
20-09-2020, 03:10 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,246
الدولة :
|
|
رد: الاستفادة من الطاقات المعطلة
يعتقد الغربيون أن العرب هم مفتاح الأمة الإسلامية، يقول مورو بيرجر في كتابه (العالم العربي): لقد ثبت تاريخياً أن قوة العرب تعني قوة الإسلام فليدمر العرب ليدمروا بتدميرهم الإسلام.
مؤامرةٌ تدور على الشباب
ليعرض عن معانقة الحرابِ 
مؤامرةٌ تقول لهم تعالوا
إلى الشهوات في ظل الشرابِ 
مؤامرةٌ مراميها عظامٌ
تُدبرها شياطين الخرابِ 
العنصر الرابع: المثال التطبيقي في تاريخ الأمة الإسلامية:
أمة التوحيد والوحدة: لم يكن الإسلام في يوم من الأيام نصوصا تتلى فحسب بل هو روح تتحرك وترجمة فورية وحرفية لكل نص أو إشارة في القران والسنة النبوية.
هيا عباد الله لنرى كيف استفاد الأنبياء والصالحون من الطاقات المهمة.
قصة ذي القرنين والاستفادة من الطاقات المعطلة:
و تأملوا اخوه الإسلام كيف استفاد ذو القرنين من الطاقات المعطة في بناء السد لما طلبوا منه أن يجعل لهم سدا حرك تلك الطاقات الهامدة ﴿ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا * فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴾ [الكهف: 94 - 97].
استفادة موسى - عليه السلام - من طاقة هارون عليه السلام:
و لما أمر الله تعالى موسى - عليه السلام - أن يذهب إلى فرعون عندها طلب الكليم من الله عز وجل أن يعينه بأخيه هارون - عليه السلام - فعارون عنده طاقة البلاغة والقوة التي يحتاجها في مواجهة تلك الطاغية ﴿ وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا * قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَامُوسَى * وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى ﴾ [طه: 29 - 37].
استفادة النبي - صلى الله عليه وسلم- من طاقة أبي محذورة:
فعن أبي محذورة قال: لما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من حنين خرجت عاشر عشرة من مكة نطلبهم، فسمعتهم يؤذنون للصلاة، فقمنا نؤذن نستهزئ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - (لقد سمعت في هؤلاء تأذين إنسان حسن الصوت)). فأرسل إلينا، فأذنَّا رجلاً رجلاً، فكنت آخرهم، فقال حين أذنت: ((تعال)). فأجلسني بين يديه، فخلع عمامتي ومسح على ناصيتي ثم قال: ((اللهم بارك فيه، وأهده إلى الإسلام))، فبارك عليَّ ثلاث مرات، ثم قال: ((اذهب فأذن عند البيت الحرام)).
قلت: كيف يا رسول الله؟ فعلمني الأولى كما يؤذنون بها، وفي الصبح الصلاة خير من النوم، وعلمني الإقامة مرتين مرتين" سير أعلام النبلاء (2/117).
• استفادة النبي - صلى الله عليه وسلم - من طاقة الأسرى في محو الأمية:
و لقد استفاد النبي - صلى الله عليه وسلم - من الطاقات الكامنة في اسرى بدر لمحو الأمية عن أبناء المسلمين ونشر العلم وجعل ذلك فداء لبعضهم.
عن الشعبي قال: " كان فداء أسارى يوم بدر أربعين أوقية فمن لم يكن عنده أمره أن يعلم عشرة من المسلمين الكتابة ".
إذ طلب النبي صلّى اللّه عليه وسلم من بعض أسرى بدر أن يعلم كل واحد عشرة من أبناء الأنصار الكتابة مقابل فكاك أسرهم فتعلم نتيجة لذلك عدد كبير من غلمان المدينة، فكان زيد بن ثابت (ت 56 ه) ممن تعلم الكتابة حينئذ، وعلل الماوردي- رحمه الله - ذلك بقوله : "وكانت العرب تعظم قدر الخط حتى قال عكرمة : بلغ فداء أهل بدر أربعة آلاف حتى إن الرجل ليفادي على أن يعلم الخط، لما هو مستقر في نفوسهم من عظم خطره وجلال قدره وظهور نفعه وأثره" "2". ويذكر الشعبي - رحمه الله - أن سبب تخصيص التعليم لأبناء الأنصار دون المهاجرين أن أهل مكة كانوا يكتبون بينما لم يتوافر هذا لأهل المدينة.
