تفسير قوله تعالى: (إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً)
قال تعالى: إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا [النساء:98].قال ابن عباس: كنت أنا وأمي منهم، ولذلك المرأة لما تسافر كيف تعرف الطريق؟ والمريض وكبير السن ما عنده قدرة على أن يمشي، وكذلك الأطفال الصغار، فاستثنى الله تعالى أصحاب الأعذار بحق، وهم المستضعفون من الرجال والنساء والولدان، لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً [النساء:98]، أي: لا قدرة لهم على التحيّل والانتقال من حال إلى حال، ولا وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا [النساء:98]، ولذلك لما هاجر النبي صلى الله من مكة إلى المدينة اتخذ خرّيتاً خاصاً جغرافياً ليدله على الطريق، وحتى يهرب من القبائل التي في تعترضه في طريقه. نعود إلى الهجرة، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ [النساء:97]، أي: حال كونهم ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ [النساء:97]، كيف ظلموا أنفسهم؟ يا عبد الله! كانت نفسك طاهرة كأرواح الملائكة، فقد نفخها الملك في رحم أمك وسالت في الجسم وأصبح المخلوق مخلوقاً، ثم بعد خروجه من بطن أمه أخذ هذا الطفل يرضع، ثم أخذ يحبو ويمشي إلى أن يبلغ الحلم، وروحه مضيئة مشرقة طاهرة نقية، ثم يأخذ في أن يصب عليها أنواعاً من الذنوب والآثام والأوساخ، وهو بذلك يكون قد ظلمها. ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ [النساء:97]؛ لأنهم بقوا في بلد لا يعبدون الله فيه، بل يعصونه فيه، وهم بذلك قد ظلموا أنفسهم. قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ [النساء:97]، والقائل لهم هم الملائكة، وما قالوا لهم: أين كنتم؟ وعند ذلك سيكون جوابهم: كنا في مكة، لكن أين يوجد هذا الظلم وهذا العفن وهذا النتن؟! قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ [النساء:97]، أي: مغلوبين مقهورين، إذ ما أذنوا لنا ولا سمحوا لنا أن نعبد الله، إذاً لم ما خرجتم وهاجرتم؟ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا [النساء:97]، ماذا يقولون؟ يقولون: ضيقة؟! إذاً: فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا [النساء:97]، اللهم إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا [النساء:98].
تفسير قوله تعالى: (فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفواً غفوراً)
قال تعالى: فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا [النساء:99].قال تعالى: فَأُوْلَئِكَ [النساء:99]، أي: المستضعفين، عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ [النساء:99]، وعسى للترجي، ولكن في حق الله تفيد التحقيق، فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا [النساء:99]، فيا بشراهم.
تفسير قوله تعالى: (ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً...)
ثم قال تعالى: وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [النساء:100].قال تعالى: وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً [النساء:100]، وهذا خبر من أخبار الله الصادقة، وَمَنْ يُهَاجِرْ [النساء:100]، طلباً لرضا الله، يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا [النساء:100]، أي: ما يرغم به أنف أعدائه ويذل أنوفهم. فإن قلت: أنا إذا هاجرت من بلدي تركت بستاني ومتجري ووظيفتي فكيف ذلك؟ والجواب: هاجر واخرج فقط والله يهيئ الله لك ما ترغم به أنف أعدائك، هذا وعد من الله تعالى، وقد حصل هذا والله، فقد كانوا يوزعون الذهب والفضة في الأكياس، فهذا النبي صلى الله عليه وسلم كان يوزع فضة في الأكياس جاءت له من البحرين، وقد جاء إليه العباس فأعطاه حتى ملأ ثوبه وما استطاع أن يقوم به، فطلب الإعانة من الصحابة، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: ( خلوه )، فنقّص منه.إذاً: وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً [النساء:100]، أي: في الرزق والحال، وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ [النساء:100]، أي: خرج ومشى مائة كيلو أو خمسين كيلو وهو مريض ثم مات، فأجره وافي كامل كالمهاجرين، وقد حصل هذا لبعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد خرجوا من مكة مهاجرين بعد اضطهاد وتعذيب، وفي أثناء الطريق ماتوا فندم أو بكى عنهم إخوانهم، فكانت الآية فيصلاً في ذلك، فقال تعالى: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ [النساء:100]، أي: وقع وثبت الأجر على الله تعالى، وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [النساء:100].
