عرض مشاركة واحدة
  #229  
قديم 11-10-2020, 05:23 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,207
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )

آداب الدعاء

لكن للدعاء آداب، نذكر بعضها:أولاً: الذي يمنع الإجابة أكل الحرام، سواء كان دماً أو ميتة أو خنزيراً أو مالاً مسروقاً أو مغصوباً أو مأخوذاً، المال الحرام، أكل الحرام محجوب صاحبه عن إجابة الدعاء، والذين يعيشون على الربا كيف حالهم؟ ارحموهم، استغفروا لهم، ادعوا لهم بالتوبة، ما ترفع لهم دعوة أبداً، ورطهم الجاهلون. وإن قلت: ما الدليل على ما تقول؟ قلت: حديث مسلم ؛ إذ ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: ( الرجل يطيل السفر -في الجهاد والغزو والحج والعمرة- أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب يا رب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له؟ ) كيف؟ فهذا الحديث واضح. فالذي في بطنه الحرام محروم من الإجابة، إلا إذا تقيأ وأخرج ما في بطنه، وهل يستطيع؟ فعل ذلك أبو بكر الصديق ، والله! لقد تقيأ اللقمة التي أكلها، أدخل أصبعه وأخرجها، وهي بالنسبة إلينا من أحل الحلال واعتبرها شبهة وأخرجها، هذه واحدة.ثانياً: الاستعجال في الدعاء، وهذا متورط فيه أكثر الناس، وهو أن تقول: دعوت وما استجيب لي! فأنت ترجوا الاستجابة ولو بعد أربعين سنة، إلا إذا قلت: دعوت وما استجيب لي فقد انتهيت، فلا تيأس، لا تقنط، لا تقطع رجاءك، ابق مع سؤالك عشرين سنة، أربعين سنة، ستين عاماً ما تترك الدعاء، ويستجيب الله لك، فلا تستعجلن الدعاء وتقول: دعوت ولم يستجب لي.من الآداب: أن على الداعي أن يعزم في دعوته، يطلب: اللهم أعطني، اللهم أكرمني، اللهم افعل بي كذا، ولا يقول: اللهم ارزقني ولداً إن شئت، اللهم أسكني مدينة نبيك إن رأيت ذلك أو شئت، هذا حرمه الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يقل: اللهم أعطني كذا إذا شئت، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث البخاري : ( فإذا دعا أحدكم فليعزم المسألة، ولا يقولن: اللهم إن شئت فأعطني؛ فإنه لا مستكره لله ) ما هناك قوة فوق الله تكره الله على أن يعطي أو لا يعطي، اعزم المسألة: أعطني، اغفر لي، ارحمني، ارفعني، أعزني، بلا تردد. ومن الآداب: أنه يستحب الإسرار بالدعاء، أي: يستحب إخفاء الدعاء، ما معنى الإسرار به؟ عدم الجهر، واذكروا قول الله تعالى عن نبيه زكريا: إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا [مريم:3] الخفي ضد العلني والجهري فيستحب في الدعاء أن يكون خفياً، فلهذا لا ندعو كل ليلة وفي كل حلقة، بل ندعو عند المناسبة ونسأل الله العفو، وإلا فالدعاء يكون سراً فيما بينك وبين الله عز وجل.

