عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-12-2020, 12:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,332
الدولة : Egypt
افتراضي بين الأدب الهادف وأدب الحداثة

بين الأدب الهادف وأدب الحداثة


ربيع شملال بن حسين




قديما قال عنترة عن حصانه:
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى ولكان لو علم الكلام مكلّمي


وأقول: لو كان لجهاز الكمبيوتر سلطة لمنع كل صاحب فكرة رخيصة من أن يمسَّ زراً، ولكن لا سلطة له سوى الشكوى بلسان حال:

عينُ الجهاز تدفَّقتْ دمعاً
وحشرجَ صدرُهُ
وسمعتُ همهمةً تقول: تعبتْ
ألم الصداع يفتُّني
ألم المفاصل سيدي
ألم الدوارْ
كم كِلْمةٍ دوَّرتُها، كم فكرةٍ حرَّرتُها
حتى ورمتْ
كم قصةٍ حبَّكتها، كم من حوارْ
كم إصبعٍ في الليل في صمت الصباح تدقُّني
كم إصبعٍ..
فهممتُ أمحو ما كتبتْ
فَعَلا الصراخ من الجهازِ: كفى كفى
إيَّاكَ.. يوماً ما قصدتْ
لا سيِّدي
لولاك كنتُ قد انفجرتْ
يا كاتب الأدب البديعْ
يا بائع العطر الرفيعْ
يا من تعلِّمُ نشأنا خُلقَ النبيّْ
يا من تحضِّرُ جيلَ نهضتنا الأبيّْ
يا من تؤسِّسُ للحياءْ
لولاك كنت قد انفجرتْ
كلُّ اللوازم فيّْ
آنستَها..
اللوحة الغراءْ
روَّضتَها
الفأرة السمراءْ
دلَّلتها..
والصفحة البيضاءْ
تحنو وتمسح رأسَها
بكتابةٍ عصماءْ
بنصائح العقلاءْ
بعصارة الحكماءْ
أدبٌ.. وعلم نافعٌ
لا سيدي
لولاك كنت قد انفجرتْ
♦♦♦♦
عينُ الجهاز تدفَّقتْ دمعاً
وحشرجَ صدرُه
وسمعتُ همهمةً تقولْ:
إنَّ الذي مدَّ السُّهادْ
إنَّ الذي أوهى العظامْ
أدبٌ يؤسِّس للفسادْ
أدبُ الحداثة والخلاعة والغرامْ.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.13 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]