عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 19-10-2020, 02:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التربية الإسلامية للطفل


وغرس اليقين القاطع في قلوب الأطفال باليوم الآخر؛ بأنه نهاية الحياة الدنيوية وبداية الحياة الأخروية الذي جعله الله للحساب والثواب والعقاب، وكذلك تربية الطفل بأن الدينا فانية وهي دار اختبار وابتلاء وأن الآخرة باقية وهي دار يرجع إليها جميع الناس، قال الله تعالى: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَّأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُوْنَ ﴾.[50].



تربية الطفل على الإيمان بالقدر خيره وشره؛ وذلك عن طريق خطوط عريضة مثل القول له: الله خلق العباد كلهم على الفطرة، وهو عالم بما سوف يكونون عليه من الهدي والضلالة، والإنسان مخير وليس مسيرا، وكل ما يحدث وسوف يحدث بإذن الله ومشيئته، والله إذا أخذ من العبد شيئا أو أعطى شيئا فهو خير له.[51].



تعليم الطفل القرآن الكريم والسنة النبوية؛ لأن ارتباط الطفل بالقرآن الكريم فهمًا وحفظًا، وتلاوة وتفسيرًا، وتخشعًا وعملاً، وسلوكًا وأحكامًا، وبهذا نكون قد عونا في عصرنا الحاضر جيلاً قرآنيًّا ومؤمنًا صالحًا تقيًّا على يديه تقوم عزة الإسلام، والسنة النبوية تؤثر في بناء نفس الطفل وروحه الجهادية فهي تجذب وتصقل وتقود.[52].



الثبات على العقيدة التي يدين بها والتضحية من أجلها؛ لأن استقرار العقيدة وثباتها في أنفس الأطفال يجعلهم أعزة فلا يذلون، بل أنوفهم شامخة أمام كل قوى الأرض لا ترهب سلطانا ولا تخضع لهوى ولا تنطلق وراء الشهوات والملذات.[53].



(باء) التربية العبادية:

التربية العبادية هي كل العبادات البدنية والمالية كالصلاة والصوم والزكاة والحج من استطاع إليه سبيلا، وإن الإيمان والعبادة وجهان لعملة العقيدة التي يدفعها العبد ليحوز مرضاة ربه عز وجل، والطفل حتى سن البلوغ غير مطالب بأداء العبادات وجوبا، بل يؤديها على سبيل الاعتياد والتدريب؛ فيسهل عليه أداء العبادات عند بلوغه، وقد ذكر واضحا سيما راتب عدنان أبو رموز في كتابه "تربية الطفل في الإسلام": إن الطفولة ليست مرحلة تكليف وإنما هي مرحلة إعداد وتدريب للوصول إلى مرحلة التكليف عند البلوغ".[54].



أما عن أول ما يفعله مع الطفل في بناء الجانب العبادي في شخصيته فهو تحفيظه حديث ابن عمر رضى الله عنهما المذكور فيه أركان الإسلام الخمس كركائز للبناء العبادي.



الصلاة؛ "هي أقوال وأفعال مفتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم بشرائط مخصوصة،[55] فقد قال الله تعالى عنه ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾[56] فعلى المربي أن يبدأ في بداية وعي الطفل وإدراكه بتعليم أركان الصلاة وواجباتها ومفسداتها وأهميتها.



وقد حدد النبي صلى الله عليه وسلم سن السابعة بداية المرحلة لتعليم الصلاة بقوله: "مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين، فإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها".[57].



الصيام؛ "هو الإمساك عن الأكل والشرب والجماع وسائر المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس بنية الصوم تقربا إلى الله عز وجل"،[58] فقد قال الله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [59].



أما الأطفال فلولا عليهم الصيام كما ذكر ابن حجر العسقلاني: "قال الجمهور على أنه لا يجب الصيام على من دون البلوغ..." ولكن المربي عليه أن يؤمر الطفل للتمرين عليه إذا أطاقوه لأننا نجد عليه آثار النبوي صلى الله عليه وسلم: تقول الراوية الربيع بنت معوذ رضي الله عنهما: "... ونصوّم صبياننا الصغار منهم، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن (الصوف) فإذا بكى أحدهم من الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار".[60].



