عرض مشاركة واحدة
  #487  
قديم 09-04-2021, 01:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,207
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )

تابع معنى الآيات
قال: [ أما الآية الثانية، فإن الله تعالى لما أمر ولاة أمور المسلمين بأداء الأمانات التي هي حقوق الرعية، وبالحكم بينهم بالعدل، أمر المؤمنين المولي عليهم بطاعته وطاعة رسوله أولاً، ثم بطاعة ولاة الأمور ثانياً، فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59] ].ما قال: وأطيعوا أولي الأمر، ما أعاد الفعل؛ لأن طاعة ولي الأمر تابعة لطاعة الله والرسول، فإذا أمر ولي الأمر بمعصية الله فلا طاعة.فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59] والطاعة لأولي الأمر مقيدة بقيد، ما هو بما كان معروفاً للشرع، أما في غير المعروف فلا طاعة في الاختيار، إذا كنت مكرهاً والكرباج على رأسك، والحديد، في يديك، وقالوا: سب الله. ما أنت بمختار، لكن في حال الاختيار ما في إكراه ولا إلزام، وقال الأمير: افعل كذا أو كذا من الباطل، لا يحل أن تفعل أبداً، الطاعة في المعروف.قال: [ وإنما الطاعة هي في المعروف، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.وقوله تعالى: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [النساء:59] فهو خطاب عام للولاة والرعية، فمتى حصل خلاف في أمر من أمور الدين والدنيا وجب رد ذلك إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما حكما فيه وجب قبوله حلواً كان أو مراً ].يبقى: أين الذين يعرفون كلام الله وكلام رسوله حتى نرد إليهم ما اختلفنا فيه؟يجب أن يوجد في كل قرية، في كل مدينة العالمون بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.. العلم الصحيح.. علم الفقه والبصيرة ما هي مسائل سطحية لا نظير لها، فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ [النساء:59] من يقوم مقام الله في القرية أو المدينة؟ العالم بكتاب الله، الفاهم لأسراره، العليم بشرائعه بما فيه من حلال وحرام.والرسول من يخلف الرسول أيضاً فينا؟ العالم بسنة رسول الله، الفقيه فيها، المحقق لمعانيها. [ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [النساء:59] فهو خطاب عام للولاة والرعية، فمتى حصل خلاف في أي أمر من أمور الدين والدنيا وجب رد ذلك إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما حكما فيه وجب قبوله حلواً كان أو مراً.وقوله تعالى: إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [النساء:59] ] ما هي دعوى [ فيه: أن الإيمان يستلزم الإذعان ] والتسليم [ لقضاء الله ورسوله ] ومن رفع رأسه وأبى كفر ما هو بمؤمن بالله ولا باليوم الآخر [ وهو يفيد أن رد الأمور المتنازع فيها إلى غير الشرع قادح في إيمان المؤمن.وقوله: ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء:59]، يريد ذلك الرد والرجوع بالمسائل والقضايا المختلف فيها إلى الكتاب والسنة هو خير حالاً ومآلاً ] أي: مستقبلاً [ لما فيه من قطع النزاع، والسير بالأمة متحدة متحابة متعاونة ].هذا هو القرآن الذي نقرأه على الموتى.
هداية الآيات
هاتان الآيتان فيهما هداية عجيبة، عرفناها، من باب التقرير اسمع.قال: [ هداية الآيتينمن هداية الآيتين:أولاً: وجوب رد الأمانات بعد المحافظة عليها ].حافظ عليها لعام أو عامين... الزمن المطلوب وتقدمها كما هي، سواء كانت ليهودي أو نصراني أو لفاسق أو لفاجر، أو حتى لمكار، اؤتمنت على شيء يجب أن ترده.[ ثانياً: وجوب العدل في الحكم وحرمة الحيف والجور فيه ].وفي غير الحكم أيضاً بينا أن العدل في الكلام يجب أن يكون عدلاً، في النظر إلى وجه امرأتيك تبتسم في هذه وتبتسم في هذه في كل حياتنا العدل.[ ثالثاً: وجوب طاعة الله وطاعة الرسول وولاة المسلمين من حكام وعلماء فقهاء ].إذا أمر الحاكم يأمر بأمر الله، وإذا أمر العالم بأمر الله أيضاً، إذا أفتاك الفقيه هذا ما يجوز، لا تقل: ماذا فيه؟ وتصر على عدم الطاعة حرام ما أطعت أولي الأمر. [ لأن طاعة الرسول من طاعة الله، وطاعة الوالي من طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، لحديث: ( من أطاعني فقد أطاع الله ) ].رسول الله صلى الله عليه وسلم في حادثة أقرأها عليكم:قال: ورد أو روي في الصحيح أن عبد الله بن حذافة الأنصاري رضي الله عنه وكان به دعابة. من أخلاقه أنه يداعب الإنسان إذا جالسه وما إلى ذلك، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم على سرية من ألف أو خمسمائة أو عشرة سرية تسري للعدو، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم على سرية فأمرهم عبد الله بن حذافة يوماً أن يجمعوا حطباً فجمعوا الحطب، ويوقدوا ناراً، فأوقدوا النار في ذلك الحطب العظيم، ففعلوا، ثم أمرهم أن يدخلوها، ادخلوا النار، محتجاً عليهم بقوله صلى الله عليه وسلم: ( من أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني ).إذاً فماذا يفعلون؟ إذا عصوه عصوا رسول الله، وإذا عصوا رسول الله عصوا الله، وقال: ادخلوها. فلم يستجيبوا له، وقالوا له: إنما آمنا وأسلمنا لننجو من النار، فكيف نعذب أنفسنا بها؟! وتركهم، هو أراد فقط أن يمتحنهم، قال: وذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( لو دخلوها ما خرجوا منها، إنما الطاعة في المعروف ) لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة أبداً ( إنما الطاعة في المعروف ) ، فإذا الأمير أو العالم أمر بمعصية ما يطاع أبداً.. ونفس الحاكم ما يأمر بالمعصية لأنه عارف ما يطاع فيها، من يطيعه؟قال: [ ثالثاً: وجوب طاعة الله وطاعة الرسول وولاة المسلمين من حكام وعلماء فقهاء ].أما عالم بالهندسة أو المكانيك! لا. علماء فقهاء بأسرار الشريعة. [ لأن طاعة الرسول من طاعة الله، وطاعة الوالي من طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم للحديث الصحيح: ( من أطاعني فقط أطاع الله، ومن أطاع أميري فقط أطاعني، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن عصى أميري فقد عصاني ) ].هذه محفوظة في الزمان الأول عند النساء والرجال والعوام.[ رابعاً: وجوب رد المتنازع فيه: عقيدة أو عبادة أو قضاء إلى الكتاب والسنة ].اختلفنا في مسألة في العقيدة نردها إلى الله ورسوله، في العبادة سنة أو باطل أو بدعة نردها، في مال فلان لفلان نرده إلى الكتاب والسنة.[ وجوب رد المتنازع فيه: عقيدة أو عبادة أو قضاء إلى الكتاب والسنة، ووجوب الرضا بقضائهما ].إذا حكم الحاكم أو العالم بأن الحق لفلان يجب أن تبتسم أنت وترضى، وتخرج وأنت فرح، لأن الله نجاك من باطل.[ خامساً: العاقبة الحميدة والحال الحسنة السعيدة في رد أمة الإسلام ما تنازع فيه إلى كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم ].
حكم إطلاق لفظة سيدنا عند ذكر النبي وغيره
سائل بالأمس يقول: لم الشيخ يقول: سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟أولاً: هذه القضية اعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم ما قال لأصحابه قولوا: سيدنا، علمهم الأذان والإقامة والتشهد بأن يقول المؤمن: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، فلا ينبغي لمؤذن على المنارة يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن سيدنا محمداً رسول الله، والذي في صلاته بين يدي ربه يتشهد ما يقول: وأشهد أن سيدنا محمداً رسول الله؛ لأن الرسول علمهم قالوا: أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف نصلي عليك؟ قال: ( قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد )، ما قال: على سيدنا محمد وعلى سيدنا إبراهيم، وهذه كتب السنة من موطأ مالك أول كتاب إلى الصحاح إلى غيرها، لا توجد فيها هذه الكلمة عند السلف أبداً، انتبهتم؟لكن لما هبطت الأمة وأصبحت تسيد من هب ودب، وأصبح الشائع: سيدنا علي ، سيدنا فلان، سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كذا أو لا؟ وارتفع مستوى الجهل حتى إذا سمعوا شخصاً ما يقول: سيدنا رسول الله، يكفرونه، أو يغلقون آذانهم، أو يحرمون وجودهم من طلب العلم، فهمتم هذا أو نحلف لكم؟ والله العظيم، هذه وضعية هذه الأمة من يوم ما هبطت بالجهل بالكتاب والسنة، فنحن نقول: إذا أنت قلت في مناسبة: سيدنا. على المنبر ما يضر، لا سيما إذا كنت تراعي ذلك الجانب التائه الهابط؛ لتسترده له، وتعود به للصواب.فخلاصة القول: ما علمنا الرسول أن نقول فيه: سيدنا، نقول، وما لم يعلمنا لا نقول فيه وما نبتدع بدعة، والرسول قال: ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر ) إي والله العظيم لا سيد فوق رسول الله من البشرية قط، كذا أو لا؟ وإنما العبادة شيء والتمدح شيء ثاني.فلهذا إذا تشهدنا نقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا صلينا عليه: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد؛ لأن الصحابة والتابعين والأئمة هذه كتبهم ما قالوا: سيدنا فيها، وهل نحن أعلم منهم، أو نحن أفضل أو أفقه؟ خطأ.المهم هذا من آثار الجهل والهبوط، فمن قال: سيدنا ما كفر ولا أثم، هو سيدنا رغم أنوف الكافرين، ومن لزم السنة خير له من أن يزيد في دين الله.وصلى الله على نبينا محمد.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.52 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.97%)]