عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 22-09-2021, 10:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,740
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الرّؤية النّقديّة عند محمود شاكر

لقد درس الجرجانيّ في هذا السّياق صورَ المعاني الّتي يؤدّيها الكلام، وهي دراسة تصبّ بالدّرجة الأولى في العلاقة بين المتكلّم والمخاطب، فنجده يقسّم الكلام إلى ضربين، "ضرب تصل منه إلى الغرض بدلالة اللّفظ وحده، وذلك إذا قصدت أن تخبر عن زيد مثلا بالخروج على الحقيقة فقلت: خرج زيد" [18]، وهذا ما أشار إليه بلفظة (المعنى) مجرّدة، أي المعنى المباشر الّذي توحيه الجملة عبر الصّيغ المباشرة الّتي تحملها دِلالاتها، أو كما يعبّر هو: "المفهوم من ظاهر اللّفظ والّذي تصل إليه بغير واسطة" [19]، إنّه يُلمح إلى لغة التّواصل العاديّة الّتي لا تحمل في مضامينها سوى ما تحمله الألفاظ من معان معجميّة، دون التفاف حول النّسق المباشر للمعنى.



أمّا الضّرب الآخر فهو ما أسماه (معنى المعنى) وهو " أن تعقل من اللّفظ معنى، ثمّ يُفضي بك ذلك المعنى إلى معنى آخر"[20]. و(معنى المعنى) هو ما نجده في الاستخدامات المجازيّة والاستعاريّة الّتي تأخذ في الاتّساع كلّما توسّعت دائرة المجاز والاستخدام، إنّه تفريق دقيق بين أسلوبَيْ الطّرح، أو بين الطّريقة الّتي تُوصل المعنى إلى المستمع، وفي ذلك الضّرب الثّاني يكمن وصف نظريّة التّأويل، حيث استمدّ الجرجانيّ هذا التّقسيم من خلال دراسته لدلالات التّركيب، واتّصاله بالأنساق الأدبيّة الّتي تحكم أساليب العرب في سبك العبارة، ومن ثمّ فإنّ الدّرس الّنقديّ الأدبيّ يقف عند هذه الرّكيزة المتعمّقة في إدراك الأساليب البلاغيّة الّتي تعين كثيرًا على التّذوّق الأدبيّ، وتساعد في فهم النّصّ وتأويله بما يوافق مقتضاه.



وهذا الإدراك لتلك الأساليب تحكمه الخبرات والمعارف السّابقة والّتي لا يمكن إغفالها في أثناء عمليّة تأويل النّصوص، وهي من أهمّ آليّات التّأويل، إضافة إلى القواعد الّتي يتمحور حولها الفهم السّليم لحركة النّصّ، ومن هنا كان مشروع عبدالقاهر المساوقةَ بين إدراك معاني الكلام وبين ارتباط ذلك كلّه بالنّظام النّحويّ له، وتعليق إفهام النّصّ وفهمه على علاقته بأساسيّات اللّغة وقوانينها.



والمستقرئ لطريقة محمود شاكر في النّقد نجده يعطي النّظام اللّغويّ مكانة عليا، على أساس أنّ إنّ لغة النّصّ هي الأداة الرّئيسة الّتي يستخدمها الشّاعر للتّعبير عن فكره، وبقدر تمكّنه من استخدامها،يكون إبداعه وتفوّقه، ومن ثمّ فإنّ الدّقّة والإحكام المنتَجان من خلال الخبرة وسعة الاطّلاع،يجب أن يكون لهما حضور بارز في الصّياغة الشّعريّة، وربّما تكون هي الأهمّ في رأي شاكر، "وأجهلُ النّاس من يظنّ أنّ جمال الأنغام المتسرّبة من ألفاظ الشّعر وألحانه المركّبة، دانيةُ القطوف لكلّ كاتب وناقد. فإنّ اللّغة، هي قمّةُ البراعات الإنسانيّة وأشرفها، وهي أبعد منالا ممّا يتصوّره المرءُ بأوّل خاطر، فما ظنّك إذا كانت اللّغة عندئذٍ لغةَ ((شعر)) أو ((كلام مُبين))! عندئذ تعي الألسنة عن الإبانة عن مكنون أسرارها، وتُقصّر هِممُ ألفاظِ النّقّادِ أحيانًا كثيرة عن بلوغ ذُراها المُشْمَخِرَّة"[21].

