عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 25-07-2021, 05:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,120
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )



تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة المائدة - (46)
الحلقة (457)
تفسير سورة المائدة (52)


أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نحافظ على زكاة أنفسنا وطهارتها، ثم أخبرنا أننا متى ما فعلنا ذلك واهتدينا إلى طريقه المستقيم، فلا يضرنا من ضل عن الطريق وتنكب السبيل، المهم أن نحافظ على هدايتنا ونوفر أسبابها كما بينها لنا رسول الله، وهي التآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر، فإذا تحققت الهداية للمؤمنين والضلالة للمنحرفين كان مرجعهم جميعاً إلى رب العالمين، لينبئهم بما كانوا يعلمون، ويجازي أهل الهداية بما يستحقون، ويجازي أهل الضلالة بما يستقحون.

تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ...)
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
ثم أما بعد:
أيها الأبناء والإخوة المستمعون، ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة والليالي الثلاث بعدها ندرس إن شاء الله كتاب الله؛ رجاء أن نظفر بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود، إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ).
وها نحن مع سورة المائدة المدنية، المباركة، الميمونة، ومعنا الليلة آية واحدة من أجل الآيات وأعظمها، فيها نتلوها ونكرر تلاوتها رجاء أن نحفظها عن ظهر قلب.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )[المائدة:105].
هذا النداء أحد نداءات الرحمن لأهل الإيمان، ينادينا خالقنا ورازقنا ومدبر حياتنا، ينادينا معبودنا وإلهنا الحق الذي لا إله لنا سواه، فيقول: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا )[المائدة:105]، أي: يا من آمنتم بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً، يا من آمنتم بالله ولقائه ووعده ووعيده، يا من آمنتم بكل ما أمركم مولاكم أن تؤمنوا به من الغيب والشهادة، أنتم أيها المؤمنون الأحياء، والحي يسمع النداء، والحي يفعل إن أمر أن يفعل، ويترك إن أمر أن يترك؛ ولذلك لكمال حياته.
وقد علمنا: أن الإيمان الحق بمثابة الروح للبدن، فالمؤمن الإيمان الصحيح الذي إذا عرضناه على القرآن والسنة وافقا عليه، صاحب هذا الإيمان -والله- حي، وحسبه شرفاً أن يناديه الله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا )[المائدة:105]، فجوابنا: لبيك اللهم لبيك، مر نفعل، انه ننته، بشر نستبشر، أنذر نحذر، علم نتعلم، عبيدك بين يديك، هذه حال المؤمنين الصادقين في إيمانهم.
الأمر بتهذيب النفس وتزكيتها وتطهيرها
نادانا هنا ليقول لنا: ( عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ )[المائدة:105]، ماذا نفعل بها؟ نزكيها ونطهرها، نهذبها ونربيها؛ لتكون في عداد مواكب النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. يا عبد الله! عليك نفسك لا تهملها، لا تغفل عنها، لا تضيعها، لا تصب عليها أطنان الذنوب والآثام فتمسخها وتحولها إلى نفس شيطانية والعياذ بالله، أنت المسئول عنها لا غيرك، واللفظ يحمل معنى عاماً: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ )[المائدة:105] من المؤمنين، مروهم وانهوهم، وربوهم وعلموهم، هذبوهم، اهدوهم، أرشدوهم؛ لأنكم كالجسم الواحد.
وتتناول ما بدأنا به أن كل مؤمن عليه أن يحفظ نفسه من أن تتلوث أو تسقط وتهبط وتصبح في عداد الشياطين والمجرمين، هذا أمر الله، فهل نطيع؟ يا ويحنا إذا لم نطع، فهيا نحفظ لأنفسنا طهارتها.
أولاً: نطهرها بمواد التطهير، وهي الإيمان والعمل الصالح، والعمل الصالح: ما وضعه الله لنا لنعبده به من كلمة لا إله إلا الله إلى إماطة الأذى عن طريق المؤمنين، كل العبادات من صلاة، من زكاة، صيام، بر الوالدين، قول المعروف، ذكر الله، تلاوة كتاب الله، الجهاد، الرباط، كل عبادة هي عبارة عن مادة لتزكية النفس، إذا استعملها العبد على الوجه المطلوب أثرت في نفسه بالطهر والصفاء، حتى تصبح روحه كأرواح الملائكة، ثم علينا إذا طهرناها أن نحافظ على طهارتها، لا نغفلها بحيث تنظف اليوم وغداً نصب عليها برميل زبل فنسودها ونلطخها، لا بد من المحافظة على طهارتها وزكاتها حتى الموت، وإن زلت القدم واستغفلك العدو يوماً في الدهر فالتوبة النصوح تزيل ذلك الأثر وتذهبه ويحل محله الأثر الطيب، قال تعالى: ( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ )[الفرقان:70]، ما كان ظلماً ونتناً في النفس يصبح نوراً وطهارة وريحاً طيباً.
