عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 17-09-2020, 04:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,156
الدولة : Egypt
افتراضي رد: صور ومواقف حاسمة من إسهامات المرأة المسلمة


حرص المرأة على المشاركة في الحياة العلمية يبدوا واضحا فيما يلي:
1- المطالبة بمجلس علمي من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خاص بهن فقط.
2- حرص أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن- على العلم والتلقي والسماع.
3- الجلوس إلى أمهات المؤمنين، وارتياد مجالسهن، وخاصة الصحابيات الصغيرات والتابعيات.
4- الرحلة من الشام، وبغداد، والبصرة في طلب العلم، وخاصة الرحـلة إلى حجرات أمهات المؤمنين
5- مجالس العلم داخل الأسر، والسماع المرأة من الوالد العالم،والزوج، والأخ.
6- عقد مجالس نسائية علمية للسماع والتعلم.

أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.

أما بعد:
4- إسهامات المرأة في إعمار المساجد:
أخي السلم: ولقد كان للمرأة المسلمة دورا بارزا منذ عهد النبوة ونذكر من ذلك:
أنها كانت تقوم بنظافة المسجد:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ، فَمَاتَتْ، فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَ عَنْهَا بَعْدَ أَيَّامٍ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهَا مَاتَتْ، قَالَ: "فَهَلَّا آذَنْتُمُونِي"، فَأَتَى قَبْرَهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا[11].

أنها تقوم غلى بناء وإعمار المساجد:
جامع القرويين في فاس:
يعتبر هذا الجامع الذي أصبح فيما بعد جامعا وجامعة من أقدم أوقاف نساء الغرب الإسلامي، وتأكد المصادر التاريخية أن منشأة هذا الجامع هي فاطمة بنت محمد عبد الله الفهري [12]؛ الذي توفي وترك لابنتيه مريم وفاطمة ثروة هائلة أنفقتاها في وجوه الخير والبر والإحسان. حيث قدمتا من القيروان واستقرتا بفاس، فنسب القرويين لفاطمة ونسب جامع الأندلس لمريم[13]. وكان الشروع في بنائه سنة 245هـ، ولم تزل قائمة عليه إلى أن أكملته، وصلت فيه شكرا لله –تعالى-.وقد لعب هذا الجامع الذي أصبح جامعا وجامعة دورا كبيرا في الحياة العلمية في بلاد المغرب في حفظ الحياة العلمية والدينية، ولقنت فيه جميع العلوم. وتوافدت عليه الوفود من جميع العالم لطلب العلم.

مما اضطرها إلى جعل جامع أختها مريم ملحقة من ملحقات الجامعة.

فهو الجامعة الأولى في العالم.

وتأسست أول جامعة في العالم سنة 1050م. قال “دلفان” في كتابه حول فاس وجامعتها إن فاس هي دار العلم وأن القرويين هي أول مدرسة في الدنيا ).

وقال المؤرخ المغربي الكبير عبد الهادي التازي: ”وكان هذا الجامع يتوفر على 140 كرسيا علميا، منها كرسيان اثنان خصصا للنساء يوجدان في أماكن خاصة تساعد من حيث موقعهما على تمكين المرأة من الاستماع مباشرة إلى كبار المشايخ مثل ما يسمعه الرجال، وهكذا كان في استطاعة المرأة أن تتابع ما يعطى من أعلى هذين الكرسيين لمختلف الحاضرين من الطلبة وغيرهم، والملاحظ أن الكرسيين المذكورين ظلا معا إلى اليوم يؤديان واجبهما العلمي والتثقيفي وكان هناك العديد من مدارس البنات التي كانت تعرف باسم”دور الفقيهات”وكل حي من أحياء المدينة، بل وكل درب ومنعرج كان ينعم ببعض هذه الدور التي كانت من إنشاء سيدات محسنات أخذن على عاتقهن أن ينصبن أنفسهن لتعميم المعرفة ونشر الفضيلة” [14].

5- إسهامات المرأة في الوقف:
و لم تكتفي المرأة في إعمار المسجد بالبناء والتشييد بل تعداه إلى الوقف الخيري على المساجد والزوايا والربط ونذكر من النسوة اللواتي كن نماذج رائعة لفعل الخير ونشر العلم عن طريق وقف الكتب:
1- وقف الكتبة العلمية: فها هي السيدة فاطمة الحاضنة من القرن الخامس الهجري لمجموعة من المؤلفات النفيسة على جامع عقبة بن نافع بالقيروان، التي ما يزال بعضها موجوداً حتى الآن في مكتبة الجامع. قال عمر رضا كحالة عنها[15]: هي من ربات البر والإحسان والعقل والرأي والفكر والتدبير وسعة الإدراك وعلو الهمة، كانت تدين بالنصرانية فأسرها بعض غزاة البحر وسيقت إلى المهدية ثم إلى القيروان على عهد المنصور الصنهاجي فاقتناها وأدخلها في حرمه....”

