عرض مشاركة واحدة
  #453  
قديم 12-02-2021, 03:54 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,352
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )

قراءة في كتاب أيسر التفاسير

هداية الآيات

قال: [من هداية الآية:أولاً: وجوب الابتعاد عن سائر الكبائر، والصبر على ذلك حتى الموت. ]من أين أخذنا هذا؟ إِنْ تَجْتَنِبُوا [النساء:31].[ وجوب الابتعاد عن سائر الكبائر، والصبر على ذلك ] إلى متى؟ [ إلى الموت.ثانياً: الذنوب قسمان: كبائر، وصغائر. ] من أين عرفنا هذا؟ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ [النساء:31].[ الذنوب قسمان: كبائر، وصغائر. ولذا وجب العلم بها ]، لماذا؟ قال: [ لاجتناب كبائرها وصغائرها ما أمكن ذلك، ومن زل ]، سقط في الكبيرة [ فليتب فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له. ]التائب من الذنب كالذي لا ذنب له، لم؟ لأنه اتسخ ثم غسل ينظف أم لا؟ هذا الغترة البيضاء لو تغمسها في الطين وإلا في الدم تتلطخ تغسلها بالماء والصابون جيداً تنظف أم لا؟ تنظف، بشرط ألا تتركها عاماً كاملاً، جئت تغسله تمزق، فلهذا يجب التوبة على الفور، ما في كلمة حتى نحج أو حتى نتزوج أو حتى يغنينا الله، هذه الكلمة باطلة، أنت ماش في طريقك إلى الجنة إلى الله زلت القدم وسقط على الفور ارفع رأسك الله أكبر أستغفر الله، وابق الهج بالاستغفار حتى يزول الأثر.[ ثالثاً: الجنة ]، تعرفون عن الجنة وإلا لا؟عندكم بساتين فيها الرمان والتفاح والعنب موجودة أم لا؟ من أوجدها لكم؟ الله.إذاً: أوجد لأوليائه جنة هذه الفواكه عبارة عن الاسم فقط، أما النوع والطعم والله لا شبه، وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا [البقرة:25]، إلا في الأسماء، رمان هذه الجنة أين هي؟ ما طلعنا للسماء، ولما ما طلعت يعني: تكذب، نمتحنه: أنت يا أستاذ عدنان أنت رأيت طوكيو؟كيف أستاذ كامل وما تعرف طوكيو؟! إذا: طوكيو ما هي موجودة، قل للناس يسمعوك إن طوكيو كذبة ما هي موجودة؛ لأننا ما رأيناها، يعقل هذا الكلام، فكونك ما رأيت الجنة تقول ما فيه؟ مرض هذا هبوط، ومع هذا أخبر عنها خالقها، ونعتها وفصلها وبين كل ما فيها وهذا كتابه بين أيدينا، هو الذي رسمها تكذبه، مهندس يرسم لك خريطة في العمارة ويبنيها وتقول: لا ما أنت، كيف تعرف هذا؟ هو الذي رسمها وبناها، وفوق ذلك لقد ارتادها الرائد العظيم محمد صلى الله عليه وسلم، ومشى عليها وشاهد حورها، شاهد حواري عمر بن الخطاب فاستحيا أن ينظر إليها، قال: ( يا عمر ! رأيتك حورائك في الجنة فطأطأت رأسي وخشيت أن تغضب، قال: أعنك يا رسول الله أغار، قال: ذكرت غيرتك يا عمر ! )؛ لأن عمر امرأته في المدينة تبكي خليني أصلي في المسجد؟ ما فيش، ما تخرج امرأة عمر لا بالليل ولا بالنهار، يا عمر نصلي، يسكت، عام عامين، وسمعت الرسول يقول: ( لا تمنعوا إماء الله من بيوت الله )، قالت له: والله إن لم تقل لي لا تخرجي أخرج، هو ما يريد أن يقول لها: لا تخرجي فيعصي رسول الله، لكن لما تقول له: يسكت، ما تمشي، لما بلغها الحديث، فقالت: إذاً يا عمر أنا ذاهبة أصلي في المسجد النبوي فسكت.قال: [ الجنة لا يدخلها إلا ذوو النفوس الزكية الطاهرة، وذلك باجتنابهم المدنسات لها من كبائر الذنوب والآثام والفواحش ].النفس تزكو تطيب تطهر كما يزكو الثوب ويطيب ويطهر بالماء الحار والصابون وإلا لا؟ هذه سنة الله، كذلك الجسم نفسه جسم الإنسان يطيب ويطهر بالماء والصابون، والروح إي والله تزكو على مادتين وتخبث على مادتين، فإن أنت عملت بالمادتين الأوليين الإيمان وصالح الأعمال زكت، فإن حافظت على ذلك الزكاة والطهر ما قارفت ذنباً من الذنوب الكبائر نفسك زكية طاهرة.الشرك والمعاصي تخبث النفس وتلوثها وتدنسها وتدسيها، الإيمان والعمل الصالح يزكيان النفس ويطيبان ويطهرانها.البارح ذكرت حكم الله فينا، فيكم من يذكره الليلة؟لا ما نريد الذين يدرسون العلم، نريد الزوار الذين حضروا البارحة يقول: أنا سمعت البارحة حكم الله، ولهذا أنا بلغته إلى أهلي، من؟ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10].كن ابن من شئت إذا لم تزك نفسك لن ترح رائحة الجنة ولو كنت ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو كنت بنت فرعون أو ابن فرعون لا يضرك نسب أبداً، وإنما الأمر يعود: هل زكيت نفسك أو لا؟ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10]. أحلف لكم.الشيخ هذا يكثر من اليمين يحلف! ينتقدونني المساكين يبلغوني: ليش تحلف؟ أنا ربي يحلف وإلا لا؟نحن نحلف بالكذب أو نلعب؛ حتى يطمئن السامع إلى صدق الخبر الذي يلقى إليه، هذه سنة الله ورسوله، الرسول يقول: والذي لا إله غيره ما كان كذا وكذا، تحلف والله ما يقبلون هذا كلامك ويصدقونك فكيف إذا ما حلفت؟أقول: لو أن شخصاً واعٍ يحسن التجارة يحسن الفلاحة يحسن السياسة يحسن الآداب ويسمع هذا الحكم: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10]، ثم نسكت، والله ما يستطيع أن يذهب إلى بيته أو يعود إلى عمله قبل أن يعرف بم نزكي النفس وكيف نزكيها، بما تدسا النفس وكيف تدسا، وإذا الشيخ قال هكذا وأراد أن يخرج يقولوا: والله لا تخرجن من المسجد حتى تعلمنا ما هي مزكيات النفس وما مدسياتها، فهمتم هذا أم لا؟ والآن اجمع الناس في عرفات وقل هذا الكلام، ولا واحد يأخذ بثوبك يقول: علمني كيف أتزكى ، مظهر من مظاهر الموت أم لا؟علينا السلام، أو فيكم من يشك فيما أقول؟المفروض هذه يرددها كل واحد ما كان يعلمها في بيته مع جيرانه: يا جماعة! حكم الله صادر علينا أن من زكى نفسه نجاه وأسعده، ومن خبثها دمره وخسره، يبدءوا يتساءلون كيف نزكيها؟ هل فهمتم؟أو تشكون في حكم الله؟ أما حلف عليه بثمانية أيمان؟!
تفسير قوله تعالى: (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ...)
قال تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ [النساء:32]، هذه تعاليم الله لأوليائه.. هذه تعاليم لعباده؛ ليعلموا ويعملوا فيكملوا ويسعدوا.ولا تتمنوا يا عباد الله! ما فضل الله به بعضكم على بعض، ما معنى هذا؟ ينهانا ربنا تعالى عن الحسد، وعن التمني الذي يوجد حزازة في نفوسنا أو آلاماً في قلوبنا، ما يريد مولانا لنا هذا، حرم علينا تمني ما فضل الله به بعضنا على بعض من أجل الابتلاء، من أجل أن نصلي ونشكر أو لا؟ هذه هي تزكية النفوس، لا يحل لمؤمن أن يرى صاحب عمارة أو سيارة أو مال أو كذا يقول: آه ليتني أنا، ليت هذا لي، يرى عالماً كذا يقول: آه، يرى شريفاً عالياً سامياً: آه. هذا الألم قال تعالى انزعوه من قلوبكم؛ فالمعطي والمانع هو الله، ما حصل هذا العلم إلا بالكد والسهر والطلب والتشريق والتغريب فاطلب مثلما يطلب، وما حصل هذا على هذا المال إلا بالكدح والليل والعمل الليل والنهار وأنت جاثم على ركبتيك في بيتك وتتمنى ما كان لفلان ولفلان، هذا يقتلع جذور الحسد من قلوب الناس، يمشي صاحب المال صاحب الجاه صاحب السلطان ولا يحسده أحد أبداً، لم هذا أعطاه الله؟ وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ [النساء:32]كل من فضله الله عليك بشيء لا تحسده، لا تتمن ذلك لك، اللهم إلا ما هو معروف بالغبطة، أذن فيها الرسول صلى الله عليه وسلم إذ قال: ( لا حسد )، أي: أنه جائز ( إلا في اثنتين ) فقط في شيئين: ( لا حسد )، يحل أو يجوز أبداً ( إلا في اثنتين )، الأولى: ( رجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه الليل والنهار )، فتسأل الله لو أعطاك مثل هذا المال لفعلت مثلما يفعل، تعطى مثلما يعطى من الأجر، ( ورجل آتاه الله الحكمة القرآن فهو يعلمه ويعمل به )، فتقول: لو أن الله أعطاني هذا العلم لفعلت كما يفعل فلان تكون في الأجر مثله، هذا اغتباط؛ لأن ليس فيه زوال ما عنده إليك أنت، الحسد: أن تتمنى زوال ما عنده؛ ليكون لك.وورد أن أم سلمة رضي الله عنها قالت: (ليتنا كنا رجالاً فجاهدنا وكان لنا مثل أجر الرجال).