عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 31-05-2021, 02:54 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,180
الدولة : Egypt
افتراضي الجامعات والتوظيف

الجامعات والتوظيف


د. زيد بن محمد الرماني







إن المملكة العربية السعودية أمة فتية من عدة جوانب، فدولتنا دولة ناشئة حديثة، وهي كذلك دولة نامية طموحة، كما أن الأغلبية العظمى من مواطني البلاد هم من الشباب. وصغر سن أفراد المجتمع السعودي يعد من المنظور الاقتصادي نقمة ونعمة في الوقت ذاته، فهو نقمة لأن هذه الشريحة الكبيرة من السكان العزيزة على قلوبنا فئة معالة غير منتجة تكلف المجتمع مبالغ طائلة لرعايتها وتنميتها، من خلال ما تنفقه الدولة على الخدمات الضرورية الصحية والتعليمية وخلافه، وهو نعمة لأن الموارد البشرية هي أغلى رأس مال للأمة، وشبابها هم رجالها غداً، والأمل معقود عليهم - بعد الله تعالى - في مواصلة مسيرة التنمية والتطوير لوطننا الغالي.












بعد هذا أقول، إن معالجة المشكلات التي تواجه الشباب في مجال الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي ليس نهاية المطاف، فمع أن التعليم غاية ويطلب لذاته، بيد أنه أيضاً وسيلة لإعداد الشباب للعمل المنتج وتأهيلهم لسوق العمل. فالحفاظ على فرص العمل المتاحة وايجاد فرص عمل جديدة للاستفادة من الموارد البشرية والحد من البطالة، يأتي على رأس قائمة أولويات الدول. بيد أن ذلك أمر لا يتحقق من تلقاء ذاته. وإنما يحتاج إلى رؤية واضحة واقعية وتخطيط استراتيجي متميز وسياسات ايجابية تنصب كلها في ذاك الاتجاه.







وغير خاف أن أي دولة، مهما كان حجم مواردها المالية، لا تستطيع توظيف جميع مواطنيها الراغبين في العمل والقادرين عليه في أجهزتها ومؤسساتها. ثم إن التعليم مهما كان متقدماً لا يغني عن التدريب. فالتعليم والتدريب معاً عملية دائمة ومستمرة، ينبغي ألا تتوقف أبداً ما دام المجتمع يبتغي تحقيق التنمية الشاملة. نحن في حاجة، إذن إلى نهضة تدريبية شاملة لا تقل عن النهضة التعليمية.








ويبقى أن نسأل: هل مستقبل شبابنا وطلابنا وأبنائنا في الجامعات أم في التوظيف أم فيهما معاً؟ بيد أني أؤكد أن اهتمامنا المستقبلي ينبغي أن ينصب على التدريب وإتقان مهاراته، وزيادة فرص العمل لأبنائنا...



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.79 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.82%)]