عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 24-05-2021, 05:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,160
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )




تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة النساء - (84)
الحلقة (306)

تفسير سورة النساء (87)






ينادي الله عز وجل الناس في أرجاء الأرض ممتناً عليهم بأنه بعث إليهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، وجعله برهاناً على قدرته وعظمته، حيث بعثه وهو أمي إلى أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب، وأنزل عليه القرآن معجزة أبدية، أذهلت ألباب العرب الفصحاء، وعقدت ألسنتهم أن يأتوا بمثله، وقد جعل الله ثواب من يؤمن برسوله ويصدق بكتابه أن يدخله في رحمته وفضله ويهديه صراطاً مستقيماً.
تفسير قوله تعالى: (يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم...)
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصِ الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذا اليوم ندرس كتاب الله عز وجل؛ رجاء أن نظفر بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود، إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله؛ يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده )، حقق اللهم رجاءنا، إنك ولينا ولا ولي لنا سواك.وما زلنا مع سورة النساء المدنية المباركة الميمونة، وها نحن مع هاتين الآيتين الكريمتين، وتلاوتهما بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا [النساء:174-175].معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! لقد سبق في الآيات السابقة أن الله عز وجل قد أبطل حجج اليهود ولا حجة لهم والله، ولكن أبطل ترهاتهم وأباطيلهم ودعاواهم الباطلة الكاذبة، إذ قالوا: لا نشهد أبداً برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا نقر بها ولا نعترف بها؛ لأن الأنبياء من قبله كانوا يشهدون لبعضهم البعض، وهو وجدت في وقت لا نبي فيه ولا رسول، فكيف إذاً نؤمن به ونقبل رسالته؟! فرد الله تعالى عليهم بحجج لإقامة الحجة عليهم، وآخر ما سمعتم قول الله تعالى: لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا [النساء:166]، أي: أتطلبون شهادة مخلوق وترفضون شهادة الخالق؟! أتطلبون من يشهد لي بالنبوة والرسالة والله خالقي وخالقكم قد شهد لي بالرسالة؟! وَالْمَلائِكَةُ [النساء:166]، فجبريل الذي يتردد عليَّ صباح مساء يحمل أنوار الله إلي في هذا الكتاب، ثم بعد تحتاجون إلى شهادة أخرى؟! فألقمهم الحجر وقطع حجتهم وأذلهم وأخزاهم.أما النصارى فقد تبجحوا وقالوا وقالوا، لكن قال تعالى لهم: لَنْ يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ [النساء:172]، أي: عيسى بن مريم، أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ [النساء:172]، وأنتم ما شأنكم؟ كما علمهم أن عيسى ما هو بابن لله، ولا هو ثاني اثنين مع الله، ولا ثالث ثلاثة، وإنما هو عبد الله ورسوله، عبد كسائر عبيده الذين خلقهم لعبادته، ورسوله أرسله برسالته إلى بني إسرائيل، وكونه ولد بدون أب فهذا أمر الله تعالى، فلقد أوجد آدم بلا أب ولا أم، وأوجد حواء بدون أم، وأوجد البشرية كلها من أب وأم، أما عيسى فقد كان بكلمة الله أو كلمة التكوين، كما قال تعالى: إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [آل عمران:59]، فهو روح من الله، إذ أرسل الله جبريل روح الله عليه السلام، فوجد البتول العذراء في مكان في ديارها فبشرها فقال: إني رسول ربكِ إليكِ لأهب لكِ غلاماً زكياً، فنفخ من فيه في كم درعها فسرت النفخة إليها ودخلت فرجها، وقال تعالى لعيسى: كن، فما هي إلا ساعة وإلا والطلق يهزها، فتذهب إلى جذع النخلة لتنتظر متى يسقط هذا الولد، وما إن سقط حتى صاح إخوانها وأعمامها وأقرباؤها كيف هذا يا بتول؟ كيف جاء هذا؟ فقالت: كلموه، فقال تعالى مصوراً ذلك المشهد: فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا [مريم:29]، فأنطق الله عيسى فقال: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا * ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ [مريم:30-34].فهل عرفتم عن عيسى بن مريم شيئاً؟ ماذا تقولون أيها المؤمنون؟ إنه عبد الله ورسوله، فلم يتجاوز هذا المستوى، وإنما عبد الله ورسوله أرسله إلى بني إسرائيل فكذبوا برسالته وحاربوه وصلبوه وقتلوا من شبه به، وما زالوا إلى الآن يتبجحون بأن عيسى ابن زنا وساحر ودجال. والآن بعد أن أسقط الله بنيان المفسدين من يهود ونصارى ومشركين، ناداهم بهذا النداء العام، والذي يدخل فيه العرب والعجم، والأبيض والأسود، والكتابي والمشرك، بل وكل واحد؛ لأن لفظ (الناس) يدخل فيه كل إنسي من بني الناس من ذرية آدم، وقيل: ما سمي الإنسان إنسان إلا لأنه من الأنس، أو لأنه من ناس ينوس إذا تحرك، وعلى كل لا حاجة لنا إلى هذا، فكلمة الناس تشمل كل البشر عرباً وعجماً.