يا عبد الله.. يا أمة الله! حافظ على نفسك، لا تهملها، لا تضيعها، لا ترمها في مزابل الشياطين، جنبها كل ما من شأنه أن يلوثها كالكذب، كالحسد، كالشرك، كالبخل، كالخيانة، كل الذنوب، ما من ذنب حتى النظرة تتعمدها وتنظر إلى امرأة في الشارع أو على النافذة بقصد النظر إليها؛ ما ذنب إلا يحول نفسك إلى نتن وعفونة إذا لم تبادر بغسلها وتطهيرها.
أقول: أمرنا مولانا عز وجل أن نحافظ على زكاة أنفسنا وطهارتها، أولاً: نستعمل التزكية والتطهير، وحين تطهر لا نسمح أبداً لأدنى دخن يصيبها، وإن زلت القدم قلت: أستغفر الله.. أستغفر الله، أتوب إلى الله، تمرغ بين يدي الله وأنت تبكي في صدق عازماً على ألا تعود إلى هذا الذنب ولو قطعت وصلبت، فإن هذا الأثر يمحى بإذن الله مع التوبة الصادقة، ( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا )[الفرقان:70].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ )[المائدة:105]، قلت: إن الآية تتناول أمة الإسلام لأنها جسم واحد، ( عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ )[المائدة:105] أيها المسلمون، ولا تبالوا بأولئك عبدة الأصنام والأحجار وأصحاب البحيرة والسائبة وما تقدم، شأنهم إلى جهنم، لكن أنتم أيها المسلمون حافظوا على طهارة أرواحكم وزكاة نفوسكم: ( عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ )[المائدة:105].
ضلال الضالين لا يضر المهتدين
وقوله: ( لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ )[المائدة:105] بقيد: ( إِذَا اهْتَدَيْتُمْ )[المائدة:105]، من ضل الطريق الموصل إلى رضوان الله ودار السلام ومواكب النبيين والصديقين والشهداء والصالحين لا يضرنا أبداً إذا نحن اهتدينا، أنت هديت لتعبد الله عز وجل فاستقم على منهجه ولا يضرك بلايين الكفار والمشركين، ( لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ )[المائدة:105] الطريق وأخطأه وسلك سبيل الشياطين، ولكن بشرط ( إِذَا اهْتَدَيْتُمْ )[المائدة:105]، إذا اهتدينا أولاً إلى الإيمان الصحيح والتوحيد لله رب العالمين، ثم عبادته بما شاء أن نعبده، ثم تجنب كل ما من شأنه أن يؤثر على أنفسنا بالخبث والتدسية، أي: باجتناب كل ما حرم الله ورسوله من النظرة إلى أكل الربا.وهنا ألفت النظر -وقد سبق أن عرفتم- إلى أنه لا بد من معرفة ما نعبد الله به، ومعرفة ما نتجنبه مما حرمه الله، فالعلم ضروري يا عبد الله، كيف يقال: اغسل ثيابك وهو لا يعرف بم يغسلها، لا بد أن أقدم له مادة الصابون أو الماء. فأنت تقول: يا عبد الله! زك نفسك. فكيف يزكيها؟ دله على مواد التزكية وعلمه كيف يستعملها، قل له: حافظ يا عبد الله على زكاة روحك وطهارتها، بين له ألا يأتي ذنباً من الذنوب فيلوثها ويخبثها، فلا بد من معرفة محاب الله ومكارهه، لا بد -يا عبد الله.. يا أمة الله- من أن تعرف محاب الله ومكارهه، فإذا عرفت محاب الله عرفت وعد الله، وإذا عرفت مكارهه عرفت وعيده، إذ لله وعد ووعيد، الوعد لمن أطاعه، والوعيد لمن عصاه، ومحاب الله هذه العبادات، ما شرعها إلا لأنه يحبها، واذكروا قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن )، إذاً: الله يحب بعض الكلم، ما أمرنا بأن نقول كلمة أو نعبده بها إلا لأنه يحبها، فهل أنتم تأخذون بهذا الهدي المحمدي؟ من منكم يقول: أنا عندي ورد يومي أقول مائة مرة: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، أتملق الله وأتزلف إليه ليحبني؟ لنقل: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، تغن بها وأنت تسوق في سيارتك، تغن بها والقدوم في يدك تنجر خشبتك، اذكري يا مؤمنة وأنت تعجنين طحينك ودقيقك؛ لأننا خلقنا للذكر، ما عندنا كلم نلهج به ويسمع منا قط إلا ذكر الله عز وجل، أليس لذلك خلقنا؟