زوجة الخليفة المستعصم أم ولده أبى نصر التي بنت المدرسة البشيرية في بغداد وجعلتها للمذاهب الأربعة ووقفت عليها خزانة كتب: تفرقت بدداً لا يعرف منها غير المجلد الخامس من تفسير القرآن المسمى العيون والنكت للماوردي وهو ضمن خزانة آل باش في البصرة.

2- وقف المال على العلم:
ومن صور الوقف التي ساهمت المرأة في إنشائها والقيام عليها وقف المال والعقارات وغير ذلك من صور المال وهذا كذلك كثير جدا فقد وقفت النساء الغنيات المحسنات أموالهن التي تنوعت بني نقد وغلال الزراعة وأفران الخبز ومـنتوج الأرض من كل نوع والحوانيت والنقود والمزارع والبيوت والخانـقاهات غيرها على المساجد والأئـمة والقراء والعمال بالمدرسة وكأجرة وكخدمات وأدوات ومفروشات وأكل وشرب وغيرها ومن الواقفات الشهيرات:
1- جميلة بنت ناصر الدولة الحسن بن عبد الله الحمداني [16].
كانت من ألمع نساء عصرها في القرن الرابع الهجري على صعيد السياسة والإدارة، وقد لعبت دوراً مهماً في حياة أبيها وأخيها أبو تغلب (ت369هـ/ 979م). يذكر المؤرخون أنها أوقفت على جامع النبي يونس.

2- الملكة أروى بنت أحمد الصليحي[17] وفي اليمن وبالتحديد في أواخر الدولة الصليحية 439هـ-532هـ / 1047-1137م. التي تصفها المصادر بأنها كانت على قدر كبير من رجاحة العقل، وبعد النظر وقوة الإدراك حتى أنها كانت تلقب بـ “بلقيس الصغرى”. وقد شاركت زوجها المكرم بن علي في الحكم ثم زوجها اللاحق سبأ بن أحمد حيث استقلت بعدها في حكم هذه الدولة إلى أن توفيت عن 88 عاماً سنة 532?/ 1137م.

3- شغب أم المقتدر بالله، لم يكن لامرأة بعد زبيدة بنت جعفر من الخير ما كان لها فإنها كانت مواظبة على صلاح حال الحاج وإنفاذ خزانة الطب والأشربة إلى الحرمين، وإصلاح الطرق والحياض والآبار، وكان يرتفع إليها من ضياعها الخاصة ألف ألف دينار في كل سنة، وتتصدق بأكثرها، ووقفت وقوفاً كثيرة على مكة والمدينة. ولما قتل ولدها المقتدر وأفضت الخلافة إلى القاهر، قبض عليها واخذ أموالها وأمر الشهود أن يشهدوا عليها بحل وقوفها، فأبت وقالت: شيء وقفته لله لا أرجع فيه، خذوا غيره من أموالي، وعذبها عذاباً شديداً، ومرضت فلم يخفف عنها من العذاب، إلى أن هلكت في الاعتقال سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة)[18].

4- الأميرة صفية 1014/ 1605م زوجة السلطان مراد الثالث التي وقفت أموالا بقصد ختم القرآن الكريم في مكة والمدينة في مختلف الأوقات، ويحمل أول دفتر للصرّة خاص بها تاريخ 25 جمادى الآخرة 1047هـ/ 24 يناير 1664م، وتتضمن إحساناتها مبلغ 14 ذهبا لشيخ الحرم، و308 ذهب لستين شـخص من أهل القرآن لختم القران في صـلاتي الصبح والظهر، و154 ذهبا لواحد وثلاثين شخص من أهل القرآن لختم القرآن في صلاة العصر...

6- دور المرأة في الحياة السياسية:
اعلموا -علمني الله وإياكم -لقد أقر الإسلام للمرأة بحقوقها في المشاركة السياسية ولعبت المرأة دورا كبيرا في نصرة الإسلام والتمكين له منذ البعثة وعبر مختلف العصور وإن اختلف هذا الدور من وقت لآخر.

