عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 16-11-2020, 09:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,140
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الأسرى والمعتقلون: تعريف وحقوق في الشريعة الإسلامية

ويمكننا أن نلخّص أهمّ هذه الحقوق للأسر والمعتقلين بالنقاط التالية:



أولاً: العطف والرحمة بالأسير:



ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أقبل بالأسارى من بدر فرَّقهم بين أصحابه، وقال صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بهم خيرًا"[1].



وكان أبو عزيز بن عمير، أخو مصعب بن عمير لأبيه وأمِّه، في الأسارى، قال أبو عزيز: (مرَّ بي أخي مصعبُ بن عمير، ورجل من الأنصار يأسرني)، فقال: (شدَّ يديك به، فإن أمَّه ذاتُ متاع، لعلها تفديك).







قال أبو عزيز: (فكنت في رهط من الأنصار حين أقبلوا بي من بدر، فكانوا إذا قدَّموا غداءهم وعشاءهم؛ خصوني بالخبز وأكلوا التمر، لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم بنا، ما تقع في يد رجل منهم كسرة خبز إلا نفحني بها، فأستحيي فأردها فيردها عَلَيَّ ما يمسها). (البداية والنهاية: 3/ 306؛ والطبري: 4/ 460؛ وآثار الحرب: ص 405).







وقال أبو العاص بن الربيع: (كنت مستأسرًا مع رهط من الأنصار جزاهم الله خيرًا كنا إذا تعشينا أو تغدينا آثرونا بالخبز وأكلوا التمر، والخبز عندهم قليل، والتمر زادهم حتى أن الرجل لتقع في يده الكسرة فيدفعها إليَّ، وكان الوليد بن المغيرة يقول مثل ذلك ويزيد، قال: وكانوا يحملوننا ويمشون). (تاريخ دمشق) لابن عساكر (ج67/ ص9).



وقد روي (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبعث الأسارى من المشركين ليُحْفظوا، وليُقام بحقِّهم). الإمام الرازي في تفسيره: (30/ 245).







ثانيًا: توفير الطعام والشراب المناسبين للمعتقلين والأسرى:



قول الله عز وجل: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴾ [الإنسان: 8]... -وَأَسَرَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، رَجُلاً مِنْ بَنِي عُقَيْلٍ،... فَأَتَى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الْوَثَاقِ، قَالَ: يَا (مُحَمَّدُ!) فَأَتَاهُ، فَقَالَ: «مَا شَأْنُكَ؟»... قَالَ: (إِنِّي جَائِعٌ فَأَطْعِمْنِي، وَظَمْآنُ فَأَسْقِنِي). قَالَ: «هَذِهِ حَاجَتُكَ».. ]. مسلم (1641).



[وَفِي الْحَدِيثِ؛ مَشْرُوعِيَّةُ إجَابَةِ الأَسِيرِ إذَا دَعَا، وَإِنْ كَرَّرَ ذَلِكَ مَرَّاتٍ، وَالْقِيَامُ بِمَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ مِنْ طَعَامٍ وَشَرَابٍ]. نيل الأوطار (7/ 360).







ثالثًا: وجوب تأمينِ المكان المناسب للعيش من ظلٍّ ونحوه: وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم... [فِي بَنِي قُرَيْظَةَ بَعْدَ مَا احْتَرَقَ النَّهَارُ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ: "لا تَجْمَعُوا عَلَيْهِمْ حَرَّ هَذَا الْيَوْمِ، وَحَرَّ السِّلاحِ، قَيِّلُوهُمْ حَتَّى يَبْرُدُوا"، فَقَيَّلُوهُمْ حَتَّى أَبْرَدُوا،... وَقَدْ كَانَ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَحْمَالِ التَّمْرِ فَنُثِرَتْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، فَكَانُوا يَكْدُمُونَهَا كَدْمَ الْحُمُرِ]. (شرح السير الكبير) لمحمد بن أحمد بن أبي سهل السرخسي (المتوفى: 483): (ص: 1029) رقم: (1900).



وجَاءَ فِي الصَّحِيحَ أن رُبِط (ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الـمَسْجِدِ). (البخاري) (462).







رابعًا: توفير اللباس اللائق بالأسير: وهو ما يستفاد من عموم الإحسان بهم، وما طبقه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنسبة للعباس رضي الله عنه..، -عن جَابِر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: (لَمَّا كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ أُتِيَ بِأُسَارَى، وَأُتِيَ بِالعَبَّاسِ وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ ثَوْبٌ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ قَمِيصًا، فَوَجَدُوا قَمِيصَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ يَقْدُرُ عَلَيْهِ، فَكَسَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهُ).







