عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-07-2021, 03:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,002
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تحليل أسباب ظاهرة الفتيات المسترجلات

في أي مرحلة بدأت تفضلين السلوك والمظهر المخالف لأنوثتك؟
تذكر غالبية الحالات أنه بدأ يظهر عليها مظاهر الاسترجال منذ مرحلة الطفولة، كالحالات (2، 3، 4، 5، 6، 7، 9)، بينما بقية الحالات اختلفت المراحل بين الجامعية، والثانوية، والمتوسطة. وهذه النتيجة تتفق مع ما ذكر في نظرية إريكسون من ظهور أزمة الهوية في مرحلة المراهقة، والتي من أحد أسبابها المهمة خلل عملية التنميط الجنسي في مرحلة الطفولة ولعل ما أشارت إليه ح4[13] في قولها: "بدأت منذ طفولتي لكن اللباس لم يتغير إلا في المرحلة المتوسطة" إشارة واضحة إلى تأثر عملية التنميط الجنسي، مما يشير إلى دور التنشئة الأسرية في استرجال كثير من الحالات.

ما انطباعك عن جنس الإناث والذكور؟
تجيب غالبية الحالات بتميز الذكور عن الإناث، حيث تقول ح1: "الذكور لهم حرية ولا يمنعون من أي أمر وليسوا محصورين بأي شيء والعقاب لهم يختلف" وكذلك ح7، ح8، ح9 يقلن: "الذكور أكثر حرية في كل شيء" بينما ح3 تقول: " الإناث عقولهن صغيرة ولا يتقبلن الآراء الأخرى... والذكور عقولهم كبيرة وعندهم استعداد لسماع الآراء"؛ أما بعض الحالات فإنها ترى تكافؤ الجنسين، إذ تقول ح5: "أنهما متساويين لا يوجد شيء يميز أحدهما عن الآخر"، وح7 تقول: "كل شخص له مميزاته وكل طبقة لها عاداتها تجاه الفتيات"، وتذكر ح9: أن " وضعهم متساوي وهو راجع لكل أسرة". وهذه النتيجة تبين مدى تأثر أفكار المسترجلات تجاه جنسهن وقيمة أنوثتهن، وتكشف عن أسباب نشوء هذه الأفكار والتي تتلخص في سببين، الأول: الأسرة وأسلوب تربيتها للفتاة، والثاني: الغزو الفكري الذي يكثر من طرح قضية المساواة بين المرأة والرجل وخصوصًا في مسألة الحرية.

كيف ترين تعامل الوالدين معك ومع إخوتك؟
تؤكد كثير من الحالات على عدل والديها في التعامل بينها وبين إخوتها فتقول ح3، ح4، ح5، ح6، ح10: " الوضع متساوي بيننا"؛ في حين أن بقية الحالات تؤكد على وجود تفرقة حيث تقول ح1: "توجد تفرقة وتضايقني"، بينما ح7 تقول: " الوالدة أكثر شدة معنا بخلاف الأولاد، والوالد على العكس"، وتقول ح8: " أمي تفضل الأولاد بشدة والوالد على العكس" وكذلك ح9 تقول: " الوالدة تميل للأولاد بشكل واضح والوالد على العكس"، مما يشير إلى أن التفرقة في التعامل بين الجنسين قد تكون أحد الأسباب في استرجال الفتيات -لاسيما وأنه يعطي للفتاة أفكارًا سلبية غير مباشرة تجاه جنسها وقيمته- وهو ما يتوافق مع دراسة (الصويان 1430هـ)، لكنه لا يعد سببًا بارزًا رغم تأثيره إذا ما ضم إلى أساليب التنشئة الأسرية الأخرى.

هل سبق أن طرح عليك في صغرك أو قبل تغيير مظهرك وسلوكك الأنثوي عبارات تشبهك بالذكور أو أطلق عليك اسم أحد الذكور؟ (إذا كانت الإجابة بنعم، فممن؟)
كشفت أغلبية الحالات أنهن سمعن من يشبههن بالذكور أو يسميهن بأسمائهم وذلك من قبل أسرهن وأقاربهن أوصديقاتهن، حيث تذكر ح 2ذلك فتقول: "هناك من يشبه سلوكياتي بالأولاد منذ صغري وهذا كان من قبل الفتيات في الدار"، بينما ح8 تقول: " نعم، من الأسرة والأقارب لأني كنت مع إخواني"، بينما تقول ح9: " نعم، كانت سلوكياتي كسلوكيات الأولاد...وأخواتي كانوا يسمونني باسم فهد"؛ أما بعض الحالات فإنها نفت هذا الأمر. وهذه النتيجة تتوافق مع ما جاء في نظرية الوسم وتؤكد في الوقت ذاته على أثر التنشئة الأسرية والصديقات في استرجال الفتيات. والأخيرة تتفق مع ما جاء في دراسة كل من (الربدي، 1424هـ)، و(الراشد، 1429هـ).

