عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 18-05-2021, 04:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,160
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )



تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة النساء - (82)
الحلقة (304)
تفسير سورة النساء (85)


بعث الله عز وجل رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم برسالة الإسلام، وأنزل عليه القرآن، وأمره بتبليغ دينه لكل من على وجه البسيطة من الإنس والجن، وأمر الناس من جانب آخر باتباع هذا النبي الخاتم، الذي ختمت برسالته الرسالات، وجاء الكتاب المنزل عليه مهيمناً على الكتاب كله، مبيناً لهم أن إيمانهم به هو خير لهم، ومن كفر منهم فإن الله غني عنه.
مراجعة لما سبق تفسيره من آيات سورة النساء
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذا اليوم ندرس كتاب الله عز وجل؛ رجاء أن نظفر بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود، إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله؛ يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده )، فاللهم حقق رجاءنا، فإنك ولينا ولا لي لنا سواك.ومازلنا مع سورة النساء المدنية المباركة الميمونة، ومع هذه الآيات الأربع، ولكنا سندرس الآية الرابعة الأخيرة منها، وتلاوة هذه الآيات الأربع تذكيراً للناسين وتعليماً لغير العالمين بعد أعوذ بالله من الشيطان: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلالًا بَعِيدًا * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا * يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا [النساء:167-170].معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! علمنا -والحمد لله- أن الصد عن سبيل بعد الكفر صاحبه ضال ضلالة لا يهتدي بعده، فيا ويل من كفر وصد عن سبيل الله، وذلك لقول ربنا: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلالًا بَعِيدًا [النساء:167].ثانياً: أن الذي يكفر ويزيد فوق كفره ظلماً، أي: ظلم نفسه وظلم غيره، إذ الظلم يتناول أولاً ظلمه لنفسه ثم ظلمه لغيره، وقد يظلم ربه فيأخذ حق سيده ومولاه ويعطيه لعبيده ومخلوقاته، ألا وإن الشرك من أعظم أنواع الظلم، إذ هو اعتداء على حقوق الله عز وجل، فهذا الذي كفر وظلم يخبر تعالى عنه أنه لن يغفر له، ولن يهديه طريق السلامة والنجاة والسعادة، ولكن سيهديه طريق جهنم والخزي والعذاب الأبدي، وتأملوا قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا [النساء:168-169]، فما هو بالصعب أبداً ولا الشاق الممتنع، فالله أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له: كن، فهو والله يكون، فلا يعجز أن يدخل البشرية كلها والجن كلهم والملائكة كلهم في عالم الشقاء، إذ إنه على كل شيء قدير.ومن أراد أن ينظر إلى قدرة الله فليرفع رأسه إلى الشمس، ويسأل علماء الفلك: من أوجد هذا الكوكب العظيم؟ بنو فلان؟! الدولة الفلانية؟! إن هذا الكوكب كتلة من النار، فمن أوجد هذه الكتلة من النار؟ ما مادتها؟ إن هذا الكوكب العظيم أكبر من كوكبنا الأرضي بمليون ونصف المليون مرة، فمن أوجده؟ من سخره وأداره في فلكه لحكمة أرادها؟ أبعد هذا تشك في قدرة الله تعالى يا ابن آدم؟! وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة:284].
تفسير قوله تعالى: (يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم...)
قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا [النساء:170]. ‏
نداء الله للخلق كافة وإخبارهم بمجيء الرسول صلى الله عليه وسلم
قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ [النساء:170]، هذا النداء عام، فيشمل الكتابي والمشرك والمؤمن والكافر والأبيض والأصفر، أي: كل بني آدم، ولكن في الدرجة الأولى يتناول اليهود والنصارى؛ لأنهم كفروا بالنبي الخاتم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، مع علم علمائهم ورجال العلم عندهم أنه النبي الخاتم محمد بن عبد الله الذي يخرج في جبال فاران، والله ليعرفونه كما يعرفون أبناءهم، ولكن الحفاظ على المنصب والكرسي والطعام والشهوات حرمهم أن يعترفوا بالحق، قال تعالى: يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ [البقرة:146]، قال عبد الله بن سلام الحبر العظيم من بني إسرائيل من اليهود في المدينة، وقد أسلم أول من أسلم: والله إني لأعرف رسول الله أكثر مما أعرف ابني، لم؟ قال: لأن أم ولدي يمكن أن تخونني وأنا لا أدري، أما هذا فوالله لرسول الله، وقد ورد ذكره في الكتب السابقة، كالتوراة والإنجيل، إذ إن فيهما صفات ونعوت رسول الله، بل تكاد هذه الكتب أن تنطق بها، واسمع ما قاله عيسى عليه السلام لبني إسرائيل: وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ [الصف:6]، وهو موجود في الإنجيل.والشاهد عندنا: ثقوا وصدقوا بأن التوراة والإنجيل تحملان صفات رسولنا ونعوته التي تكاد أن تنطق بها، لكن أعداء الله وأعداء البشرية وأرباب المادة وعباد الشهوات والشياطين والأهواء، قد جحدوا الحق بعدما عرفوه، ولا تعجب، بل ولا غرابة في هذا، إذ إن المسلمين بينهم وفيهم من جحد الحق وأنكره وتنكر له وكذب به أيضاً، لا لشيء إلا لمصالح دنيوية هابطة ولشهوة البطن والفرج.فاسمع يا عبد الله! إلى نداء الحق جل جلاله وعظم سلطانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ [النساء:170]، ما قال: قد جاءكم رسول، وإنما (الرسول) المعهود عندكم، والمعروف بينكم، والذي جحدتموه وأنكرتموه وكذبتموه، وقلتم فيه ما قلتم، الرسول الأعظم الأكمل في رسالته وكمالاته، وإنه والله لمحمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشي العدناني، من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهم السلام.فهذا النداء ينبغي أن تصغي إليه الآذان، إذ إنه نداء خالقنا ومالك أمرنا ومولانا، فهو يقول لنا: قد جاءكم الرسول، فقولوا: مرحباً به، وأهلاً وسهلاً بمجيء حبيب الله ورسوله ومصطفاه، لكن قالوا: لا، هذا يريد أن يحكم ويسود، ويريد أن يستغلنا وأن يستعبدنا، فأخذوا يحرفون كلام الله ويبدلونه ويغيرونه، فيا ويلهم من عذاب جهنم، وثَّم يذكرون حالهم ويبكون ولا يجديهم البكاء، وتتمزق قلوبهم حسرات ولا ينفعهم ذلك في شيء.إن هذه إنعامات الله وإفضالاته علينا، إذ إنه ينادي البشرية بعنوانها العام: يا أيها الناس! قد جاءكم الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم بالحق يحمله إليكم من أجل أن تكملوا في دنياكم وتسعدوا فيها وفي أخراكم، وما جاء ليجمع أموالكم أو ليتسلط عليكم أو ليسودكم، وإنما جاء بالحق يحمله، من أين؟ قال: مِنْ رَبِّكُمْ [النساء:170]، فكيف نرد ما جاءنا من ربنا؟! مجانين نحن لا عقول لنا؟! أيجيئنا رسولٌ يحمل الهدى والنور من ربنا وسيدنا وخالقنا والذي إليه مصيرنا فنرده؟! لماذا لا نقول: أهلاً وسهلاً ومرحباً؟! لكن إبليس وأعوانه وقفوا في الطريق؛ لأنهم ما يريدون لهذا الآدمي أن يكمل أو يسعد أبداً، ولذا حسبنا أن نسمع كلمة العدو وهو بين يدي الله تعالى، وهو يحلف بالله فيقول: فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ [ص:82]، أي: فبعزتك يا الله لأغوين بني آدم عن آخرهم، لم يا عدو الله؟ قال: لأنني أُبلست وأيست من الخير بسببهم، بل وطردت من الجنة وحق عليَّ القول بأنني من أهل النار، وبالتالي فسأعمل أيضاً على إضلالهم وإغوائهم حتى يدخلوا معي النار.وأنت يا أبا مرة! يا عدو الله، يا عدو الإنسانية! ألست أنت الذي أخرجت أبانا وأمنا من دار السلام بفتنتك؟ بل أنت ما أبلست ولا طردت إلا لأنك تكبرت، إذ أمرك مولاك أن تسجد لآدم، فحملك الكبر كيف تسجد لهذا المخلوق من الطين وأنت المخلوق من النار؟ فمن سبب الشقاء إذاً؟ أنت يا إبليس عليك لعائن الرحمن.