عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 18-06-2021, 04:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,035
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حروف الهجاء من خلال الشعر

(وَالفَاءِ) قَالَ الفَارِسُ الإِفْرِيقِي

أُحَقِّقُ الأَهْدَافَ لِلفَرِيقِ




وَنَلْتَقِي (بِالقَافِ) يَا صَدِيقِي

عِنْدَ تَلاَقِي القَوْمِ بِالطَّرِيقِ










وهي كما ترى طريقة مبتكَرة لِغَرْس استعمالات الحروف في أذهان الأطفال، وفي نفس الوقت غرس المعاني النَّبيلة والكلمات الموحية، وإثراء للخيال بشكلٍ إيجابي عند الطفل.









وفي الجزء الرابع الذي يضمُّ باقي الحروف وهي من (ك - ي) أوجزَ في التَّقديم، على عكس الإطناب الذي اتَّبعه في المجموعة السابقة؛ وكأنَّه يَنْفض الملَل من نفوس الصِّغار، قبل أن يتسلَّل إليهم، ويجدِّد في الأوزان أيضًا كوسيلةٍ من وسائل التَّشويق، فيقول:













(الكَافُ) فِي الضِّحْكِ وَالبُكَاءِ




(وَاللاَّمُ) فِي العِلْمِ وَاللِّقَاءِ




(وَالْمِيمُ) فِي النَّجْمِ وَالسَّمَاءِ




(وَالنُّونُ) فِي النَّوْحِ وَالغِنَاءِ




(وَالْهَاءُ) فِي الْهَمِّ وَالْهَنَاءِ




(وَالوَاوُ) فِي الوَشْمِ وَالشِّوَاءِ




(وَاليَاءُ) فِي اللَّيْلِ وَالضِّيَاءِ












وهذا الإيقاع السَّريع عند تقديمِ هذه المجموعة من الحروف فيه تنشيطٌ لِخيال الأطفال، بعد تلك الوجبة الدَّسمة التي تلقَّوها مع الحروف السابقة في المجموعات الثَّلاث الأولى؛ حتَّى يجدِّدوا نشاطهم الذِّهني، ويستقبلوا الجديد بإدراك جيِّد.









وفي الجزء الثاني من هذه السِّلسلة الذي يحتوي الحروفَ من (د - ص) يُدافع "شعراوي" عن حروف اللُّغة العربية، وينفي عنها ما يراه بعض الكُتَّاب من أنَّ الحروف لها دلالات مستقلَّة، وخصُّوا بعض الحروف بالشُّؤم (كحرف الضَّاد) كما يقول "العقَّاد" في كتاب "أشتات مجتمعات" في اللُّغة والأدب، وبعضَها بالإبانة والوضوح (كحرف الفاء)، وبعضها باللُّطف (كحرف السِّين)، وبعضها بالذُّل والهوان (كحرف الذَّال)...[1]، وهكذا، إلا أن "شعراوي" يتصدَّى لهذه المقولات بِضَراوة، ويُدافع عن الحروف العربيَّة باستماتة، ويرى أنَّها لا علاقة لها بهذه الرُّؤَى المتعسِّفة، وكأنَّ الحروف كائنات حيَّة، تعرَّضت للظُّلم من بعض الناس، وهو يريد إنصافَها وإحقاقَ الحق.









وهذا المنهج في معالجة الأمور، يربِّي الناشئة على حب الإنصاف، وتَجنُّبِ الظلم أيًّا كان، واستقباحِه حتى في الأمور المعنويَّة، وفي الوقت نفسه يحفزُّه على حب الدفاع عن الآخرين، وردِّ المظالم، والذَّوْد عن المظلوم، ففي قصيدة "الذَّال بين الهجوم والدفاع" يقول:













قَدْ قِيلَ فِي هِجَاءِ حَرْفِ الذَّالِ




الذَّالُ حَرْفُ الذَّمِّ وَالإِذْلاَلِ




وَالذَّنْبِ وَالذِّئِابِ وَالذُّهُولِ




وَالذُّعْرِ وَالذُّبَابِ وَالذُّبُولِ




وَالذَّالُ مِنْهُ لَذَّةُ الإِيمَانِ




وَذِكْرُ رَبِّي ذَابَ فِي الأَذْهَانِ




وَالذَّوْقُ وَالذَّوْدُ عَنِ الأَوْطَانِ




وَأَشْرَفُ الآدَابِ وَالْمَعَانِي




وَأَيُّ حَرْفٍ فِي لِسَانِ الأُمَّهْ




لَنْ يَقْبَلَ الْهِجَاءَ وَالْمَذَمَّهْ




لِأَنَّهُ خَيْطٌ بِنَسْجِ الكِلْمَهْ




لَكِنَّمَا الكِلْمَةُ مِثْلُ البِذْرَهْ




تُبْدِي ثِمَارًا حُلْوَةً وَمُرَّهْ




فَلْتَجْعَلُوا - يَا إِخْوَتِي - الكَلاَمَا

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.41 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]