ما رأيك في نظرة المجتمع للمرأة، هل هي نظرة دونية؟
(إذا كانت الإجابة بنعم، فما العادات والتقاليد التي تنظر للمرأة بدونية؟)
ترى بعض الحالات أن المجتمع يوجد به من ينظر نظرة دونية ومنهم من ليسوا كذلك، لكن يقع الاختلاف بينهم في تحديد الفئة الأكثر، فتقول ح8: " هناك من ينظر لها نظرة دونية وهم العوام، وهم الأكثر" في حين تقول ح2: " توجد هذه النظرة لكن ليست من الجميع"، أما ح4 فتقول: " هناك حالات نادرة تراها بنظرة دونية". بينما تؤكد بعض الحالات على النظرة الدونية من المجتمع للمرأة، وقد استدللن في ذلك على عدة عادات منها ما قالته ح1: وهو " مثل عاداتهم في عدم ذكر اسم المرأة أمام الرجال"، ومنها ما ذكرته كل من ح3، وح6: وهو" التشديد في خروجها من المنزل". لكن الصنف الثالث الأقل يرى أن النظرة في هذا الوقت تغيرت إلى الأفضل. وهذا يوضح أن بعض العادات المخالفة للشريعة والتي تعامل المرأة وتنظر لها بدونية قد تكون أحد الأسباب في استرجال المرأة لكنها ليست الرئيسة.

ما البرامج التي تفضلين متابعتها في وسائل الإعلام؟
تنوعت البرامج التي تفضلها الحالات وتعددت فيما بينها واشتركت أيضًا، لكن كثيرًا منهن اتفقن على تفضيل البرامج والأفلام ذات الطابع الإجرامي والمخيف كالحالات (1، 2، 3، 9، 10)، أما بعض الحالات فتفضل الأفلام الأجنبية كحالتين (4، 5)، وبعضهن الآخر يفضلن المسلسلات العاطفية كحالتين (1، 8)، بينما بعض الحالات تتابع المسلسلات الفكاهية كحالتين (8، 9)، أما بقية الحالات فتنوعت البرامج التي يفضلنها، كبرامج التي تتحدث عن قضايا المجتمع، والحوارية، والتقنية، وأفلام الكرتون. وهذا الأمر يكشف عن أثر الإعلام في صوغ أفكار وقيم الفتيات، فعلى سبيل المثال الأفلام الإجرامية والمخيفة في أصلها تخالف طبيعة الأنثى وبالتالي فهي تعطي للفتاة نوع من الجرأة المذمومة في أداء ما ترغبه دون الالتفات لقيم المجتمع وعاداته، بل وتستثيرها لتقليد أبطال تلك الأفلام الذين هم في الأغلبية من جنس الذكور، أما الأفلام الأجنبية بشكل عام فهي تنقل ثقافة مغايرة تنطوي عليها قيم، ومعتقدات، وأفكار، ونماذج تخالف ثقافة الفتيات الأصلية ومن ثم لا يستغرب من تأثير تلك المعطيات على الفتيات واسترجالهن، أما المسلسلات العاطفية فقد تم بيان تأثيرها على الفتيات أثناء الحديث عن خلل المحتوى الفكري والقيمي للإعلام. وهذا يعيد التأكيد على تأثير الإعلام في استرجال الفتيات، وهذه النتيجة تتفق مع ما جاء في دراسة كل من: (الربدي، 1424هـ)، و(الراشد، 1429هـ)، و(الشهري، 1431هـ)، و(البحيري، 1432هـ).

هل تتابعين كل ما يتعلق بموضوع الاسترجال في وسائل الإعلام؟
( إذا كانت الإجابة بنعم، فما هي أبرز الوسائل التي تتابعين فيها هذا الموضوع؟)
أوضحت الحالات -باستثناء واحدة- أنهن لا يتابعن ما يستجد في موضوع الاسترجال، وهذا الأمر لا يضعف أثر الإعلام، لكن يبين عدم مبالاة المسترجلات بمتابعة الجديد في هذا الموضوع.

هل لمحاكاة المشاهير دور في استرجال الفتيات؟
تؤكد أكثر الحالات على دور التقليد في الاسترجال كالحالات (1، 3، 5، 8، 10)، بينما بعضها لايؤكد ذلك على الجميع بل يقصرها على فئة أو مرحلة معينة كحالتين (2، 6)، أما بعضها الآخر فلا يرى جدوى هذا الأمر كالحالات (4، 7، 9). وهذا الأمر يتفق مع ما أشار إليه باندورا في نظريته التعلم بالملاحظة. ويؤكد كذلك على أثر الإعلام وخطورته في هذه القضية.


