عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29-01-2021, 06:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,685
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )



تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة النساء - (10)
الحلقة (234)

تفسير سورة النساء (18)


شرع الله عز وجل الزواج سكناً للنفس واستجابة للفطرة البشرية التي أنشأها سبحانه وتعالى في عباده، وقد جعل لهذا الزواج ضوابط وقواعد، فلا يتزوج الرجل ممن يربطه بهن علاقة نسب أو مصاهرة من النساء، ولا يتزوج إلا من كانت خالية من الزوج من الأجنبيات، وإن لم يستطع أن يتزوج الحرائر فله أن يتزوج من ملك اليمين، وإن استطاع الصبر على العزوبة حتى يتيسر له الزواج من حرة فهو خير له.
مراجعة لما سبق تفسيره من آيات سورة النساء
الحمد لله؛ نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.أما بعد:فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.ثم أما بعد:أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات!إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة واللتين بعدها ندرس كتاب الله عز وجل؛ رجاء أن نظفر بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود؛ إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ).الحمد لله الذي أهلنا لهذا الخير وجعلنا من أهله.ها نحن مع سورة النساء، ومع الآيتين اللتين درسنا الأولى منهما الليلة البارحة، والليلة مع الآية الثانية منهما، فهيا نتلو هاتين الآيتين ونتأمل ألفاظهما ومعانيهما وما أودع الله من الحِكَم والحُكم فيهما.قال تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [النساء:24-25].ما تعودنا على فهم كلام الله، نعاني صعوبة، إي نعم. في الآية الأولى عرفتم أن الله تعالى ختم المحرمات الإحدى وعشرين بهذه المحرمة، وهي المحصنات من النساء، المحرمات بالنسب سبع، وبالرضاع سبع، وبالأصهار سبع أو بالمصاهرة، هذه إحدى وعشرين محرمة.والمحصنات هذه الخاتمة لأولئك المحرمات، وَالْمُحْصَنَاتُ [النساء:24]: جمع محصنة من النساء، يعني بالمحصنات هنا: المتزوجات، فمن كانت تحت زوج مؤمناً أو كافراً، مجوسياً أو مشركاً لا يحل لمؤمن أن يتزوجها وهي تحت رجل قد أحصنها وأحصنته.واستثنى: إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ [النساء:24] هذه القضية خاصة بالجهاد الإسلامي الإيماني، إذا جاهدنا أمة لندخلها في رحمة الله، وننقذها من خزي الدنيا، وعذاب الآخرة، ونصرنا الله عليها، ومات الكثير من رجالها، وأخذنا السبايا من النساء والأطفال، هل يجوز لنا أن نتزوج واحدة من أولئك الأسرى؟ يجوز، بشرط أن تسلم إذا لم تكن كتابية؛ لأن نكاح المشركات ممنوع ومحرم، وَلا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ [البقرة:221] فبما أن زوجها من الجائز أن يكون قد مات. ثانياً: ما أصبح له أمل أن تعود إليه أو لها أمل أن يرجع إليها، ففي هذه الحال تبقى هذه المؤمنة وقد أسلمت يجوز للمؤمن أن يتزوجها وإن كانت تحت زوج؛ لأن عصمة الزوج تمزقت بموته في الغالب بالإسلام، أسلمت وهو كافر فلا تحل له، فهذا الذي تحمله هذه الآية من الهداية وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ [النساء:24] عام اللهم إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ [النساء:24] الأيمان جمع يمين، وكيف تحصل على مرأة باليمين؟ في حرب الجهاد لا في حرب الدنيا والمال والاستعلاء والتطاول، لا يقصد القرآن هذا، يقصد حاربنا أمة كافرة من أجل هدايتها ورحمتها وإنقاذها وإدخالها رضوان الله؛ فإن سقط رجالها وماتوا تحت سيوفنا أو مدافعنا ماذا نصنع بالنساء والأطفال؟ نسبيهم ونوزعهم ليدخلوا في رحمة الله؛ لأننا دعاة الله وهداته لعباده. هذه التي ما ندري زوجها مات أو قتل أو ما قتل، ما أصبح هناك أمل أن ترجع إليه، أسلمت وهو كافر يجوز تزوجها وإلا لا؟ بلى فقد أذن الله، إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ [النساء:24] فيه كل المحرمات كتبها الله علينا كتاباً وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ [النساء:24] دون الواحدة والعشرين كله حلال اللهم إلا بقيود، من تلك المحللات ولا تحل: المرأة إذا طلقها زوجها ثلاث طلقات وبانت منه، هل تحل له؟ هذه ما هي موجودة لا في المصاهرة ولا في النسب .. لها حكم خاص هذه؟ تلاعب بدين الله طلق وراجع طلق وراجع يجب أن يعاقب بعد الثالثة لا تحل له حتى تنكح زوجاً غيره، وفي هذا إهانة له وكسر لأنفه، هذا الذي ما عرف الطريق، فإذا طلقها ذاك الزوج أو مات عنها يجوز أن يتزوجها.فقوله تعالى: وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ [النساء:24] أن تدفعوا بأموالكم وهي المهور مُحْصِنِينَ [النساء:24] حال كونكم تريدون الإحصان لا الزنا، وهذا يتم بالعقد والمهر والشروط والصيغة مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ [النساء:24] والسفاح هو سيلان الدم والمني الزنا، فما استمتعتم به منهن فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً [النساء:24] لازمة. التي عقد عليها ودخل عليها لها مهر كامل، وإن لم يبن بها فلها نصف المهر، وإن لم يسم ولم يبن فلها متعة.ثم قال تعالى: وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ [النساء:24] أي: لا حرج ولا إثم ولا تضييق فيما تراضيتم به من بعد الفريضة، ما الفريضة هذه؟ المهر المفروضز إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا [النساء:24] انتبه يا عبد الله! هذا تشريع وتقنين عليم ما هو مجرد عالم، عليم بالظواهر والبواطن الماضي والمستقبل على حد سواء، حكيم فيما يضع ويشرع ويقنن، إياك أن تفكر أن في هذه الأحكام خطأ أو زور أو عدم صلاح انتبه فتسقط. إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا [النساء:24] لو كان جاهلاً يتخبط كالجهال ما نقبل حكمه هذا، لو كان غير حكيم أحمق مثلنا يضع الشيء في غير موضعه ما يقبل حكمه، لكن الخطاب هذا للعقلاء، أعلمهم أنه عليم حكيم ليطأطئ رءوسهم، ويسلموا لله عز وجل أحكامه، فلا تناقش أبداً، ولا يحاول التبديل أو التغير فيها أحد.
تفسير قوله تعالى: (ومن لم يستطع منكم طولاً أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم ...)
قال الله تعالى: وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا [النساء:25] والطول من طالت يده إذا وصل إلى القمة في رأس النخلة ووصل إلى البعيد من الأمور. ‏
شروط نكاح الإماء
وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ [النساء:25] ما عنده مال.. ما عنده بيت صالح جميل ليتزوج حرة، عنده خيمة أو ما شابه، ماذا يصنع؟ أذن الله تعالى له أن ينكح المحصنات المؤمنات مما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات بهذه الشروط.من لم يستطع منكم طولاً أيها الرجال، أي: قدرة على أن يتزوج لا مال له، الحرائر ما يقبلن مسكنه ما يقبلن طعامه لفقره. وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنكِحَ [النساء:25] أي: يتزوج المحصنات المؤمنات، المحصنات هنا العفيفات المعروفات بالعفة لا العواهر والبغيات، الإحصان هنا العفة والطهر. الْمُؤْمِنَاتِ [النساء:25] هذا قيد ضروري فإذاً فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ [النساء:25] فليتزوج مما ملكت الأيمان، أي: من الإماء المملوكات لفلان وفلان أو فلان، بشروط: من فتياتكم المؤمنات، وعبر عن الأمة بالفتاة تكريماً لها وإعلاءً لشأنها لأنها مؤمنة ما أهانها، قال: فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ [النساء:25] فإن كانت كافرة لا يصح الزواج بها لا للعاجز ولا للقادر. ثم قال: وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ [النساء:25] أنت ما أنت مسئول على أن تشق قلبها، قالت: أنا مؤمنة تغتسل وتصلي، ما تقول: ربي اشترط الإيمان وأنا ما أدري لعلها ما هي مؤمنة، هذا الوسواس اطرده، لأن الله قال: وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ [النساء:25] قال الناس: مؤمنة، وعرفت بين الناس أنها مؤمنة، ما تحاول أن تستخرج ما في قلبها ما تقدر عليه، خلِ هذا لله ( وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ ) أنتم الفحول وهن أيضاً كلاكما إيمانكم يعلمه الله. ثم ما زاد قال: بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ [النساء:25] مؤمنون ومؤمنات كجسم واحد، وإن كانت أمة مملوكة لإبراهيم أو عثمان، أليست مؤمنة؟ أليست أمة الله؟ أليست أختك في لا إله إلا الله؟إذاً: (بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) لا توسوسوا وتأخذوا في البحث والاستقصاء. إذاً فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ [النساء:25] تتزوج الأمة بإذن مالكها، أليس لها مالك؟ بلى. أما أن تعقد عليها وتخطبها وتهربها عن مولاها هذا لا يصح، مالكها كأبي البنت المؤمنة الحرة تخطبها منه وتقول: زوجني خادمتك مولاتك فلانة فَانكِحُوهُنَّ [النساء:25] أي: تزوجوهن بإذن أهلهن أولاً وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:25] ما المعروف؟ الذي جرت بها العادة، إذا العادة ألف ريال تعطيها ألفاً لا تعطيها مائة ريال، إذا العادة عشرون ألفاً أعطها كذلك، حسب عادة أهل البلاد في هذا المهر. وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ [النساء:25] لم سمي المهر أجراً؟ لأنه مقابل عمل، أما تطبخ لك وتربي أولادك وتكنس بيتك، كل هذا أليس عملاً؟ ما تأخذ أجرة، والجماع نفسه هو المقصود وله أجرة أيضاً، قضت حاجتك. وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ [النساء:25] أي: حال كونهم محصنات، أي: عفيفات ما هي معروفة بالزنا والدعارة مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ [النساء:25] ومسافحات جمع مسافحة، وهي التي تسيل ماءها وماء الرجال في كل مكان، وهنا الآية تذكر حال العرب في الجاهلية وهو أن الحرة عندهم لا تزني، وإن اضطرت إلى الزنا وزنت لا تعلن عن زناها تتخذ صديقاً لها رفيقاً خليلاً يأتيها في الليل أو تأتيه في النهار لا على أنها بغي وبابها مفتوح للبغاء، اتخذت صديقاً وهذا الآن في العالم كافة معروف، الكرام في الألمان الطلياني يتخذ صديقة ويفجر بها ما هو زوج ما هي في دار البغاء. غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ [النساء:25] المسافحات المعلنات عن الزنا وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ [النساء:25] أصدقاء الزنا السري، وتذكرون كلمة هند بنت حرب امرأة أبي سفيان لما كان يبايع النساء عند الكعبة.. عند الصفا فقالت هند : أو تزني الحرة يا رسول الله؟ كيف نبايعك على أن لا زنا؟ وهل الحرة تزني؟ أنقر هذا فينا ونبايع على هذا؟ لكن الله عز وجل أنزل آيته قيمة لاعتراض هند يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ [الممتحنة:12] الآية. إذاً الزواني في بلاد العرب أولاً إيماء وإلا حرائر؟إماء، هؤلاء الإماء يعلقن على بيوتهن رايات حمراء، خرق تسميها راية عند الباب فمن جاء لينام عندها ويبيت عندها ويفجر بها معروفة، وهي أمة تباع وتشترى ليست حرة، ويندر وجود من تتخذ خليلاً خدناً يأتيها في السرية لا إعلاناً ولا يعرف عنها أحد، فالله عز وجل هنا يعلمنا ويقول فَانكِحُوهُنَّ [النساء:25] أي: الإماء يا من لم تجدوا طولاً وما صبرتم على العزوبة وخفتم على أنفسكم أنكحوهن بإذن أهلهن أولاً، وآتوهن أجورهن بالمعروف ثانياً حال كونهن (محصنات) أي: عفيفات (غير مسافحات) أي: معلنات الزنا (ولا متخذات أخدان) في السرية.يقول تعالى: وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا [النساء:25] قدرة أن ينكح المحصنات المؤمنات، ما عنده قدرة على الحرائر ماذا يصنع؟ فمما ملكت أيمانكم أيها المؤمنون من فتياتكم المؤمنات، أما أمة كافرة لا لا لا، لا تتزوجها. مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ [النساء:25] ما قيمة هذه الجملة، هذه تذهب الوساوس والخواطر السيئة والشكوك والأوهام، ما دامت قد عرفت بأنها مؤمنة يكفي وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ [النساء:25] أنت وإياها من عبيد الله عز وجل. إذاً: فانكحوهن، إذا ما استطعتم الطول فانكحوا هؤلاء الإماء مما ملكت اليمين، انكحوهن بإذن أهلهن، ما المراد من الأهل هنا؟ المالكون لهن. ثانياً: وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:25] ما المراد من الأجور هذه؟ المهور بالمعروف السائد بينكم.قال: حال كونهن محصنات أي عفيفات غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ [النساء:25] إذ كن الإماء يتخذن أخداناً وأصدقاء ورفاقاً يزنون بهن، وكن بعضهن تعلق راية على سطحها ليأتيها الفاجر -وأكثر من يأتيها العبيد أيضاً- لما جاء الإسلام مسح هذه الأباطيل مسحاً كاملاً، وأنتم تعرفون أن حد الزاني والزانية غير المحصنين جلد مائة وتغريب عاماً، وأما المحصن من ثبت أن تزوج وعرف الزواج سواء طلق أو ماتت زوجته وهي كذلك فجلد مائة والرجم بالحجارة حتى الموت، من أهل العلم من يجمع بين الرجم والجلد كـعلي بن أبي طالب .

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 32.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 32.12 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.92%)]