ولذلك لما خلق الله آدم بيديه، وهذه ميزة خاصة بآدم، ونفخ فيه من روحه، أمر ملائكته أن يحيوه، وذلك بأن يسجدوا لآدم، فسجد الملائكة كلهم، كم ملياراً؟ والله لا تعرف عددهم، وهذا الملعون عدو الله الذي يوجد الفتن بيننا، ويوغر صدورنا، وينفخ فينا الخبث والباطل، قال: أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا [الإسراء:61]؟ أي: كيف أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا [الإسراء:61]؟ ثم قال: أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ [الإسراء:62]، أي: إذا طولت في عمري إلى آخر الدنيا سأفعل وسأفعل بأولاده وذريته كذا وكذا.إذاً: إبليس عدو الله هو السبب، لكن لسنا بأنعام ولا أبقار ولا أغنام، فينفخ فينا روح الباطل فننتفخ ونهتز، بل يجب أن نحذر هذا العدو، وعندك مشعل من نار لا يقوى هذا العدو أبداً على أن يقرب منك إذا قلته، ألا وهو قولك: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإذا شعرت به وحام حول قلبك، فاستعمل هذا الجهاز الإلهي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإنه يرجل عنك بعيداً.ولكن معاشر المستمعين! هذه القضية تحتاج إلى إيجاد جهاز سليم صحيح، فالذي لا يملك هذا الجهاز لا يستطيع، فاسمعوا هذه الآية من سورة الأعراف، يقول تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ [الأعراف:201-202].فتأملوا هذه الآية: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا [الأعراف:201]، اتقوا ماذا؟ الحر والبرد والجوع والظمأ؟ لا والله ، وإنما اتقوا الله ربهم، فلم يجاهروا بمعاصيه، ولم يعلنوا العصيان والخروج عن طاعته، وإنما إذا قال: صوموا صاموا، وإذا قال: أفطِروا أفطَروا، وإذا قال: امشوا مشوا، وإذا قال: قفوا وقفوا، وبهذا يتقى الله عز وجل، إلا أنه لابد من معرفة فيمَ نطيع الله تعالى؟ وما هي أوامره التي نقف عندها وننهض بها؟ وما هي نواهيه ومحرماته التي نتجنبها ونبتعد عنها؟ لابد من العلم، أحببنا أم كرهنا، إذ من لم يعلم لن يصل إلى مستوى الكمال بحال من الأحوال. إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا [الأعراف:201]، فانظر إلى حالهم: إِذَا مَسَّهُمْ [الأعراف:201]، طيف، طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ [الأعراف:201]، فالعدو يحوم كالطائرة الغازية للعدو حول مركز حي في البلد، وإذا بالأجهزة المتهيئة لذلك تشعر بها وتطردها، والذي ما عنده جهاز صالح فإن الشيطان يحوم ويدخل قلبه، ويتصرف فيه ويسخره كالبقرة، فيقوده ويدفعه إلى الجرائم والشهوات التي قد تشمئز منها الحيوانات.وتأملوا هذه الكلمة من كلام الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا [الأعراف:201]، أي: ربهم، بماذا؟ بطاعته، في ماذا؟ فيما أمرهم به ففعلوه، وفيما نهاهم عنه فتركوه، فأصبحت قلوبهم مشرقة وأرواحهم زكية، والأنوار تملأ قلوبهم، إذ ما إن يحوم الشيطان حول قلوبهم حتى يتفطنوا له ويلعنوه فيبعد، والذي ما عنده إشعاع ولا نور ولا حراسة، يأتي إليه الشيطان وينزل على قلبه، ثم يسخره كما يشاء، والرسول الكريم قد علمنا فقال: ( إذا اعتراك الشيطان -أي: اعترضك- وأنت في الصلاة فالتفت عن يسارك وقل ثلاث مرات: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإنه يرحل )، وبالتالي فما من إنسان يشعر بأنه يريد أن يرتكب معصية قد زينها له العدو، فتفطن وقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، والله لقد نجا، ولا يقع في تلك المعصية. يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ [النساء:170]، و(أل) في (الرسول) للتفخيم والتعظيم، وللإجلال والإكبار، وهي للعهد، أي: الرسول المعهود عندكم في التوراة والإنجيل، ومع ذلك تحاولون تحريف كلام الله تعالى، وتقولون: هذا الرسول ليس هو، وهذا الرسول كذا وكذا، وهو في الحقيقة الرسول المعروف، وقد جاءكم بالحق، فهل جاء رسول الله بالباطل؟ والله لو تجتمع البشرية وتأخذ تحلل وترتب وتقدم وتؤخر في شريعته الثابتة عنه في كتابه، والله ما عثروا على شيء اسمه باطل، لا في الآداب ولا في الأخلاق ولا في السياسة ولا في الحرب ولا في السلم ولا في التقنين ولا في التشريع، إذ مستحيل أن يكون هناك باطل يحويه كتاب الله وتثبته سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 37.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 36.38 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.70%)]