عرض مشاركة واحدة
  #407  
قديم 09-01-2021, 06:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,207
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )

لطيفة
لطيفة: هي (يا مسلم) أينطق الله الشجر والحجر ليقولوا الكذب؟! فحاشا لله أن يكذب الشجر والحجر. فمن هنا نقول: انهزم العرب بين حفنة اليهود في حرب ذات مرة؛ لأنهم ليسوا بأولياء الله، فلو انتصروا بالعربية والقومية لانمسح الإسلام من ديارهم نهائياً، ولكن الله يأبى إلا أن يبقى الإسلام نور الله ليُدخل في رحمته من يشاء، فكل عام يموت آلاف من المسلمين والمسلمات الربانيين والربانيات، لكن لو انتصر العرب بكفرهم وعنادهم وقوميتهم ما أصبح من يقول: مسلم حتى يذل ويهان. فالله سبحانه وتعالى هو الذي حفظ لنا الإسلام، فلهذا يقول الشجر: يا مسلم! ولن يقولها إلا مسلم حقيقي أسلم قلبه لله، فلا يتقلب إلا في طلب رضا الله، وأسلم وجهه فلا يرى إلا الله عز وجل. قال تعالى: قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [آل عمران:183]، الاستفهام هنا للإهانة والذل والمسكنة؛ لقوله تعالى: فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ [آل عمران:184] أي: اصبر يا رسولنا وتحمل كما تحمل من سبقك من الأنبياء والمرسلين.
قراءة في كتاب أيسر التفاسير

شرح الكلمات
قال المؤلف غفر الله لنا وله: [ معاني الكلمات: عذاب الحريق هو عذاب النار المحرقة تحرق أجسادهم، ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ [آل عمران:182] أي: ذلك العذاب بسبب ما قدمته أيديكم من الجرائم. عَهِدَ إِلَيْنَا [آل عمران:183]، أي: أمرنا ووصانا في كتابنا التوراة. أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ [آل عمران:183] أي: لا نتابعه على ما جاء به ولا نصدقه في نبوته.حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ [آل عمران:183]، القربان ما يتقرب به إلى الله من حيوان وغيره يوضع في مكان، فتنزل عليه نار بيضاء من السماء فتحرقه. بِالْبَيِّنَاتِ [آل عمران:183] أي: الآيات والمعجزات. وَبِالَّذِي قُلْتُمْ [آل عمران:183] أي: من القربان. فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ [آل عمران:183] الاستفهام للتوبيخ وممن قتلوا من الأنبياء زكريا ويحيى عليهما السلام. وَالزُّبُرِ [آل عمران:184] جمع زبور وهو الكتاب المزبور] زبر إذا كتب [ كصحف إبراهيم ]. [ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ [آل عمران:184] الواضح البين كالتوراة والزبور والإنجيل].
معاني الآيات
قال: [معنى الآيات: لما نزل قول الله تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ [البقرة:245] ودخل أبو بكر الصديق رضي الله عنه بيت المدراس واليهود به وهم يستمعون لأكبر علمائهم، وأجل أحبارهم فنحاص فدعاه أبو بكر إلى الإسلام، فقال فنحاص : إن رباً يستقرض نحن أغنى منه ] أي: نحن أغنى منه، فكيف نؤمن به؟! قال: [أينهانا صاحبك عن الربا ويقبله؟] أينهانا صاحبك محمد عن الربا ويقبله في قوله: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً [البقرة:245]. [فغضب أبو بكر رضي الله عنه وضرب اليهودي فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا أبا بكر فسأل الرسول أبا بكر قائلاً: ( وما حملك على ما صنعت؟ فقال: إنه قال: إن الله فقير ونحن أغنياء )، فأنكر اليهودي قال: ما قلت، فأنزل الله تعالى: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ [آل عمران:181] أي: نكتبه أيضاً وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ [آل عمران:181] وقولنا ذلك بسبب ما قدمته أيديكم من الشر والفساد وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ [آل عمران:182]، فلم يكن جزاؤكم مجافياً للعدل ولا مباعداً له أبداً لتنزه الرب تبارك وتعالى عن الظلم لعباده]. قال: [ هذا ما تضمنته الآية الأولى: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ [آل عمران:181].والآية الثانية: ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ [آل عمران:182]. الآية الثالثة وهي قوله تعالى: الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا [آل عمران:183] -بماذا؟- أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [آل عمران:183]، فقد تضمنت دعوى يهودية كاذبة باطلة لا صحة لها البتة والرد عليها، فالدعوى هي قولهم: إن الله قد أمرنا موصياً لنا أن لا نؤمن لرسول فنصدقه ونتابعه على ما جاء به؛ حتى يأتينا بقربان تأكله النار]. الذي قلته في يوشع بن نون كان مما فرض الله على بني إسرائيل أن الغنائم لا يقتسمونها كما نقتسمها نحن، أحلت لنا الغنائم، ولم تحل لنبي قبل نبينا وأمته، فقد كانوا يجمعون الغنائم أكوام من الثياب أو من الفضة فتأتي نار من السماء فتحرقها.