إذاً: هل عرفتم سر الحياة وعلة الوجود أيها الفلاسفة؟ علة الوجود كله وسر هذه الحياة: أن يذكر الله ويشكر، فمن شكر وذكر؛ قربه إليه وأدناه وأنزله الفراديس العلا، ومن كفره وجحد ولم يذكره أرداه وأشقاه.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ )[المائدة:105]، أما إذا ضللتم فإنه يضركم الضال، لكن إذا اهتديت فلا يضرك، والاهتداء إلى أين؟ إلى الجنة. وهل للجنة طريق؟ أي نعم، وهو الإيمان والعمل الصالح فعلاً، وترك الشرك والمعاصي تركاً، هذا هو الطريق نهايته دار السلام، وإذا تعجبت فأبشر عما قريب وأنت على سرير الموت والملائكة تتوافد عليك وأنت تستبشر بهم وتضحك: ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ )[فصلت:30] في سياق الموت، وتقول لهم ماذا؟ ( أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا )[فصلت:30-32]، ضيافة، ( مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ )[فصلت:32]، هؤلاء أهل الأرواح الطاهرة، والنفوس الزكية، أما أصحاب النفوس الملوثة المخبثة المنتنة فلا.
معنى قوله تعالى: (إلى الله مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ )[المائدة:105]، مرجع الطغاة والبغاة والظلمة والمشركين والكافرين، والربانيين والمؤمنين والصالحين، وهل نرجع إلى غيره؟ ما هناك -والله-مرجع إلا إليه في ساحة فصل القضاء.(فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )[المائدة:105]، وإذا نبأنا وأخبرنا فإنما ليقيم الحجة علينا، وتأتي السجلات الضخمة، ووالله! ما ترك لنا من عمل صالح أو فاسد إلا دون وكتب وسجل، ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ )[الحاقة:19-23]، يقولون لهم: ( كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ )[الحاقة:24]، الماضية، وهذه الجلسة منها.
ثم قال تعالى: ( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ )[الحاقة:25]، فالأول: كتابه حسنات ذات أنوار يعطونه بيمينه، والآخر سيئات منتنة وشرك وخبث يعطى كتابه بشماله ووراء ظهره، لا يواجهونه ليأخذها، ( فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ )[الحاقة:25]، أي: لم أعط كتابيه، ( وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ )[الحاقة:26-27]، يود الانتحار ولا ينفعه انتحار، يود لو يموت في تلك الساعة، ( يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ )[الحاقة:27-29]، هاتان مصيبتان: المال والسلطان، من طبع الإنسان حب أن يسود ويعلو ويتكبر ويترفع، من طبيعته أن يحب المال حباً جماً، ومن يقول: أنا لا أحبه؟ قد يكون ذلك من شاخ أو أصبح على شفا حفرة، ومع هذا قد يشيب المرء ويشب معه حب المال والدنيا.
إذاً: ( خُذُوهُ )[الحاقة:30]، من الآمر؟ الله جل جلاله. من المأمور؟ ملائكته، زبانيته، ( خُذُوهُ )[الحاقة:30] أولاً ( فَغُلُّوهُ )[الحاقة:30]، الغل يوضع في عنقه، ( خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ )[الحاقة:31-32]، يدخلونها من فيه ويخرجونها من دبره كخيط المسبحة، ( ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا )[الحاقة:32]، هل من أذرعتنا أو أذرعة السلطان؟ كلا؛ لأن ضرسه كأحد، وعرض أحد مائة وخمسة وثلاثون كيلو متر، فكم طول هذه السلسلة؟
(ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ )[الحاقة:32]، لم؟ ما العلة؟ ( إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ )[الحاقة:33-37]، والغسلين: الغسالة، العرق والدماء والأوساخ التي تتجمع في أطنان، ذلك هو طعامهم، لا بقلاوة ولا حلاوة ولا لوبيا ولا جزر، الطعام ما يسيل من عرق ودماء ودموع وأوساخ تتجمع بكميات، وهي طعامهم، فقولوا: آمنا بالله.

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 46.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.38 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.36%)]