أوقات إجابة الدعاء

هناك أوقات يستجاب فيها الدعاء، نضبطها ونسأل الله فيها، أوقات عدة بينها أبو القاسم صلى الله عليه وسلم.من الأوقات التي يرجى فيها استجابة الدعاء: ما بين الأذان والإقامة، فإذا أذن المؤذن ادخل في الدعاء حتى يقول المقيم للصلاة: قد قامت الصلاة، وهي عشر دقائق وأحياناً عشرون دقيقة، فهذه -والله- نتصيدها كل يوم على علم، قبل أن يقول: الله أكبر ونحن في الطريق أو في الصف ندعو، فبين الأذان والإقامة اطلب حاجتك.ثانياً: السَّحر، وقت السحور، الثلث الأخير من الليل إلى أذان الصبح، هذا الوقت وقت استجابة، وسر ذلك: أن الله عز وجل ينزل في هذا الوقت إلى السماء الدنيا وينادي: هل من داع فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ فهذه فرصة.ثالثاً: وقت الفطر، وقت فطر الصائم، عندما يؤذن المؤذن قبل أن ترمي بالتمرة في فيك ادع الدعوة التي تحتاج إليها وبعد ذلك أفطر، وتحين الوقت، بعدما يقول: الله أكبر قل: يا رب! افعل بي كذا وكذا، ثم كل التمر أو اشرب الماء.رابعاً: حال السفر. أيها المسافرون! إن كان سفركم لله لا للشيطان ولا للهوى فلكم دعوة مستجابة، ادعوا الله عز وجل فإنه يستجيب لكم؛ لأنكم مسافرون له، حتى ولو كنت تاجراً تتجر من أجل أن تعول أسرتك وتحفظ نفسك عن سؤال غير الله، والتجارة مأذون فيها والمال حلال وبيعك وشراؤك على أسس البيع والشراء الذي أباح الله؛ فأنت في عبادة، ادع الله وأنت مسافر، أما إذا كنت في الحج والعمرة والزيارة وطلب العلم والدعوة إلى الله فادع بما شئت.أما إذا كان السفر كسفر الغافلين للنزهة والترويح على النفس، ويخالطون الكفار والفساق والفجار، ويعيشون معهم الشهر والشهرين ويعودون ملطخين، وأعوذ بالله من هذه الحالة، ولا تغضبوا، فما سمينا زيداً ولا عمراً، لكن بلغنا أن هناك من يسافر لا لشيء إلا للهوى، تخرج من مدينة الرسول؟ تترك مكة وتذهب إلى بلد لتروح على نفسك؟ !والله إن الذي لا يجد الروحانية في الحرمين لن يجدها في العالم، لو أعطوه أموال بريطانيا ونساءها كلها فوالله لن يجدها، ولكن الجفاف والقسوة سببها البعد عن الله، فيحاولون كيف يخففون.خامساً: المرض، أيها المرضى -ونحن منهم- ادعوا الله عز وجل طول الليل والنهار فدعاؤكم لا يرد، إذا كان المرض ما تسببنا فيه بمعصية الله، إذا امتحنك الله وابتلاك ليطهرك ويزكيك، أما إذا أنت شربت الخمر أو لعقت السم بيدك فهذا أمر ثان، أنت عاص لله، حتى الذي يسرف في الأكل والشرب حتى يتخم ويمرض لا يستجاب له، عصى الله عز وجل.سادساً: في السجود، هذه أصعب من سابقتها، يضع رأسه بسرعة ويرفع، فما هي قضية سهلة، ما يعرف حتى سبحان الله أو سبحان ربي الأعلى، يخطفها ويرفع رأسه، فإين يسجد؟ أين يدعو؟ فالدعاء يستجاب في السجود وأعظمك السبعة على الأرض ووجهك معفر في التراب وأنت تسأل الله، أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، لو تظل ألف سنة وأنت صاعد في السماء فما أنت بأقرب من ساجد في الأرض يسجد لله، واقرءوا قول الله تعالى: وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ [العلق:19] واسجد واقترب من الله عز وجل، والسجود: وضع الجبهة والأنف والكفين والركبتين والرجلين على الأرض، ( أمرت أن أسجد على سبعة أعظم ) حال السجود.سابعاً: دبر الصلوات، عرفنا حديث معاذ : ( يا معاذ! والله إني لأحبك، لا تدعن أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) هل فيكم من لم يدع بهذا الدعاء اليوم؟ نحن لا نتعلم ونترك، ما تعلمنا مسألة إلا طبقناها، وإلا فكيف نسمو؟ ثامناً: عند اشتداد الكرب من ظلم وغيره، إذا اشتد البلاء وعظم الكرب ففي الحالة هذه الله معك، فادع الله عز وجل، إذا ابتلينا بحرب، بفتنة، بعذاب، بعدو يعذبنا، عند اشتداد الكرب من ظلم وغيره، فقد ورد من الأحاديث والآثار ما يصدق هذا ويؤكده. تاسعاً: عند رؤية الكعبة، ورد عندما ندخل المسجد ونشاهد الكعبة أننا ندعو بدعاء، والحاصل أن ما ذكرنا ليس معناه الإحصاء والإحاطة، فأبواب الفضل كثيرة.وأما الدعاء في الركوع فباطل، إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ) لا دعاء في الركوع.

