عرض مشاركة واحدة
  #510  
قديم 23-04-2021, 03:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,405
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )



تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة النساء - (45)
الحلقة (268)

تفسير سورة النساء (5)


المال قوام الحضارة وعصب الحياة، ولذلك شرع الله سبحانه وتعالى أن يحجر على السفيه لمنعه من تبديد أمواله، ومن كان صغيراً يمتحن فإن علم رشده بعد ذلك فيدفع إليه ماله، ومن كان عنده يتيم أو سفيه فيجب عليه حفظه وحفظ ماله، ولا يأكله ويبدده، وإن كان الولي فقيراً فيأكل من مال اليتيم بالمعروف، وإن كان غنياً فيستعفف عن مال اليتيم فهو خير له وأحب إلى الله.
قراءة في تفسير قوله تعالى: (وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ...) من كتاب أيسر التفاسير
الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً، أما بعد:فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، ثم أما بعد:أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ندرس كتاب الله عز وجل، رجاء أن نظفر جميعاً بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود؛ إذ قال فداه أبي وأمي وصلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله في من عنده ).وأذكركم أيضاً بما جاء عنه صلى الله عليه وسلم: ( من أتى هذا المسجد لا يأتيه إلا لخير يعلمه أو يتعلمه؛ كان كالمجاهد في سبيل الله ).وأخرى: أن من صلى فريضة في المسجد وجلس ينتظر الأخرى فإن الملائكة تصلي عليهم، تقول: ( اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، ما لم يحدث ) من صلاة المغرب إلى انتهاء صلاة العشاء والملائكة النورانيون يصلون علينا، ماذا نريد بعد هذا؟! لو كان الأمر إلينا لو أنفقنا ما في الأرض على أن يصلي علينا ملكاً ما استطعنا، ولا أحد يقدر على ذلك، ولكنها منة الله وفضله، الحمد لله! وما أكثر المحرومين من هذا الإنعام والإفضال. أتلو عليكم الآيات الثلاث التي درسناها بالأمس، ثم نستعرض نتائجها من باب تذكير الناسين، وتعليم غير العالمين، ثم ننتقل إلى الآية الآتية أو الآيتين، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا * وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا * وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا [النساء:2-4].هذه الآيات الثلاث تحمل هدىً كبيراً، وعلماً ومعرفة، لو ترحل إلى الصين لتعلم هذا وتعود والله ما كان كبير سفر، والله لهي خير من مليون ريال، المليون ريال يفنى أو يوقعك في الفتنة، وهذه تزيد في إيمانك وقوة نورك وبصيرتك.إذاً: الآن تأملوا! أين وجدت هذه الهدايات وكيف أخذناها؟ ‏
هداية الآيات
قال: [ هداية الآيات: من هداية الآيات: أولاً: كل مال حرام فهو خبيث، وكل حلال فهو طيب ] كل مال حرام فهو خبيث عفن منتن، وكل مال حلال فهو طيب، من أين استنبطنا هذا؟ من قوله: وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ [النساء:2] لا تعط ليتيمك الرديء وتأخذ الجيد، تعطيه شاة هزيلة وتأخذ شاة سمينة، أو صاع رطب من العجوة وتعطيه صاعاً من البرني مثلاً. هذا اللفظ عام.[ ثانياً: لا يحل للرجل -الفحل- أن يستبدل جيداً من مال يتيمه بمال رديء من ماله؛ كأن يأخذ شاة سمينة ويعطيه هزيلة، أو يأخذ تمراً جيداً ويعطيه رديئاً خسيساً ].