(فَلِذَلِكَ نَزَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَمِيصَهُ الَّذِي أَلْبَسَهُ). قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: (كَانَتْ لَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَدٌ، فَأَحَبَّ أَنْ يُكَافِئَهُ). صحيح البخاري (3008).



قال العيني: [وَفِيه كسْوَة الأُسَارَى، وَالإِحْسَان إِلَيْهِم، وَلا يتركون عُرَاة؛ فتبدو عَوْرَاتهمْ، وَلا يجوز النّظر إِلَى عورات الْمُشْركين]. عمدة القاري (14/ 257).







خامسًا: احترام الأسير ذي المرتبة والمكانة في قومه، ومراعاة كرامته ومنزلته: وهذا ما ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فعله مع -السفَّانة- ابنة حاتم طيء. (الطبري: 3/ 112، 113: البداية والنهاية: 5/ 64)...، فهي من عِلية القوم، حيث أكرمها وأطلق سراحها.



وهذا سيد بني حنيفة أحد ملوك اليمامة يقع أسيرا، ثم يطلق سراحه، فقد بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْلاً قِبَلَ نَجْدٍ، فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ: (ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ) سَيِّدُ أَهْلِ اليَمَامَةِ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الـمَسْجِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟!» قَالَ: (عِنْدِي يَا مُحَمَّدُ خَيْرٌ)، فَذَكَرَ الحَدِيثَ، قَالَ: «أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ». البخاري (2422)، مسلم (1764).







تمكين الأسرى من الاغتسال وغسل الثياب: وهذه من الحقوق الإنسانية التي أقرتها الشريعة الإسلامىة، ففي حديث "أطلقوا ثمامة". أخرج الْبَزَّار...: (فَأمره النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، أَن يغْتَسل بِمَاء وَسدر)، وَفِي بعض الرِّوَايَات: (أَن ثُمَامَة ذهب إِلَى المصانع فَغسل ثِيَابه واغتسل). عمدة القاري (4/ 237).







وفي رواية: (فَحلّه وَبعث بِهِ إِلَى حَائِط أبي طَلْحَة، فَأمره أَن يغْتَسل، فاغتسل وَصلى رَكْعَتَيْنِ). (كشف المشكل من حديث الصحيحين) لابن الجوزي (3/ 417).



وعند أحمد: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اذْهَبُوا بِهِ إِلَى حَائِطِ بَنِي فُلَانٍ، فَمُرُوهُ أَنْ يَغْتَسِلَ". (حم) (8037). قَالَ: (فَذَهَبُوا بِهِ إِلَى بِئْرِ الْأَنْصَارِ، فَغَسَلُوهُ، فَأَسْلَمَ،...). (حم) (7361).







سادسًا: توفير الدواء والعلاج اللازم:



وذلك بمقتضى عموم الإحسان: وقد نُقل أنه صلى الله عليه وسلم أمر بالمنِّ على جرحى الكفار وإطلاقِ سراحهم. (كشف الأستار: 2/ 288).



وذُكِرَ عن عليٍّ رضي الله تعالى عنه أنه -[أَمَرَ بِالْجَرْحَى مِنْ بَيْنِهِمْ فَإِذَا هُمْ أَرْبَعُمِائَةٍ، فَسَلَّمَهُمْ إِلَى قَبَائِلِهِمْ لِيُدَاوُوهُمْ...]. البداية والنهاية ط إحياء التراث (7/ 320)- أهـ بتصرف من مجلة مجمع الفقه الإسلامي (الحقوق الدولية في الإسلام) إعداد فضيلة الشيخ محمد علي التسخيري، عضو مجمع الفقه الإسلامي.







سابعا: تخفيف القيد وتوسعة الوثاق حتى لا يؤذي: تقييد الأسير حتى لا يفرّ لا خلاف فيه، ولكن تضييق القيد وشده حتى يؤذي أو يؤلم فهذا ليس مشروعا ومخالف للإنسانية، عن مقسم قال: (لـمَّا ُأسر العبّاس -رضي الله عنه- في الأسارى يوم بدر سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنينه وهو في الوثاق، جعل النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام تلك الليلة، ولا يأخذه نوم، ففطن له رجل من الأنصار)، فقال: (يا رسول الله! إنك لتؤرق منذ الليلة!) فقال: "العباس أوجعه الوثاق فذلك أرقني". قال: (أفلا أذهب فأرخي عنه شيئا؟!) قال: "إن شئت فعلت ذلك من قبل نفسك". فانطلق الأنصاري فأرخى عن وثاقه، فسكن وهدأ، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم). مصنف عبد الرزاق تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي (5/ 353) رقم (9729).