معنى قوله تعالى: (فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)

قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186]، قوله: وَلْيُؤْمِنُوا بِي [البقرة:186] فالذي لا يؤمن بالله ولقائه، لا يؤمن بما أمر الله بالإيمان به من الغيب والشهادة؛ هذا سفيه، ضائع، خاسر، لا وجود له.فقوله تعالى: وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186] أقول: الكفار السفهاء، لا يعرفون الرشد أبداً، ولا يذوقون له طعماً، ولا يظفرون بفائدة منه قط، لأن الله اشترط للرشد أولاً الإيمان به، وَلْيُؤْمِنُوا بِي [البقرة:186] بجلالي، بكمالي، بوجودي، بإنعامي، بإفضالي، بإحساني، بشرائعي، بقوانيني، وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186]. لكن نعود إلى الوراء: فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي [البقرة:186]، فكيف تدعو الله: يا رب! أكرمني، تريد أن يستجيب لك وأنت لم تستجب له؟ أعوذ بالله! تقول: يا رب أعطني، يا رب افعل بي، وتلح تريد أن يستجيب لك، وهو يدعو: عبدي، ولا تستجيب، فوالله! لا يستجاب لك. وهل نادانا الله؟ نعم، نادانا تسعين نداء إلا نداء، فالذي لا يستجيب لله إذا ناداه الله فهل يستجيب له الله تعالى؟فهل هذا هو الأدب مع الله: أن تقول: أعطني وأنا لا أعطيك، أمعقول هذا؟ أتقول: يا فلان! أعطنا، خذ كذا، أعنا، وأنت لا تعطيه، كيف يمكن هذا؟ هذا هو سوء الأدب مع الله. عجب هذه الآية: فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي [البقرة:186] إذا دعوتهم، وكم دعانا ربنا في القرآن؟ تسعين مرة، دعانا لأي شيء؟ لا لشيء، وإنما دعانا ليأمرنا بفعل ما يسمو بنا ويعزنا ويكملنا، دعانا لينهانا عما يشقينا ويردينا ويهبط بنا، دعانا ليبشرنا لننطلق في ميادين الصالحات، دعانا لينذرنا من عواقب السوء والمصائب والويلات، دعانا ليعلمنا فنسموا ونتعلم، فالذي ما استجاب لله ويقول له: أعطني فهل سيستجيب له؟ هذا سوء أدب.فمثله: أني أعطيك ما تسأل وما تطلب، دائماً أقول: خذ، وحين أقول: من فضلك أعطني كذا تسكت، فهل هذا أدب؟ لعام وعامين وأنت تعطيه وبعد ذلك قلت: أعطني فلوى رأسه. فحالنا مع الله تعالى هي هذه، كأننا ما سمعناها أبداً: فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي [البقرة:186] إذا دعوتهم، وقد دعانا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ [المائدة:90] استجبنا، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا [النساء:135]، استجبنا، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ [النساء:59]، في تسعين نداء، أكثر المسلمين ما شعروا أن الله ناداهم، وقد تضمنها القرآن الكريم، والحمد لله، فقد علمنا الله وهدانا وكتبنا وعرفنا، وها نحن ندرسها. فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي [البقرة:186] إذا كانوا يريدون أن نستجيب لهم وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186]، الرشد ضد السفه، فالرشد هو أن تمشي دائماً في سبيل نجاتك، بعيداً عن سبيل هلاكك، هذا الرشد، فالإيمان بالله وطاعته في أوامره ونواهيه بعد معرفة الأمر والنهي والله! لهو الرشد، وصاحبه راشد ورشيد.والإعراض عن معرفة محابه ومساخطه والعيش بعيداً عنها والله! لهو السفه الكامل، وصاحبه خاسر.إذاً: هذه (لعل) الإعدادية ما هي للترجي، ليعدكم بذلك للرشد، فمن آمن بالله وعرف محابه ومكارهه وأخذ بطريق طاعته رشد، أصبح من الراشدين، أعطه مليار ريال أمانة وغب أربعين سنة، فوالله! لتجدنها كما هي؛ لأنه ما هو بسفيه، بل راشد.
قراءة في كتاب أيسر التفاسير