من أين أخذنا هذا؟ من قوله: وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ [النساء:2].[ ثالثاً: لا يحل خلط مال اليتيم مع مال الوصي -الولي- ويؤكلان جميعاً، لما في ذلك من أكل مال اليتيم ظلماً ]. وأخذنا هذا من قوله تعالى: وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ [النساء:2] مجموعة معها مخلوطة بها.وهناك مسألة كانت بعد نزول هذه الآية فرجت بعض التفريج، وهي: لما نزل قول الله تعالى من هذه السورة: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا [النساء:10] وجف أهل اليتامى، وفصلوا أموال اليتامى عن أموالهم؛ فكانت السيدة تنصب قدراً لطعامها مع أولادها، وتنصب آخر ليتيمها، وتجعل الماء في قربة ليتيمها خاصة به، وهي وأولادها لهم قربة. وهكذا فصلوا أموال اليتامى عن أموالهم خوفاً من هذا الوعيد الإلهي.هذا شأن المؤمنين، لا تعجب! والله لهذا شأن المؤمنين الموقنين!وكانت حيرة، وكان تعباً، فجاءوا يسألون رسول الله؛ لأنه المفزع الوحيد بعد الله، فأنزل الله تعالى من سورة البقرة بعد النساء: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ [البقرة:220] في الدين. وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ [البقرة:220] فأذن لهم أن يخلطوا أموال اليتامى مع أموالهم، على شرط أن تكون أموال اليتامى متوفرة، ولا تنقص، ولا يؤخذ منها شيئاً.وقد ضربت لكم المثل برجل عنده خمسة أولاد، وهو وزوجته سبعة، واليتيم واحد ابن أخيه أو ابن أبيه، هذا اليتيم مكفول، إذا كانوا يخبزون له خبزة خاصة به ويخبزون هم خبزة لأسرتهم، هذه الخبزة تعدل تلك الخبزة وإلا لا؟ انظر ماذا فقد اليتيم، كونه يشاركهم في جزء من سبعة، إذا كانت النفقة سبعة ريالات فاليتيم عليه ريال، أحسن من أن ينفق عليه قدر خاص بلحمه ومرقه يكلف أضعافاً، المهم لا بأس أن تخالطوهم على شرط أن يكون ذلك في صالح اليتيم، والله رقيب. وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ [البقرة:220] لا تدعي أنك خلطت ماله بمالك من أجل إصلاحه وأنت تأكله وتضيعه. [ رابعاً: جواز نكاح أكثر من واحدة إلى أربع ].جواز التزوج بأكثر من واحدة إلى أربع، وأما فوق الأربع فلا يجوز، والذي يفعل ذلك يرجم إذا كان على علم؛ لأنه زنى وهو محصن، وإن كان جاهلاً يجلد حتى يعرف الطريق.قال:[ رابعاً: جواز نكاح أكثر من واحدة إلى أربع مع الأمن من الحيف والجور ] أما إذا كان غير واثق في نفسه من أنه سيعدل بين امرأتين أو أكثر فلا يحل له أن يتزوج الثانية.هل في نفوسكم بعض الشك؟ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً [النساء:3] فقط، لم يدافع الله عن النساء هذا الدفاع؟الجواب: لأنه ولي المؤمنين والمؤمنات. ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ) أذنت لك في أن تتزوج بوليتي هذه وإذا بك تجور وتحيف وتظلمها إما في طعامها وشرابها، إما في لباسها، إما في سكنها، إما في مبيتها، لا يحل أبداً أن تؤذي مؤمنة.وهل هذا خاص بالنساء فقط؟ هل يجوز أذية مؤمن صعلوك في القرية بنظرة شزرة، بسب، بشتم، بالنيل منه بأدنى نيل من جسمه؟ يرضى الله بهذا؟ أعوذ بالله. ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ) ومن يحارب الله ينتصر؟ ينكسر وينهزم. عرفتم هذا؟ هذه امرأة وفي بيته يجب أن يعدل بينها وبين ضرتها سواء الأولى أو الثانية أو الثالثة، والعدل -كما علمتم- ولا تنسوا:أولاً: في المبيت.