عرض مشاركة واحدة
  #378  
قديم 16-12-2020, 05:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,341
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )



تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة آل عمران - (61)
الحلقة (202)

تفسير سورة آل عمران (65)


حذر الله عز وجل عباده المؤمنين من طاعة الذين كفروا؛ لأن مآل طاعتهم الردة عن دين الله، وتنكب طريق الحق، وفي ذلك الخسران المبين في الدنيا والآخرة، وإنما الواجب مجاهدتهم وقتالهم، وقد وعد الله عباده المؤمنين حينذاك بنصرهم على عدوهم، وإلقاء الرعب في قلوب الكافرين، لإعراضهم عن الله، وكفرهم به، ومحاربتهم لأوليائه.
تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين)
إن الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة من يوم الثلاثاء ندرس كتاب الله عز وجل؛ رجاء أن نظفر بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود؛ إذ قال فداه أبي وأمي وصلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله؛ يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده )، حقق اللهم لنا رجاءنا، إنك ولينا ولا ولي لنا سواك.وها نحن مع سورة آل عمران عليهم السلام، وقد انتهى بنا الدرس إلى هذه الآيات الثلاث، فهيا بنا نتلوا هذه الآيات عدة مرات ثم نتدارسها؛ رجاء أن نعلم ما أراده الله منا أن نعلمه، وأن نعمل بما أراده الله منا أن نعمله؛ لنظفر إن شاء الله بجائزة العلم والعمل، وتلاوة هذه الآيات بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ * سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ [آل عمران:149-151].
الحكمة من مناداة الله لعباده المؤمنين
معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! هذا النداء الإلهي الكريم موجه إلى المؤمنين؛ إذ قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا [آل عمران:149]، أي: يا من آمنتم بالله رباً وإلهاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً ورسولاً، وقد علم الأبناء والإخوان أن الله ينادي المؤمنين لأنهم أحياء يسمعون ويعون، يفهمون ويفقهون، أما الأموات فلا يناديهم؛ لأن الله حكيم، والحكيم لا ينادي ميتاً، وإنما الذي يُنادى حي يسمع النداء ويجيب الدعاء.كما قد علمتم -زادكم الله علماً- أن الله تعالى نادى المؤمنين في كتابه القرآن الكريم تسعين نداءً، فيناديهم ليأمرهم بما فيه سعادتهم وكمالهم إن هم عملوا به، أو يناديهم لينهاهم عما فيه شقاؤهم وخسرانهم إن هم لم يستجيبوا، أو يناديهم ليبشرهم فتنشرح صدورهم وتطمئن قلوبهم وينطلقون في ميادين الخير والعمل، أو يناديهم ليحذرهم من عواقب الانحراف والخلاف والخروج عن منهج الحق؛ حتى لا يخسروا وينهزموا، أو يناديهم ليعلمهم ما ينفعهم أو ما به كمالهم وسعادتهم.فهذه خمس رحمات ربانية أوصاها لعباده المؤمنين، فلا يناديهم إلا لواحد من هذه الخمسة؛ لأنه وليهم، والولي لا يهمل أولياءه أبداً.
نهي الله للمؤمنين عن طاعة الكافرين
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ [آل عمران:149]، فهو ينهاهم عن طاعة الكافرين حتى لا يخسروا دنياهم وأخراهم، وذلك لأنه وليهم ومولاهم.معشر المستمعين والمستمعات! ما زال السياق في معركة أحد، وفي التأنيب والعتاب والتأديب والتوجيه لأولئك المؤمنين الربانيين، حيث أصابتهم مصيبة، فها هو تعالى يقول لهم: إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا [آل عمران:149]، وهم المنافقون الذين كانوا معهم، والكافرون الذين كانوا مع ابن أبي ابن سلول وأبا سفيان في المعركة؛ لأنهم قالوا: هيا بنا نعود إلى دين آبائنا وأجدادنا، وننتهي من هذه الإحن والمحن! وقالوا: من يذهب إلى ابن أبي فيتوسط لنا عند أبي سفيان ونعود إلى ما كان عليه آباؤنا وأجدادنا.المهم اقتراحات قدمت لهم وسمعت، فأنقذ الله أولياءه على الفور، وأنزل قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ [آل عمران:149]، أي: ترجعون إلى الجاهلية الأولى، وتتجرعون غصصها، وتذوقون خسرانها في الدنيا والآخرة.