية الكاتب الإسباني المعاصر أليخاندرو كاسونا : "مركبة بلا صياد"، فهو يرى فيها ذلك: "الانبثاق العفوي للتصور الإيماني الذي كثيرا ماتقنا إليه في معطيات الإسلاميين الأدبية والفنية، فلم نجده إلا في القليل النادر""[107]
وردا على ما سبق، فالأدب الإسلامي هو في الحقيقة أدب يدافع عن الهوية الإسلامية وخصوصيتها الحضارية، فهو ينطلق: "مثل كثير غيره مما نجده لدى المشاغلين في هذا الحقل، من وعي راسخ بأن بيئة ثقافية مغايرة- بل ومعادية غالبا- تحيط بمثل ذلك التوجه، وتنطلق من أسس صاغتها الثقافة الغربية المعاصرة. فالأدب الإسلامي على هذا الأساس أدب ديني ملتزم يواجه تيارات فكرية وأدبية إما ترفض الأديان أساسا، أو تكرس أديانا أخرى.إنه توجه أدبي يقوم في مواجهة آداب عبثية أو وجودية، أو آداب مسيحية أو يهودية/صهيونية، إلى غير ذلك من توجهات معاصرة معروفة. وانغراس ذلك الأدب ونقده في بيئته الثقافية ليس بدعا، كما يشير نجيب الكيلاني، فكل المذاهب الأدبية تصدر هي الأخرى عن بيئات ثقافية وإيديولوجية محددة."[108]
وعلاوة على ذلك، فنحن لا نتفق مع الذين يقولون بأن الأدب حينما يرتبط بمنظومة الثبات عقيدة ودينا وأخلاقا يكون بعيدا عن التجديد والشاعرية الحقة. فنحن نخالفهم الرأي، فالمهم في الأدب هو الرسالة والمقصدية، فلابد للأدب من أن يؤدي وظيفة في المجتمع، وألا يبقى أدب لهو ومجون وهراء وانحراف وخيال مجاني، فلابد من أن يقوم الأدب بوظيفة الإصلاح، والدفاع عن الحق والعدالة، ونقد المجتمع سلبا وإيجابا، وتغييره بما هو أحسن وأفضل. ولكن لانريد، في الوقت نفسه، أدبا إسلاميا سطحيا، تقريريا، مباشرا، بل لابد من العمق المنهجي في التحليل والدرس والفحص، ولابد من الانفتاح على المناهج النقدية الغربية بشكل من الأشكال، ولاسيما تلك المناهج التي لاتتعارض مع الرؤية الإسلامية، ونحن نشيد في هذا السياق بكتابات عماد الدين خليل النقدية في مجال المسرح، وكتابات محمد إقبال عروي، وخاصة في كتابه الحداثي القيم: "جمالية الأدب الإسلامي" [109].
هذا، ويمكن تحديد المنهجية الإسلامية في النقد الأدبي في عدة قراءات. أولا: القراءة الافتراضية التي تطرح فرضيات وأسئلة وإشكاليات. ثانيا، القراءة المناصية التي تبحث في العتبات الفوقية والمحيطة، كعتبة المؤلف، والإهداء، والعناوين، والهوامش، والصور، والأغلفة، والمقتبسات، والمقدمات، والفهارس، والتعيين الجنسي، والأيقونات، والحوارات، والشهادات، والكتابات الشخصية والغيرية.... وثالثا، القراءة الداخلية التي تستند إلى مجموعة من المقاربات التي تنفع في فهم الداخل النصي، كالبنيوية، والشكلانية، والشعرية، والسيميائية، والأسلوبية، والموضوعاتية، والتداولية... ورابعا،القراءة السياقية من خلال الانفتاح على السياق الاجتماعي، والسياق التاريخي، والسياق الاقتصادي، والسياق الثقافي، والسياق السياسي، والسياق الديني، والسياق الحضاري. وخامسا: القراءة الـتأويلية التي تعتمد على تأويل النص وتفسيره في ضوء الرؤية الإسلامية والمنهج الرباني. وسادسا، القراءة الاستنتاجية القائمة على التقويم، والتصنيف، والاستنتاج، وبناء الأحكام القرائية. وبعد ذلك، ننتقل إلى القراءة التركيبية التي تستعرض مجموعة من الخلاصات والملاحظات إما في شكل توصيفات واضحة ودقيقة، وإما في شكل بنيات عميقة ومجردة وصورية، وإما في شكل أحكام خاصة وعامة.
خلاصات ونتائــــج:
وخلاصة القول: نستنتج، مما سبق ذكره، بأن النظرية الإسلامية في الأدب ونقده هي تلك النظرية التي ظهرت في العقود الأخيرة من القرن العشرين، لتعيد النظر في التيارات الأدبية والنقدية الموجودة في الساحة الثقافية العربية، تلك التيارات التي كانت تنطلق من فلسفات مادية وتشكيكية وإباحية، وتجعل الإنسان كائنا ماديا بدون قيم ولا أخلاق. لذا، جاءت النظرية الإسلامية لتصحيح مفهوم الأدب، وتبيان طبيعته وماهيته، وتحديد وظائفه في ضوء رؤية إسلامية ربانية. ومن ثم، فقد ساهم الأدب الإسلامي المعاصر في إغناء الأدب العربي المعاصر شعرا ورواية وقصة ونقدا وفنا، كما استطاع أن يقدم بديلا حضاريا لإنقاذ الإنسان المعاصر من شرك المادية والإباحية والإلحاد، بغية السمو به أخلاقيا ودينيا وإنسانيا. ومن ثم، فالنظرية الإسلامية هي التي تمد الأدب الإسلامي بنبض الحياة، فالرؤية الكونية الصحيحة، ثم توجهه الوجهة السليمة للنظر إلى الوجود والمعرفة والقيم نظرة حقيقية يقينية، قوامها: الالتزام بالشرع الرباني، وتمثل العقيدة الإسلامية الصحيحة الخالية من شوائب المادة، والمجردة عن المصلحة الفردية، والبعيدة عن الأهواء الشخصية.
[1] - د. حسن الأمراني: (الإسلامية في الشعر المعاصر بالمغرب)، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ندوة جوانب من الأدب في المغرب الأقصى، سلسلة ندوات ومناظرات، رقم 8، سنة 1984م، وجدة، المغرب، ص: 143-144.
[2] - د. نجيب الكيلاني: مدخل إلى الأدب الإسلامي، كتاب الأمة، قطر، عدد 14 ،ص:32.
[3] - محمد قطب: منهج الفن الإسلامي، دار الشروق، الطبعة الثالثة، 1960م، ص: 6.
[4] - د.حسن الأمراني: نفس المقال السابق، ص: 144.
[5] - د.سعد البازعي وميجان الرويلي: دليل الناقد الأدبي، المركز الثقافي العربي، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية ، سنة 2000م.ص:19-20.
[6] - نجيب الكيلاني: الإسلامية والمذاهب الأدبية، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، طبعة 1987م.
[7] -أنور الجندي: الإسلامية نظام مجتمع ومنهج حياة ، د.ع ، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى سنة 1979م.
[8] - د.حسن الأمراني: المقال السابق، ص:144.
[9] - انظر د.عماد الدين خليل: (ملاحظات حول النوع الأدبي والمضمون والمذهب)، مجلة المشكاة، المغرب، العدد:4، سنة 1984م، ص:38.
يتبع