ومن المهمّ أن ندرك أنّ الجرجانيّ قد أسّس في دراسة البلاغة مفاهيم رائدة، وأدخل البلاغة في سياقات خلاّقة، قد لا ترقى إليها أطروحات المعاني والبيان والبديع الّتي قد اقتصرت عليها كثير من الدّراسات من بعده، لقد أقام فكرته في البلاغة على أنساق التّواصل الأدبيّ برمّتها، ولم يضع اللّفظة إلاّ في موضعها الّذي تستحقّ، في حين ركّز أكثر ما ركّز على المعاني، وجعلها القائدة إلى تَنَاسُبِ الألفاظ معها، فدار في أطر النّظم، والبُنى الدّلاليّة، والأنماط الكلاميّة، ليحلّل عمليّات التّواصل الخطابيّة، وليفكّ شفرات النّصوص، ويجعل من إبهامها مفتاحًا لتأويلها، ويكتشف العلاقة بين القارئ والنّصّ، وليعطي حضورًا فاعلا للمتلقّي.



والممارسة النّقديّة في الحيّز التّراثيّ تتّسم بهذا الإجراء في محاولة إدراك الترابط بين صاحب النّصّ والمتلّقي وطُرُقِ التّواصل الأدبيّ بينهما، يقول الجاحظ "... لأّن مدار الأمر على البيان والتّبيُّن، وعلى الإفهام والتّفهُّم، وكلّما كان اللّسان أبينَ كان أحمدَ، كما أنّه كلّما كان القلبُ أشدَّ استبانة كان أحمدَ. والمفهِمُ لك والمتفهِّمُ عنك شريكان في الفضل، إلاَّ أن المُفهِم أفضل من المتفَهِّم، وكذلك المعلِّم والمتعلِّم"[22]، وتلك لمحة رشيقة للعلاقة الجدليّة بين القارئ والمتلقّي، ووصف دقيق يدلّ على عمق التّواصل النّصيّ في التّراث، واستجلاء النّصّ لفظا وأسلوبًا وآليّاتٍ موصلةً، وذلك كان من أثر الظّاهرة القرآنيّة في بناء المكوّنات العقليّة والتّحليليّة عند العرب، وتأسيس مفاهيم اللّغة على نحو غير مسبوق.



إنّ مؤشّرات التّعاطي النّصيّ في حيّز النّقد تشير إلى تداخل نسق التّذوّق مع نسق التّأويل، خاصّة في حيّز الدّرس البلاغيّ، إذ التّذوّق نوع من التّفاعل مع النّصّ من أجل الوصول إلى تقدير حُكْمِيّ باستخدام مقاييس جماليّة وقيميّة، والنّقد في صورته النّهائيّة يصل إلى الانفتاح على آفاق النّصّ، بل إنتاج آفاق جديدة له عبر طبيعة تأويليّة بحتة.



من ثمّ فإنّا نستطيع أن نتلمّس العلاقة الغائرة بين (التّذوّق) كمنهج سار عليه محمود شاكر وبين نظريّة التّأويل في سياقها التّراثيّ، وليكن المنطلق لهذا الافتراض ذلك التّأسيس الثّقافيّ التّراثيّ الّذي أشرنا إليه، إذ ينبثق مشروع محمود شاكر من رحم التّراث، ومن رؤاه المنعكسة على جميع قراءاته للنّصوص، وكانت شموليّة التّلقّي عنده، وسعة القراءة، المشكّلَ الأوّل لمنهجه، وهو في معرض وصف طريقته، وشرح منهجه في التّذوّق أشار إشارات عدّة إلى أنّه لا يبتدع هذه الطّريقة ابتداعًا منه، ولم يبتكر أصولها، إنّما – كما يقول-: "سبقني بها أعلام من أصحاب هذه اللّغة وهذا العلم، في مباحثهم ومساجلاتهم ومثاقفاتهم وما يتضمّنه كلامهم من النّقد والاحتجاج بالرّأي. وكلّ ما وقفتُ عليه من ذلك، كان خفيًّا فاستشففتُه، ودفينا فاستنبطته، ومشتّتًا فجمعتُه، ومفكّكًا فلاءمتُ بين أوصاله، حتّى استطعتُ بعد لأَيٍ أن أمهّد لفكري طريقًا لاحبًا مُستتبًّا يسير فيه، أي صيّرتُه ((منهجًا)) التزمتُ به فيما أقرأ وما أكتب" [23]. فهي فكرة لم تأت من فراغ، إنّما تكوّنت جرّاء الالتحام بالموروث التّراثيّ الوافر الّذي أعاد تشكيل نفسه في ذهنه.