إذاً: حذرهم ونهاهم أن يسمعوا أقوال المبطلين من الكافرين، ولنعلم يقيناً أن هذا التوجيه الإلهي، وهذا الإرشاد الرباني، وهذا التعليم الرحماني، ليس خاصاً بوقعة أحد وبأصحابها، وإنما هذا التوجيه إلى أن تطلع الشمس من مغربها، إلى أن يغلق باب التوبة ويستقر الوضع، فالمؤمن مؤمن والكافر كافر، والسعيد سعيد، والشقي شقي، فعلى الأفراد والجماعات والحكومات والمسئولين من المسلمين ألا يطيعوا الكافرين، سواء كانوا يهوداً أو نصارى أو بوذيين أو علمانيين أو شيوعيين أو مجوسيين، إذ إن طاعتهم تتنافى مع طاعة الرحمن.وأزيدكم بياناً: والله إن الأعداء ما يريدون سعادتنا ولا عزنا ولا كمالنا ولا غنانا ولا علونا أبداً؛ لأن خالق قلوبهم وطبائعهم قد أخبرنا بهذا، وإن شئت فاخل بواحد منهم وقل له: اصدقني القول، هل تريدون للمسلمين أن تعلو رايتهم، وترتفع كلمتهم وسلطانهم، وأن ينتصروا في دينهم ودنياهم؟ يقول لك: والله ما نريد ذلك أبداً؛ لحسدهم وبغيهم، فهم يعرفون أن الإسلام مفتاح دار السعادة، والذي منعهم من أن يدخلوا فيه وينعموا برحمة الله فيه أنهم يريدون أن يحافظوا على مراكزهم ومناصبهم وسيادتهم وما إلى ذلك، فهذا هرقل يعلنها فيقول: لو علمت أنني أخلص إلى محمد لغسلت ما تحت قدميه؛ لأنه عرف أنه النبي المنتظر، وأن هؤلاء هم المؤمنون أهل الجنة، وما منعه أن ينزل من على سرير ملكه إلا حبه للملك والسلطان.إذاً: إياك أن تطلب النصح أو الإرشاد من كافر، سواء كان ابن عمك أو أباك أو أخاك، أبيضاً أو أسود؛ لأن الكافر ميت، فكيف تسترشد بميت؟! ثم إن الكافر ضد المؤمن ضداً كاملاً، فكيف ينصح لك وتقبل نصيحته، وقد تقدم نداء آخر وهو: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ [آل عمران:118]، أي: أحبوا ما يشقيكم ويرديكم، قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ [آل عمران:118].يؤتى بنصراني من الحيرة ليكون كاتباً لـعمر فيرفضه، والكفار اليوم هم الذين يوجهون ويرشدون ويبينون الطريق خمسين سنة! فهل عز المسلمون وسادوا؟! وهل استغنوا وارتفعوا؟! وهل نفعت استشاراتهم وتوجيهاتهم وإرشاداتهم؟! والجواب: لا، إذ إن العالم الإسلامي الآن يعيش في ذلة ومسكنة وضعف أيضاً، والحفنة من اليهود تسود العالم الإسلامي وتتسلط، سواء علناً أو سراً.وعلى كل حال نحن لسنا مع اليهود ولا مع النصارى في ديارنا الطاهرة، لكن إخواننا الموجودون في مصر والشام وأوروبا والبلاد التي فيها كفار ننصح لهم ألا يستشيروا كافراً، بل لهم أن يستشيروا زوجاتهم أو إخوانهم من المؤمنين، أما أن تستشير الكافرين فلن ينصحوا لك أبداً، ولن يوجهوك إلا إلى ما فيه الشقاوة والتعاسة لك، فاستغن بالله تعالى، ومن استغنى بالله أغناه الله، ثم هل انعدم الصلحاء والربانيون بيننا؟ والجواب: لا، إذ يوجد بيننا ربانيون وعلماء وصلحاء وأتقياء ذووا بصيرة وعلم ومعرفة، فإذا احتجنا إلى الاستشارة فهم الذين يُستشارون، وإذا وجهونا فهم الذين نطيعهم ونقبل توجيهاتهم، أما الكافر الذي يكرهني ويكره حتى وجودي في هذه الحياة فكيف نستشيره؟!إذاً: هذه رحمة الله وقد نصحنا، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا [آل عمران:149]، وهذا أعظم من النهي: لا تطيعوا، والسبب أنه قد بين لنا الحقيقة كما هي فقال: إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا [آل عمران:149]، أي: جحدوا ألوهية الله عز وجل ولقائه ورسالة نبيه، وما أنزل من الشرع والأحكام على رسوله صلى الله عليه وسلم ، فلهذا قلت: يهود ونصارى وبوذيين ومجوس، كلهم جنس واحد كافر.
معنى قوله تعالى: (يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين)
يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ [آل عمران:149]، أي: ترجعون إلى الشرك والضلالة، وتعودون مثلهم كفاراً، فتنقلبون وترجعون بعد هذه الرحلة الطويلة في مسار الكمال والطهر والصفاء خاسرين ذليلين، وما استفدتم شيئاً من إيمانكم وجهادكم وصبركم القرون الطويلة أو الأيام والأعوام العديدة.
