عرض مشاركة واحدة
  #705  
قديم 25-07-2021, 05:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,192
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )

إنعام الله على عيسى بتعليم الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل
(وَإِذْ عَلَّمْتُكَ )[المائدة:110]، هذه نعم أخرى، ( عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ )[المائدة:110]، ونحن أما علمنا الكتاب، أما علمنا الحكمة، أما علمنا القرآن؟ لم لا نذكر الله ونشكره على هذه النعم؟ أم ليست ذات قيمة؟ أعوذ بالله، شتان ما بين أمي لا يقرأ ولا يكتب وبين من يكتب ويقرأ ويجيد الكتابة والقراءة، والتوراة والإنجيل حواهما القرآن وفاض عليهما وزاد عنهما، فلم لا نقول: الحمد لله؟(وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي )[المائدة:110]، اذكر هذه النعمة يا عيسى، يذكرها في عرصات القيامة؛ لتقوم الحجة لله على اليهود والنصارى، ويفضحون ويخزون ويذلون في عرصات القيامة بهذه التقريرات الإلهية لعبده عيسى بين يديه وهم يسمعون الإنس منهم والجن.
إنعام الله على عيسى بمعجزة خلق الطير وإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى
قال تعالى: ( وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ )[المائدة:110]، وبينا أنهم قالوا: إن كنت رسول الله كما تزعم فاخلق لنا من هذا الطين طيراً نشاهده وهو يطير في السماء، فما هي إلا أن جمع طيناً وصوره في صورة طير بإذن الله ونفخ فيه فطار بإذن الله وهم يشاهدون، وفي النهاية قالوا: ساحر، هذه مظاهر السحر، وإلا فكيف يصنع الإنسان طيراً ويطير، هذه تمويهات على عقولنا وقلوبنا وأعيننا!قال تعالى: ( وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ )[المائدة:110]، وقد عرفنا أن الأكمه الذي يولد أعمى، فالذي ولد بلا بصر لو اجتمعت الدنيا كلها فلن تستطيع أن تصنع له بصراً يبصر به، والله! لا يستطيعون.
وهذا البرص الداء الذي وجد في الكون هل استطاع الطب الحديث وقد تفوق أن يوجد دواءً للبرص؟ لا، فقولوا: آمنا بالله.
ولهذا خص بالذكر العمى والبرص، وهما نعمتان عظيمتان، حين تنظر إلى الأبرص وجلده وأنت معافى أما تقول: الحمد لله؟ والله! إن الملايين ما يقولون: الحمد لله، ولا يعرفون هذا ولا يذكرونه، يمر بين أيدهم أعمى يقاد فلا يقولون: الحمد لله؛ وذلك لغفلة المؤمنين ولموت الكافرين.
(وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي )[المائدة:110]، وقد بينا أمثلة لذلك: فسام بن نوح قالوا: ادع الله أن يخرجه لنا، فخرج من قبره وشاهدوه وما آمنوا، وكان على النعش طفل وأمه تصرخ: يا روح الله! ولدي مات فادع الله أن يحييه، فدعا فجلس الولد على النعش ومشى مع أمه، فقالوا: هذه مؤامرة اتفاق بين عيسى وهذه العجوز، فمن القائل؟ اليهود بنو عمنا، الذين يعملون منذ أن طلع فجر الإسلام على إطفاء هذا النور والقضاء عليه، ونجحوا في مجالات شتى، وها نحن نصرخ هذه الأيام على هذه القبعات التي استوردناها من مصانع اليهود وأتباعهم وننشرها بين أولاد المسلمين في الحرمين الشريفين، أسحر هذا أم أنتم لا تبصرون؟ هذه القبعات التي هي لليهود وهي زيهم الذي يمتازون به، كيف تتحول إلى أبناء المسلمين ليألفوا ذلك ويستأنسوا به، ليصبحوا لا يبغضون هذا المنظر ولا يرهبونه بل يعتزون به ويضحكون؟ هذه ظاهرة عجيبة غريبة، أن القبعات التي تسمى بالبرانيط أصبحت لأولاد المسلمين وشبابهم، وتستورد بالآلاف وتباع بالأثمان، ويشتريها أحفاد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فزغردي يا يهودية وهللي فقد نجحتِ بعد أن ألبستنا البرانيط، وعما قريب ستكون الصلبان في أعناقنا.
