عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 15-09-2020, 04:10 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,551
الدولة : Egypt
افتراضي رد: العقد الفريد في بيان منزلة الشهيد وأحكامه

العنصر الثالث: ثمرات الشهادة في سبيل الله

أحباب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -إن سألتم ما هي الثمرات التي يهبها الله تعالى للشهداء في سبيله.



فاللهُ كرَّمَهُ وأعلى شأنَهُ

وله الخلودُ بجنَّةِ الرضوانِ



إن الشهيدَ مقامُه في أوْجِها

كالنجمِ يَسمو فوقَ كلَ مكانِ



حيٌّ وكلُّ الناسِ في أجداثِهم

فالروحُ في الروضاتِ والأفنانِ






1-الشهيد يغفر له في أول دفعة من دمه

يقول جل في علاه - ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الصف: 10 - 13].



عن المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه - أو يرى مقعده من الجنة - ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، يشفع في سبعين من أقاربه[4].



2- شفاعة الشهيد في سبعين من أهله:

إخوة الإيمان ومن فيض جوده سبحانه وتعالى – أن الشهيد تعم بركته على أهله وأحبابه في الأخرة حيث يغفر الله تعالى لسبعين من أهل يبته، فلك أن تتصور كيف حال الشهيد مع أهل بيته في عرصات القيامة، فيختار منهم سبعين يطلب لهم الشفاعة ويشفعه الله فيهم، فهل سيقدم على والديه أحداً؟ هل سيقدم على زوجه وأولاده أحداً؟ الجواب لا.



لكن سينتقل أيضاً إلى الآخرين، ولك أن تتأمل حالك -يا عبد الله-وأحد أقربائك من الشهداء وأنت في هول فظيع، وهو صاحب لك في الدنيا يعرفك، أراك ستقبل عليه تريه وجهك لعله يتذكرك فيعدك من السبعين الذين يطلب الشفاعة لهم، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (يشفع في سبعين من أقاربه). عن نمران بن عتبة الذماري قال: دخلنا على أم الدرداء - ونحن أيتام صغار - فمسحت رؤوسنا وقالت: أبشروا يا بني فإني أرجو أن تكونوا في شفاعة أبيكم فإني سمعت أبا الدرداء يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته )[5] أخرجه ابن حبان.



3-عرس الشهيد:

ومن تكريم الله تعالى للشهداء الذين ضحوا بأنفسهم وتركوا زوجاتهن أن يزوجهم الله تعالى من الحور العين اللاتي ذكرهن الله تعالى في كتابه فقال في شانهن ﴿ فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ ﴾ [الرحمن: 56 -58].



اسمعوا إلى تلك البشارة قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم - (ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين).



عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الشهداء على بارق نهر باب الجنة في قبة خضراء، يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشية[6] رواه أحمد.



عبد الله بن عبيد بن عمير قال " إذا التقى الصفان أهبط الله الحور العين إلى السماء الدنيا فإذا رأين الرجل يرضين قدمه قلن: اللهم ثبته، وإن فر احتجبن منه فإن هو قتل نزلنا إليه فمسحتا التراب عن وجهه وقالت: اللهم عفر من عفرة وترب من تربة[7].



والجزاء من جنس العمل.

* قصة - وعن أنس - رضي الله عنه -: أن رجلاً أسود أتى النبي صلى الله عليه وسلم: فقال له: يا رسول الله: إني رجل أسود منتن الريح منتن الريح، قبيح الوجه، لا مال لي فإنا أنا قاتلت هؤلاء حتى أقتل فأين أنا ؟ قال " في الجنة " فقاتل حتى قتل فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " قد بيض الله وجهك، وطيب ريحك، وأكثر مالك وقال: لهذا أو لغيره " لقد رأيت زوجته من الحور العين نازعته جبة له من صوف تدخل بينه وبين جبته "[8] أخرجه الحاكم حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.



4-الشهيد يأمن من فتنة القبر ويجار من عذابه

المقصود بفتنة القبر سؤاله، ويكون لكل ميت سواء قبر أو لم يقبر، وكذلك العذاب؛ لأن القبر اسم لما بعد الموت، سواء دفن الميت في الأرض، أو ألقي في البحر، أو أكلته السباع، أو احترق بنار، أو ترك على وجه الأرض أو غير ذلك، فلا بد من السؤال، وبعد السؤال لا بد من العذاب أو النعيم.