استفادة النبي - صلى الله عليه وسلم - من طاقة المرأة في الغزوات:
واعلموا عباد الله أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - لم يهمل تلك الطاقات الكامنة في المرأة المسلمة بل استفاد النبي - صلى الله عليه وسلم - منها وجعل لها دورا بارزا حتى في معمعة القتال نذكر منها ما يلي:
• أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها خرجت مع أم سليم في غزوة أحد مع الرسول صلى الله عليه وسلم وفى غزوات أخري، وقامت بتمريض الرسول صلى الله عليه وسلم حين اشتد به المرض.
• أم أيمن (حاضنة الرسول صلى الله عليه وسلم) هاجرت الهجرتين، وشهدت غزوة أحد وكانت تسقى الجرحى وتداويهم وقد استشهد زوجها في إحدى المعارك.
• أم سليم (والدة أنس ابن مالك) شاركت في غزوات أحد وخيبر وحنين وكانت ترافق السيدة عائشة - رضي الله عنها - في غزوة أحد وكانتا تنقلان المياه وتسقيان عساكر المسلمين وتداويان الجرحى.
• رفيدة الأنصارية - رضي الله عنها - وكعيبه الأنصارية - رضي الله عنها - قيل في بعض الكتب أنهما أختان، وفى بعض الأخرى أنها شخص واحد لها اسمان، بايعتا الرسول بعد الهجرة واشتركتا في الخندق وخيبر وكانت رفيدة أوكعيبه أول سيدة تعمل في نظام أشبه ما يكون بنظام المستشفيات في وقتنا هذا حيث اتخذت خيمة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في يثرب (المدينة المنورة) مكانا يأوي إليه والمرضى وكونت فريقا من الممرضات المتطوعات قسمتهن إلى مجموعات لرعاية المرضى نهارا وليلا ولم يكن عمل رفيدة مقتصرا في الحروب فقط بل عملت أيضا في وقت السلم تعاون وتواسى كل محتاج.
• أم سلمة رضى الله عنها زوج الرسول صلى الله عليه وسلم، هاجرت الهجرتين واشتركت غزوات الحديبية وخيبر وحنين وكانت تسقى الماء وتداوى الجرحى.
• أميمة بنت قيس الغفارية - رضي الله عنها - أسلمت وبايعت الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة وفى غزوة خبير مع مجموعة أم سلمة تداوى الجرحى وتعين المسلمين.
• أم زياد الأشجعية - رضي الله عنها - شاركت في غزوتي خيبر وحنين وكانت تسقى وتداوى الجرحى وتناول السهام للمحاربين
في حديث أم عطية عند أحمد ومسلم وبن ماجه قالت " غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم في رحالهم وأصنع لهم طعاما وأداوي الجرحى وأقوم على الزَّمنى".
أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.
أما بعد:
العنصر الخامس سحائب أمطرت في غير موطنها:
وإذا نظرنا إلى الإهمال إلى دب إلى الأمة الإسلامية لرأينا ذلك واضحا جليا في تلك العقول المهاجرة التي هجرت أوطانها وتركت ديارها لأنها لم تجد من يأخذ بيديها ولأنها لم تجد من يتبني طاقتها فغردت وأبدعت في غير موطنها.
• فهجرة العقول والكفاءات المتميزة التي تزخر بها البلاد إلى الخارج، نتيجة : عدم تقديرها، والافتقار إلى المناخ الملائم لاستثمار إمكاناتها، كأثر من تخلف العقلية الإدارية التي تتحكم في توجيه واستثمار هذه العقول.