وإن الصيام له أثر كبير في نفس الطفل لأنه يتعلم به ألا يتكلم كذبا ولا زورا ولا غشا ولا يمارس غدرا ولا خيانة ولا إيذاءً أو عدوانا على الناس في أموالهم وأعراضهم.[61].



الحج؛ وهو التعبد لله عز وجل بأداء المناسك على ما جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكان مخصوص وفي زمان مخصوص.[62] فقد قال الله تعالى عن الحج: ﴿ وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إَلَيْهِ سَبِيْلاَ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِيْنَ ﴾[63]



والحج مظهر عملي للأخوة الإسلامية، ووحدة الأمة الإسلامية حيث تذوب في الحج فوارق الأجناس والألوان واللغات والأوطان والطبقات وتبرز حقيقة العبودية والأخوة، فالجميع بلسان واحد يتجهون لقبلة واحدة ويعبدون إلها واحدا.



والحج مدرسة يتعود فيها المسلم على الصبر ويتذكر فيها اليوم الآخر وأهواله ويستشعر فيه لذة العبودية، ويعرف عظمة ربه، وافتقار الخلائق كلها إليه، فعلى المربي أن يعلم الطفل تعليم الحج وأهميته وحقائقه.



ولو أن الطفل ليس الحج واجب عليه قبل بلوغه فإن حج فيصح إذا عقد عنه الإحرام وليه ويطوف ويسعى به ويرمي عنه الجمرات، فعن بن عباس رضي الله عنه قال: رفعت امرأة صبيا لها فقالت: يا رسول الله ألهذا حج؟ قال: نعم ولك الأجر.[64].



العبادات الأخرى: ونعني بالعبادات الأخرى: العبادات التطوعية والأذكار والأدعياء التي جاء النص عليها مثل صلاة النفل، وأذكار الصباح والمساء، وآداب السلام، والتثاؤب، والخروج من المنزل، ودعاء الاستيقاظ، والدعاء عند تناول الغذاء والفطور وغيرها.



(2) التربية الخلقية:

وهي من أهم التربويات بعد التربية الإيمانية ويقصد بها مجموعة المبادئ الخلقية، والفضائل السلوكية والوجدانية التي يجب أن يتلقنها الطفل، ويكتسبها ويعتاد عليها منذ تمييزه وتعقله إلى أن يصبح مكلفا.[65].



ومما لا شك فيه، ولا جدال معه أن الفضائل الخلقية والسلوكية والوجدانية هي ثمرة من ثمرات الإيمان الراسخ، والتنشئة الدينية الصحيحة،[66] وحينما تكون التربية للطفل بعيدة عن العقيدة الإسلامية مجردة من التوجيه الديني والصلة بالله عز وجل... فإن الطفل - لا شك - يترعرع على الفسوق والانحلال، وينشأ على الضلال والإلحاد.



فالجانب الخلقي لا ينفصل عن الجانب الروحي والعبادي وأفضل طريق للوصول إلى مكارم الأخلاق هو طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي خاطبه تعالى بقوله ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4][67].



وللأخلاق صلة وثيقة ومتينة بالدين، حيث يقول الفيلسوف "كانت" (Kant): "لا وجود للأخلاق دون اعتقادات ثلاثة: وجود الإله، وخلود الروح، والحساب بعد الموت"، ويقول "فيختة" (Fichte) الفيلسوف الألماني "الأخلاق من غير دين عبث"، حيث يتكرر القول الإنجليزي في أذهاننا:

Money is lost nothing in lost, Health is lost something is lost but Character is lost all is lost.