ما رأيك في موقف الإسلام من المرأة؟
أثبتت جميع الحالات وسطية الإسلام في نظرته للمرأة وتعامله معها، حيث تقول ح6: "الإسلام نظرته وسطية وأعطى المرأة حقوقها كاملة"، أما ح9 فتقول: "الإسلام كرم المرأة لكن بعض الناس لم يطبقوا تعاليم الإسلام بشكل صحيح"، في حين ذكرت ح10: " أن الإسلام أعطى المرأة احترامها وحقها لكن المرأة هي من انتقصت من حقها". وهذا الأمر يفسر عن صفاء فكر الحالات تجاه نظرتهن لموقف الإسلام من المرأة وعدم حملهن المفاهيم السلبية في ذلك، ومن ثم يظهر عدم التلازم بين النظرة السلبية لموقف الإسلام من المرأة ووجود الاسترجال.

هل يؤيد الشرع استرجال الفتيات؟
(إذا كانت إجابتك بنعم، فكيف تردين على من يخالفك الرأي في الموضوع؟)
نفت جميع الحالات تأييد الشرع لاسترجال المرأة، وهو ما يجلي الجانب المعرفي للمسترجلات تجاه حكم الاسترجال في الشريعة الإسلامية، ويكشف أيضًا عن قوة أثر ضعف الوازع الديني في استرجال الفتيات. وهو مايتفق مع ما أكده غانم في نظرية تدهور الضابط الديني للسلوك، وكذلك مع ما خرجت به دراسة كل من: (الربدي، 1424هـ)، و(السمهري، 1425هـ)، و(الصويان، 1430هـ).

هل ترين أن الحط من قيمة الأنثى هو السبب في استرجال الفتاة؟
تنفي كثير من الحالات أن يكون هذا الأمر سببًا في استرجال الفتيات، بينما بقية الحالات تؤكد على سببيته كالحالات (1، 2، 4، 8). وهذا الأمر يشير إلى أن انتقاص قيمة الأنثى قد يكون سببًا غير رئيس في استرجالها.
من المسؤول الأول عن استرجال الفتاة؟ ولماذا؟
تفصح كثير من الحالات عن مسؤولية الفتاة نفسها في الاسترجال، لكنهن يختلفن في تعليل ذلك إذ إن بعضهن يرجعنه لقناعة الفتاة الشخصية كالحالات (7، 9، 10)، وبعضهن الآخر للتقليد ومواكبة العصر كحالتين (3، 6) بينما ح4 ترى أنه بسبب كثرة مخالطة الأولاد؛ أما بعض الحالات فيرين أن الأسرة هي السبب، إما من خلال غياب الأب كما ذكرت ح1، أو أسلوب تربية الوالدين كما بينته (ح5، ح8). وفي ذلك إشارة واضحة إلى قوة السبب المتعلق بالفتاة كضعف الوازع الديني، يليه أسلوب التنشئة الأسرية الذي تعرضت له الفتاة.


[1] حسن، عبدالباسط- أصول البحث الاجتماعي، ص240، ط(11) 1410هـ، القاهرة: مكتبة وهبة.

[2] القحطاني، سالم، وآخرون- منهج البحث في العلوم السلوكية، ص268، ط(3) 1431هـ، الرياض: العبيكان.

[3] المرجع السابق، ص269.

[4]الضحيان، سعود- العينات وتطبيقاتها في الدراسات الاجتماعية، ص126، ط (بدون) 1420هـ، القاهرة: الثقافة المصرية.

[5] ينظر: المرجع السابق، ص126.

[6] ينظر: الوليعي، عبدالله- المدخل إلى إعداد البحوث والرسائل الجامعية في العلوم الاجتماعية، ص26، ط (1) 1433هـ، الرياض: مكتبة جرير.

[7] ينظر: الجوهري، محمد، والخريجي، عبدالله_طرق البحث الاجتماعي، ص164، ط (5) 2008م، = =القاهرة:بدون.

[8] ينظر: العساف، صالح- المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية، ص354، ط (بدون) 1431هـ، الرياض: دار الزهراء.

[9] ينظر: المرجع السابق، ص355.


[10] ينظر: الجوهري، والخرجي، ص339، مرجع سابق.

[11] ينظر: العساف، ص357، مرجع سابق.

[12] ينظر كلاً من:
1- المرجع السابق، ص358-359.
2- الجوهري، ص 341-343، مرجع سابق.

[13] الرمز (ح4) يعني الحالة الرابعة، وهذا الرمز اتبعته في مواضع كثيرة من التحليل مع تغيير في رقم الحالة، وهو أسلوب اتبعته الدكتورة نورة الصويان أثناء التحليل في دراستها المذكورة في الدراسات السابقة، ص35.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 24.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.27 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.52%)]