
28-11-2020, 02:10 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,463
الدولة :
|
|
رد: "فقه السنة" محقق للشيخ الألباني وغيره ....للقراءة ---------متجدد

"فقه السنة" محقق للشيخ الألباني وغيره
(102)
تكملة "مقدرا السجود وأذكاره":
والأحاديث الصحيحة في تطويله ناطقة بهذا، وكذا الإمام إذا كان المؤتمون لا يتأذون بالتطويل. انتهى.
وقال ابن عبد البر: ينبغي لكل إمام أن يخفف؛ لأمره ، وإن علم قوة من خلفه، فإنه لا يدري ما يحدث لهم من حادث، وشغل عارض، وحاجة، وحدث، وغير ذلك.
وقال ابن المبارك: استحب للإمام أن يسبح خمس تسبيحات؛ لكى يدرك من خلفه ثلاث تسبيحات. والمستحبُّ ألاّ يقتصر المصلي على التسبيح، بل يزيد عليه ما شاء من الدعاء؛ ففي الحديث الصحيح، أن النبي قال: "أقرب ما يكون أحدكم من ربه وهو ساجد، فأكثروا فيه من الدعاء "(1).
وقال: "ألا إني نهيت أن أقرأ راكعاً أو ساجداً؛ فأما الركوع فعظِّموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فَقَمِنٌ(2) أن يستجاب لكم"(3). رواه أحمد، ومسلم.
وقد جاءت أحاديث كثيرة في ذلك، نذكرها فيما يلي:
- 1ـ عن علي - رضي اللّه عنه - أن رسول اللّه كان إذا سجد، يقول: "اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه فصورّه فأحسن صُوره فشق سمعه وبصره، فتباركَ اللّه أحسنُ الخالقين"(4). رواه أحمد، ومسلم.
-2ـ وعن ابن عباس - رضي اللّه عنهما - يصف صلاة رسول اللّه في التهجد، قال: ثم خرج إلى الصلاة، فصلى، وجعل يقول في صلاته، أو في سجوده: "اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي سمعي نوراً، وفي بصري نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً، وأمامي نوراً، وخلفي نوراً، وفوقي نوراً، وتحتي نوراً، واجعلني نوراً". قال شعبة: أو قال: "واجعل لي نوراً"(5). رواه مسلم، وأحمد، وغيرهما.
وقال النووي: قال العلماء: سأل النور في جميع أعضائه وجهاته، والمراد، بيان الحق والهداية إليه، فسأل النور في جميع أعضائه، وجسمه، وتصرفاته، وتقلباته، وحالته، وجملته، في جهاته الست؛ حتى لا يزيغ شيء منها عنه.
- 3ـ وعن عائشة، أنها فقدت النبي من مضجعه، فلمسته بيدها، فوقعت عليه، وهو ساجد، وهو يقول: "رب أعط نفسي تقواها، وزكها أنتَ خيرُ من زكاها، أنت وليها ومولاها"(6). رواه أحمد.
- 4ـ وعن أبي هريرة، أن النبي كان يقول في سجوده: "اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله(7)، وأوله وآخره، وعلانيته وسرّه"(8). رواه مسلم، وأبو داود، والحاكم.
- 5ـ وعن عائشة، قالت: فقدت النبي ذات ليلة، فلمسته في المسجد، فإذا هو ساجد، وقدماه منصوبتان، وهو يقول: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك"(9). رواه مسلم، وأصحاب السنن.
- 6ـ وعنها، أنها فقدته ذات ليلة، فظنت أنه ذهب إلى بعض نسائه، فتحسسته، فإذا هو راكع، أو ساجد يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت". فقالت: "بأبي أنت وأمي، إني لفي شأن، وإنك لفي شأن آخر"(10). رواه أحمد، ومسلم، والنسائي.
- 7ـ وكان يقول، وهو ساجد: "اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي اللهم، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت إلهي، لا إله إلا أنت"(11).
________________
- (1) مسلم: كتاب الصلاة - باب ما يقال في الركوع والسجود (1 / 350) رقم (215)، وأبو داود: كتاب الصلاة - باب في الدعاء في الركوع والسجود (1 / 545)، رقم (875 ).
- (2) "قمن" بفتح أوله وثانيه، أو كسر ثانيه. أي؛ حقيق وجدير.
- (3) مسلم: كتاب الصلاة - باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود (1 / 348) رقم (207)، ومسند أحمد (1 / 155).
- (4) مسلم: كتاب صلاة المسافرين - باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه (1 / 534) رقم (201)، والفتح الرباني (3 / 291) رقم (682).
- (5) مسلم: كتاب صلاة المسافرين - باب الدعاء في صلاة النبي وقيامه (1 / 526، 529)، ومسند أحمد (1 / 343، 373، 352).
- (6) مسند أحمد (6 / 209) وفي "الزوائد": رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير صالح بن سعيد الراوي، عن عائشة، وهو ثقة، والحديث ضعيف، وانظر: تمام المنة (208).
- (7) "دقه وجله": "دقه" بكسر أوله، صغيره. "جله" بضم أوله أو بكسره. أي؛كبيره.
- (8) مسلم: كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود (1 / 354)، وأبو داود: كتاب الصلاة - باب في الدعاء في الركوع والسجود، رقم (878)، (1 / 546، 547)، ومستدرك الحاكم (1 / 263) وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في أنه على شرطهما.
- (9) مسلم: كتاب الصلاة - باب ما يقال في الركوع والسجود (1 / 352) رقم (22)، والنسائي:كتاب التطبيق - باب نصب القدمين في السجود، رقم الحديث (1100)، (2 / 210)، والترمذي: كتاب الدعـوات - باب رقم (76)، (5 / 524) حديث رقم (3493)، وابن ماجه: كتاب الإقامة - باب ما جاء في القنوت والوتر (1 / 374) رقم (1179)، ومسند أحمد (1 / 96).
- (10) مسلم: كتاب الصلاة - باب ما يقال في الركوع والسجود (1 / 352) برقم (221)، والنسائي: كتاب التطبيق - باب (72) من الدعاء في السجود، الحديث رقم (1131).
- (11) انظر: فتح الباري (11 / 196)، وفيه تفصيل، ومسلم: كتاب الذكر والدعاء - باب التعوذ من شر ما عمل، ومن شر ما لم يعمل (4 / 2087)..
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|