
16-08-2021, 12:21 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,168
الدولة :
|
|
أثر شبكة الإنترنت الدولية في دراسة اللغة العربية وتلقي النص الشعري القديم خاصة
أثر شبكة الإنترنت الدولية في دراسة اللغة العربية وتلقي النص الشعري القديم خاصة
د. محمود النوبي أحمد سليمان
مقدمة:
"تنطلق كثير من الأمم شرقها وغربها، متقدمتها وناميتها إلى وضع الخطط القومية لإعداد مجتمعاتها لعصر المعلومات اجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا وسياسيًا، وتعتبر قضية تطويع تقنيات الحاسوب الآلي للمتطلبات الآنفة المختلفة ولمتطلبات اللغات القومية، وربما العكس أحيانًا وبدرجة أقل، أحد المحاور الرئيسة لعملية الإعداد المذكورة، إن لم تكن أهمها على الإطلاق"[1]
فإذا كان الجميع يسارع نحو التحول إلى الرقمية في كافة مجالات الحياة، مع القدرة التي تتمتع بها لغتنا العربية في التهيؤ للتجاوب مع تحولات العصور، فلا يحق لنا أن نتخلف عن الركب. فقد صار من الضروري استخدام التقنيات الحديثة في البحث الأدبي حتى يتسنَّى لنا التواصل مع الآخر والاطلاع على كل جديد في حينه، وخصوصًا إذا عرفنا أن الافتقار إلى سبل الاتصال الصحيحة والمتطورة للمعلومات سبب في تخلف كثير من المجتمعات، وأن طريق المعلومات السريع إلى جانب اختزاله للوقت، فإنه يوسَّع من نطاق الالتقاء الفكري والثقافي بين باحثي الدنيا بأثرها، إذ يستطيع الباحث الرجوع إلى أحدث المصادر في أي مكان في العالم وفي أي وقت شاء، وربما مكنه هذا الطريق من التواصل المباشر مع المؤلف، وبنظرة إلى مصادر البحوث الحديثة ومراجعها يتبين التواصل المعرفي الذي تجاوز كل الحدود الإقليمية[2].
ولكن الإشكالية الرئيسة تكمن في الجمع بين العالم الرقمي الاستشرافي بطبعة، والثقافة العربية السلفية. وهناك إشكالية ثانية تكمن في عدم تهيئة الوجدان العربي لاستقبال هذا العالم الافتراضي الجديد؛ فكانت النتيجة التلذذ بالاستهلاك وإدمان الاستخدام للإنترنت، إذ إن الإنترنت ستظل عنصرًا مغريًا وجذَّابًا، وإنها تلتهم وقتًا هائلًا دون عائد يوازي هذا الوقت الذي ينفقه الباحث فيها ما لم يكن محدد الهدف ومؤقَّت المدى.
تمهيد
(أ)
إن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بتغلغلها في كيان المجتمع، ونفاذها إلى قلب جماعته، واختراقها الحياة الخاصة لأفراده، لقادرة على التشكيل وإعادة البناء وإحداث نوع من التأثير ربما لا نتخيله. فالأدوات لم تبقَ مجرد أدوات، ولم تقتصر وظيفتها على تلبية الحاجات، وإنما تعدتْ ذلك لتصبح عاملًا من العوامل التي تشكل السلوك والعادات[3]. فأي نوع من التأثير ننتظره ونحن نتعامل مع هذه الأدوات كأولادنا أو كأنها جزء منا؟
وشبكة المعلومات الدولية[4]، عُرفت بأنها صانعة الثورات، فمنذ ظهورها لم تتوقف عن تصدير طابعها الثوري إلى مجالات الحياة المختلفة، وهي في سبيلٍ إلى تغيير نمط الحياة بشكل جذري.
أما الحاسب الآلي فليس أداة يستخدمها الباحث لقضاء مآربه فقط في الكتابة والقراءة، بل هو نقطة انطلاق وركيزة ثورة المعلومات، يتسع لممارسات أخرى متباينة قد يكون لها أثرها على النص المكتوب أو المقروء.
وعن علاقة شبكة الإنترنت بالحياة الثقافية والمعرفية، فمنذ ظهورها على مسرح الحياة تغيرت علاقاتنا بالمعلومات، فبالإضافة إلى تأثيرها في بنية ذات القارئ، فإنها تركت أثرًا كبيرًا في واقعنا الثقافي المعاصر، فقد ساعدت على اتساع مدارك مستخدميها نتيجة لعملية التبادل الثقافي الواسع بينهم، كما عملت على إذابة الفوارق الشاسعة بين العلوم الإنسانية والعلوم التطبيقية من ناحية، وبين العلوم الإنسانية وبعضها البعض من ناحية أخرى.
