عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-09-2020, 03:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,201
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من موانع محبة الله عبدا (الفساد والإفساد)


8- قول الإثم وأكل السحت وأخذ الربا والخيانة ونقض العهود.. قال تعالى: ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ ﴾ (المائدة: 13). وقال: ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللهِ وَقَتْلِهِمْ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ (النساء: 155)، وقال: ﴿ وَتَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَوْلا يَنْهَاهُمْ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمْ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ (المائدة: 62-63)، وقال: ﴿ وَأَخْذِهِمْ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ ﴾ (النساء: 161).. وأية جريرة من هذه لا يقترفها مسلمون اليوم، بل أصبحوا يتبجحون بأن ما يأتون من هذا أعظم مما يأتيه الغرب منه؟!.

9- الصد عن سبيل الله والإفساد في الأرض.. قال تعالى: ﴿ فَبِظُلْمٍ مِنْ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ كَثِيرًا ﴾ (النساء: 160)، وقال: ﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ (البقرة: 60)، وقال: ﴿ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً ﴾ (المائدة: 64).. وماذا تسمي تغْليق المساجد واعتقال العلماء ومصادرة الكتب وتغيير المناهج التربوية في بلاد الإسلام، إن لم يكن صدًّا عن سبيل الله وفسادا عريضًا؟!


10- الجراءة على الله تعالى وسوء الأدب معه سبحانه ومع الأنبياء - عليهم السلام -.. قال سبحانه: ﴿ وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ﴾ (المائدة: 18)، وقال: ﴿ وَقَالَتْ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ ﴾ (المائدة: 64)، وقال: ﴿ وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ﴾ (التوبة: 30)، وقال: ﴿ قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴾ (المائدة: 24)، وحكى القرآن قولهم لموسى - عز وجل -: ﴿ قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ﴾ (الأعراف: 128-129).. بل إنه -باسم الإبداع قاتله الله- يُسَبُّ اللهُ ورسولُه وصحابتُه وأزواجُه، ويُعتَرض على قضاء الله وقدره.

فهذا غيض من فيض من صفات اليهود السيئة وطباعهم الخبيثة وأخلاقهم القبيحة، ويبقى أنهم في زماننا هذا يُخرّبون بيوت الله وعلى رأسها المسجد الأقصى -خلَّصه الله من أرجاسهم- ويتجرون في الرّبَا والبغاء، ويتبعون النظريات الهدامة كالعلمانية والشيوعية والتطورية... إلخ. ويا للخزي والعار أي شيءٍ لم يشابههم مسلمون فيه ويواطؤوهم عليه؟!


إن من أعلام النُّبوَّة "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القُّذَّة بالقُّذَّة، شِبْرًا بشبر وذِراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضبٍّ لدخلتموه"، قيل له: اليهود والنصارى، قال: - صلى الله عليه وسلم- "فمن"؟[34]. وقال - صلى الله عليه وسلم-: "لتأخذنَّ أمتي مأخذ القرون قبلها"، قالوا: يا رسول الله فارس والروم؟ قال: "فمن الناس إلا أولئك"؟[35]، وقال - صلى الله عليه وسلم-: "ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، حتى إن كان منهم من أتى أمه علانيةً لكان في أمتي من يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة.. كلهم في النار إلا ملة واحدة"، قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: "ما أنا عليه وأصحابي"[36].

ثالثًا: الخروج على الدين بالكفر به وقتال أهله:
فعَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ أَبِى رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: إنَّ الْحَرُورِيَّةَ لَمَّا خَرَجَتْ وَهُوَ مَعَ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ -رضى الله عنه- قَالُوا: لاَ حُكْمَ إِلاَّ لِلَّهِ. قَالَ عَلِيٌّ: كَلِمَةُ حَقٍّ أُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ؛ إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وَصَفَ نَاسًا إِنِّي لأَعْرِفُ صِفَتَهُمْ فِي هَؤُلاَءِ، يَقُولُونَ الْحَقَّ بِأَلْسِنَتِهِمْ لاَ يَجُوزُ هَذَا مِنْهُمْ -وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ- مِنْ أَبْغَضِ خَلْقِ الله إِلَيْهِ، مِنْهُمْ أَسْوَدُ إِحْدَى يَدَيْهِ طُبْيُ شَاةٍ أَوْ حَلَمَةُ ثَدْيٍ[37].