ثانياً: في الكسوة.ثالثاً: في الطعام والشراب.رابعاً: في الآداب والأخلاق. هذه: يا أم إبراهيم يتبجح، والأخرى: يا سعدية، يجوز هذا؟ هذه يبتسم في وجهها لأنها بنت الأمير أو جامعية، وهذه يكشر في وجهها، يجوز هذا؟ حرام هذا، ما تستطيع لضعف إرادتك وقلة قدرتك وعلمك اكتف بواحدة، واحمد الله على ذلك واشكره، وإن لم تجد بداً طلق هذه وأعطها حقوقها، وقل لها: سامحيني، وائت بأخرى.قال: [ خامساً: وجوب مهور النساء، وحرمة الأكل منها بغير طيب نفس صاحبة المهر، وسواء في ذلك الزوج -وهو المقصود في الآية- أو الأب والأقارب ] مطلقاً. من أين أخذنا هذا؟من قول ربنا: وَآتُوا [النساء:4] بمعنى: أعطوا. النِّسَاءَ [النساء:4] ماذا نعطيهن؟ صَدُقَاتِهِنَّ [النساء:4] الصدُقات: جمع صدقة بمعنى المهر؛ لأنه يدل على صدق النكاح لا العبث والسخرية به. فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ [النساء:4] رضيت الزوجة بأن تعطيك ألف ريال، أو سوار من أسورتها لحاجتك ونفسها طيبة.وقد ذكرنا لطيفة هنا، وهي: على شرط ألا تكون حيية، والحياء في النساء تسعة وتسعين درجة، فإذا عرفت أنها ما أعطتك هذا القدر من مهرها إلا حياء لما جربتها وعرفت من حيائها، لا يجوز أن تأخذه، نفسها ما هي طيبة، فقط ما استطاعت أن تقول: لا.وهذا يطبق علينا جميعاً؛ فإذا عرف بيننا شخص حيي لا يرد سائلاً أبداً لو سأله عمارته أعطاه إياها، هذا ما نطلبه، ما نسأله. لم؟ لأن نفسه ما هي طيبة، فقط لحيائه أعطاك.وأخيراً: أذن الله تعالى للمؤمنين إذا أعطاهم أزواجهم شيئاً من مهورهم بالجواز وإلا لا؟ فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ [النساء:4] أي: من المهر. نَفْسًا فَكُلُوهُ [النساء:4] وخذوه.
تفسير قوله تعالى: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً ...)
إذاً: الآن مع الآيتين الكريمتين، إليكم تلاوة الآيتين واتلوهما معي.أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا * وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا [النساء:5-6].
أسباب بعد الأمة عن القرآن
عجب هذا القرآن! هل أصحاب هذا القرآن يحتاجون إلى دستور فرنسا؟ إيطاليا؟ أسبانيا؟ أمريكا؟ روسيا؟ ما ندري ما العلة في هجره؟ إنه الجهل، والله ما عرفوا هذا ولا سمعوا به! أكثر المسئولين في العالم الإسلامي الذين يديرون الوزارات والولايات والأحكام أكثرهم -ولا حتى خمسة في المائة- عرفوا هذا الكلام أو سمعوا به، لم؟ لأننا من ألف سنة تقريباً هجرنا القرآن، أبعدناه، إلى أين؟ إلى المقابر، إلى المآتم، من إندونيسيا إلى الدار البيضاء قروناً عديدة ما تجد من يقولك لك: من فضلك! اقرأ عليَّ شيئاً من القرآن، ولكن إذا مات أبوه أو أمه يبحث عنك بالشمعة -كما تقول العامة- ويأتي بك إلى البيت لتقرأ القرآن على أمه التي ماتت لتدخل الجنة. من فعل بكم هذا؟ الثالوث الأسود، ما عرفتموه؟إذاً: لم تنسابون وراءهم، وتجرون جرياً عجيباً كأنكم سكارى أو مسحورون؟قل: يا شيخ! ما عرف هذا إلا هذه المجموعة، أما أمتنا الألف مليون والله ما عرفت هذا!أقول: إنه يريد أن يطفئ هذا النور عليكم، حاولوا بالسلاح ما استطاعوا؛ لأن الله ولي المؤمنين، فقالوا: كيف نصنع؟ قالوا: نرميهم في أودية الفسق والفجور والظلام والشر فيكثر الخبث، وحينئذ يطرحون بين أيدينا.