أما في مجال النقد الأدبي فقد جاءت الشبكة بفضاء قراءتها لتؤكد تربع القارئ على عرش منظومة القراءة لا ينازعه فيه كاتب أو نص، هو وحده صاحب القرار النهائي في انتقاء شظايا النصوص، وهذا توجه يتسق مع التوجه العام لمحورية المتلقي، الذي رسخته تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجالات التواص بصفة عامة: محورية المتعلم في منظومة التعليم، ومحورية المشاهد في منظومة الإعلام، ومحورية المستخدم في نظم المعلومات[5].
إن التقدم العلمي، وتوسع مجال الرؤية واختلاف موقعها، له قدرة على تطوير المنهج والرقي بالعقل؛ مما يتطلب إعادة التنسيق من أجل التلاؤم مع هذه التغيرات، كما أن هذا الوسيط الإلكتروني الطيع سيجعلنا أكثر قدرة على التعامل مع الواقع، والتخلص من التفكير القاطع اليقيني[6]، كي نواجه واقع الاحتمالات، وإذا كان الناقد الأدبي من رواد الشبكة الرقمية، فحتمًا سوف يقرأ النص على ضوء معارفه؛ فإن عقولنا وأفكارنا تتبدل وتتغير بفعل خبراتنا ومعارفنا، كما أن نظرية التلقي تجعل فهم النص موصول النسب بثقافة القارئ، ومستواه العقلي، وملكاته الفنية، ثم المستوى الثقافي العام للمجتمع.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل أثرت هذه المعرفة الرقمية التي مارسها بعض النقاد العرب في عملية تلقي النص الشعري القديم؟ وهل استطاعت بالفعل التنبه إلى المشكلات الجمالية التي تثيرها النصوص؟ وكيف كان تأثير تلك المعرفة الرقمية في إبراز جماليات النص والكشف عن أدبيته وبلاغته؟
وفي إطار الإجابة على هذه الأسئلة فإن الباحث يؤكد على أن ثقافة القارئ ومعارفه تنعكس على نص قراءته؛ لأن القارئ لا يبدع نصه في نطاق التخييل ومفاهيم اللغة والفن وحدهما، بل في نطاق الحيز المعرفي الجمالي المتكامل للخبرة البشرية.
(ب)
بالنظر إلى زخم المواد التراثية على الشبكة يتضح أن دخول العرب إلى هذا العالم اليوم هو دخول تراثي من الدرجة الأولى. وإن كانت الشبكة الرقمية تقدم أعدادًا لا تحصى من القراءات للنص العربي القديم، فإن الدراسة لن تتسع لمجمل هذه القراءات، أو حتى لعملية فحص إجمالي لها.
إن هذه الدراسة تحاول فحص قراءتين مختلفتين من تلك القراءات، وسوف تتم عملية الاختيار طبقًا لمقررات تضع ولوج الباحث إلى شبكة المعلومات ضمن أولويات الاختيار، وسوف يتم تحديد ذلك من خلال مراجعة مصادر القراءة ومراجعها، فإن اعتمد الباحث في مراجعه على واحد من مواقع الشبكة الرقمية أو أكثر، فهذه إشارة إلى تعامله معها ودخوله في عالمها؛ فيقع عليه الاختيار، مع مراعاة شرط دراسة الشعر العربي القديم خاصة.
وتحت هذين الشرطين اهتديت مستفيدًا من الدراسات الإحصائية إلى ما يسمى بـ(العينة العشوائية)[7]؛ فوقع الاختيار على بحثين رأيت فيهما محاولة لإعادة قراءة التراث بالتوافق مع ما يطرحه الحاضر، متلمسًا الممكنات الإيجابية التي تَطلَّعَ إليها الباحثان، وكاشفًا عن بعض السقطات التي نتجت عن التراكم المعرفي لهما.
القراءة الأولى عنوانها: (الأم ورحلتها في الشعر العربي من الجاهلية إلى نهاية العصر العباسي)[8] للباحث الدكتور/ زاهر محمد الجوهر حنني[9].
أما القراءة الثانية فعنوانها: (الشكوى في شعر ابن نُباتة)[10] للباحث الدكتور/ وئام محمد سيد أحمد أنس[11].
وبعد الاطلاع على القراءتين تبين قبولهما للتصنيف من حيث مستويات التأثر والإفادة الناتجة عن ولوج صاحبيهما إلى العالم الرقمي، فلو أردنا تصنيف القراءتين من قبيل السلب والإيجاب في تأثرهما بالشبكة، فسوف نرى بحث الدكتور وئام محمد (الشكوى في شعر ابن نُباتة) في الجانب الإيجابي من التقسيم، وذلك على الرغم من أن الدكتور زاهر محمد أكثر تواجدًا على الشبكة[12] من صاحبه.