وهذا شيء عام، إلا أن الأحاديث جاءت باستثناء بعض عباد الله، مثل الذي يموت مرابطاً في سبيل الله، ومثل الشهيد الذي يموت شهيداً في المعركة، ونحوهما مما جاءت الأخبار به؛ فإنه قد صحت الأخبار بأنه يأمن من فتنة القبر.



وأما الفتنة فإن الناس يفتنون في قبورهم، ومعنى الفتنة الاختبار، فيقال للرجل: من ربك؟ وما دينك؟ وما نبيك؟ والمقصود بالرجل كل ميت من ذكر أو أنثى فبين الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن الشهيد يجار من عذاب وفتنة القبر فقال (. ويجار من عذاب القبر).



5-الشهيد يأمن من الفزع الأكبر:

لقوله صلى الله عليه وسلم ( ويأمن من الفزع الأكبر) عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم -قَالَ: " رِبَاطُ شَهْرٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ دَهْرٍ وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمِنَ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَغُدِيَ عَلَيْهِ بِرِزْقِهِ وَرِيحَ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيَجْرِي عَلَيْهِ أَجْرُ الْمُجَاهِدِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ – "[9]



6-الشهيد لا يجد ألم القتل:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة )[10] النسائي و ابن ماجة و أحمد و الدارمي و الترمذي بإسنادٍ صحيح.



7-تمني الشهيد أن يرجع إلى الدنيا لقتل عشر مرات:

عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة."[11] متفق عليه.



8-الشهيد في الجنة في الفردوس الأعلى:



تألّقي يا جِنَان الخُلْد كم بطلٍ

إليك في زهْوةٍ الأشواق قد نفرا



مُضمخّاً بزكيّ الطّيب ينشرهُ

مجلّلاً بهُدى الإحسان مُؤْتزرا



يَحُفُّهُ في جلالٍ من شهادته

نُورٌ ويُلقي عليه سُندساً خَضِرا



خفّت إليه طيوف من منائرها

عينٌ كواعِبُ تَجْلو الحُسْنَ والحَوَرا



ما كان يَخْطو خُطاً إلا يهزّ بها

داراً من الظّلم أو يرمي بها جُدُرا



وما خَطا للهدى إلا أنَار به

دَرْباً وشَقَّ سبيلاً أو جلا ظفرا






قصة: وعن أنس (أن أم حارثة أتت النبي (فقالت: يا رسول الله ألا تحدثني عن حارثة، وكان قتل يوم بدر، أصابه سهم، فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه بالبكاء، فقال رسول الله: يا أم حارثة، إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى[12] متفق عليه.



9-الشهيد خير الناس منزلا:

عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم بخير الناس منزلا قلنا بلى يا رسول الله قال رجل آخذ برأس فرسه في سبيل الله عز وجل حتى يموت أو يقتل وأخبركم بالذي يليه قلنا نعم يا رسول الله قال رجل معتزل في شعب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعتزل شرور الناس وأخبركم بشر الناس قلنا نعم يا رسول الله قال الذي يسأل بالله عز وجل ولا يعطي به"[13]



10-أين أرواح الشهداء:

عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عند الحرب فقال الله سبحانه أنا أبلغهم عنكم قال فأنزل الله﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 169] إلى آخر الآية[14]. أخرجه أبو داود:



11-الشهيد يجري عليه عمله حتى يبعث:

عن فَضَالة بن عبيد. أن رسول الله (قال ( كل ميت يُختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله، فإنه يُنمَى له عمله إلى يوم القيامة، ويُؤْمَّن فتنة القبر )[15] رواه أبو داود).



12-جراح الشهداء:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ"[16].



13-الشهداء أحياء:

قال تعالى ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ [آل عمران: 169].



14-الشهيد لا يفضله النبيون إلا بدرجة واحدة:

صفوان بن عمرو أن أبا المثنى المليكي حدثه أنه سمع عتبة بن عبد السلمي - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم - يحدث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: ( القتلى ثلاثة: رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتلهم حتى يقتل فذلك الشهيد الممتحن في خيمة الله تحت عرشه ولا يفضله النبيون إلا بفضل درجة النبوة ورجل مؤمن قرف على نفسه من الذنوب والخطايا جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتل حتى قتل فتلك مصمصة محت ذنوبه وخطاياه إن السيف محاء للخطايا وأدخل من أي أبواب الجنة شاء فإن لها ثمانية أبواب ولجهنم سبعة أبواب وبعضها أفضل من بعض ورجل منافق جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتل حتى قتل فذلك في النار إن السيف لا يمحو النفاق )[17] أخرجه أحمد.





يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 31.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.92 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.99%)]