عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 19-06-2021, 04:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,500
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )

تفسير قوله تعالى: (ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ...)
ثم يقول تعالى أيضاً: وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ [المائدة:66]، التوراة: كتاب اليهود، والإنجيل: كتاب النصارى، وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ [المائدة:66] كتاب البشرية القرآن الكريم. وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ [المائدة:66] كيف أقاموها؟ عملوا بما تدعو إليه وتأمر به وتنهى عنه من الشرائع والآداب والأحكام، وأقاموا الإنجيل فطبقوا ما فيه وعملوا بما يحمله من الهدى للبشرية؛ لأنه كتاب الله، وآمنوا بما أنزل إليهم من ربهم، ألا وهو القرآن الكريم، لو فعلوا هكذا لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ [المائدة:66]، وهذا فيه دليل على أن رؤساءهم يخبثون ويضللون ويمكرون من أجل المال، من أجل الدينار والدرهم، رؤساء اليهود والنصارى يحولون بين الناس وبين الدخول في الإسلام، لماذا؟ هل لأنهم يعرفون أن الإسلام ليس بحق؟ والله إنهم ليعرفون أنه حق أكثر مما يعرفون أنفسهم، ولكن يقفون في وجه تلك الأمم والشعوب حتى لا يبقوا فارغي الأيدي لا سلطان ولا مال. فقال تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ [المائدة:66] -أي: من القرآن- لأغناهم الله حتى يأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، يرفع رأسه فيجد العنب والتمر والتفاح والبرتقال، ولأكلوا من تحت أرجلهم أنواع الخضروات والحبوب.
وهذا نقوله لأنفسنا: لو أن المؤمنين أقاموا التوراة والإنجيل، نعم آمنا بهما، وأقاموا ما أنزل إليهم من ربهم من القرآن الكريم، والله لو أن أهل إقليم أو بلد يقيمون القرآن كما أنزله الله، فيحلون ما أحل، ويحرمون ما حرم، ويؤدون ما طلب، ويثبتون ويصبرون على حب الله ورسوله والمؤمنين؛ والله لأغناهم الله ولما ما بقي بينهم فقير، فكيف يا هذا؟ كان الرسول صلى الله عليه وسلم يربط بطنه بالحجر من الجوع، واشتد البؤس والفقر، وما هي إلا سنوات حتى أصبحوا يوزعون المال هنا بالدرهم والدينار في الثوب، جاء العباس وأخذ يجمع الذهب وملأ ثوبه فما استطاع أن يقوم به، فنظر إلى رسول الله كأنه يريده أن يحمله عليه فقال: لا، لا نحمله عليك.
ثلاثة قرون لم تعرف الدنيا أسعد ولا أكمل ولا أغنى من أمة الإسلام، ثلاثمائة سنة، ولكن ما أقمنا التوراة والإنجيل والقرآن، فلهذا هذا الوعد مازال: وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ [المائدة:66]، يوم كانت تنزل هذه الآيات كان الفقر يمزق العالم الأوربي وعالم اليهود والنصارى، والتاريخ يدلكم على ذلك.
إذاً: هذا الوعد مفتوح إلى يوم القيامة، لو أن المسلمين اجتمعوا على كتاب الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم في شجاعة، في صدق وإخلاص، والله ما هي إلا سنوات وإذا هم من أغنى الخلق، ولكن ما أقمنا القرآن.قال تعالى: مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ [المائدة:66]، معتدلة، أفراد من النصارى ومن اليهود، عدد اليهود قليل جداً، أما عدد المسلمين والنصارى فبالملايين في قرون عديدة، وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ [المائدة:66]، كثير من اليهود والنصارى قبح عملهم وساء وبطل؛ فهم على الشرك والخداع والمكر والباطل، هذا كلام من؟ كلام الله عز وجل.