وقد أدرك شاكر أنّ التّأويل يشكّل بؤرةً مركزيّة في مضمار العمل الحضاريّ الإسلاميّ، وأنّ النّصّ يتوقّف في طرح معطياته على الآليّة الذّهنيّة التّأويليّة الّتي تتيح له الانفتاح على مستويات رحبة، وأنّ مدار النّصّ هي تلك اللّفظة الّتي يمكنها أن تضلّل القارئ إذا لم يصل إلى غاية معناها ودلالاتها الّتي يمليها السّياق، ومن ثمّ فإنّه يجب اتّخاذ الحذر والحيطة عند التّعامل معها، "فإنّ فيها من القوّة الغامضة ما يجعلها قادرة قدرةً مطلقة على تضليل المتكلّم والسّامع جميعًا، وهي الّتي تتيح لفكرة ((التّأويل)) (أعني تأويل اللّفظ المفرد والمركّب، وإخراجه من معنى ظاهر إلى معنى باطن) = أن تسيطر سيطرة كاملة على العقل أحيانًا" [24].



وهذه اللّفظة تتدسّس في ثنايا كلّ كلام ، فيكون كلّ كلام ـ مهما كان ـ يصلح أن يُجرى عليه هذا التّذوّق، حتّى لو خلا من الصّور البيانيّة، وهذه هي عين النّظرة الّتي ذهب إليها عبد القاهر نفسه، حيث إنّنا نفترض أنّه يطبّق قاعدةَ (معنى المعنى) حتّى في الكلام الّذي يخلو من الصّور البيانيّة إذا ما حمل مواصفاتِ طرحه، وإن كان قد صرّح أنّ فكرة (معنى المعنى) محصورة في الكلام الّذي يحوي صورًا بيانيّة فقط، وإنّما جاء افتراضنا السّابق بالنّظر إلى ناحيتين:

الأولى: التّداخل بين النّظم، بوصفه نظريّة تطبّق على الكلام بأشكاله وأنساقه المختلفة، وبين فكرة (معنى المعنى) الّتي تقرّر وجود معنى آخر خلف المعنى الظّاهر، أي فكرة التّأويل بعينها.

الثّانية: التفاته إلى أيّ كلام مصقول على أنّه بلاغة، سواء حمل صورا بيانيّة أم لا، ممّا يوصلنا إلى نتيجة وهي أنّه يتعامل مع أيّ كلام تعامله مع الكلام الّذي يحوي (معنى المعنى)، أي إنّه يبحث عن المعنى الآخر من خلفه، فهو إجرائيًّا يفترض معنى المعنى في كلّ ما يقرأ[25]، وممّا يعضّد هذه الفكرة قول محمود شاكر: "فوفقتُ على كلام نفيس جدًّا كتبَه الإمام الجرجانيّ الكبير، هو أوضح ما قرأتُه قطّ، في إجراء التّذوّق على كلّ كلام، في كلِّ علم، مهما ظننتَ أنّه أبعد علمٍ من إجراء التّذوّق عليه"[26].




إنّ الترابط عند شاكر بين النّقد الذّوقيّ والتّأويل يشكّل عنده انفرادا في الحكم، حيث إنّ أحدا من النّقّاد لم يقف عند المسألة بذلك الجزم الصّارم إجرائيًّا؛ إذ لا يعدو مصطلح التّذوّق عند النّقّاد تلك الصّورة الأولى من النّقد القائم على الخواطر والهوى دون احتياط أو استقصاء أو تعليل[27] وتعليلأ، وذلك في شتى أطواره، منذ أن كان في البدايات الأولى القيمة المعيارية الوحيدة لتقييم النّصوص، حتى وصوله إلى كونه قيمة نسبيّة للحكم على النّصوص، في حين يحتاج الذّوق بعد ذلك إلى تقنين وتأطير، وحتّى في السّياق التّأويليّ كانت أطروحات الباحثين تجعل من التّذّوق أداةً مهمّة لا غنى عنها في ممارسة التّأويل.