وهذا لا يُعد انتقاصًا لقراءة بمقارنتها بالقراءة الأخرى؛ فهذا لا يصح في بحوث التلقي التي ترى القراءة عملية نسبية تختلف من قارئ لآخر، وإنما هو نوع من القياس النسبي لدرجة التأثر بالمعرفة الرقمية خلال صياغة القراءة.
-1-
(الأم ورحلتها في الشعر العربي من الجاهلية إلى نهاية العصر العباسي)
القراءة الأولى للدكتور زاهر محمد الجوهر حنني، أول عتباتها بيان البحث والباحث، أُردفت بعنوان البريد الإلكتروني (E-mail) الخاص بالباحث[13]، ثم جاء بملخصٍ للبحث في عدة سطور مراعيًا القارئ المتعجل (وهو أكثر قراء الشبكة شهرة)، ولأنه يتعامل مع شبكة دولية؛ كان لزامًا عليه أن يترجم ملخص البحث إلى لغة الشبكة الأولى/ اللغة الإنجليزية.
وقد كان أول عناوين الدراسة - بعد ملخص البحث والمقدمة التي عرّف فيها ببحثه وأشار إلى منهجه- التمهيد الذي قسمه الباحث قسمين: الأول عنوانه: (الأم في اللغة والأدب)، والثاني عنوانه: (الأم في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف)، وهو تمهيد مطوَّل، فيه استسلم الباحث للحاسوب الذي أمامه، فقد كان أداته الأولى في البحث عن كلمة (الأم) في المعاجم العربية، والكتب الإلكترونية، تؤكد ذلك ملامح النسخ واللصق (copy and paste) التي أثقل بها التمهيد، ولم يكلف الباحث نفسه في هذا القسم إلا تغيير بنط الطباعة[14]،فكان الأثر السلبي واضحًا في استخدام الباحث للحاسوب في أول أقسام الدراسة.
أما في دراسته للأم ورحلتها في الأدب العربي، وهو أول بحثه بعد التمهيد، فيبدو أنه سلك وجهة أخرى في التعامل مع الحاسب الآلي وشبكة المعلومات، تقوم على جمع المادة من خلال أدوات البحث، ثم إعادة تقسيمها، ولضخامة المادة التي جمعها أصيب الباحث بما يمكن وصفه بتخمة المعلومات، التي قيدت القراءة عند ظاهر الموضوع، مُبعدة إياها عن التحليل الجمالي.
أما عن منهج الباحث في قراءة النص فيغلب عليها الوصف والربط المباشر بين الشعر ووقائع التاريخ والحياة، مع تقديم كثير من الشواهد الشعرية دون تحليل أو سعي إلى استنباط دلالتها. يستطيع القارئ أن يشير إلى أكثر صفحات البحث دون تحفظ، ففي تحليل لأول بيتين من الشعر الجاهلي "للجُمَيْحُ (منقذ بن الطماح بن قيس من بني أسد) يعير بني عامر بأمهم بعد غدرهم ببني أسد في يوم ذي تملق، قائلا:
فدى لسلمى ثوباي إذ دنس ال 
أنتم بنو المرأة التي زعم 
قوم وإذ يدسمون ما دسموا ال 
ناس عليها في الغي ما زعموا 
فالشاعر يُعَيِّرُ القومَ بحادثة يتناقلها الناس عن أمهم يوم ولدت... وقد شاع خبر تلك الحادثة، فأصبحت مما يُعَيَّرُ به قومها، والشاعر في هذه الأبيات والأبيات اللاحقة يستهزئ بهم ويتهكم عليهم، وأشد حالات التهكم جرحا لكرامة المُستهزَأ به أن يعير بأمر يرتبط بالأم، والشعراء كانوا يعرفون ذلك جيدا لذا كان هجاؤهم مما يصيب عدوهم في مقتل"(البحث)[15]، وهكذا تحليله للنصوص في كل البحث، يفسير الشعر بالنثر، لا يعنيه النص بقدر ما تعنيه المعاني القابعة خلفه والرسالة المتضمنة فيه، وهذا القارئ – كما وصفه ياوس - في أحسن الأحوال يكون مساهمًا باعتباره قارئًا سلبيًا في الحياة الأدبية المعاصر لها[16].
