المعلم والغضب من التلاميذ
بدر بن جزاع بن نايف النماصي
يستحيل أن يحصل علم بلا تعب ولا شقاء، والمعلم سيواجه في تعليمه صنوفًا من التلاميذ، والمتعلمون - خصوصًا من كان منهم صغير السن - سيكثر منه الجهل وقلة الأدب؛ وذلك بسبب قلة التجرِبة في هذه الحياة؛ يقول ابن مفلح - رحمه الله -: "ومن كلام أكثم بن صيفي: "ويلُ عالمٍ من امرئ جاهل"[1].
وإذا غضب المعلم من أحد تلاميذه فينبغي له أن يفعل كما قال ابن مفلح:
• التحول من حالته التي هو عليها؛ قال: "قال القاضي: ويستحب لمن غضب إن كان قائمًا جلس، وإذا كان جالسًا اضطجع"[2].
• الاستعاذة من الشيطان الرجيم، قال: "وقد استبَّ رجلانِ عند النبي صلى الله عليه وسلم واشتد غضب أحدهما، فقال - عليه السلام -: ((إني لأعلم كلمةً لو قالها لذهب عنه ما يجد))، في خبر معاذ: ((اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم))، وفي خبر سليمان بن صرد: ((أعوذ بك من الشيطان الرجيم))، قال في خبر معاذ: فأبى ومحك وجعل يزداد غضبًا، وفي خبر سليمان فقال الرجل: هل ترى بي من جنون؟ رواهما أبو داود، وروى البخاري ومسلم خبرَ سليمان"[3].
• الوضوء، قال ابن مفلح: "وروى أحمد والترمذي خبر معاذ، ويستحب أن يتوضَّأ؛ لخبر عطية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خُلِق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ))؛ رواه أبو داود وغيره"[4].
[1] (المرجع السابق): ج4. ص261.
[2] (المرجع السابق): ج2 ص392.
[3] (المرجع السابق): ج2. ص393 - 394.
[4] المقدسي، محمد بن مفلح المقدسي. الآداب الشرعية. (مرجع سابق). ج2. ص393 - 394.