تفسير قوله تعالى: (بل الله مولاكم وهو خير الناصرين)
قال تعالى: بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ [آل عمران:150].ثم قال تعالى: بَلِ اللَّهُ [آل عمران:150]، وقرئت قراءة سبعية: (بل اللهَ) بفتح لفظ الجلالة، أي: أطيعوا الله، فهو الذي يجب أن تطيعوه لا الكفار.ثم قال: مَوْلاكُمْ [آل عمران:150]، أي: أن الله مولانا، فهو الذي خلقنا ورزقنا وحفظ علينا حياتنا وتولى كل شئوننا وأمورنا، فكيف لا يكون مولانا؟! إنه مولانا وسيدنا ونحن عبيده، قال: اركعوا فنركع، قال: اسجدوا فنسجد، قال: صوموا فنصوم، قال: اكشفوا عن رؤوسكم وهرولوا بين جبلين، أجبنا وهرولنا؛ لأننا عبيده، قال: لا تشربوا مسكراً، والله ما نشربه، قال: لا تقولوا الباطل، والله ما نقوله، قال: لا تكذبوا ولا تنطقوا بغير الحق، والله ما نكذب ولا ننطق بغير الحق؛ لأننا عبيده ومصيرنا بيده، إن شاء أسعد وإن شاء أشقى، وفوق ذلك أننا نحبه ويحبنا، فكيف إذاً نخرج عن طاعته ونعصيه ونحب من يكرهه ويبغضه ويعصيه؟!ثم قال تعالى: وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ [آل عمران:150]، أي: وإن طلبتم النصر على المشركين والكافرين، وعلى من تحاربون ويحاربونكم، فهو جل جلاله وعظم سلطانه خير الناصرين، فلا تطلبوا النصر من فرنسا أو إيطاليا أو أسبانيا، وإنما اطلبوه من الله، إذ إنه والله خير الناصرين، فهو الذي يملك، وهو الذي بيده قدرة كل ذي قدرة، إن شاء عز وإن شاء ذل، إن شاء هزم وإن شاء نصر، وهذا هو الذي ينبغي أن نطلب منه، ولا نطلب النصر على أعدائنا بمعصيته كما حصل وتم وتذوقنا مرارته وتجرعنا غصصه في حربنا مع اليهود منذ أن دخلوا فلسطين، وأعلنوا عن دولتهم، ونحن في حماس وحرب بعد أخرى وما انتصرنا أبداً.وسر ذلك يا ربانيون! يا علماء! أننا ما قاتلناهم من أجل أن نقيم دين الله، وإنما قاتلناهم من أجل أن نجليهم عن أرضنا ووطننا، فكان هذا هو القصد، وإن قلت: لا يا شيخ، فأقول لك: عندما قاتلتم اليهود، هل كنتم تقيمون دين الله في دياركم؟! وهل أحللتم ما أحل وحرمت ما حرم؟ وهل أقمتم حدوده عليكم وعلى غيركم؟ وهل دعوتم إليه ورفعتم أصواتكم بـلا إله إلا الله وألا يعبد إلا الله؟! الجواب: لا، باستثناء هذه الدويلة، وباقي الدول العربية من المغرب الأقصى إلى الشرق هل كانوا يعبدون الله بما شرع، ويقيمون شرعه ودينه وهم أولياؤه حتى ينصرهم؟! والجواب: لا، إذاً كيف ينصرهم الله؟! ولذلك كانت هزيمتنا أمام اليهود فيها خير كبير، وقبل ذلك هزيمة المؤمنين مع رسول الله في أحد كان لها خير كبير، إذ لو انتصروا مع عصيانهم لقائدهم صلى الله عليه وسلم لكانوا لا يطيعون الله والرسول، ويقولون: نحن مسلمون، والنصر إلى جانبنا، والله معنا، ولا نبالي بالمعاصي إذا ارتكبناها، ومن ثم يخسرون كل شيء، فعلمهم أنهم لما عصوا رسول الله قائد المعركة هزمهم الله وسلط عليهم المشركين، ولذلك لو أن العرب انتصروا على إسرائيل وهم على ما هم عليه من عدم إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك والخرافات والضلالات، لقالوا: انتصرنا بقوتنا، ولم يبق مجال لأن يُعبد الله، وكذلك لو انتصر الاشتراكيون في بلاد العالم، وكثر خيرهم وبركاتهم، وعمهم الغنى، لوقع في هذا الفخ اليهودي كل المسلمين إلا من شاء الله، ولكن الله ما أغناهم، فقد تبجحوا وتحطموا، وذلوا وهانوا وافتقروا.وهذا كله ثمرة ولايتنا لله تعالى، إذ الله ولي المؤمنين، فلا يسمح لهم أن يذوبوا في الكفر وينمسخوا ويهبطوا ويصبحوا لا إيمان ولا إسلام ولا إحسان.إذاً: بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ [آل عمران:150]، فحققوا الولاية وشدوا بأيديكم، وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ [آل عمران:150]، إن كنتم ترون أن هناك من ينصر فالله خير الناصرين، فاطلبوا النصر منه، ونطلب نصر الله لا بالدعاء فقط، بل نطلبه بطاعته وبامتثال أوامره واجتناب نواهيه؛ لأن أوامره كلها عوامل النصر والفوز، ونواهيه كلها عوامل السقوط والهبوط، فإذا أطعناه فيما أمر وفيما نهى فقد سدنا وانتصرنا وفزنا بسعادة الدارين.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 29.20 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.10%)]