والمتأمل في عموم النص النقدي للباحث الدكتور زاهر يلحظ آليات التلقي الإحيائي، تبدو ملامحه في العودة إلى الأصول التراثية[17]، "وتلك آلية دفاع طبيعية تلجأ لها الذات، فردية كانت أم جماعية، حين تُواجَه بآخر خارجي يهدد وجودها وكيانها، وهي آلية دفاعية تلجأ إليها أغلب النهضات التي غالبًا ما تعبر عن نفسها في صورة عودة إلى الأصول، وإحياء للتراث الذي يمثل قاعدة يمكن الارتكاز عليها من أجل حفظ الذات"[18]. والدكتور زاهر باحث فلسطيني، له تواجد فعال على شبكة المعلومات الدولية، وهذا الحضور المكثف للباحث على الشبكة ربما فيه إشارة إلى اطلاع الباحث على النظريات النقدية الحديثة، التي تُؤثِّر بدورها على طريقة قراءة النصوص الأدبية[19]. ولكن ربما هذه الصدمة من تدفق المعلومات على الشبكة، وما يعيشه الباحث من صدمات على الأرض، جعلته كما لو كان أمام وضعية شبيهة بوضعية (قلق التأثر) التي تنتاب الذات الحديثة الناشئة نتيجة خوفها من أن تقع فريسة لذوات أخرى قوية ومتقدمة، وهي هنا الذات العربية التراثية (السلف القومي) من جهة، والآخر الغربي (المعاصر القوي) من جهة ثانية.[20]، وقد أقر آيزر بأن ظروف القارئ لها دور في توجيه القراءة إلى وجهة ما، فقال: إن الطريقة التي يجرب بها القارئ النص تعكس مزاجه، ومن هذا الجانب يكون النص الأدبي مرآة لظروف صاحبه[21]؛ ولهذا عمد الباحث إلى التلقي الإيحائي؛ إذ ترتبط القراءة بالرغبة في إحياء الماضي والتسليم له بغير إعادة النظر المعاصرة.
فمنذ البداية لم يغفل الباحث ركنين أساسيين اعتمد عليهما الرعيل الأول من النقاد في فهم النص، وهما: الشاعر/ صاحب النص، وعصره وبيئته؛ "لأن التلقي الإحيائي حين يتوجه إلى نص تراثي عادة ما يكون مأخوذًا بأمرين: النص التراثي من جهة، والفهم التراثي لذلك النص من جهة ثانية"[22]، هذه هي الصورة التي رأينها في قراءته التاريخية للنصوص الشعرية كما أشرت في النموذج السابق من البحث، أكد ذلك ما لمسناه في قائمة المصادر والمراجع التي اعتمد عليها البحث، فأكثرها مصادر تراثية، وكلها عربية، حتى مواقع الشبكة التي رجع إليها هي مواقع ذات اهتمام خاص بالتراث والدين الإسلامي. كما لم يذكر الباحث في بحثه أي من المصطلحات النقدية الحديثة اللهمَّ إلا كلمة (التناص) ذكرها مرة واحدة على استحياء، ثم تركها سريعًا ليعود إلى المصطلح العربي (الاقتباس والتضمين)، وكأنه يصر على دمج الأفق الراهن بالأفق الماضي، وقراءة التراث بلغة التراث.
أما خاتمة البحث فيمكن أن يراها القارئ من جهتين متباينتين تماما، الأولى: ننظر فيها إلى خطاب الباحث بوصفه وظيفة أسلوبية دالة على أداء تعبيري إذ نظنه يعمل على تغيير أفق انتظارنا، فينهج طريق القراءة التناصية للتراث؛ أو كأنه يؤكد على أيديولوجية معينة، أو فكرة أعمق من هذه الصورة الظاهرة لدراسة الأم لفظًا ومعنى، يقول في الخاتمة: "وقد لفتت نظر الباحث مجموعة من الأمور، أبرزها عدم اهتمام الدارسين بصورة الأم في الشعر قبل هذا البحث على هذا النحو، وهذا يعني إغفالهم لقضية مهمة مرتبطة بواقع الحياة العربية، مما شكل أهمية خاصة لهذا البحث وضرورته في هذا الوقت الذي تختلط فيه كثير من المفاهيم في الحياة،... فصورة الأم في نفس الإنسان السوي تكاد تكون متشابهة إلى أبعد حد"(البحث)، فهل الحديث عن الأم قضية مهمة مرتبطة بواقع الحياة العربية في هذا الوقت؟ أم لأنها أكثر المتألمين على هذه الأرض لفقدها الابن والزوج؟ أم هي الأرض التي تشغل بال العربي عامة والفلسطيني خاصة؟ وهي - على حد تعبيره -لم تتغير نظرة الإنسان السوي إليها على مر العصور، ثم أكد الفكرة بدعوة إلى دراسة متأنية لرمز الأم في الشعر العربي.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|