أما كونهم عهد الله إليهم في التوراة وفي غيره أن لا يؤمنوا لرسول حتى يأتي بقربان تأكله النار، فهي كذبة من كذبهم ولا كان هذا. قال: [ والرد عليها فالدعوى هي قولهم: أن الله قد أمرنا موصياً لنا أن لا نؤمن لرسول فنصدقه ونتابعه على ما جاء به؛ حتى يأتينا بقربان تأكله النار، يريدون صدقة من حيوان أو غيره توضع أمامهم فتنزل عليها نار من السماء فتحرقها فذلك آية نبوته، وأنت يا محمد ما أتيتنا بذلك فلا نؤمن بك ولا نتابعك على دينك، وأما الرد فهو قول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم قل يا رسولنا: قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ [آل عمران:183]، وهي المعجزات وَبِالَّذِي قُلْتُمْ [آل عمران:183] وهو قربان تأكله النار فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ [آل عمران:183] إذ قتلوا زكريا ويحيى وحاولوا قتل عيسى إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [آل عمران:183] بدعواكم؟ وأما الآية الرابعة فإنها تحمل العزاء لرسولنا صلى الله عليه وسلم إذ يقول له ربه تعالى: فَإِنْ كَذَّبُوكَ [آل عمران:184] فلم يؤمنوا بك فلا تحزن ولا تأسى؛ لأنك لست وحدك الذي كذبت، فقد كذبت رسل كثر كرام جاءا أقوامهم بالبينات أي بالمعجزات وبالزبر والكتاب المنير كالتوراة والإنجيل وصحف إبراهيم، وكذبتهم أممهم كما كذبك هؤلاء اليهود والمشركين معهم فاصبر ولا تحزن ]. ولهذا صبر صلى الله عليه وسلم ثلاثة وعشرين سنة، فقد قال: ( لا تفضلوني على يونس ) ويونس ذو النون كم صبر كم عام..؟ تركهم وخرج من بلادهم ما استطاع وعوتب ورد إليهم، فنبينا صلى الله عليه وسلم صبر ثلاثة وعشرين سنة وهو يعاني ويكابد، لكن الله معه يصبره ويسليه ويحمله على ذلك. الآن عرفنا معنى الآيات: قال تعالى: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [آل عمران:181]، قالها فنحاص لـأبي بكر ، قال: ما نؤمن برب يحتاج إلينا وهو فقير ونحن أغنياء؛ نظراً إلى قول الله تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ [البقرة:245] لأن الرسول كان يعلن عن جمع المال للجهاد وهم أشحاء وبخلاء ما يريدون، قالوا: ربنا فقير ونحن أغنياء، كيف نؤمن به؟ قال تعالى: وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ * الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ [آل عمران:181-183] والله كذبة كذبوها تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ [آل عمران:183-184] .
هداية الآيات
قال: [ من هداية الآيات: أولاً: كفر اليهود وسوء أدبهم مع الله تعالى ومع أنبيائهم ومع الناس أجمعين] الآية في قوله تعالى: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [آل عمران:181] قررت أن اليهود كفار وأن أدبهم أسوأ أدب؛ لأنهم ما تأدبوا مع الله وقالوا: فقير ونحن أغنياء، وما تأدبوا مع الأنبياء فقاتلوهم، وقالوا فيهم ما قالوا، هذا باقٍ إلى يوم القيامة إلا من أسلم منهم نجا. [ثانياً: تقرير جريمة قتل اليهود للأنبياء وهي من أبشع الجرائم] وإن قيل: هؤلاء ما قتلوا على عهد الرسول، فلم يكن هنا نبي غيره.الجواب: كما علمتم، قتل أسلافهم وأجدادهم وآباؤهم ورضوا بذلك ولازموا طريقهم وما زالوا يدافعون عنها، فكلهم قتلة في قضاء الله وحكمه. في نهر الخير روى القرطبي عن الكلبي أن قوله تعالى: الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ [آل عمران:183] نزلت رداً على كعب بن الأشرف ومالك بن الصيد ووهب بن يهوذا وفنحاص بن عزريا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: أتزعم أن الله أرسلك إلينا وأنه أنزل علينا كتاباً عهد إلينا فيه: أن لا نؤمن لرسول يزعم أنه من عند الله؛ حتى يأتينا بقربان تأكله النار؛ فإن جئتنا به صدقناك، فأنزل الله تعالى هذه الآية كما تقدم. قال: [ثالثاً: بيان كذب اليهود في دعواهم أن الله عهد إليهم أن لا يؤمنوا برسول حتى يأتيهم بقربان تأكله النار] إلا ما كان من الغنائم لما يجاهدون مع أنبيائهم ويغنمون فتأتي نار من السماء وتحرقها؛ لأنهم لو كانوا يستفيدون من الغنائم لقاتلوا كلهم لغير الله. لكن لما علم الله إيمان هذه الأمة وسلامة قلوبها وطهارة نياتها أذن لهم أن يغتنموا ويقتسموا الغنيمة؛ لقوله تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ [الأنفال:41] وأرباع أخماس للمجاهدين صاحب الفرس له حظان، والماشي على رجليه له حظ واحد، والرسول أخبر قال: ( أعطيت خمساً لم يعطها نبي قبلي -منها-: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لنبي قبلي، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ) فأيما مؤمن أدركته الصلاة وجد المسجد والماء عنده، والتراب يتيمم ويصلي. قال: ( وأتيت الشفاعة العظمى يوم القيامة ) . قال: والخامسة: كان النبي يبعث إلى قومه.. ( وبعثت إلى الناس كافة ) إيه والله! فالحمد لله. قال: [ ثالثاً: بيان كذب اليهود في دعواهم أن الله عهد إليهم أن لا يؤمنوا بالرسول حتى يأتيهم بقربان تأكله النار. رابعاً: تعزية الرسول صلى الله عليه وسلم وحمله على الصبر والثبات أمام ترهات اليهود وأباطيلهم ]. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.34 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.62%)]