وتأملوا عباد الله إلى فداحة القضية بالأرقام:
يبلغ عدد المسلمين المهاجرين من مهندسين وخبراء وأطباء في أوروبا وأمريكا وكندا واستراليا 100 ألف عالم من أصحاب الكفاءات العالية، ولو أن كل واحد منهم أنتج بحثاً على مدار العام لأصبح في عالمنا الإسلامي مائة ألف بحث؛ فكم من مشكلة تحلها هذه البحوث ! وكم من إبداع يبدعه هؤلاء الباحثون !
لقد شهد الغربيون بهذه الظاهرة : ظاهرة هجرة العقول الإسلامية؛... فهذا رئيس جامعة كورنيل الأمريكية يصرح أمام الكونجرس بأن المهاجرين المسلمين من الأطباء وفَّرُوا على الولايات المتحدة إنشاء 30 كلية طب سنوياً [كتاب قلاع المسلمين مهددة من الداخل].
أما عن مصر فقد هاجر 450 ألف مصري من حملة المؤهلات العليا من الماجستير والدكتوراه - برز منهم 600 في تخصصات نادرة جداً - كما بلغ عدد المهاجرين إلى الخارج منها وحدها 3 ملايين و418 ألفاً.
• وعن مصر أيضاً فقد غادرها 10 آلاف مبرمج إلى الدول الغربية خلال السنوات الماضية، 3 آلاف منهم ذهبوا إلى أوروبا في الوقت الذي يعاني فيه السوق المصري من نقص المبرمجين؛ حيث السوق هناك بحاجة إلى ما بين 32 -35 ألف مبرمج كمبيوتر. (مجلة البيان (185/76).
• إن الحقيقة المرة تكشف أن العالم العربي الذي ينفق على السلاح 60 مليار دولار ( يخزن في المستودعات ) ولا ينفق على البحث العلمي إلا 600 مليون دولار فقط ( يهدر بعضها في المصروفات الإدارية !! )، وبينما تنفق الجامعات العربية 1% فقط من ميزانياتها على البحث العلمي، تنفق الجامعات الأمريكية 40% من ميزانياتها على قطاع البحث العلمي !!
و لكن لما هاجرت ؟
عباد الله:
ويرجع الدكتور هاشم رشوان وكيل كلية الطب جامعة قناة السويس، أسباب هجرة الأدمغة العربية إلى الغرب الى أسباب عديدة أهمها:
1- تردي الحال الاقتصادية التي تساعد على طرد الأدمغة العربية إلى بلدان اكثر اهتماما توفر كل الإمكانات المشجعة للبحث والابتكار والبقاء هناك.
2- إضافة إلى الظروف السياسية التي تمر بها معظم البلدان العربية، وهي ظروف قهرية لا تشجع على الإبداع العلمي الذي يحتاج إلى مناخ جيد من الحرية والانطلاق، أما الغرب فإنه يوفر كل المغريات للأدمغة المهاجرة التي تتراوح بين حرية التعبير وحرية البحث العلمي الجاد والعائد المادي المجزي، وخصوصاً لأصحاب التخصصات النادرة وهناك كثير من الرموز العربية التي حققت نجاحات واسعة في مجال البحث العلمي في الغرب في مجالات مختلفة مثل عالم الفضاء الشهير د. فاروق الباز - ود. أحمد زويل - الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء، وهذا ما حفَّز عدداً كبيراً من العقول العربية للهجرة إلى العرب أملا في الحصول على فرصة مناسبة.
• زغلول النجار:
هو عالم في علوم الأرض (جيولوجيا) مصري ولد في (17 نوفمبر 1933) في قرية مشال بمدينة بسيون إحدى مدن محافظة الغربية.
كانت هذه عباد الله هي قضية الطاقات المهمة والأسباب التي تدعوا أبناء الأمة إلى الجد والاجتهاد والسعي الحثيث على استثمار الطاقات والقدرات المبدعة حتى تسود الأمة ويعود اليها مجدها المسلوب.
الدعاء...
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|