قال القسطلاني: [فأرخى وثاقه، وفعل ذلك بالأسرى كلِّهم، ذكره أبو عمر، وصاحب الصفوة]. (المواهب اللدنية بالمنح المحمدية) (1/ 516)، وانظر (تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس) لحسين بن محمد بن الحسن الدِّيار بَكْري (المتوفى: 966هـ)، (رحمة للعالمين) للمنصور فوري (ص: 339).







وقال في موضع آخر: [إن العباس عمّ النبي صلى الله عليه وسلم كان قد اشترك في الحرب مُكرَهًا، كما تقول الروايات الموثوق بها، ولكن العدالة النبوية لم ترض بأن تفرِّق بينه وبين الأسرى الآخرين، وقد بلغت الرحمة والرأفة بالنبي صلى الله عليه وسلم مبلغا؛ حتى أنه صلى الله عليه وسلم لم يرتح ولم ينم إلا بعد ما بلغه أن جميع الأسرى قد ارتاحوا، وهكذا صدق عليه صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى: ﴿ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ ﴾ [التوبة: 128] وخاصة في حقِّ الأعداء المتعطشين لدمائه، ودماء المسلمين]. رحمة للعالمين (ص: 660).







ثامنا: عدم تعذيبهم ولا التمثيل بهم: لقد انتشرت عبر التاريخ حوادث تعذيب الأسرى بتقطيع الأيدي والأرجل، وصلم الآذان، وجدع الأنوف، وفقء العيون، ما تستحي منه الإنسانية، وترفضه الشرائع السماوية، خصوصا في شريعتنا الإسلامية، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم يَحُثُّ فِي خُطْبَتِهِ عَلَى الصَّدَقَةِ، وَيَنْهَى عَنِ الْمُثْلَةِ). (س) (4047)، (ن) (3510)، (حم) (19857)، (هق) (19863). (الـمُثْلة): جدع الأطراف، أو قطعها، أو تشويهها تنكيلا.







وكان رضي الله عنه (ينهى عن المثلة، ولو بالكلب العقور). [2]



عَنْ ابْنِ عُمَرَ: (لَعَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ مَثَّلَ بِالحَيَوَانِ). (خ) (5515). فكيف من مَثَّل بالإنسان؟!!



وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه(قَالَ: "اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ وَفِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تُمَثِّلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا"). (م) 3- (1731)، (ت) (1617)، (حم) (23028).







في الختام: أقول أنا فؤاد أبو المنذر العبد الفقير إلى رضا الله وعفوه:



وعليه فقد سبق الإسلام كلَّ القوانين في هذا المجال وغيره، ولذلك نطالب كلَّ المؤسسات الدولية الضغطَ على الجانب الإسرائيلي، وإلزامَه بتطبيقِ القوانينِ الدوليةِ الإنسانية، وما جاء في الشرائع السماوية بحقوق الأسرى الفلسطينيين.







الواقع الفلسطيني والقانون الدولي الإنساني إلى أين؟!



1- واقع المستوطنات، وهو زرعُ الوحداتِ السكنيةِ من طرف النزاع المستولي قهرا على الطرف الآخر على حساب أراضيه وممتلكاته.







2- جدارُ الفصل العنصري، الذي جزّأ أراضي المغلوب على أمرهم، وشتَّت شمل عائلاتهم، وعطّل مصالحَهم، وأعاق النهضة العمرانية والزراعية والصناعية.







3- الاعتداء على الطواقم الصحية، وسيارات الإسعاف، رغم وجود علامات تميزهم وتعرف بهم، مما أدّى إلى إعاقة أعمالهم الإنسانية.







4- إعاقة الوصول إلى الجرحى في الوقت المناسب، وتأخير وصولهم إلى المصحات والمستشفيات، مما أدى في كثير من الأحيان إلى موت الجرحى، أو اعتقالهم.







5- الاعتداء على الدفاع المدنيِّ وسياراته، وتأخيرُه عن أداء مهامِّه ساعاتٍ وأحيانا أياما، مما كان له الأثر الكبير في الخراب والدمار والموت.







6- حُمَّى الحواجزِ، وقطعُ الطرق على المواطنين، فتَسبب ذلك في إيقاف عجلة الحياة؛ فالجرحى الذين ينزفون، والحوامل اللائي في حاجة إلى عيادات الولادة، وأصحابُ الأعمال والمهن المهمة؛ تقف الحواجزُ حواجزُ وعثراتٌ دون الوصول في الوقت المطلوب.