وقال الزعيم الهندي المعروف بـ"غاوندي" (Gandhi): "إن الدين ومكارم الأخلاق هما شيء واحد لا يقبلان الانفصال، ولا يفترق بعضهما عن بعض، فهما وحدة لا تتجزأ، إن الدين كالروح للأخلاق، والأخلاق كالجو للروح؛ وبعبارة أخرى الدين يغذي الأخلاق وينميها وينعشها، كما أن الماء يغذي الزرع وينميه."[68].



فعلى المسؤولين في تربية الطفل الخلقية أن يقوموا بالواجبات الآتية:

أن ينشؤوا الأطفال منذ الصغر على الصدق، والأمانة والاستقامة، والإيثار، وإغاثة الملهوف احترام الكبير وإكرام الضيف والاحسان إلى الجار والمحبة للآخرين.



وأن ينزهوا ألسنة الأطفال من السباب والشتائم والكلمات النابية القبيحة وعن كل ما ينبئ عن فساد الخلق وسوء التربية.



وأن يرفعوهم عن دنايا الأمور وسفاسف العادات وقبائح الأخلاق، وعن كل ما يحط بالمروءة والشرف والعفة.



وأن يعودوهم على مشاعر إنسانية كريمة، واحساسات عاطفية نبيلة، كالإحسان إلى اليتامى والبر بالفقراء والعطف على الأرامل والمساكن.



وأن يحذروا من التشبه والتقليد الأعمى والاستغراق في التنعم واستمتاع الموسيقي والغناء الخليع وتشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء والتبرج والاختلاط والنظر إلى المحرمات.[69].


(3) التربية الجسمية:

ومن المسؤوليات الكبرى التي أوجبها الإسلام على المربيين من آباء وأمهات ومعلمين... مسؤولية التربية الجسمية لينشأ الطفل على خير ما ينشؤون عليه من قوة الجسم وسلامة البدن ومظاهر الصحة والحيوية والنشاط.



والإسلام دين القوة الحقة التي تصلح ولا تفسد؛ قال تعالى: ﴿ وَاَعِدُّوْا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِّنْ قُوَّةٍ ﴾.[70] وفي الحديث: "المؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف"،[71] والتربية الجسمية من أهم وسائل العناية الصحية للبدن والعقل والنفس، وأفضل وقت لبناء الجسد سن الطفولة، ومن فاته ذلك الأمر في طفولته لا يدركه بعد ذلك أبدا، كما أن كثيرا من التكاليف الشرعية تحتاج إلى بنيان قوي: كالصوم والحج والجهاد إلى غير ذلك.



واللعب والرياضة ليست أمرا مستحبا وهينا، بل هي حجة فطرية عند الطفل يجب تلبيتها؛ لما لها من فوائد غزيرة، غير الفائدة البدنية فقط، فأثر عن عمر رضي الله عنه "علموا أولادكم السباحة والرماية ومروهم فيثبوا على ظهور الخيل وثبا"،[72] يثبت بأن الألعاب والرياضة ضرورة في البناء البدني للأطفال. فعلى الآباء والمربيين أن يعرفوا الأطفال بالألعاب المباحة شرعا تخص منها السباحة والرماية، وركوب الخيل، وأن يحجبوا الألعاب المحرمة شرعا وأن لا يضيع الأطفال في الألعاب كثير الأوقات.[ح].



وكذلك على المربيين أن يلحظوا في تربية الأطفال الجسمية على النقاط الآتية:[73]

اتباع القواعد الصحية في المأكل والمشرب والنوم.

التجرد من الأمراض.

تطبيق مبدأ "لا ضرر ولا ضرار".

تعويد الأطفال على ممارسة الرياضة وألعاب الفروسية.

تعويد الأطفال على التقشف وعدم الإغراق في التنعم.

تعويد الأطفال على حياة الجد والرجولة والابتعاد عن التراخي والميوعة والانحلال.