وفي الواقع فإنّ شاكر في كان يختزل بطريقته نواحي النّصّ كلِّها، وفي نظرنا أنّ ما فعله كان استخداما أرحب لمصطلح التّذوّق، واجتهادا في محاولة استغلال المصطلحات التّراثيّة ووضعها في مضامين نقديّة حديثة، ثمّ إنّه توسّع في وصف ذلك التّذوّق ليصل به إلى حالة من العمق الدِّلاليّ المتعلّق بوصف الكلام، وفلسفته، وطرائق إنتاجه، وسبل استقباله، وغور الحقيقة الكامنة من ورائه.



ويبقى السؤال: هل استطاع محمود شاكر فعلا، وهو يتوسّم طريقة القدماء في النّقد أن يستشفف الخفاء الملتفّ حول التّأويل، ويستنبط دفينه، ويجمع مشتّته، ويلائم بين أوصاله المفكّكة، حتّى صيّره منهجًا قائمًا بذاته كما يزعم؟.



إنّه من الصّعوبة بمكان أن نعتقد أنّه قد حلّ إشكاليّة التّذوّق/ التّأويل، بل لعلّه زاد في عمق الإشكاليّة عندما وصف ذلك الغموض الّذي يكتنف عمليّة التّذوّق في كثير من كتاباته[28]، لكنّه في الوقت نفسه كان صادقًا تمام الصّدق بما وصف طريقته، فلقد استطاع أن يقدّم لنا الآليّات المنتجة للقراءة التّأويليّة، ويجعل منها طريقًا لاحبًا مستتبًا كما يقول، وذلك على المستوى الإجرائيّ في القراءة وحسب، وقد نعترف له بفضل إحيائه للأصول الدّاعمة للتّذوّق، وأنّه أعاد صياغة مرجعيّات التّأويل، وساهم في بناء سياقات النّصّ التّراثيّ، فدمج طريقة القدماء في الوعي النّقديّ المعاصر، وكشف عن المخزون الفكريّ العميق الّذي اكتنف أذهانهم وهم ينتجون سلاسل المعرفة المختلفة، كما حاور القدماء، وفتش عقولهم، ووضع نفسه موضع كلّ واحد منهم، حتّى تراه وهو يتحدّث عن أحدهم كأنّ بينهما من الخلّة والصّداقة ما صاغ الدّهرُ فيه أيّامَه.



إنّ شاكرًا يدرك أنّه لم يقدّم منهجًا علميًّا مقعّدًا يجمع شتات القضيّة، بل لعلّه قصد ألاّ يجعل للمسألة نهاية في الحكم، وهو بذلك رفع من شأن التّذوّق، وشدّد في خطورته، وأعطانا ملامح طريقته، ثمّ وضعنا في المدارات التّأسيسيّة الّتي تأصّل لفكرة قراءة النّصّ، وأنّه نسق دائم الإنتاج، ودائم التّخلّق، ودائم التّحرّك، وفاعليّته متولّدة من ذاتيّته النّصيّة، وأثبت أنّ قراءة القدماء للنّصوص لم ترتكز فقط على "سلطة المؤلّف" إنّما هي قراءة ممتدّة إلى عمق المؤلّف وعمق النّصّ وعمق المتلقّي كذلك.





[1] محمود محمّد شاكر: رسالة في الطّريق إلى ثقافتنا، دار المدنيّ بجدّة، 1407هـ = 1987م. ص: 7 .




[2] المصدر السّابق، ص: 8.




[3] محمود محمّد شاكر: المتنبّيّ، دار المدنيّ بجدّة، 1407هـ = 1987م ، ص: 15




[4] محمود محمّد شاكر: مقدّمة كتاب "الظّاهرة القرآنيّة" لمالك بن نبيّ، دار الفكر بدمشق، 1420هـ = 2000م، الطّبعة الرّابعة، ص: 26.




[5] نفسه، ص: 36.




[6] المصدر السّابق، ص:48.




[7] على رأس أولئك طه حسين، ولويس عوض، والمستشرقون عامّة، ومعروف أن لمحمود شاكر في الاستشراق آراء صارمة جدا.




[8] محمود محمّد شاكر: مداخل إعجاز القرآن، مطبعة المدنيّ ودار المدنيّ بجدّة، الطّبعة الأولى، 1423هـ = 2002م، ص:91.




[9] عبدالقاهر الجرجانيّ: دلائل الإعجاز، قرأه وعلّق عليه: محمود محمّد شاكر، دار المدنيّ بجدّة، 1413هـ = 1992م، الطّبعة الثّالثة ، ص:81.




[10] نفسه، ص:7.




[11] محمّد محمّد أبو موسى: مدخل إلى كتابَيْ عبدالقاهر الجرجانيّ، ص: 57 .