لتصدقوا هذا الكلام اتصلوا بإذاعة لندن، واسألوا بعض المختصين في الماسونية، سيحلفون لكم على أن هذا حقاً عندنا، وأننا نريد إطفاء هذا النور عنهم؛ ليصبحوا في الظلام كغيرهم من العالم الكافر والمؤمن، ولا حيلة لنا إلا بهذا المكر والدس والخديعة.من أراد أن يرد علي إذا أنا ما فهمت أو بربري أتكلم بما لا علم ليَّ يخلو بي ويحدثني فأشرح له موقفه.أقول: هاتك حجرة رسول الله، في أمسية العواصف والغبار والرسول يدخل الحجرة ويخرج ويضرب كفيه: ( ويل للعرب من شر قد اقترب -ثلاث مرات- فاهتزت أم المؤمنين وقالت: أنهلك وفينا الصالحون يا رسول الله؟! قال: نعم، إذا كثر الخبث ) كيف سادونا وداسونا وامتلكونا من إندونيسيا إلى المغرب لو كنا صالحين والصلاح فينا أكثر من الفساد؟ مستحيل، الطعام يشبع وإلا لا؟ الماء يروي وإلا لا؟ النار تحرق وإلا لا؟ الحديد يقطع وإلا لا؟ هل هذه السنن تبدلت؟إذاً: الفسق والفجور والإثم إذا كثر وعمَّ لا بد من الهبوط والسقوط. كيف يعرف هذا العدو ونحن ما نعرف؟ ويقول: أنا أخي ما يصلي في البيت ويسمع الأغاني وساكت عنه، كيف هذا؟ فهمتم هذه البربرية. هيا .. ماذا نصنع يا شيخ؟أولاً: نطهر بيوتنا، فلا يسمع فيها إلا ذكر الله؛ لأننا جماعة ممتازة، لسنا كاليهود والنصارى، نحن نريد أن نرقى إلى الملكوت الأعلى، وأن نواكب النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، كيف تكون بيوتنا كبيوت المجوس واليهود والنصارى؟ هل يعقل هذا؟ هل نحن نرغب في الملكوت الأعلى، أم نخادع أنفسنا؟ لا يسمع في بيوتنا إلا ذكر الله وما والاه. أما أن تسمع أغاني العواهر، ومزامير الشياطين، وصور الأبالسة، وأولادنا يذوبون، ويتحللون، ونفوسهم تخبث، والآن بلغني مع المغرب: أن دار الملاحظة مسئول فيها قال: هذه الأيام من يوم ما جاء هذا الدش والأطفال ينصبون علينا بالعشرات يرتكبون أكبر الفواحش!وقد قلت هنا والله شاهد، بالتلفون قالت لي مؤمنة وهي تبكي: ابنها يفعل الفاحشة في أخته، ورجل قال: ماذا أصنع؟ ولدي يفعل الفاحشة في أخيه! وما زالت القلوب ميتة، والله لو كنا مؤمنين أحياء لا يبيت ليلة هذا الدش على سطح مؤمن، وليس هذا تخلف، ولا تأخر عقلي، ولا سوء فهم، ولا ضد حضارة، ولا ولا ... لأننا قلنا: نتحداكم! أعطونا النتائج الطيبة التي تكتسبونها من هذا الدش على سطوحكم؟ هاتوا. كم ريال في الليلة؟ كم نسبة صحتكم وعافيتكم الزائدة؟ ما هي النتائج: تشبعون عن الطعام؟ تزهد نفوسكم في المال؟ تبيتون ركعاً سجداً؟ ما هي النتائج؟ لا شيء إلا الدمار، هكذا نساق كالبهائم إلى المجزرة.والله إن لم نتب توبة صادقة ما بقيت هذه النعمة! لأن ربك تعرفه أين هو يا هذا؟ أين ربكم؟ بالمرصاد، يراقب.يعرف هذا أعداؤنا ونحن ما نعرفه، هم يسألون: كم سارق صار الآن في المملكة؟ هل ظهر فيها زنا وفجور؟ هل حصل فيها كذا وكذا؟ هل نزع النساء الحجاب عن وجوههن؟ هل كذا .. هل كذا؟ بدقة، ونحن كالبهائم.أعطيكم مثالاً حياً: جريدة الشرق الأوسط، لم في كل عدد في الجهة الأخيرة تجد عاهرة بجمالها؟ ما نعرف، اسأل، عن ماذا أسأل؟ هذا الشاب، هذا العزب، هذا المصاب، هذا يشاهدها ما يبكي؟ ما تتحرك غريزته؟ ما يفجر؟ هذه صورة، وكل الجرائد.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 37.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 36.71 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.68%)]