أم سلمة رضي الله عنها أمنا قالت: (ليتنا كنا كالرجال نجاهد كما يجاهدون ونموت في سبيل الله فنحظى بما يحظون به من الأجر والدرجات)؛ فأنزل الله هذه الآية بسبب هذا التمني أو هذا السؤال، وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ [النساء:32]، من الخير من الحسنات من السيئات من الدنيا من الآخرة، وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ [النساء:32]، انظر كيف ربط الله المرأة بحبل العمل، لهذا قالوا: أماني النوكى! حمقى أو كما يقولون، الأحمق هذا يتمنى، ما فيه تمني فيه عمل، هذا وعد الله: للرجال نصيب مما كسبوا بأيديهم وعقولهم وجهودهم، كذا وإلا لا؟وللنساء أيضاً نصيب مما اكتسبن بجهودهن وعقولهن.عرفتم اللطيفة قال: مِمَّا اكْتَسَبُوا وإلا لا؟ أو بالتمني وجالس؟ما الكسب؟ تعرفون التجارة فلان كسب كذا وكذا.. فظفر به وكسبه وأصبح في جيبه أو في يده.الآية الكريمة تربي .. تعلم .. ترفع من شأن المؤمنين أن ينزعوا من قلوبهم الأماني الباطلة الكاذبة وعلى رأسها الحسد والعياذ بالله، وتحملهم من أراد شيئاً يطلبه بالأسباب التي وضعها الله عز وجل، لا يجلسون للأضاحيك والألاعيب، ثم يقول: آه فلان بنى العمارة الفلانية، فلان يملك كذا وكذا. هذه أباطيل وحرام بين المسلمين، هل عرف المسلمون هذا؟ والله ما عرفوا، هل درسوا هذه الآية؟ ما درسوها أبداً؛ أولاً: ما هي من السور التي تقرأ على الموتى، وثانياً: ما يجتمعون ويقرءون أبداً. وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ [النساء:32]، أجر الدنيا والآخرة، ما هي تمنت لو كانت مثل الرجال وتجاهد أم لا؟ كذا للرجال نصيب في الجهاد وهي نصيبها في عمل البيت وطاعة زوجها بقدر عملها، لم تتمن الجهاد؟!ثم قال: وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ [النساء:32]، بدلاً ما تتململ وتحسد الناس وتنظر إلى ما أعطاهم اشتغل بالدعاء، وواصل الدعاء والبكاء بين يدي الله العام والعامين؛ يعطيك ما شاء أن يعطيك، هذا هو الباب المفتوح، وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ [النساء:32]، ما واظب أحد على دعاء يدعو الله في شيء إلا أعطاه، وإذا ما أعطاه بعد الدعاء الطويل والأيام والليالي فليعلم أن هذا الذي طلبه والله لا خير له فيه، وما هو إلا مهلك له، فهمتم هذه أم لا؟أفضل العبادات: الرجاء بالله عز وجل، أن تربط قلبك بربك لا تنظر إلا إلى الله هو الذي يفرج كربك، هو الذي يقضي حاجتك، هو الذي يعطيك كذا.. مع الدعاء والإلحاح والبكاء العام والأعوام، إن رأى الله في ذلك خيراً حققه لك، والله لأعطاك هو، وإن رآه لا خير لك فيه، كم من إنسان كان فقيراً لما استغنى انتكس وإلا لا؟ كم من إنسان كان مريضاً لما صح عربد، كم وكم.فالمؤمنون والمؤمنات لا يحسدون ولا يتمنون لا بليت ولا بغيرها وإنما إذا رغبوا في شيء لازموا الشيء وسؤال ربهم ليل نهار، فإن أعطاهم فذاك وإن لم يعطيهم فقد ادخر لهم أعظم مما طلبوه، وفي هذا ضمانة: ما من مؤمن موحد من أهل لا إله إلا الله إلا أعطاه واحدة من ثلاثة: إما أن يعطيه ما طلب إذا كان في صالحه، وإذا لم يكن في صالحه وما أعطاه: إما أن يدفع عنه بلاء بهذا الدعاء كان قد ينزل عليه ويصيبه، إن لم يكن هناك بلاء رفعه درجات في الجنة ما كان ليصل إليها إلا بهذا الدعاء، فلهذا يدعون ربهم خوفاً وطعماً.ونحن الدعاء إذا ما ندعو في الحلقة أظن ما تدعون، الغالب ما يدعون الله، ليسوا مشغولين بالدعاء!الدعاء هو العبادة هو مخها، لا أفضل من الدعاء والرجاء أبداً؛ لأنه تعليق القلب بالله تنزهت عن الخلق كلهم، وارتفعت إلى مستوى أصبحت مع الله.أبشركم أو ما تفرحون بالبشائر؟لقد استجاب الله لنا البارحة في دعائنا بالغيب هذا أحد المحبين قال: سحابتان فقط غطتا المنطقة وإذا بالوادي مملوء بالمياه.إذاً: نحمده ونشكره وندعوه أيضاً.وصل اللهم على نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.95 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.66%)]