الموضوع: دعاء غير الله
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-12-2020, 06:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,499
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دعاء غير الله

وجَرَى في شِرْكه إلى أنْ قال:
وَحُلَّ عُقْدَةَ كَرْبِي يَا مُحَمَّدُ مِنْ
هَمٍّ عَلَى خَطَرَاتِ الْقَلْبِ مُطَّرِدِ

أَرْجُوكَ فِي سَكَرَاتِ الْمَوْتِ تَشْهَدُنِي
كَيْمَا يَهُونَ إِذِ الأَنْفَاسُ فِي صَعَدِ

وَإِنْ نَزَلْتُ ضَرِيحًا لاَ أَنِيسَ بِهِ
فَكُنْ أَنِيسَ وَحِيدٍ فِيهِ مُنْفَرِدِ

وَارْحَمْ مَؤَلِّفَهَا عَبْدَالرَّحِيمِ وَمَنْ
يَلِيهِ مِنْ أَجْلِهِ وَانْعشْهُ وَافْتَقِدِ

وَإِنْ دَعَا فَأَجِبْهُ وَاحْمِ جَانِبَهُ
مِنَ حَاسِدٍ شَامِتٍ أَوْ ظَالِمٍ نَكِدِ


وقوله من أخرى:
يَا رَسُولَ اللهِ يَا ذَا الْفَضْلِ يَا
بَهْجَةً فِي الْحَشْرِ جَاهًا وَمقَامَا

عُدْ عَلَى عَبْدِالرَّحِيمِ المُلْتَجِي
بَحِمَى عِزِّكَ يَا غَوْثَ اليَتَامَى

وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي يَا سَيِّدِي
فِي اكْتِسَابِ الذَّنْبِ فِي خَمْسِينَ عَامَا


وقوله:
يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ يَا أَمَلِي
يَا مَوْئِلِي يَا مَلاَذِي يَوْمَ يَلْقَانِي

هَبْنِي بِجَاهِكَ مَا قَدَّمْتُ مِنْ زَلَلٍ
جُودًا وَرَجِّحْ بِفَضْلٍ مِنْكَ مِيزَانِي

وَاسْمَعْ دُعَائِيَ وَاكْشِفْ مَا يُسَاوِرُنِي
مِنَ الخُطُوبِ وَنَفِّسْ كُلَّ أَحْزَانِي

فَأَنْتَ أَقْرَبُ مَنْ تُرْجَى عَوَاطِفُهُ
عِنْدِي وَإِنْ بَعُدَتْ دَارِي وَأَوْطَانِي


ثم قال الشيخ: قال بعضُ العلماء: فلا ندري أيُّ معنًى اختصَّ به الخالق - تعالى - بعد هذه المنزلة؟! وماذا أبقى هذا المتكلم الخبيث لخالقه من الأمرِ؟! فإنَّ المشركين أهل الأوثان ما يؤهِّلون مَن عبدوه لشيءٍ من هذا؛ انتهى.


"وكثيرٌ من عُبَّاد القبور ينادون الميِّتَ من مسافة شهْر وأكثر، يسألونه حوائجَهم، ويعتقدون أنه يسمعُ دعاءَهم ويستجيب لهم، وتسمعُ عندهم حالَ ركوبهم البحر واضطرابه من دعاء الأموات والاستغاثة بهم ما لا يَخْطر على بال، وكذلك إذا أصابتهم الشدائدُ؛ مِن مَرضٍ، أو كسوف، أو ريح شديدة، أو غير ذلك، فالوَلي في ذلك نُصْبَ أعينهم، والاستغاثة به هي ملاذُهم، ولو ذهبنا نذكر ما يُشْبه هذا، لطالَ الكلام، إذا عرَفتَ هذا فقد تقدَّمَ ذِكْرُ دعاءِ المسألة"؛ انتهى.


وجاء في "فتح المجيد شرح كتاب التوحيد"؛ للشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ، ص (277) فما بعدَها:
وقال الحافظُ محمد بن عبدالهادي - رحمه الله - في ردِّه على السبكي في قوله: "إنَّ المبالغة في تعظيمه - أي الرسول - واجبة".
إنْ أُرِيدَ به المبالغة بحسب ما يراه كلُّ أحدٍ تعظيمًا، حتى الحج إلى قبرِه والسجود له والطواف به، واعتقاد أنه يعلم الغيبَ، وأنه يعطي ويمنع، ويملك لمن استغاث به من دون الله الضُّر والنفْع، وأنه يقضي حوائج السائلين، ويفرِّج كُربات المكروبين، وأنه يشفعُ فيمن يشاء، ويُدْخِل الجنة مَن يشاء، فدعوى المبالغة في هذا التعظيم مبالغة في الشرْك، وانسلاخ من جملة الدِّين.
وفي "الفتاوى البزَّازيَّة من كتب الحنفيَّة": قال علماؤنا: مَن قال أرواح المشايخ حاضرة تَعْلَمُ، يكفر.