قراءة في كتاب أيسر التفاسير

هداية الآيات
اسمعوا هذه الهدايات من الآيات، وتأملوا ما درسناه.قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين: [ هداية الآيات:من هداية الآيات: أولاً: قبح وصف الله تعالى بما لا يليق بجلاله وكماله ] وعظمته قبيح، والدليل من الآية: وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ [المائدة:64] فرد الله عليهم ولعنهم، فوصف الله بما لا يليق بجلاله وكماله قبيح من أشد القبح، والدليل هذه الآية نفسها، لما قالت اليهود: يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ [المائدة:64] هل رضي الله بهذا الكذب؟ ماذا قال؟ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ [المائدة:64].[ ثانياً: ثبوت صفة اليدين لله تعالى ووجوب الإِيمان بها على مراد الله تعالى، وعلى ما يليق بجلاله وكماله ]، لا تقل: لا، أيخبر تعالى عن نفسه وتقول: لا؟! هذا مبدأ اعتقنه الضلال لينزعوا من قلوب المؤمنين مهابة الله وعظمته وحبه أبداً، بلغ بهم الحد إلى أنك لو ترفع يديك إلى السماء تقول: الله لقطعوا يدك، يقولون: الله لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال، إذاً: أين الله؟ والله يخبر عن نفسه: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]، ويحمل رسوله من هنا إلى الملكوت الأعلى إلى مستوى كلمه الله كفاحاً، فإذا أثبت الله صفة لنفسه فيجب أن تؤمن بها وعقلك لا قيمة له، فقط لا تشبها بصفات المخلوقات، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً: بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ [المائدة:64]، تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الملك:1]، وقال لإبليس: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ [ص:75]، وأخبرنا رسول الله أن آدم خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه، فقط أثبت لله ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله، ولا تحاول أن تفهم؛ لأنك عاجز ما تستطيع، فقل: آمنت بالله.. آمنت بالله.
وبينا للعوام حتى يفهموا المعنى، ونسأل الله أن لا يؤاخذنا، قلنا: ليس شرطاً أن تكون يد الله كيد الخلق أبداً، ولا يخطر ببال المؤمن، فالله خالق وهؤلاء مخلوقون فهل يكونون كربهم؟ مستحيل، وضربنا مثلاً: هل تعرفون أن للنملة عيناً تبصر بها؟ هل عين النملة كعين البقرة والبعير؟ شتان ما بين السماء والأرض.
إذاً: فصفات الله تعالى كاليد والقدم والضحك والغضب كل هذه الصفات أثبتها على وجه يليق به تعالى، أما أن تشبه المخلوقات به تعالى فهو قد قال: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]، وهل المخلوقات التي خلقها تكون شبيهة به؟ هذا الكرسي هل يكون مثل النجار في عقله ومعارفه وقدرته؟ مستحيل. إذاً: نؤمن بصفات الله ولا نؤول ولا نحرف ولا نعطل أبداً، حتى يبقى حبنا وتعظيمنا لله كما هو.ومكرة اليهود والمجوس والنصارى منعوا الناس من الإيمان بصفات الله، حتى زالت مهابة الله من قلوبهم، فلا بد من إثبات صفة اليدين لله تعالى ووجوب الإيمان بها على مراد الله تعالى وعلى ما يليق بجلال الله وكماله.
[ ثالثاً: تقرير ما هو موجود بين اليهود والنصارى من عداوة وبغضاء، وهو من تدبير الله تعالى ]، هو الذي أوجد بينهم العداوة والبغضاء، أليس كذلك؟ من أين أخذنا هذا من الآية؟ من قوله تعالى: وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ [المائدة:64].[ رابعاً: سعي اليهود الدائم في الفساد في الأرض، فقد ضربوا البشرية بالمذهب المادي الإلحادي الشيوعي، وضربوها أيضاً بالإباحية ومكائد الماسونية ]، وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا [المائدة:64]، كيف يسعون فساداً؟ بالشيوعية بالمبادئ العلمانية، والآن حولوها إلى الاشتراكية، هذا -والله- من صنيعهم.