سن الطفل عند وقوع التحرُّش
ابنتُك عمرها 8 سنوات، مما يجعلها تجد صُعوبةً في التعبير عن مشاعرها، وربما لهذا السبب تلْجَأُ للضرْبِ والعُدوانية مع مَن حولها؛ لأنها تشعُر بغضب وانزعاجٍ كبيرَيْنِ داخلها، لكنها غير قادرةٍ على التعبير عنه بالكلمات، وتَوَدّ أن تلفتَ انتباهك لها لتُساعديها!
قرابة المعتدي بالطفل
قَرابة المتحرِّش العائلية، وربما كونه محلَّ ثقة بالنسبة لها جعل الأمرَ أصعب عليها، وجَعَلَهَا غير مطمئنة لمن حولها، ولا تثق بهم، ومن ثَم تشعر بالخوف مِن أن يؤذوها كما فعَل هو مِن قَبْلُ.
الفترة الزمنية التي استمر خلالها
لَم تذكُري لنا شيئًا عن الفترة التي استمر فيها التحرُّش أو تَكراره، لكن في كل الأحوال ربما ترك أثرًا مِن الإحساس بالذنب لدى ابنتك، خصوصًا أنَّ ردة فعلك بأن ضربتِها حين أخبرتك جعلتها تعتقد أنها مخطئة، ومن ثَم تشعُر بالذنب وتأنيب الضمير!
وجود عنف أثناء التحرُّش
تعرُّضها للعنف الجسديِّ والنفسيِّ واللفظيِّ مِن المعتدي، وتهديده لها بالخنق والضرب؛ فهذا ترَك أثرًا أصعب وأعمق على نفسيتها.
المحيط الاجتماعي وتعامله مع الأمر
تعاملكِ أنت ووالدها مع الأمر اتسم بالعنف؛ حيث ضربتِها أنتِ حين أخبرتكِ، ثم ضرَب والدها الفتى أمامها ليأخذَ لها حقها، فهذا العنفُ جَعَلَها تشعُر بالخوف؛ لأنها لا تفهم الأمر ولا تستوعبه جيدًا كما تستوعبونه أنتم، وترى نفسها شاركتْه في فعله كما أوْهَمَها وأخْبَرَها.
ومِن ثَمَّ فهي تخاف أن تجد منكم العنف نفسه الذي أخذه الفتى "مرة أخرى"؛ لأنها تعرضتْ له عندما أخبرتْكم، وهذا يجعلها تشعُر بالخوف والتهديد بدل الأمان.
الهُوِيَّة الجِنسيَّة
في مرحلتها العُمرية فإنَّ الهُوِيَّة الجِنسيَّة تشكَّلَتْ إلى حدٍّ كبيرٍ؛ مما يجعل آثارَ الإساءة الجِنسيَّة أقل خطَرًا عليها، ولكننا غير متأكدين مِن ذلك، لذا علينا أن نتأكَّدَ مِن الأمر، ونتعامَل معه بشكل سليمٍ وحكيمٍ حتى نُخَفِّفَ مِن الآثار الحالية ونُهَوِّنُها.