ويوضح الدكتور جعفر عبدالسلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية أن السيدة خديجة رضي الله عنها قد قامت بدور كبير في نصرة الإسلام والتمكين له. وكان أول دور سياسي لها أن اكتشفت هذا النبي العظيم وعرفت قدره ثم جعلته مندوبها في التعامل التجاري الكبير وبأموالها التي تمتلكها أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ، قَالَتْ: كَانَ أَوَّلَ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللهِ مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثُمَّ حَبَّبَ اللهُ إِلَيْهِ الْخَلَاءَ، فَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ أُولَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ بِمِثْلِهَا، حَتَّى فَجَأَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ، فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقَالَ: " مَا أَنَا بِقَارِئٍ "، قَالَ: فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: " مَا أَنَا بِقَارِئٍ "، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: " مَا أَنَا بِقَارِئٍ "، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 2]، فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَقَالَ: " زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي "، فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، ثُمَّ قَالَ لِخَدِيجَةَ: " أَيْ خَدِيجَةُ مَا لِي "، وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ، قَالَ: " لقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي "، قَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: كَلَّا أَبْشِرْ فَوَاللهِ لَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا، وَاللهِ إِنَّكَ لِتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتُكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ، فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ ابْنُ أَخِي أَبِيهَا، وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِيَّ وَيَكْتُبُ مِنَ الْإِنْجِيلِ بِالْعَرَبِيَّةِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: أَيْ عَمِّ اسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ، قَالَ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ: ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى؟، فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللهُ عَلَى مُوسَى، يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، يَا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ؟ "، قَالَ وَرَقَةُ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ومن هنا يتجلى الدور السياسي للسيدة خديجة رضي الله عنها في أنها لم تقتصر في علاقتها بالرسول علي شئون المنزل، بل اهتمت بشئون حياته العامة وهي الدعوة ولم يقتصر دورها هنا علي الإيمان بالرسول وبرسالة الإسلام فقط، بل ناصرته وطمأنته علي النصر لصفاته الحميدة ثم الذهاب معه لورقة بن نوفل مما يعد دورا أساسيا لنصرة الدعوة، وهو بلا شك يظهر قدرة المرأة علي العمل إلي جانب الحق، ونصرة الدين.

كما كان هناك دور سياسي في مبايعتهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَرَأَ عَلَيْنَا أَنْ: ﴿ لاَ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا ﴾، وَنَهَانَا عَنِ النِّيَاحَةِ، فَقَبَضَتِ امْرَأَةٌ منَّا يَدَهَا، فَقَالَتْ: أَسْعَدَتْنِي فُلاَنَةُ، وَأَنا أُرِيدُ أَنْ أَجْزِيَهَا. فَمَا قَالَ لَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا، فَانْطَلَقَتْ وَرَجَعَتْ فَبَايَعَهَا فَمَا وَفَتْ مِنَّا امْرَأَةٌ غَيْرَ خَمْسِ نِسْوَةٍ: أُمِّ سُلَيْمٍ، وَأُمِّ الْعَلاَءِ، وَابْنَةِ أَبِى سَبْرَةَ امْرَأَةِ مُعَاذٍ، وَامْرَأَتَيْنِ، أَوِ ابْنَةُ أَبِى سَبْرَةَ وَامْرَأَةِ مُعَاذٍ وَامْرَأَةٍ أُخْرَى"[19].

عنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " جَاءَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِتُبَايِعَهُ، فَنَظَرَ إِلَى يَدَيْهَا فَقَالَ لَهَا: «اذْهَبِي فَغَيِّرِي يَدَكِ». قَالَ: فَذَهَبَتْ فَغَيَّرَتْهَا بِحِنَّاءٍ، ثُمَّ جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أُبَايِعُكِ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكِي بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا تَسْرِقِي وَلَا تَزْنِي». قَالَتْ: أَوَ تَزْنِي الْحُرَّةُ؟ قَالَ: «وَلَا تَقْتُلَنَّ أَوْلَادَكُنَّ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ». قَالَتْ: وَهَلْ تَرَكْتَ لَنَا أَوْلَادًا نَقْتُلُهُمْ؟ قَالَ: فَبَايَعَتْهُ ثُمَّ قَالَتْ لَهُ وَعَلَيْهَا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ مَا تَقُولُ فِي هَذَيْنِ السِّوَارَيْنِ؟ قَالَ: «جَمْرَتَانِ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ»[20].

السيدة نفيسة المكرمة الصالحة، ابنة أمير المؤمنين الحسن بن زيد بن السيد سبط النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما، العلوية الحسنية.

موقفها من ظلم ابن طولون:
ولما ظلم أحمد بن طولون قبل أن يعدل استغاثه الناس من ظلمه، توجهوا إلى السيدة نفيسة، فشكوه إليها، فقالت لهم: متى يركب؟ فقالوا: في غد فكتبت رقعة ووقفت في طريقه، وقالت: يا أحمد بن طولون فلما رآها عرفها وترجل عن فرسه وأخذ الرقعة منها وقرأها، فإذا فيها مكتوب ملكتم فأسرتم، وقدرتم وقهرتم، وخولتم فعسفتم ودرت عليكم الأرزاق فقطعتم، هذا، وقد عملتم أن سهام الأسحار نافذة لاسيما من قلوب أوجعتموها، وأجساد أعريتموها، اعملوا ما شئتم فإنا صابرون، وجوروا فإنا مستجيرون واظلموا فإنا متظلمون " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون " قال: فعدل من وقته وساعته.) [21].