7- وأخيرا بل هو أوَّلاً: معاملة الأسرى والتي أوصت كلُّ الشرائع السماوية، والقوانين والأعراف الدولية بحماية حقوقهم، والحفاظُ على معاملتهم معاملةً إنسانية، نجدُ أسرانا في شدّةٍ من العيش، وقسوةٍ في المعاملة، محرومون من أبسط حقوقهم، كالتطبُّب والتداوي، واستخدامِ شتى الوسائل الممنوعة معهم، ومنها وضع الزجاج على النوافذ الشبكية، فمنعوهم من ملامسة ذويهم، ثم تطوَّر الأمر إلى المنع من زيارتهم..







إننا نُدين هذه الإجراءات القمعية، والتعسفية والوحشية، بحق أبناء شعبنا ونسائه، ومرضاه وجرحاه وأسراه، كما نطالب المجتمع الدوليَّ، ومنظمات حقوق الإنسان، بالضغط على دولة إسرائيل المحتلة، وإجبارِها على تطبيق القوانين والمعاهدات الدولية الخاصة بحماية المدنيين وقت الحروب، بما فيها معاهدة جنيف الرابعة، والقانون الدولي الإنساني.







خاتمة:



إنها سماحة الإسلام في معاملة غير المسلمين، [وعبر تاريخ دولةِ الإسلام؛ كان يعيش في داخلَها غيرُ المسلمين في مراحل قوتها وضعفها، فلم يُجبروا على تركِ معتقداتهم، أو يُكرَهوا على الدخول في الإسلام، والقاعدة العظمى في الإسلام؛ أن ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ [البقرة: 256]، ولذا فقد عاش الذمِّيون -من يهود ونصارى- وغيرهم في كنف دولة الإسلام، دون أن يتعرض أحد لعقائدهم ودياناتهم.







إن الإسلام لم يقم على اضطهاد مخالفيه، أو مصادرة حقوقهم، أو تحويلهم بالكُرِه عن عقائدهم، أو المساس الجائر لأموالهم وأعراضهم ودمائهم، وتاريخ الإسلام في هذا المجال أنصعُ تاريخ على وجه الأرض، -شهد بذلك القاصي والداني حتى غير المسلمين-.



ومن المقرّر عند الفقهاء؛ أنه لو أُكرِه أحدٌ على الإسلام فإنه لا يصح إسلامه!]. (سماحة الإسلام في معاملة غير المسلمين) د. عبد الله بن إبراهيم اللحيدان.







وإليكم ما نصّ عليه القانون الدولي الإنساني في (اتفاقية جنيف الأولى) في المادة (12) من الفصل الثاني: المرضى والجرحى: [يجب في جميع الأحوال احترامُ وحماية الجرحى والمرضى؛ من أفرادِ القواتِ المسلحةِ وغيرهم؛ من الأشخاص المشار إليهم في المادة التالية.



وعلى طرف النزاع الذي يكونون تحت سلطته؛ أن يعاملهم معاملةً إنسانية، وأن يُعنى بهم دون أيَّ تمييزٍ ضارٍّ على أساس الجنس أو العنصر، أو الجنسية أو الدين، أو الآراء السياسية، أو أي معايير مماثلة أخرى.







ويحظر بشدة أيُّ اعتداء على حياتهم، أو استعمال العنف معهم، ويجب على الأخصّ عدم قتلهم أو إبادتهم، أو تعريضهم للتعذيب، أو لتجاربَ خاصّة بعلم الحياة، أو تركِهم عمداً دون علاجٍ أو رعايةٍ طبية، أو خَلْقِ ظروفٍ تعرضهم لمخاطرِ العدوى بالأمراض، أو تلوُّث الجروح.







وتُقرَّر الأولوية في نظام العلاج على أساس الدواعي الطبية العاجلة وحدها...



وعلى طرف النزاع الذي يضطر إلى ترك بعض الجرحى أو المرضى لخصمه؛ أن يترك معهم بقدر ما تسمح به الاعتبارات الحربية، بعض أفراد خدماته الطبية، والمهمات الطبية للإسهام في العناية بهم].









[1] حديث: "اسْتَوْصُوا بِالْأُسَارَى خَيْرًا". تاريخ الإسلام ت بشار (1/ 73)، وانظره رقم (832) في ضعيف الجامع.




[2] (طب) (1 /9 /2- 11/2)، انظر (إرواء الغليل) للألباني (6/ 74) ح (1640).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 41.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 40.76 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.52%)]