[12] عمرو بن عثمان بن قمبر سيبويه: الكتاب، تحقيق عبدالسّلام هارون، دار الجيل، بيروت، الطّبعة الأولى 1/12 .




[13] عبدالقاهر الجرجانيّ: الرّسالة الشّافية في إعجاز القرآن، ملحق بكتاب دلائل الإعجاز، ص: 605.




[14] يُنظر تحليل عبارة سيبويه عند محمود محمّد شاكر: المتنبّي، ص:12-13.




[15] محمود محمد شاكر: جمهرة مقالات محمود محمّد شاكر، جمع وتقديم: عادل سليمان جمال، مكتبة الخانجيّ بالقاهرة، الطّبعة الأولى (من مقدّمة لكتاب دراسات لأسلوب القرآن الكريم) لمحمّد عبدالخالق عضيمة: 2/1226.




[16] نجيب محمّد البهبيتيّ: المعلّقات سيرةً وتاريخًا، دار الثّقافة، المغرب، 1402هـ = 1982م، الطّبعة الأولىولىأولى، ص: 23-24 .




[17] يُنظر: محمود محمّد شاكر: المتنبّي، ص: 8 وما بعدها.




[18] عبدالقاهر الجرجانيّ: دلائل الإعجاز، ص: 262 .




[19] نفسه، ص: 263.




[20] نفسه.




[21] محمود محمّد شاكر: نمط صعبٌ ونمط مخيف، ص:169.




[22] عمر بن بحر الجاحظ: البيان والتّبيين، تحقيق وشرح عبدالسّلام هارون، (القاهرة: مكتبة الخانجيّ، (د.ت)، 1/11-12.




[23] محمود محمّد شاكر: المتنبّي، ص: 8 .




[24] محمود محمّد شاكر: المتنبّي ليتني ما عرفته، مجلّة الثّقافة، السّنة السّادسة، العدد 61، أكتوبر 1978م، ص 8.




[25] وصف محمود شاكر طريقة عبدالقاهر بقوله: " كان عبدالقاهر متكلّمًا محكم الأداة جيّد النّظر في (علم الكلام) وكان، كما دلّت عليه أعماله الباقية عندنا أديبًا ذوّاقة فائق التّذوّق، مُشرق البيان عن أسرار تذوّق الكلام النّبيل الشّريف الباهر. وكان أيضًا مقتدرًا كلّ الاقتدار على تحليل الكلام المركّب من ألفاظ تحليلا يكشف السّتر عن خباياه الملثّمة = وعلى توسّم آثار (العلائق) الظّاهرة والخفيّة، كالأدوات والحروف، في ربطها بين هذه الألفاظ المنصوبة للدِّلالة على المعاني = وعلى استخراج نبيثة ما يلحق معاني هذه (العلائق) من التّغيّر اللّطيف الدّقيق، بتغيّر مواقعها من الكلم = وعلى استنباط الدّفين المستور من المعاني المتحجّبة، الّتي تكمن من وراء أوضاع هذه (العلائق) المتقلّبة المعاني، الّتي هي بطبعها عماد الكلام المركّب من الألفاظ. وكان قبل ذلك كلّه لغويًّا خبيرًا بجواهر ألفاظ اللّغة ومعانيها، بصيرًا بمذاق ألفاظها مفردةً ومركّبة، سميعًا لخفيّ جرس حروفها فذّةً وملتئمةً، مرهف الحسّ بتمكّنها، مذاقًا وجرسًا ودلالة على المعنى حيث وقعت في سياق التّركيب" [مداخل إعجاز القرآن، ص: 119-120]. ولا يخفى من ذلك الوصف الطّويل ما يدلّ عليه من تمكّن عبدالقاهر من الكلام البلاغيّ أجمع، ما حوى بيانا وما لم يحوِ.




[26] محمود شاكر، المتنبي، ص: 9 .




[27] يُنظر: محمّد مندور: النّقد المنهجيّ عند العرب ومنهج البحث في الأدب واللّغة، مترجم عن الأستاذين: لانسون وماييه، دار نهضة مصر للطّبع والنّشر، القاهرة ، ص: 376 .




[28] انظر على سبيل المثال مقاله بعنوان: المتنبّي ليتني ما عرفته، مجلّة الثّقافة المصريّة، السّنة السّادسة، العدد 63، ديسمبر 1978م، ص 13 وما بعدها.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 28.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.33 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.17%)]