(4) التربية العقلية:

المقصود بالتربية العقلية تربية النشء من الناحية العقلية من خلال تنمية الملكات والقدرات العقلية، وتوجيه الميول العقلية نحو ما يناسبها، مع مراعاة الفروق الفردية بين النشء، والعمل على تكوين جيل متعلم يحمل فكرة يعيش من أجلها ويدافع عنها، كل ذلك في إطار من الشرعية الدينية.[74].



وبعبارة أخرى: المقصود بالتربية العقلية تكوين فكر الولد بكل ما هو نافع من العلوم الشرعية، والثقافة العلمية والعصرية، والتوعية الفكرية والحضارية... حتى ينضج الولد فكريا ويتكون علميا وثقافيا.[75].



وأما التربويات التي سبق ذكرها فمنها التربية الإيمانية "تأسيس"، والتربية الخلقية "تخليق وتعويد"، والتربية الجسمية "إعداد وتكوين"، وأما التربية العقلية فإنها "توعية وتثقيف وتعليم".



وعنى الإسلام بالعلم عناية بالغة حيث دفع العقول إلى مجال العلوم والمعرفة ودعاهم إلى تفتح آفاق الفكر، حيث فتح أمامهم كتاب الكون على مصراعيه ودعاهم إلى العلم والتأمل والتفكر في الكون للوقوف على أسراره، قال الله تعالى ﴿ قُلِ انْظُرُوْا مَاذَا فِيْ السَّمَوَاتِ وَاْلأَرْضِ ﴾ [76].



والإسلام يدفع الإنسان إلى تعلم كل علم نافع له ولمجتمعه وللإنسانية جمعاء سواء أكان هذا العلم في دائرة العلوم الشرعية أو الاجتماعية أو الطبيعية أو غير ذلك من أنواع المعارف والعلوم.[77].



(5) التربية النفسية:

ويقصد بالتربية النفسية للأطفال هنا أن يعقلوا على الكمال والاتزان الشخصي والنفسي، وعلى ضبط انفعالاتهم، ورد كل رغباتهم وحاجاتهم النفسية والعاطفية والوجدانية إلى شرع الله عز وجل، مثل على الجرأة والصراحة والشجاعة والشعور بالكمال، وحب الخير للآخرين والانضباط عند الغضب والتحلي بكل الفضائل النفسية والخلقية على الإطلاق.[78].



والهدف من هذه التربية تكوين شخصية الطفل وتكاملها واتزانها حتى يستطيع - إذا بلغ سن التكاليف - أن يقوم بالواجبات المكلف بها على أحسن وجه وأنبل معنى.



وإذا كان الولد - منذ أن يولد - أمانة بيد مربيه فالإسلام يأمرهم ويحتم عليهم أن يغرسوا فيه منذ أن يفتح عينيه أصول الصحة النفسية التي تؤهله لأن يكون إنسانا ذا عقل ناضج، وتفكير سليم وتصرف متزن وإرادة مستعلية.



وكذلك عليهم أن يحرروا الولد من كل العوامل التي تغض من كرامته واعتباره، وتحطم من كيانه وشخصيته والتي تجعله ينظر إلى الحياة نظرة حقد وكراهية وتشاؤم.



فعلى المربيين أن يحرروا أطفالهم من ظاهرة الخجل والخوف والشعور بالنقص والحسد والغضب ولا يمكن إخراج هذه الظواهر عن الأطفال إلا باتباع الطرق الآتية:[79]

تعميق عقيدة القضاء والقدر في نفس الطفل.



التدرج في تأديب الطفل.



تربية الطفل منذ نعومة أظفاره على الاخششان والثقة بالنفس وتحمل المسؤولية والجرأة الأدبية.



الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم.



إشعار الطفل بالمحبة.



تحقيق العدل بين الأطفال.



إزالة الأسباب التي تؤدي إلى الحسد والغضب والخجل والخوف.



(6) التربية الاجتماعية:

المراد بالتربية الاجتماعية تأديب الولد منذ نعومة أظفاره على التزام آداب اجتماعية فاضلة، وأصول نفسية نبيلة.. تنبع من العقيدة الإسلامية الخالدة، والشعور الإيماني العميق، ليظهر الطفل في المجتمع على خير ما يظهر به من حسن التعامل والأدب والاتزان والعقل الناضج والتصرف الحكيم.[80].



