عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-10-2020, 04:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,318
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الفعل ومتعلقاته في الحزب الأخير من القرآن (دراسة تحليلية)

الفعل ومتعلقاته في الحزب الأخير من القرآن (دراسة تحليلية) (1)


شفاء محمد خير يوسف





المبحث الثالث: المبنيُّ للمعلوم والمبني للمجهول في الأفعال:
حدّ الفعل المبني للمجهول: "هو ما استغنى عن فاعله فأُقيم المفعول مقامه وأُسند إليه معدولاً عن صيغة فعل إلى فعل ويُسمى فعلاً ما لم يسمَّ فاعله"[22].
الفرق بين المبني للمعلوم والمبني للمجهول: "إذا ذُكر في الجملة فاعل الفعل مثل (قرأَ سليم الدرس، ويقرؤه رفيقه غداً) كان الفعل مبينًا للمعلوم، أو الفاعل. وإذا لم يكن الفاعل مذكوراً مثل (قُرِئ الدرسُ، وسيُقرأُ الدرسُ) سمي الفعل مبنيًّا للمجهول، أو للمفعول، وسمي المرفوع بعده نائب فاعل، وهو في المثالين السابقين مفعول به في الأصل، أُسند إليه الفعل بعد حذف الفاعل."[23].


مسائل:
1- ورد أن العرب قد تستغني بالفرع عن الأصل، بدليل أنه وردت جموع لا مفرد لها كمذاكير ونحوه، وهي لا شك ثوان عن المفردات، قال أبو حيان: وهذا الخلاف لا يجدي كبير فائدة"[24].
2- "يختص بناءُ الفعل للمجهول بالماضي والمضارع، أما الأَمر فلا يُبنى للمجهول، وإليك التغييرات التي تعتري الأَفعال المعلومة حين تصاغ مجهولة:
أما الماضي فيكسر ما قبل آخره ويضم كلّ متحرك قبله، وأَما المضارع فيُضم أَوله ويفتح ما قبل آخره. أَما الأَلف التي قبل الحرف الأخير فتقلب ياءً في الماضي، وأَلفاً في المضارع.


وهذه أمثلة على الأحوال المختلفة للأَفعال مجردةً ومزيدة، صحيحةً ومعتلة:
معلوم مجهول يُدَحْرِجُ دَحْرَجَ يُدَحْرَجُ دُحْرِجَ

3- حين يُصاغ الفعل للمجهول يصبح المفعول الأول هو نائب الفاعل في الأَفعال المتعدية إِلى مفعولين (أَصلهما مبتدأ وخبر) وفي المتعدية إلى ثلاث مفعولات، أَما الأَفعال التي تتعدى إلى مفعولين (أصلهما غير مبتدأ وخبر) فيمكن جعل كل منهما نائب فاعل، فتقول: أُعْطِيَ الفقيرُ ثوباً، أَو أُعْطِيَ الثوبُ الفقيرَ، والأَول أَكثر لأَن الفقير هو الآخذ...
4- هناك أفعال لازمت صيغة المجهول ولم يستعمل المعلوم منها البتة أَشهرها: ثُلِج قلبُه (صار بليداً)، جُنَّ، حُمَّ، زُهِيَ (تكبر). وأَفعال أُخرى الأُفصح فيها استعمالها مجهولة مثل: بُهتَ، رُهصت الدابة (رهصها الحجر)، زُكِمَ، سُقِطَ في يدِهِ"[25].

المبحث الرابع: المتعدي واللازم من الأفعال:
الحديث في هذا المبحث عن أقسام الفعل من حيث التعدي واللزوم:
"أحدها: ما لا يوصف بتعدٍّ ولا لزوم، وهو (كان) وأخواتها.
والثاني: المتعدي، وله علامتان، إحداها: أن يصح أن يتصل به هاء ضمير غير المصدر، الثانية: أن يبنى منه اسم مفعول تام، وذلك (كضرب) ألا ترى أنك تقول: (زيدٌ ضربه عمروٌ) فتصل به هاء ضمير غير المصدر وهو (زيد)، وتقول (هو مضروب) فيكون تاماً. وحكمه أن ينصب المفعول به كـ(ضربت زيداً)" [26].