إطلاق البرهان على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه دليل على وجود الله وعلمه ورحمته
يَا أَيُّهَا النَّاسُ [النساء:174]، هذا نداء الله لكم يناديكم في كتابه القرآن العظيم ليقول لكم: قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ [النساء:174]، والبرهان هو محمد بن عبد الله العربي من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وهو برهان أكثر من قوة الشمس وإشعاعها، وأكثر من نور القمر، على أنه رسول الله، وعلى أنه لا إله إلا الله، وعلى أنه لا يستحق أن يُعبد إلا الله تعالى، وعلى أنه لا سعادة ولا كمال للآدميين إلا إذا آمنوا به ومشوا وراءه وقادهم إلى السعادة والكمال.وإن قلت: ما دليل البرهنة والبرهان عل ذلك؟ فأقول: إن من أبسط الأدلة هي أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم قد عاش في مكة، وأهلها لا يقرءون ولا يكتبون، إذ يندر بينهم من يكتب أو يقرأ، وقد عاش عليه السلام هذه الفترة فلم يجلس أبداً بين يدي معلم يعلمه، لا في مسجد ولا في مدرسة، بل آباؤه وأجداده أميون لا يقرءون ولا يكتبون، وقد عاش أربعين سنة وهو فترة من أولاد العرب وفترة من شبانهم وفترة من رجالهم حتى بلغ الأربعين سنة، وفي هذه الفترة حدثت آيات وبراهين نبوته خارقة للعادة، وسنذكر منها نبذاً:
بعض براهين نبوته صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وبعدها
لما ولدته أمه آمنة رأت رؤيا قبل ولادتها أن نوراً خرج منها أشرق له الشرق والغرب، أو لاحت أنواره في الشرق والغرب، وأضاء قصور بصرى والشام، وهذا أقوى برهان، ثم أخذته أمه وأعطته بواسطة جده عبد المطلب من يرضعه، فبعثوا به إلى صحراء بني سعد، فأخذته حليمة السعدية ترضعه وهو يتيم، فشاهدت العجب العجاب من أمره، فالغنم التي كانت قد جف لبنها وانقطع من جدب ذلك العام وقحطه عادت ذات ألبان غزيرة، وفي يوم من الأيام وهو يلعب مع طفل من أطفال بني سعد، فإذا بعملية جراحية تُجرى له في قلبه، فيشاهد ذلك الطفل الرجلين يضجعانه على الأرض، فيصرخ ويأتي إلى أمه السعدية: أخي قتلوه، أخي قد قتل، فذهبوا إليه فإذا به مصفر الوجه يعاني من تعب، حيث قد أخذت منه تلك اللحمة أو تلك القطعة التي هي مقر الشيطان، والتي ينزل فيها ويلقي بالوساوس والفتن، ثم عاد بعد أربع سنوات إلى مكة، وأخذ ينمو نماءً عجباً، وكان يرعى غنماً بمقابل على عادتهم في رعي الأغنام، وفي ليلة من الليالي أقامت قريش حفلاً أو عرساً من الأعراس لأحد أغنيائها، وأخذوا يعدون العدد لحضور العديد من الناس المتفرجين، وبلغ رسول الله الخبر وهو في البادية -خارج مكة- فقال لأخيه الذي يرعى معه أو زميله: اسمح لي أن أذهب الليلة لأشهد حفلاً في مكة، وأنت تتحمل مسئولية الغنم، فجاء بفطرته ليحضر العرس، فوجدهم يعدون الدفوف والطبول والنيران، فأخذه النوم فنام، ووالله ما استيقظ إلا على حر الشمس، وما سمع صوت دف ولا مغنية، ولا رأى راقصاً ولا راقصة، فمن حفظه؟ إنه الله تعالى. وأخرى: لما أخذوا يجددون بناء الكعبة على عهد أبي طالب، فاختلفوا: من الذي يضع الحجر الأسود في مكانه؟ وكادوا يقتتلون، وكل قبيلة تقول: نحن أولى بهذا، ووقف البناء وانتظروا كيف المخرج من هذه الفتنة؟ فجاء محمد صلى الله عليه وسلم الغلام الحسن فقال لهم: ضعوا الحجر في لحاف، ولتأخذ كل قبيلة بطرف منه حتى تشاركوا كلكم في حمله، ثم أخذه ووضعه بيده الشريفة، وانطفأت نار الفتنة التي لو اشتعلت لكان يموت المئات والآلاف، فمن وفقه لهذا؟ إنه الله، فهذه مظاهر النبوة وإعداداتها وإرهاصاتها.وفي مرة من المرات خرج وهو شاب مع عمه أبي طالب إلى الشام، فرآه الراهب فقال لعمه: إن لابنك هذا شأناً عظيماً، وأنا أخاف عليه من اليهود، فارجع بابن أخيك، فشهادة هذا الراهب قاطعة وبرهان قوي على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ومن ثَمَّ ما صار يخرج إلى الشام إلا مرة خرج في تجارة لخديجة، فالمرة الأولى كان مع عمه؛ لأن عمه أبا طالب كان يحبه حباً جماً، إذ كان لا يستطيع أن يفارقه، فأخذه معه إلى الشام وهو طفل؛ لتتجلى تلك الأنوار لذلك القس والراهب، ويعترف بأن هذا نبياً من أنبياء الله تعالى.وأخرى: لما خرج أبو سفيان في تجارة إلى الشام، فدعاهم هرقل عظيم الروم وأجلس من يعرفون لغة العرب إلى جنبه، وأخذ يسأل أبا سفيان عن هذا النبي الذي ظهر، فكان كل ما يسأله سؤالاً يجيبه أبو سفيان، وما إن فرغ أبو سفيان حتى قال هرقل: لو قدرت على أن أغسل قدميه لفعلت، فكانت شهادة من هذا الملك على أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم.ثم إن أعظم شهادة قبيل الوحي الإلهي: أن النبي صلى الله عليه وسلم شعر بأن المجتمع ليس ملائماً له؛ لما يشاهد من المنكر والباطل والشرك والفساد، فكان عليه السلام ينقطع إلى غار حراء، وهو في جبل يقال له: جبل حراء، فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد؛ ليخلص من مشاهدة الشرك والباطل والخبث والفساد، وفي الغار في رمضان فوجئ صلى الله عليه وسلم بجبريل في صورة إنسان من كُمَّل الناس وأفاضلهم، وينزل بين يديه ويضمه إلى صدره ويقول له: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ [العلق:1-5]، ثلاث مرات، وهنا بدأ الوحي الإلهي، وقبله ستة أشهر كان لا يرى الرؤيا إلا جاءت كانفلاق الصبح.إذاً: سمى الله محمداً صلى الله عليه وسلم برهاناً، برهان على ماذا؟ حجة قوية قاطعة على ماذا؟ أولاً: على أنه نبي الله ورسوله، فالذي يأتي بهذه العلوم والمعارف التي يحويها القرآن الكريم، والذي يأتي بعلوم الأولين والآخرين، وعلوم السماء والملكوت الأعلى، وعلوم كل الكائنات والذرات، هل يقال فيه: إنه غير نبي، ثم نطلب دليلاً على نبوته أو برهان عليه؟! لقد أخبره الله عن عالم الملكوت الأعلى في كتاب الله، فمن يقوى على أن يتكلم بها أو يخبر عن شيء منها؟ إنه ما من ذرة في هذا الكون إلا وفي هذا القرآن إشارة أو عبارة واضحة صريحة، فكيف لا يكون هذا برهان على أنه نبي الله ورسوله؟! وكما قدمنا: حسبنا أن الله تعالى يسميه برهاناً، أي: قد شهد له بالرسالة، والآن هو سبحانه يعلم البشرية كلها على أنه برهان، وبالتالي فلا يحتاج إلى برهان، ونور لا يحتاج إلى نور يُعرف به، فهو في حد ذاته نور وبرهان.وعليه فمحمد صلى الله عليه وسلم برهان أولاً على أنه رسول الله، وثانياً: على أنه لا إله إلا الله، وثالثاً: على أن عامة ما عليه البشرية يوم أوحى الله إليه الهبوط، إذ لا دين لها حق تعبد الله به، فمن يوم أن بعثه ربه تعالى رسولاً للناس أجمعين، ما كان على الأرض دين لا يهودية ولا نصرانية ولا غيرها من سائر الأديان يُعبد الله تعالى بها، وتؤهل العابدين إلى السعادة والكمال في الدنيا والآخرة.

يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 37.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 36.51 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.69%)]