منوعات
أحمد عبد الجبار
فاصنع ما أحب الله
غضب عبدالملك بن مروان على رجل، فقال: والله لئن أمكنني الله منه لأفعلن به كذا وكذا، فلما صار بين يديه قال له: يا أمير المؤمنين، قد صنع الله ما أحببت، فاصنع ما أحب الله، فهدأ غضبه وعفا عنه، وأمر له بصلة·
وعند الله تجتمع الخصوم
حبس الحجاج رجلاً ظلماً فكتب الرجل إليه رقعة جاء فيها، قد مضى من بؤسنا أيام، ومن نعيمك أيام، والموعد القيامة، والسجن جهنم، والحاكم لا يحتاج إلى بيِّنة، وذيلها بهذه الأبيات:
ستعلم يا نؤوم إذا التقينا
غداً عند الإله من الظلوم
أما والله إن الظلم لؤم
وما زال الظلوم هو الملوم
سينقطع التلذذ عن أناس
أداموه وينقطع النعيم
إلى ديان يوم الدين نمضي
وعند الله تجتمع الخصوم
أمثال عالمية
ـ يستحيل الوقوف في هذا العالم دون الانحناء أحياناً >مثل ياباني<·
ـ الكلام لا يسدد الديون >مثل إنجليزي<·
ـ أن تضيء شمعة صغيرة خير من أن تلعن الظلام >مثل صيني<·
من هو قراقوش؟
>قراقوش< شخصية حقيقية وليست خيالية كما يظن بعض الناس، فقد كان وزيراً في مصر في عهد >صلاح الدين الأيوبي<، واشتهر بالصرامة، واسمه >بهاء الدين الأسري<، وكان وزيراً عادلاً، فحنق عليه الصليبيون واستهزؤوا به، وحين تمادوا في سلوكهم وأسلوبهم معه ثار عليهم، وأصبح مثلاً يضرب للظلم على عكس الصحيح·
قيام الليل من صفات المخلصين
امنع جفونك أن تذوق مناماً
وأذر الدموع على الخدود سجايا
واعلم بأنك ميت ومحاسب
يا من على سخط الجليل أقاما
لله قوم أخلصوا في حبه
فرضى بهم واختصهم خداما
قوم إذا جن الظلام عليهم
باتوا هنالك سجداً وقياماً
خمص البطون من التعفف ضمراً
لا يعرفون سوى الحلال طعاماً
اتدعوني باسمي
قيل: صاح أعرابي بالمأمون: يا عبدالله يا عبدالله، فغضب وقال: أتدعوني باسمي؟ فقال الأعرابي: نحن ندعو الله باسمه، فسكت المأمون وقضى حاجته، وأنعم عليه·
مراقبه الله تعالى
يروى أن ثلاثة نفر حضروا عند بعض الزهاد وقالوا: أوصنا· فقال لواحد: ألست تقول إنه عالم، فقال: بلى، قال: إياك أن يعلم منك شيئاً فيفضحك به غداً، وقال للثاني: أليس هو بصير؟ قال: بلى، قال: إياك أن يراك على عمل تستحي منه يوم القيامة، وقال للثالث: أليس هو سميع؟ قال: بلى، قال: احذر أن يسمع منك شيئاً يردك عن باب رحمته بسببه·
قل ولا تقل
قرأت عن موت فلان في صفحة الوَفَيات ولا تقل الوفِيِّات، لأن جمع وفيه وفِيات، وهي صفة المؤنث، أما جمع وفاة: وَفَيَات·
أنملة وإصبع
الإصبع: معروفة، وقد تذكر هذه إصبع والجمع أصابع وأصابيع·
الأنملة: هي التي فيها الظفر >كما قال صاحب القاموس< أو هي رؤوس الأصابع، والجمع أَنامل وأُنملات·
والإصبع والأُنملة فيهما تسع لغات، وزيدت الإصبع بلغة عاشرة >ونُقِلَ أن أُنملة فيها لغة عاشرة أيضاً<، وبيان هذه اللغات في هذا البيت·
وهمز أنملة ثلِّث وثالثة
التسع في إصبع واختم بأُصبوع
فالهمزة فيهما >بثلاث حركات<: الضمة والفتحة والكسرة·
و>الباء< في إصبع و>الميم< في أنملة: فيهما الحركات الثلاث أيضاً·
فكل حركة معها ثلاث حركات، فمجموعها: تسع لغات· وتزيد الإصبع بلغة عاشرة وهي أصبُوع بالضم فقط·
ونقل الزبيدي في تاج العروس عن بعضهم >أُنمولة··· وجعل جمعها أنملات، بينما لم تذكره المصادر اللغوية الأخرى<·
واعلم أن أهل اللغة تكلموا في أفصح اللغات في أنملة واختاروا الفتح، وعليه فانطق الإصبع والأنملة على أي لغة أردت·