[ خامساً: وعد الله لأهل الكتاب على ما كانوا عليه ] من الكفر والضلال [ لو آمنوا واتقوا لأدخلهم الجنة ]. وعد الله لأهل الكتاب من اليهود والنصارى على ما كانوا عليه من الكفر والظلم والشر والفساد، لو آمنوا واتقوا لأدخلهم جنات النعيم، يؤمنون بماذا؟ بالله رباً وإلهاً وبمحمد رسولاً والقرآن تنزيلاً وبالإسلام شريعة وقانوناً.[ سادساً: وعده تعالى لأهل الكتاب ببسط الرزق وسعته لو أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم، أي: لو أنهم أخذوا بما في التوراة والإنجيل من دعوتهم إلى الإيمان بالنبي الأمي صلى الله عليه وسلم والدخول في الإسلام لحصل لهم ذلك كما حصل للمسلمين طيلة ثلاثة قرون وزيادة، وما زال العرض كما هو لكل الأمم والشعوب ]، ما من شعب أو أمة تريد أن يغنيها الله ويدفق عليها المال فلتؤمن حق الإيمان ولتقم القرآن، والله ما هي إلا سنيات والمال مبعثر هنا وهناك، هل فهم المسلمون هذا؟ اللهم علمنا وإياهم، متى نعلم هذا يا أبناء الإسلام؟
مقترح عملي للعودة إلى الله تعالى
نعود إلى المخطط العجيب الذي عرضناه على العلماء والحكام، ألا وهو أن نلتزم ونحن صادقون بأن نجتمع في بيوت ربنا التي بنيناها في مدننا وقرانا، في الجبال والسهول، إذا دقت الساعة السادسة يقف العمل، سواء كان مكينة أو مصنعاً أو متجراً أو مكتباً، يقف العمل وباسم الله نتوضأ ونحمل نساءنا وأطفالنا إلى بيت ربنا، نصلي المغرب كما صلينا، ونجلس هكذا: النساء وراء الستارة والرجال دونهن، ويجلس لنا عالم رباني، فليلة آية من كتاب الله نحفظها، ونتغنى بها حتى تحفظ، ونشرحها ونفهم مراد الله منها، وكلنا عزم على أن نطبق ونعمل، وليلة ثانية حديث من أحاديث الحبيب صلى الله عليه وسلم الصحيحة نحفظه ونعلم ونعمل، يوماً آية ويوماً حديثاً، في أربعين يوماً يتغير وضع تلك القرية، وفي عام واحد والله ما يبقى زانٍ ولا لوطي ولا كاذب ولا فاجر ولا خائن ولا شحيح ولا بخيل ولا مبغض ولا معادٍ أبداً، كأنهم أسرة واحدة، سنة الله لا تتبدل، الطعام يشبع والماء يروي والحديد يقطع والنار تحرق، والكتاب والحكمة يزكيان النفوس ويطهران القلوب، وإذا زكت النفوس وطهرت القلوب هل يبقى خبث أو شر أو فساد أو شح أو بخل بين المؤمنين؟ والله ليفيضن المال عليهم، المال الذي ينفق الآن بالتبذير أضعاف من هم محتاجون إليه، وفوق ذلك لو رفعنا أيدينا إلى الله على أن يزيل الجبال لأزالها، لأنه تحققت ولايتنا لله، هل هناك طريق غير هذا؟ والله لا وجود له، نبقى هكذا: من استقام نجا من عذاب الله، ومن اعوج فإلى عذاب الله، ما هناك حيلة. كتبنا كتاباً مفتوحاً إلى العلماء والحكام فما سمعنا أن عالماً واحداً قدمه إلى حاكم، ولا قال به في قرية ولا في جماعة، وضعنا (كتاب المسجد وبيت المسلم)، قلنا: يا أيها المسلمون! مادام هذا الضعف فاجتمعوا على كتاب الله في بيوت الله، في بيوتكم بعد صلاة العشاء اجتمع أنت وامرأتك وأولادك وأمك واقرءوا آية أو حديثاً، في أربعين يوماً ما يبقى تلفاز ولا رقص ولا الأغاني ولا تكالب على الشهوات أبداً، فما وجدنا استجابة، لعل اليهود سحرونا، نخشى من ذلك لأنا نأكل من طعامهم ومن زيوتهم، فلعلهم سحرونا، وإلا فكيف نصرخ ونقول: والله لا يحل لمؤمن ولا مؤمنة أن يجلس في بيته وعاهرة أمامه تمد يديها وتضحك، والله لا يجوز، الأغاني والمزامير والصور هكذا في بيوت المؤمنين فهل تبقى فيها الملائكة؟ والله لن تبقى ولن يحل إلا الشياطين محلها، ومن ثم ظهر الزنا واللواط والجرائم والموبقات، إنها صنائع اليهود، سعي اليهود بالفساد، ومددنا أعناقنا نحن، فمتى نفيق؟ أمرنا إلى الله.وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.93 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.78%)]