ولا شك أن هذه المسؤولية من أهم المسؤوليات في إعداد الطفل لدى المربيين والآباء، بل هي حصيلة كل تربية سبق ذكرها سواء أكانت التربية إيمانية أو خلقية أم نفسية... لكونها الظاهرة السلوكية والوجدانية التي تربي الولد على أداء الحقوق والتزام الآداب والرقابة الاجتماعية والاتزان العقلي وحسن السياسة والتعامل مع الآخرين.



ومن الثابت تجربة وواقعا أن سلامة المجتمع وقوة بنيانه وتماسكه.. مرتبطتان بسلامة أفراده وأعدادهم ومن هنا كانت عناية الإسلام بتربية الأطفال اجتماعيا وسلوكيا حتى إذا تربوا وتكونوا وأصبحوا يتقلبون على مسرح الحياة أعطوا الصورة الصادقة عن الإنسان الانضباطي المتزن العاقل الحكيم.



فعلى المربيين أن يتخذوا الوسائل العملية التي تؤدي إلى تربية اجتماعية فاضلة وهي:

غرس الأصول النفسية النبيلة مثل التقوى والأخوة والرحمة والإيثار والعفو والجرأة.



مراعاة حقوق الآخرين مثل حق الأبوين والأرحام والجار والمعلم والرفيق والكبير وغيره.



التزام الآداب الاجتماعية العامة مثل أدب الطعام والشراب، وأدب السلام، وأدب الاستئذان، وأدب المجلس، وأدب الحديث، وأدب المزاح، وأدب التهنئة، وأدب عيادة المريض، وأدب التعزية، وأدب العطاس والتثاؤب.



المراقبة والنقد الاجتماعي.[81].



(7) التربية الجنسية:

المقصود بالتربية الجنسية تعليم الطفل وتوعيته ومصارحته منذ أن يعقل القضايا التي تتعلق بالجنس، وترتبط بالغريزة، وتتصل بالزواج، حتى إذا شب الطفل وترعرع وتفهم أمور الحياة عرف ما يحل، وعرف ما يحرم، وأصبح السلوك الإسلامي المتميز خلقا له وعادة، فلا يجري وراء شهوة، ولا يتخبط في طريق تحلل.[82].



والتربية الجنسية التي يجب أن يهتم المربيين لها، ويركزوا عليها تقوم على المراحل التالية:

في سن ما بين (6-10) سنوات يلقن الطفل فيه آداب الاستئذان، وآداب النظر.

وفي سن ما بين (10-12) سنوات يلقن الطفل فيه كل الاستثارات الجنسية.

وفي سن ما بين (12-15) سنة الذي يسمى بسن البلوغ يعلم الطفل آداب الاتصال الجنسي.[83].



خلاصة القول:

التربية مدلولاتها تدور حول النمو والزيادة، والتحسين والإصلاح والتوجيه وليس الفرق بين التربية الحديثة والتربية الإسلامية إلا هناك فرق فلسفي لأن أسس التربية الحديثة تعتبر في العالم الغربي هي الحرية والديمقراطية والفردية، وفي العالم الشيوعي هي دكتاتورية الطبقة العاملة والمادية الجدلية والشيوعية الجماعية.[84].



ولكن الأسس للتربية الإسلامية حديثة كانت أو قديمة تعتبر على الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، والالتزام بالعمل الصالح والتعاون عليه والتعرف على الحق والتواصي به وهي تمتاز بالشمول والتوحيد والدعوة إلى التسامي باستمرار وإلى مراقبة السلوك ومحاسبة النفس وبعبارة أخرى فلسفة التربية الإسلامية هي تقوم على التصور الإسلامي الصحيح للإنسان والكون والحياة ليرتفع إلى المثل الأعلى.

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 42.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 41.75 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.48%)]