إنعام الله على عيسى بإنجائه من كيد اليهود
(وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ )[المائدة:110]، وعزموا على قتلك وصلبك والقضاء على وجودك، فمن كفهم سوى الله؟ هل لعيسى جيوش وجنود، أو أبناء عم، أو قبيلة؟ كلا. فمن كف عنه اليهود؟وقد ذكرت لكم حادثة إلقاء القبض على رئيس الشرطة، جاءوا عازمين على قتله فطوقوا بيته عليه السلام وحاصروه فترة فما خرج أحد، ففتحوا الباب فدخل رئيس الشرطة إلى المنزل، وعيسى رفعه الله من الروزنة وألقى الله الشبه على مدير الشرطة، فدخلوا عليه وتدفقوا ورفعوه بين أيدهم على أنه هو عيسى، وأخذوه إلى المحبس حتى نصبوا أخشابهم وآلات قتلهم وصلبوه، والذي صلبوه -والله- ما هو بعيسى، وإنما الرجل اليهودي الذي ألقى الله الشبه عليه، قال تعالى من سورة النساء: ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ )[النساء:157]، هذه النعمة يذكرها فيشكر الله، ونحن كف أيضاً عنا أعداء الإسلام، وآخر ما كف عنا حرب الخليج، أما أرادوا إطفاء نور الله، أما أردوا تمزيق راية لا إله إلا الله؟ والله! لهذا الذي أرادوا، فمن صرفهم؟ من رد كيدهم؟ أليس الله؟ لم لا نذكره لنشكره؟ والله يذكر عيسى: ( اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ )[المائدة:110] .. ( إِذْ أَيَّدتُّكَ )[المائدة:110].. ( وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ )[المائدة:110].
منة الله على عيسى بإيمان الحواريين ونصرتهم له
وأخيراً قال تعالى: واذكر أيضاً: ( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي )[المائدة:111]، ( أَنْ آمِنُوا بِي )[المائدة:111]، أولاً، ( وَبِرَسُولِي )[المائدة:111] ثانياً، فمن أوحى إلى الحواريين؟ أليس الله؟ ألقى في قلوبهم، ألقى في روعهم: ( أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ )[المائدة:111].من هم الحواريون؟ يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم في الزبير : ( حواريي الزبير )، حواري رسول الله الزبير بن العوام ، والحواري باللفظ العام: هو الذي برز في طهارته وصفائه ونوره ونصر الله ورسوله، فالحوارين عند عيسى كأصحاب رسول الله عنده صلى الله عليه وسلم، الذين وقفوا إلى جنبه يحمونه ويدافعون عنه وينصرونه، وجاء ذكرهم في آخر سورة الصف؛ إذ قال تعالى عنهم: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ )[الصف:14]، هذا النداء موجه إلينا نحن معشر المسلمين، فهل استجبنا أم لا؟ ( كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ )[الصف:14]، كيف ننصر الله؟ ننصره في دينه وفي أوليائه، ننصره في عباده بأن لا نسمح أن يعتدوا أو يظلموا أو يفسقوا أو يفجروا، أو يعبدوا غير ربنا، ننصره في أوليائه فنقف إلى جنبهم ولا نذلهم ولا نخزيهم، ننصر الله في أن نعبده وحده.
إذاً: من رأى منكم برنيطة على رأس ولد فلينصر الله فيها، قلت لكم: اذهبوا إلى بائعي هذه البرانيط، ليذهب اثنان أو ثلاثة، وابتسموا في وجه صاحب الدكان، وقولوا: هذا ما يجوز أبداً، يخشى عليك عقوبة من الله، أنت تنشر هذا الباطل، هذه فتنة من حيث لا تدري يا عبد الله، ( من تشبه بقوم فهو منهم )، فهذا الذي تشبه باليهود والنصارى سوف يصبح يحبهم ويقبل عليهم ويرضى عنهم وبما جاءوا به إليه، وبذلك ينسلخ من دينه وإسلامه.
(كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ )[الصف:14]، أي: انصروا دينه وأولياءه.
(وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ )[المائدة:111]، ماذا؟ ( أَنْ آمِنُوا بِي )[المائدة:111] أولاً ( وَبِرَسُولِي )[المائدة:111] عيسى عليه السلام، ( قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ )[المائدة:111] يا ربنا ( بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ )[المائدة:111]، ما معنى (مسلمون)؟
قلنا: الإسلام هو أن تسلم قلبك لله: خذ يا رب قلبي، ووجهك لله: خذ يا رب وجهي، فتصبح حياتك كلها وقفاً على الله، قلبك لا يتقلب إلا في طلب رضا الله، وجهك لا يتجه في الحياة إلا إلى ما يرضي الله، إذ أنت عبده وأنت وليه وهو قد استوقفك عليه، فأنت وقف على الله، وآية الوقفية من سورة الأنعام واضحة صريحة: ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )[الأنعام:162]، هل بقي شيء بعد الحياة والموت؟ ( لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )[الأنعام:162-163]، إننا -والله- لوقف على الله، فليس للشيطان أن يأخذ من غلالنا أبداً ولو كلمة؛ لأننا وقف على الله، حياتنا ومماتنا لله، فلا تستول علينا الشياطين ولا الكافرون، فلا نعبد غير الله، ولا نذعن ولا ننقاد ولا نسلم إلا لله؛ تحقيقاً لهذا الوقف.
قراءة في كتاب أيسر التفاسير

معنى الآيات
نسمعكم الآن الآيات في الشرح.
قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين:
[ يحذر الله تبارك وتعالى عباده المؤمنين من أهوال البعث في اليوم الآخر، يوم يجمع الرسل عليهم السلام ويسألهم وهو أعلم بهم فيقول: ( مَاذَا أُجِبْتُمْ )[المائدة:109]، أطاعتكم أممكم أم عصتكم؟ فيرتج عليهم ويذهلون ويفوضون الأمر إليه تعالى ويقولون: ( لا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ )[المائدة:109]، إذا كان هذا حال الرسل فكيف بمن دونهم من الناس؟!
ويخص عيسى عليه السلام من بين الرسل بالكلام في هذا الموقف العظيم؛ لأن أمتين كبيرتين غوت فيه وضلت: اليهود ادعوا أنه ساحر وابن زنا، والنصارى ادعوا أنه الله وابن الله، فخاطبه الله تعالى وهم يسمعون: ( يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ )[المائدة:110]، فأنت عبدي ورسولي وأمك أمتي، وذكر له أنواع نعمه عليه فقال: ( إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ )[المائدة:110]، جبريل عليه السلام، ( تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ )[المائدة:110] وأنت طفل، إذ قال وهو في مهده: ( إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا )[مريم:30-33] ]، هذه -والله- قالها وهو في قماطه على مهده، في أيام ولادته الأولى، فكيف وصلنا هذا الهدى وهذا الخير؟ إنه فضل الله علينا بهذا الكتاب وهذا الرسول.
[ وقوله: ( وَكَهْلًا )[المائدة:110]، أي: وتكلمهم وأنت كهل أيضاً، وفيه بشرى لـمريم أن ولدها يكبر ولا يموت صغيراً، وقد كلم الناس وهو شاب وسيعود إلى الأرض ويكلم الناس وهو كهل، ويعدد نعمه عليه فيقول: ( وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ )[المائدة:110]، فكنت تكتب الخط وتقول وتعمل بالحكمة، وعلمتك التوراة كتاب موسى عليه السلام والإنجيل الذي أوحاه إليه، ( وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي )[المائدة:110]، أي: اذكر لما طالبك بنو إسرائيل بآية على نبوتك، فقالوا لك: اخلق لنا طيراً، فأخذت طيناً وجعلته على صورة طائر وذلك بإذني لك، ونفخت فيه بإذني فكان طائراً ] بإذنه، ولولا أن الله أذن له أن يصور فهل سيفعل؟ لن يفعل؛ لأن الله لم يأذن لمؤمن أن يصور صورة، وفي الحديث: ( أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون )، لولا أن الله أذن لعيسى لما فعل، قال: أذنت لك في التصوير، والمسلمون اليوم غمرتهم التبعية والذيلية لليهود والنصارى؛ فأصبحوا مثلهم إلا من رحم الله.
قال: [ أي: اذكر لما طالبك بنو إسرائيل بآية على نبوتك فقالوا لك: اخلق لنا طيراً فأخذت طيناً وجعلته على صورة طائر وذلك بإذني لك، ونفخت فيه بإذني فكان طائراً، واذكر أيضاً إذ ( وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ )[المائدة:110]، وهو الأعمى الذي لا عينان له، ( وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي )[المائدة:110]، أي: بعوني لك وإقداري لك على ذلك، ( وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى )[المائدة:110]، أي: من قبورهم أحياء، فقد أحيا عليه السلام عدداً من الأموات بإذن الله تعالى، ثم قال بنو إسرائيل: أحي لنا سام بن نوح . فوقف على قبره وناداه فقام حياً من قبره وهم ينظرون، واذكر: ( وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ )[المائدة:110]، فكذبوك وهموا بقتلك وصلبك، ( فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ )[المائدة:110]، واذكر ( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ )[المائدة:111] على لسانك ( أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي )[المائدة:111]، أي: بك يا عيسى، ( قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ )[المائدة:111]، أي: منقادون، مطيعون لما تأمرنا به من طاعة ربنا وطاعتك ] يا رسول الله، هذا معنى هذه الآيات النورانية، فهل نشبع منها؟ والله ما نشبع، لو نكررها الدهر كله ما تنتهي أنوارها ولا تنقطع هدايتها للأحياء لا للأموات.
هداية الآيات
قال المؤلف غفر الله لنا ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين: [ هداية الآيات:
من هداية الآيات:
أولاً: شدة هول يوم القيامة وصعوبة الموقف حتى إن الرسل ليذهلون.
ثانياً: وجوب الاستعداد لذلك اليوم ]، هل نستعد له بالأموال في البنوك؟ هل ندخر الدقيق والشحم؟ بأي شيء نستعد ؟ بطاعة الله ورسوله، بتقوى الله.
[ ثالثاً: توبيخ اليهود والنصارى ] في هذا الموقف العظيم [ بتفريط اليهود في عيسى وغلو النصارى فيه ] عليه السلام.
[ رابعاً: بيان إكرام الله تعالى لعيسى وما حباه به من الفضل والإنعام.
خامساً: ثبوت معجزات عيسى عليه السلام وتقريرها ]، فهي مقررة في القرآن، ما هي حكايات ترددها الناس.
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 28.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.13 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.18%)]