مثاني الرحيل (شعر) د. عبدالحكيم الأنيس (نفثات ونفحات ولفحات تجيش بها النفس بين وقت وآخر، في وداع الابن الغالي (أحمد) الذي استأثر الله تعالى به في ألمانيا ليلة الجمعة 12 من رجب 1436هـ، بعد مرض استمر عشرين شهراً، أوردها حسبَ وُرودها). إن كانَ لي مِنْ حاجةٍ أدعو بها تطفئُ في قلبي وقودَ جمرهِ فدعوتي في الليل حتى فجرهِ يا ربِّ آنِسْ (أحمداً) في قبرهِ تذكرُني كلُّ الزوايا ب(أحمدٍ) ودرَّاجةٌ يَسعى بها وسريرُ ولولا يقيني باللقاء مُجدَّداً لأحرقَ قلبي –للفراقِ- سعيرُ حدِّثوني عن (أحمدٍ) إنَّ نفسي تَستطيبُ الحديثَ عنهُ وتَسعدْ يأنسُ القلبُ والمشاعرُ تحنو إذ يقولُ الجليسُ لي:كانَ (أحمدْ) يا ربِّ آنِسْ (أحمدا) واجعلهُ لي ذُخرًا غَدا كلٌّ يصيرُ إليكَ يا ربِّي ولو طالَ المدى يا ربِّ رحمةُ (أحمدٍ) تُبكيني وفراقُهُ يا سيِّدي يُشجيني وإذ ارتضيتَ جوارَه لكَ سالماً ممَّا عراه فإنه يُرضيني ذكرى أحمد: كان من شأن (أحمد) حين أعود من العمل – وهو في البيت - أن يسرع إلى مجلسي الذي لا أغيره، ويحتله ويضحك، وحين استأنفتُ العمل بعد رحيله، وعدتُ إلى البيت افتقدت ممازحة أحمدَ لي، فقلت: وكنتُ إذا ما عدتُ بادرَ (أحمدٌ) يُزاحمُني في مجلسي متعجِّلا يا (أحمدَ) الخيرِ يا همسَ المحبينِ قد مرَّ وقتٌ طويلٌ لا تناغيني يتبع
سُئل الإمام الداراني رحمه اللهما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟فبكى رحمه الله ثم قال :أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هوسبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.