وجوب الهجرة عندما يحال بين المؤمن وبين عبادته لربه وإقامته لشعائر دينه
نعود إلى بيان ما هي الهجرة؟ وإلى أين تكون الهجرة؟ فأقول: لا يحل لمؤمن ولا مؤمنة أن يقيم في دار أو في بلد لا يمكنه أن يعبد الله تعالى فيه، حتى ولو كان هذا البلد مكة، إذ قد فرض الله على من قبلنا أن يخرجوا منه، وهذه قاعدة باقية إلى يوم القيامة، فلا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، وتنقطع التوبة ويغلق بابها إذا طلعت الشمس من مغربها، وهي علامة من علامات الساعة الكبرى، وعبد ذلك تقول: لقد آن أوان خراب هذا الكون، فيستيقظ الناس في الصباح فيظنون أن الشمس ستطلع من المشرق، وإذا بها قد طلعت من المغرب، ووالله لقد كان بعض الصحابة ينظرونها يومياً خوفاً من أن القيامة قد قامت.إذاً: الشخص الذي يوجد في بلاد كافر مشرك لا يسمحون له أن يصلي أو أن يصوم أو أن يذكر الله أو أن يتلو كتاب الله أو أن يتجنب ما حرم الله من مأكول أو مشروب أو ملبوس، يجب عليه أن يهاجر، فإن رفض الهجرة وهو قادر عليها ومات فقد سمعتم حكم الله فيه، إذ قال تعالى: فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا [النساء:97]، وإن كان شيخاً كبيراً لا يقوى على المشي، أو امرأة مسكينة لا تعرف الطريق ولا تدري أين تذهب، أو أولاداً صغاراً كذلك، فإن الله قد استثناهم وعفا عنهم فقال: إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا * فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ [النساء:98-99]، رجاهم ورجاء الله لا يخيب. وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [النساء:100]، أي: خرج ومشى يوماً أو يومين أو ساعة أو ساعات ثم أدركه الموت فقد وقع أجره على الله، وهو كالمهاجرين سواء بسواء، وهذه من إنعامات وإفضالات الله عز وجل.وهذا الإمام مالك إمام دار الهجرة في المائة الثانية، أدرك ثلاثمائة من التابعين الذين درسوا على أصحاب رسول الله، وأربعمائة من تابعي التابعين، يرى في الموطأ أنه يجب على المؤمن أن يهاجر من بلد إسلامي فيه بدعة، وقد بين هذه البدعة فقال: أن يسب فيها أصحاب رسول الله، وذلك كـأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم، إذ كيف يستطيع أن يعيش في بلد يسب فيه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فيخشى أن يُطبع على قلبه وأن يختم على نفسه فيصبح مثلهم والعياذ بالله، فكيف إذاً ببلاد الكفر مطلقاً حيث لا يتمكن العبد من أن يعبد الله عز وجل؟! يجب الهجرة، فإذا دخلت في الإسلام اليوم أو غد، فهاجر من تلك البلاد حتى تعبد الله عز وجل، وحتى تزكي نفسك وتطهرها فتتأهل للملكوت الأعلى.وهنا استثناء فأقول: إذا كان العبد في البلاد الكافرة حراً في عبادة الله تعالى، فلا يضطهد ولا يكره على الكفر والجرائم والمعاصي فلا بأس له بالإقامة، وليس هناك حاجة إلى أن يهاجر منها، بدليل: أن أصحاب رسول الله هاجروا إلى الحبشة الصليبية المحضة، ونزلوا ضيوفاً على أصحمة رحمه الله تعالى ورضي عنه بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك حتى يتمكنوا من أن يعبدوا الله تعالى؛ لأن الكفار في مكة قد ضايقوهم ومنعوهم من عبادة الله تعالى، إذ إن المقصود والهدف أن تتمكن من أن تعبد الله تعالى، فهو سبحانه وتعالى قد خلقك لهذه العبادة وهي سلم سعادتك إلى الملكوت الأعلى، كما أن علة وجودنا في هذه الحياة أن نعبد ربنا عز وجل، وذلك ليؤهلنا إلى أن ينزلنا في العالم العلوي الجنة.فإذا كنت في بلد بل في عمارة، وما استطعت أن تعبد الله فيها، فيجب أن تخرج من هذه العمارة ما دام أن وجودك يحملك على أن تتأثم وترتكب المعاصي والذنوب، فارحل من هذه العمارة إلى أخرى، إذ إن العبرة ما هي بمساحة الأرض، وإنما العبرة بوجود مكان تعبد الله تعالى فيه.وقد كتبنا رسالة بعنوان: إعلام الأنام بحكم الهجرة في الإسلام، وخلاصتها: أيها المسلمون في بلاد الكفر! هل أنتم مضطهدون مضطرون إليها؟ هل دولكم وإخوانكم ألجئوكم إلى الخروج من البلاد الإسلامية فلجأتم إلى تلك الديار تعبدون الله تعالى؟ فإن قلتم: نعم، قلنا: لا بأس فأنتم في خير، وإن قلتم: لا، ما اضطهدونا ولا عذبونا ولا منعونا أن نصوم ونصلي، لكن خرجنا لطلب الرزق والعيش، قلنا: والله ما يجوز لكم أن تعيشوا بين ظهراني الكفار من أجل القوت، إذاً: وقعنا في مشكلة، فما المخرج منها؟ قلت لهم وبتوفيق من ربي: يا معشر الإخوان! يا أبناء الإسلام! الطريق هي أن تنووا بإقامتكم في ديار الكفر الدعوة إلى الإسلام، فتحولوا نيتكم من طلب العيش إلى نشر دعوة الله تعالى، وأول شيء يجب أن تصححوه هو عقائدكم، وأن تكون لا إله إلا الله محمد رسول الله نوراً تلوح على أسماعكم وأبصاركم وألسنتكم، فلا خرافة ولا ضلالة ولا شرك ولا باطل، وإنما توحيد حقيقي كأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
دور المسلمين المقيمين في بلاد الغرب في نشر الإسلام والدعوة إليه
ثانياً: أن تتهذب أخلاقكم وآدابكم فتسمون وتعلون على أولئك الكافرين، فيظهر منكم الصدق والأمان والوفاء والطهر حتى يتأثر بكم أولئك الكفار، أما أنكم ناوون البقاء لنشر الإسلام وأنتم تطردون الناس من الإسلام بكذبكم وجرائمكم وتلصصكم وهبوطكم فلا ينفع هذا، بل لا بد وأن تكونوا كأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.ثم أخيراً: تدعون إلى الله تعالى بالكلمة الطيبة إذا أمكنكم، ولما يكون لكم المسجد فهو مركز دعوتكم، ويأتي من يريد أن يدخل في الإسلام فيبين له، وبهذه النية فأنتم مرابطون في سبيل الله، ويجري لكم أجركم إلى يوم القيامة، وقد وزعنا هذه الرسالة، لكن ما دام أنه لا توجد لجنة عليا تحتضن مثل هذا، فقلَّ من بلغته أو عمل بها.إذاً: الذين يعيشون في بلاد الكفر ما داموا آمنين على دينهم وأعراضهم وأبدانهم فيجوز لهم البقاء هناك، لكن لا بد وأن يحولوا هجرتهم من أجل المال أو الطعام والشراب إلى هجرة من أجل نشر الإسلام والدعوة إلى الله تعالى بين الناس، وهذه النية لا تتحقق إلا بالمبادئ الآتية:أولاً: لا بد من عقيدة صحيحة سليمة، أما أن توجد جماعات خرافية ضالة تعبد الأولياء، فإن هذا لا قيمة لدينهم ولا لوجودهم، بل لا بد من عقيدة ربانية كعقيدة رسول الله وأصحابه.ثانياً: لا بد من استقامة لتكونوا مقبولين بين الكافرين، بل وأفضل منهم وأسمى وأعلى، فيظهر منكم الصدق والوفاء والشجاعة والكرم والطهر، ولا يبق مظهر من مظاهر الباطل والسوء فيكم، وبهذا تنشرون دعوة الله، ولكم أجر المرابطين في سبيل الله، ولو لم يسلم على يدك واحد طول حياتك، بل يكفيك أنك بينت الإسلام وأظهرته.والخلاصة: أن الهجرة فريضة الله على كل مؤمن إذا وجد نفسه في مكان لا يستطيع أن يعبد الله عز وجل، وبعض الشبان يقولون: نحن منعونا من إعفاء اللحية، فكيف نفعل؟ أقول: اللحية ليست هي الدين الإسلامي كله، وإنما هي سنة من سنن الإسلام، وما منعوكم من إعفاء اللحية إلا لما وجدت الفتن، وذلك كفتنة جهيمان وغيرها، حتى أصبح كل ذي لحية ينسب إلى هؤلاء الذين يعملون الفتن، وقد صدر أمر خادم الحرمين بأن هذا الباب لا يفتح علينا، والجيش السعودي ورجال البوليس بلحى.أقول: أحدثنا شغباً وتعباً للحكومة فأصبحت تتبع أصحاب هذه الفتنة، إذاً: في هذه الفترة إذا حلقت وجهك فلا بأس، وذلك حتى تسلم من الفتنة، ولما تنتهي الفتنة فباب الله مفتوح، فعد إلى سنة نبيك صلى الله عليه وسلم.والشاهد عندنا: أنهم لا يقولون: نحن نهاجر لأننا في بلادنا الآن قد منعنا من الصلاة في وقتها، لا، إذ إن هذا وقت فتنة، ولما تنتهي السنة والسنتان تعودون إلى ما كنتم حيث لا فتن.فالذين يجب عليهم أن يهاجروا هم الذين يُمنعون من أن يعبدوا الله تعالى ويوحدوه، وهذا هو الحكم الشرعي، ويبقى إذا وجدت نفسك في قرية ما فيها من يعرف الله، ولا كيف يعبد الله تعالى، أو وجدت نفسك في بلد ما فيه من يفرق بين الحلال والحرام، فإنه يجب عليك أن تهاجر إلى بلد تعرف كيف تعبد الله عز وجل، أن تهاجر إلى بلد تتعلم فيه دين الله تعالى، إذ السر في الهجرة هي أن نعبد الله من أجل أن نهيئ أنفسنا للكمال والسعادة في هذه الدار وفي الدار الأخرى، وبالتالي فأيما ظرف أو حال عطّل هذه العبادة فيجب عليك أن نرحل.وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.