اعتراض توضيحي:
الفعل "الذي يتعدى إلى مفعولين ينقسم إلى قسمين، فأحدهما: الذي يتعدى إلى مفعولين ولك أن تقتصر على أحدهما دون الآخر، فقولك أعطى عبد الله زيداً درهماً... لا بد أن يكون المفعول الأول فاعلاً فيه في المعنى بالمفعول الثاني. ألا ترى أنك إذا قلت أعطيت زيدًا درهمًا فزيد المفعول الأول، والمعنى أنك أعطيته فأخذ الدرهم والدرهم مفعول في المعنى لزيد...

والقسم الثاني هو الذي يتعدى إلى مفعولين وليس لك أن تقتصر على أحدهما دون الآخر، هذا الصنف من الأفعال التي تنفذ منك إلى غيرك ولا يكون من الأفعال المؤثرة وإنما هي أفعال تدخل على المبتدأ والخبر فتجعل الخبر يقينا أو شكًّا، وذلك قولك: حسبَ عبدُ الله زيدًا بكرًا... ألا ترى أنك إذا قلت: ظننت عمروًا منطلقًا، فإنما شكّكت في انطلاق عمرو لا في عمرو... وإنما الفائدة في المفعول الثانيكما كان في المبتدأ والخبر الفائدة في الخبر لا في المبتدأ، فلما كانت هذه الأفعال إنما تدخل على المبتدأ والخبر والفائدة في الخبر والمفعول الأول هو الذي كان مبتدأ والمفعول الثاني هو الذي كان الخبر بقي موضع الفائدة على حاله [27]".
والثالث: اللازم، وله اثنتا عشرة علامة، وهي: أ- ألا يتصل به هاء ضمير غير المصدر. ب- وألا يبنى منه اسم مفعول تام وذلك نحو: خرج. ج- أن يدل على سجية وهي ما ليس حركة جسم من وصف ملازم نحو: جبُن. د- أو على عرض. هـ- أو على نظافة. و- أو على دنس. ز- أو على مطاوعة فاعله لفاعل فعل متعدٍّ لواحد. ح- أو يكون موازناً لافعللّ. ط- أو لما ألحق به وهو افوعلّ. ي- أو لافعنلل. ك- أو لما ألحق به وهو افعنلل بزيادة إحدى اللامين. ل- وافعنلى.


وحكم اللازم أن يتعدى بالجار كـ(عجبت منه) [28]".

المبحث الخامس: الفعل الناسخ ومعموله:
أولاً: كان وأخواتها:

"وهي أول النواسخ الفعلية وأهمها... وهي فعل ناسخ؛ لأنها تدخل على الجملة الاسمية فتُغير حكمها بحكم آخر؛ إذ ترفع المبتدأ ويسمى اسمها وتنصب الخبر ويسمى خبرها... وهي فعل ناسخ لأنها تدل على زمان فقط أي أنها لا تدل على حدث ومن ثم لا تحتاج إلى فاعل.


وكان وأخواتها ثلاثة عشر فعلاً هي:
كان – أصبح – أضحى – ظل – أمسى – بات – صار – ليس – زال – برح – فتئ – انفكَّ - دام.


كان:
أ- تستعمل فعلاً تاماً إن دلت على حدث يقتضي فاعلاً، فتقول تلبدت السماء بالغيوم واشتدت الريح فكان المطر...
ب- وحين تكون ناقصة – وهو الأغلب - فإنها تعمل إن كانت فعلاً ماضياً أو أمراً تقول: كان زيد قائماً...
ج- تستعمل كان زائدة، وبخاصة في باب التعجب، فلا يكون لها عمل، ولا تستعمل زائدة إلا بصيغة الماضي، فتقول: ما كان أطيب خلقه"[29].


