
03-12-2020, 12:05 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,332
الدولة :
|
|
رد: الأخطاء الخاصة بالطعام
أخطاؤنا في رمضان
الأخطاء الخاصة بالطعام
فهل هذا هو الاستعداد لشهر رمضان، والمغفرة والرضوان، والعِتق من النيران؟!
وعند الإفطار توضَع أصناف الطعام بأشكالها وألوانها، فيأكلون ويشربون بشراهة، ثم يقومون كُسالى قد ثَقُلَت عليهم العبادة، يقومون عن الطعام وقد تركوا منه الكثير، فيُلقى في صناديق القمامة، وهذا هو التبذير الذي نَهى عنه الشرع الحكيم، فقال ربُّ العالمين: ï´؟إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِï´¾ [الإسراء: 27].
• وأمرَنا الرسول الأمين بالمحافظة حتى على اللقمة؛ فقد أخرَج الإمام مسلم عن جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنَّ الشيطان يحضر أحدكم عند كلِّ شيء من شأنه؛ حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقَطت اللقمة، فليُمط ما كان بها من أذى، ثم يأكلها ولا يَدعها للشيطان، فإذا فرغ، فليَلعق أصابعه؛ فإنه لا يدري في أيِّ طعامه البركة)).
قال مجاهد - رحمه الله -: "لو أنفَق إنسان ماله كلَّه في الحقِّ، لَم يكن مبذِّرًا، ولو أنفَق مُدًّا في غير حقٍّ، كان مبذِّرًا، ولو أسرَف الرجل في أيِّ شيء، لشاركه الشيطان فيه؛ سواء مسكن، أو مطعم، أو مشرب، أو مركب، حتى الفراش".
كما جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم عن جابر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((فراش للرجل، وفراش لامرأته، والثالث للضيف، والرابع للشيطان)).
وهكذا حال كثير من الناس، أخذوا يتزوَّدون من ألوان الطعام والشراب، وغفَلوا عن الزاد الحقيقي الذي أمرهم به الله ربُّ العالمين؛ قال تعالى: ï´؟وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِï´¾ [البقرة: 197].
قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسير هذه الآية: "لَمَّا أمرَهم الله بالزاد للسفر في الدنيا، أرْشَدهم إلى زاد الآخرة، وهو استصحاب التقوى؛ كما قال تعالى: ï´؟يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَï´¾ [الأعراف: 26].
فلمَّا ذُكِر اللباس الحِسي، نبَّه مرشدًا إلى اللباس المعنوي، وهو الخشوع والطاعة والتقوى، وذكَّر أنَّه خيرٌ من هذا وأنفعُ، وكان عطاء الخراساني يقول، في قوله تعالى: ï´؟فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىï´¾ [البقرة: 197].
يعني: خير زاد للآخرة هي التقوى، وقال الزمخشري - رحمه الله - في "الكشَّاف": "أي: اجعلوا زادَكم إلى الآخرة اتقاءَ القبائح، فإنَّ خيرَ الزاد اتقاؤُها".
وصدق القائل حيث قال:
تَزَوَّدْ مِنَ التَّقْوَى فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِي 
إِذَا جَنَّ لَيْلٌ هَلْ تَعِيشُ إِلَى فَجْرِ 
فَكَمْ مِنْ صَحِيحٍ مَاتَ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ! 
وَكَمْ مِنْ سَقِيمٍ عَاشَ حِينًا مِنَ الدَّهْرِ! 
وَكَمْ مِنْ فَتًى أَمْسَى وَأَصْبَحَ ضَاحِكًا! 
وَقَدْ نُسِجَتْ أَكْفَانُهُ وَهْوَ لاَ يَدْرِي! 
رابعًا: ترك السَّحور:
فمَن ترَك السحور متعمدًا، ترَك وصية الرسول - صلى الله عليه وسلم - وفاته من الخير الكثير؛ فقد أخرَج الإمام أحمد بسند حسنٍ عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((السَّحورُ أكلة بركة، فلا تَدعوه ولو أن يَجرعَ أحدُكم جرعةً من ماءٍ؛ فإن الله وملائكته يصلُّون على المُتسحِّرين))؛ صحيح الجامع، (3683).
وفي رواية أخرى عند البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((تسحَّروا، فإنَّ في السحور بركةً)).
قال الصنعاني - رحمه الله - في "سُبل السلام":
والبركة المشار إليها في الحديث: اتِّباع السُّنة، ومخالفة أهل الكتاب؛ لحديث مسلم من حديث عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ فَصْلَ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكْلة السَّحور)).