الملكة عصمة الدين أم خليل شجر الدر:
ويقول المقريزي -رحمه الله- الملكة عصمة الدين أم خليل شجر الدر:
كانت تركية الجنس، وقيل بل أرمنية، اشتراها الملك الصالح نجم الدين أيوب، وحطت عنده بحيث كان لا يفارقها سفراً ولا حضراً. وولدت منه ابنا اسمه خليل، مات وهو صغير. وهذه المرأة شجر الدر، هي أول من ملك مصر من ملوك الترك المماليك، وذلك أنه لما قتل الملك المعظم غياث الدين تورانشاه ابن الملك الصالح نجم الدين أيوب، كما تقدم ذكره، اجتمع الأمراء المماليك البحرية، وأعيان الدولة وأهل المشورة، بالدهليز السلطاني، واتفقوا على إقامة شجر الدر أم خليل زوجة الملك الصالح نجم الدين أيوب في مملكة مصر، وأن تكون العلامات السلطانية على التواقيع تبرز من قبلها، وأن يكون مقدم العسكر الأمير عز الدين أيبك الزكماني الصالحي أحد البحرية. وحلفوا على ذلك في عاشر صفر، وخرج عز الدين الرومي من المعسكر إلى قلعة الجبل، وأنهى إلى شجر الدر ما جرى من الاتفاق، فأعجبها، وصارت الأمور كلها معقودة بها، والتواقيع تبرز من قلعة الجبل، وعلامتها عليها والدة خليل. وخطب لها على منابر مصر والقاهرة، ونقش اسمها على السكة، ومثاله المستعصمة الصالحية، ملكة المسلمين، والدة الملك المنصور خليل أمير المؤمنين، وكان الخطباء يقولون في الدعاء: اللهم أدم سلطان الستر الرفيع، والحجاب المنيع، ملكة المسلمين، والدة الملك الخليل، وبعضهم يقول، بعد الدعاء للخليفة: واحفظ اللهم الجبة الصالحية، ملكة المسلمين، عصمة الدنيا والدين، أم خليل المستعصمية صاحبة الملك الصالح[22].


[1] كتاب مواقف حاسمة من تاريخ المرأة المسلمة للشيخ السيد مراد سلامة ط دار التقوى.

[2] أخرجه البخاري ح 5843.

[3] التفسير الوسيط للزحيلي - (2 / 1300).

[4] أخرجه الحميدي ح1118- وأحمد ح 8326 والبخاري ح 5971 ومسلم ح 2548 وابن ماجة (2706).

[5] أخرجه أحمد ح 12520 ومسلم ح 2631.

[6] أخرجه أحمد ح 24101 والبخاري ح 1418 ومسلم ح 2629.

[7] أخرجه الترمذي (5/ 709، رقم 3895) وقال: حسن غريب صحيح. وابن حبان (9/ 484، رقم 4177)، والبيهقي في شعب الإيمان (6/ 415، رقم 8718). وأخرجه أيضًا: الدارمي (2/ 212، رقم 2260).

[8] أخرجه البخاري ح 3331 ومسلم ح 1468.

[9] فيض القدير - (1 / 642).

[10] المستدرك على الصحيحين للحاكم (4/ 12).

[11] أخرجه البخاري 460.

[12] أنظر ترجمتها في أعلام النساء -كحالة 4/ 107- الأعلام للزركلي 5/ 132..

[13] أنظر كتب زهرة الآس في بناء مدينة فاس - أبو الحسن على الجزنائي ص213.

[14] كتاب التازي المرأة في الغرب الإسلامي.

[15] أعلام النساء -كحالة -4/ 136.

[16] سير أعلام النبلاء 15/ 170- الأعلام 2/ 13.

[17] الخطط للمقريزي 1/ 213- خريدة القصر وجريدة العصر- ابن القم 3/ 106 - الأعلام 2/ 303-6.

[18] الوافي بالوفيات - (5 / 208) المنتظم - (4 / 135) تاريخ الإسلام للذهبي - (5 / 429).

[19] صحيح البخاري.

[20] مسند أبي يعلى الموصلي (8/ 194) إسناده ضعيف.

[21] الكشكول - (1 / 152).

[22] السلوك لمعرفة دول الملوك - (1 / 118).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 36.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 35.40 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.74%)]