وقال الشيخ صُنْع الله الحنفي - رحمه الله - في كتابه في الردِّ على مَن ادَّعى أنَّ للأولياء تصرُّفات في الحياة وبعد الممات على سبيل الكرامة: "هذا وإنَّه قد ظهرَ الآن فيما بين المسلمين جماعات يَدَّعون أنَّ للأولياء تصرُّفات بحياتهم وبعد مماتهم، ويُسْتغاث بهم في الشدائد والبَليَّات وبِهِمَمهم تُكْشَفُ المهمات، فيأتون قبورَهم وينادونهم في قضاء الحاجات، مستدلين أنَّ ذلك منهم كرامات، وقالوا: منهم أبدال ونقباء، وأوتاد ونجباء، وسبعون وسبعة، وأربعون وأربعة، والقطب هو الغوث للناس، وعليه المدار بلا الْتباس، وجوَّزوا لهم الذبائح والنذور، وأثبتوا لهم فيهما الأجور، قال: وهذا كلام فيه تفريط وإفراط، بل فيه الهلاك الأبدي والعذاب السَّرْمدي؛ لما فيه من روائح الشرْكِ المحقَّق، ومصادمة الكتاب العزيز المصدَّق، ومخالفة لعقائد الأئمة وما اجتمعتْ عليه الأُمة".


ثم قال بعد ذلك: "والاستغاثة تجوز في الأسباب الظاهرة العادية من الأمور الحسيَّة في قتال، أو إدْراك عدوٍّ أو سَبُع أو نحوه، كقولهم: يا لزيد، يا للمسلمين، بحسب الأفعال الظاهرة، وأمَّا الاستغاثةُ بالقوَّة والتأثير أو في الأمور المعنويَّة من الشدائد، كالمرض وخوف الغَرَق والضيق والفقْر وطلب الرزْق ونحوه، فمِن خصائص الله لا يطلب فيه غيره".


قال: وأمَّا كونُهم معتقدين التأثيرَ منهم في قضاء حاجاتهم، كما تفعله جاهليَّة العرب والصوفيَّة الجُهَّال، وينادونهم ويستنجدون بهم، فهذا من المنكرات، فمَن اعتقدَ أنَّ لغير الله من نبي أو وَلي أو رُوح أو غير ذلك في كشْف كُربة وغيره على وجْه الإمداد منه، أشْرَك مع الله؛ إذ لا قادرَ على الدفْع غيره، ولا خيرَ إلا خيرُه.


قال: وأما ما قالوا: إنَّ منهم أبدالاً ونقباءَ، وأوتادًا ونُجَباءَ، وسبعين وسبعة، وأربعين وأربعة، والقطب هو الغوث للناس، فهذا من موضوعات إفْكِهم؛ كما ذَكَرَه القاضي المحدِّث في "سراج المريدين"، وابن الجوزي، وابن تيميَّة؛ انتهى باختصار.


والمقصود أنَّ أهلَ العلم ما زالوا ينكرون هذه الأمور الشرْكِيَّة التي عمَّت بها البَلْوَى واعتقدَها أهلُ الأهواء، فلو تتبَّعْنا كلامَ العلماء المنكرين لهذه الأمور الشرْكِيَّة، لطالَ الكتاب، والبصير النبيل يدركُ الحقَّ مِن أول دليلٍ، ومَن قال قولاً بلا برهان، فقولُه ظاهرُ البُطْلان، مخالفٌ ما عليه أهلُ الحقِّ والإيمان، المتمسكون بمُحْكَم القرآن، المستجيبون لداعي الحقِّ والإيمان، والله المستعان وعليه التُّكْلان"؛ انتهى.


وفي الختام، فإنَّ دعاءَ غير الله لا يجوز بالكتاب والسُّنَّة والإجماع، وهو من الشرْك العظيم الذي لا يُغْفَرُ، والعياذ بالله.


وصلى الله وسلم وبارك على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آله وصحْبه وسلم.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 24.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.63 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.59%)]