شرح الكلمات

الآن نعود للآيات في الكتاب. قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين: [ شرح الكلمات: الداعي: السائل ربه حاجته ]، يقال فيه: الداعي.[ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي [البقرة:186]: أي: يجيبوا ندائي إذا دعوتهم لطاعتي وطاعة رسولي بفعل المأمور وترك المنهي والتقرب إلي بفعل القرب وترك ما يوجب السخط. يَرْشُدُونَ [البقرة:186]: بكمال القوتين العلمية والعملية، إذ الرشد: هو العلم بمحاب الله ومساخطه، وفعل المحاب وترك المساخط، ومن لا علم له ولا عمل فهو السفيه الغاوي والضال الهالك ].

معنى الآية

قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين:[ معنى الآية الكريمة:ورد أن جماعة من الصحابة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم قائلين: ( أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله تعالى قوله: (( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ))[البقرة:186].. الآية ).ومعنى المناجاة: المكالمة بخفض الصوت، والمناداة: برفع الصوت ]، ناجاه: كلمه بصوت منخفض، ناداه: كلمه بصوت عالٍ مرتفع.[ وإجابة الله دعوة عبده معناها: قبول طلبه وإعطاؤه مطلوبه، وما على العباد إلا أن يستجيبوا لربهم ] إذ دعاهم [ بالإيمان به وبطاعته في أمره ونهيه، وبذلك يتم رشدهم ويتأهلون للكمال والإسعاد في الدارين: الدنيا والآخرة معاً ].

هداية الآية

قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين:[ هداية الآية ]، كل آية فيها هداية، إذ في كل تمرة مادة غذاء وفي كل حبة عنب كذلك، فكيف بآية ما فيها هداية؟ والله! ما تخلو آية من هداية.قال: [ من هداية الآية:أولا: قرب الله تعالى من عباده ]، لو كان الله بعيداً عنا فمن يبلغ صوتنا، من يرفع سؤالنا؟ لكنه معنا، قريب منا، فادع وأنت مرتاح.[ قرب الله تعالى من عباده، إذ العوالم كلها في قبضته وتحت سلطانه، ولا يبعد عن الله شيء من خلقه؛ إذ ما من كائن إلا والله يراه ويسمعه ويقدر عليه، وهذه حقيقة القرب ]. فالقرب ما هو؟ أن يسمعك ويقدر على أن يمنعك ويعطيك، هذا هو القرب.[ ثانياً: كراهية رفع الصوت بالعبادات، إلا ما كان في التلبية والأذان والإقامة ]، مطلق العبادات رفع الصوت بها مكروه، فلم ترفع صوتك، أما يسمع هو؟ هذا اتهام له، فهذا وجه الكراهة، هل أنت خائف أنه لا يسمعك، فلهذا العبادة كلها يستحب فيها خفض الصوت والمناجاة مع الله، إلا التلبية، فقد أذن الرسول بذلك، فارفعوا أصواتكم: لبيك اللهم لبيك، حتى تصاب بالبحة، والإقامة والأذان، فالأذان لا بد حتى يسمع أهل الحي، والإقامة حتى يسمع أهل المسجد، فقط هذه الثلاثة: الأذان والإقامة والتلبية، وهل ترفع التلبية للمؤمنات؟ لا، هذا خاص بالفحول الرجال، أما أم سعيد فلا، المؤمنة لا يحل لها أن ترفع صوتها، والديوثة التي يسمع ضيفها صوتها في حجرتها، هكذا تقول الصديقة ، فالمؤمنة صوتها منخفض فكيف تلبي بصوتها؟[ ثالثاً: وجوب الاستجابة لله تعالى بالإيمان وصالح الأعمال ]، أما دعانا فقال: فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي [البقرة:186]؟[ رابعاً: الرشد في طاعة الله والغي والسفه في معصية الله ]، أين يوجد الرشد؟ في طاعة الله ورسوله، أين يوجد السفه؟ في معصية الله ورسوله، والسفيه: هو الذي يشرب الخمر وينفق أمواله في الباطل.وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 27.15 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.26%)]