ثانياً: ظن وأخواتها:
"وتنقسم إلى قسمين: أحدهما أفعال القلوب والثاني أفعال التحويل، فأما أفعال القلوب فتنقسم إلى قسمين: أحدهما: ما يدل على اليقين، ذكر المصنف منها خمسة: رأى وعلم ووجد ودرى وتعلّم. والثاني منهما ما يدل على الرجحان، وذكر المصنف منها ثمانية: خال وظنّ وحسب وزعم وعد وحجا وجعل وهب.
وأفعال القلوب منها ما ينصب مفعولين ومنها ما ليس كذلك. وأما أفعال التحويل فتتعدى أيضاً إلى مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر وعدها بعضهم سبعة: صيّر، جعل، هب، تخذ، اتخذ، ترك، رد"[30].


ثالثاً: أفعال المقاربة والشروع والرجاء (كاد وأخواتها):
"وهي أفعال ناسخة مثل كان، تدخل على الجملة الاسمية، فترفع المبتدأ ويسمى اسمها وتنصب الخبر ويسمى خبرها، فالجملة الواقعة فيها هذه الأفعال إذاً جملة اسمية، وهي تنقسم ثلاثة أقسام: أ- أفعال المقاربة: أشهرها كاد وأوشك وكرب... ب- أفعال الشروع:... شرع وطفق وأنشأ وأخذ وعلق وهب وهلهل وجعل... ج- أفعال الرجاء:... عسى وحرى واخلولق"[31].

المبحث السادس: مرفوع الفعل (الفاعل ونائب الفاعل):
أولاً: علمنا أن الركن الثاني للجملة الاسمية هو الفاعل، وسنتحدث عنه بالتفصيل:
حدّه: "الفاعل هو الذي يفعل الفعل، وحكمه في العربية الرفع، وهو لا يكون جملة، بل لا بد أن يكون كلمة واحدة، وهذه الكلمة إما أن تكون اسمًا صريحًا أو مصدرًا مؤولاً، فتقول: قام زيدٌ، زيدٌ: فاعل مرفوع بالضمة، يُسعدني أن تزورني: المصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل، وتقدير الجملة: تُسعدني زيارتك"[32].


أحكامه: "الفاعل حكمه الرفع كما قلنا، وقد يسبقه حرف جر زائد، فيكون مرفوعاً بعلامة مقدرة، والأكثر أن الحروف التي تزاد قبله هي (من – الباء – اللام) مثل: لم يبقَ في المكان من أحدٍ، أحدٍ: فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد"[33].

"من أحكام الفاعل أنه لا يُحذف، بل يستتر جوازاً أو وجوباً... ومع ذلك فقد يُحذفُ الفاعل وجوباً لعارضٍ طرأ على الفعل وذلك في حالة واحدة، هي أن يكون الفعل مضارعاً مسنداً إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة، وقد لحقته نون التوكيد، فتقول: لتنجحُنَّ أيها المجدون فأصل الفعل: لتنجحون + نّ "[34].

عامله: "الفعلُ هو العامل في الفاعل، فعامله إذن عاملٌ لفظي على عكس المبتدأ فعاملهُ عامل معنوي أو غير لفظي، وهناك كلمات أخرى تعمل في الفاعل، هي: أ- اسم الفعل: صه... – هيهات... – أوّه... ب- اسم الفاعل... ج- صيغ المبالغة... د- الصفة المشبهة... هـ- الأسماء الجامدة التي تؤول بمشتق مثل الأعداد... [35].
"من أحكام الفاعل مع فعله وجوب التزام الترتيب بينهما، فلا بد من تقدم الفعل على الفاعل؛ لأنه إذا تقدّم الفاعل على الفعل صار مبتدأ والجملة الفعلية خبره"[36].


يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.87 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.67%)]