ومن البركة التقوِّي بها - أي أكلة السحر- على العبادة وزيادة النشاط، والتسبُّب للصدقة على مَن يسأله وقت السحر، ومن ذلك صلاة الله وملائكته على المتسحرين.
خامسًا: التعجيل بالسَّحور:
وهذا مخالف لهَدْي النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ إنَّ هَدْي النبي هو تأخير السحور؛ فقد أخرَج البخاري ومسلم عن أنس عن زيد بن ثابت - رضي الله عنهما - قال: "تسحَّرنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قام إلى الصلاة، قلت (أي أنس): كم بين الأذان والسَّحور؟
قال: قدْرُ خمسين آية".
وطالَما أنَّ الناس يؤخِّرون السحور، فهم على خير كما أخْبَر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد أخرَج البخاري ومسلم عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا يزال الناس بخير، ما عجَّلوا الفطر))، وزاد الإمام أحمد: ((وأخَّرُوا السَّحور))؛ زيادة ضعيفة.
أضِفْ إلى هذا أن السَّحور مُبكرًا، والتعجيل به يؤدِّى في الغالب إلى:
1- تضييع صلاة الفجر في جماعة.
2- شعور الصائم بالجوع والعطش مُبكرًا، وهذا يؤدي بالطبع إلى قصور في قراءة القرآن، وفتور في العبادة.
فيُفهم من ذلك أن تأخير السحور يقوِّي الجسد على الصيام.
تنبيه:
هناك من يستمرُّ في تناول السحور حتى يتشهَّد المؤذِّن، وهذا خطأ كبير يقع فيه البعض، فيجب على الإنسان أن يتوقَّف عن تناول الطعام والشراب عند سماع أذان الفجر؛ لأن الأذان إعلام بدخول الوقت، والصيام شرعًا هو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس مع نيَّة التعبُّد.
سادسًا: تأخير الإفطار:
وهذا أيضًا بخلاف هَدْي النبي - صلى الله عليه وسلم - فمن هَدْيه - صلى الله عليه وسلم - تعجيل الفطر؛ كما جاء في الحديث الذي أخرَجه البخاري ومسلم عن عبدالله بن أبي أوْفَى - رضي الله عنه - قال: "كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر وهو صائم، فلمَّا غابت الشمس، قال لبعض القوم: ((يا فلان، قم فاجْدَح لنا))، فقال: يا رسول الله، لو أمسيت، قال: ((انزل فاجْدَح لنا))، (ثلاثًا)، فنزل فجَدَح لهم، فشَرِب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: إذا رأيتم الليل قد أقبَل من ها هنا، فقد أفطَر الصائم)).
• الجَدح: تحريك الطعام في القدر بعود ونحوه.
• وتعجيل الفطر وتأخير السحور من أخلاق النبوَّة؛ كما جاء في الحديث الذي أخرَجه الطبراني في "الكبير" عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ثلاث من أخلاق النبوة: تعجيل الإفطار، وتأخير السحور، ووضع اليمين على الشمال في الصلاة))؛ "صحيح الجامع"، (3038).
• والناس بخير ما عجَّلوا الفطر؛ كما مرَّ بنا في الحديث الذي أخرَجه البخاري ومسلم عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا يزال الناس بخير، ما عجَّلوا الفطر)).
ومن هذا الحديث نعلم بُطلان ما عليه المبتدعة من تأخير الفطر، حتى تَظهر النجوم، ففي هذا الحديث شهادة أنهم ليسوا بخير، وهذا ما يفعَله أيضًا اليهود والنصارى.
ففي الحديث الذي أخرَجه أبو داود والحاكم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا يزال الدين ظاهرًا ما عجَّل الناس الفطر))؛ لأن اليهود والنصارى يُؤخِّرون؛ لذلك كان صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - يعجِّلون الإفطار، ويؤخِّرون السَّحور؛ تطبيقًا لهَدْي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد روى عبدالرزاق بسند صحيح عن عمرو بن ميمون الأودي، قال:"كان أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أسرع الناس إفطارًا، وأبطأهم سَحورًا".
تنبيه:
بعض الناس يظنون أنه لا يجوز لهم الإفطار إلاَّ بعد أن يتشهَّد المؤذن، أو بعد الانتهاء من الأذان، وهذا اعتقاد باطل؛ حيث إنه يجوز للصائم أن يشربَ أو يأكل عند سماع الأذان مباشرة، لكن يُسْتَحبُّ له ترديدُ الأذان للفوز بالأجر والثواب.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|