الموضوع: رمضان والتقوى
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-04-2021, 02:26 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,510
الدولة : Egypt
افتراضي رمضان والتقوى

رمضان والتقوى


عمر جميل علوان القباطي



الناظر والمتمعن في آيات القرآن، سيجد أن الله عز وجل يذكر الأمر ثم يبيّن الحكمة منه، فالصلاة هي الحاجز بين المرء والفواحش والمنكرات، والزكاة تزكي النفس وتخلصها من أدرانها، والحج فيه منافع كثيرة كالتجارة والسياحة وموسم لتذكر نعم الله وشكرها، أما صيام رمضان فغايته والمغزى منه واحده وهي {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
وكلمة "لعلكم" وردت في سياقات مختلفة في كتاب الله، مثل {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ - لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ - لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ - لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ - لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ - لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} وكلها أتت بصيغة الشرط، افعل هذا العمل لعل وعسى تحصل على هذه الثمرة، صُم شهر رمضان كي تصل لمرتبة التقوى، وهنا قد يتساءل أحدنا: كيف ذلك؟ ما يميز رمضان عن غيره من الشهور هو أن العبادة فيه مهيئة لعدم انشغال الإنشغال ببطنه، والعلم يقول أنّ الجهاز الهضمي يكون في حالة استرخاء أثناء الصوم لعدم وجود أي طعام للهضم، فتقوم المعدة بحرق السموم، وهذا ما يشعر الإنسان بالراحة ويسهل عليه العبادات، فتكتظ المساجد بالمصلين بخلاف الشهور الأخرى، والإقبال على قراءة القرآن الكريم يزداد كثيرا، والحرص على أداء النوافل حاضر وبقوة.
بل إن تهافتا كبيرا يحدث على صلاة التراويح والقيام التي تعد أثقل الصلوات عند غير الخاشعين.
وإذا كان قبول العمل مقترن بالإخلاص؛ فإن صيام رمضان هي الشعيرة الوحيدة التي يستحيل معها الرياء، ويبقى فقط توجيه النية، فالصائم يصوم لأن الله عز وجل أمره بذلك ولأنه ركن من أركن الإسلام لابد له من أدائه، وليس لأجل أي شيء آخر. وكأي فريضة؛ لشهر رمضان أحكامه وفقه وقواعده؛ فلا يستقيم الصيام بدون الإنتباه لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْل فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» وكثير من الصائمين على علم بمن يجوز لهم الإفطار، وهل عليهم قضاء أم فدية أم كفارة، وما حدود التعامل مع الزوجة، وما هي آداب الإعتكاف، وكذا فضل ليلة القدر. وكثرة العبادة بنية خالصة والإلتزام بأحكام وآداب الصيام كلها إمارات على التقوى؛ والتقوى نهايتها لا تقدر بثمن {وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} .











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.41 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.18%)]