والخوارج جمع "خارجة"؛ أي طائفة، وهم قوم مبتدعون سموا بذلك لخروجهم عن الدين وخروجهم على خيار المسلمين.. علي - رضى الله عنه -.. كانوا ينكرون عليه أشياء ويتبرءون منه.. وكان يقال لهم "القراء" لشدة اجتهادهم في التلاوة والعبادة، إلا أنهم كانوا يتأولون القرآن على غير المراد منه، ويستبدون برأيهم، ويتنطعون في الزهد والخشوع وغير ذلك.. فبعد "صفين" وحادثة "التحكيم" بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما - ترك جمع كثير ممن كان مع علي، وخصوصا القراء، القتال تديُّنًا، وأنكر ذلك الذين صاروا خوارج، وأنكروا تخلي علي عن لقبه "أمير المؤمنين" في الكتاب الذي كان بينه وبين معاوية -رضي الله عنهما- وتنادوا: "لا حكم إلا لله"، فقال: "كلمة حق يراد بها باطل"، وقال لهم: "لكم علينا ثلاثة‏:‏ أن لا نمنعكم من المساجد، ولا من رزقكم من الفيء، ولا نبدؤكم بقتال ما لم تحدثوا فسادا‏".

خرج إليهم علي في الجيش الذي كان هيأه للخروج إلى الشام؛ فأوقع بهم بالنهروان، ولم ينج منهم إلا دون العشرة ولا قتل ممن معه إلا نحو العشرة.. ثم انضم إلى من بقي منهم من مال إلى رأيهم فكانوا مختفين في خلافة علي حتى كان منهم عبد الرحمن بن ملجم الذي قتل عليًّا بعد أن دخل علي في صلاة الصبح، ثم لما وقع صلح الحسن ومعاوية ثارت منهم طائفة فأوقع بهم عسكر الشام بمكان يقال له "النجيلة".. ثم خرجوا أثناء خلافة عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما - بالعراق مع نافع بن الأزرق، وباليمامة مع نجدة بن عامر؛ الذي زاد على معتقد الخوارج أن من لم يخرج ويحارب المسلمين فهو كافر ولو اعتقد معتقدهم، وعظم البلاء بهم، وتوسعوا في معتقدهم الفاسد؛ فأبطلوا رجم المحصن، وقطعوا يد السارق من الإبط، وأوجبوا الصلاة على الحائض في حال حيضها، وكفروا من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إن كان قادرًا، وإن لم يكن قادرا فقد ارتكب كبيرة، وحكم مرتكب الكبيرة عندهم حكم الكافر، وكفوا عن أموال أهل الذمة وعن التعرض لهم مطلقًا، وفتكوا فيمن ينسب إلى الإسلام بالقتل والسبي والنهب، فمنهم من يفعل ذلك مطلقا بغير دعوة منهم، ومنهم من يدعو أولا ثم يفتك، ولم يزل البلاء بهم يزيد إلى أن أمر المهلب بن أبي صفرة على قتالهم فطاولهم حتى ظفر بهم وتقلل جمعهم، ثم لم يزل منهم بقايا في طول الدولة الأموية وصدر الدولة العباسية، ودخلت طائفة منهم المغرب.

قال القاضي أبو بكر بن العربي‏:‏ الخوارج صنفان؛ أحدهما يزعم أن عثمان وعليًّا وأصحاب الجمل وصفين وكل من رضي بالتحكيم كفار، والآخر يزعم أن كل من أتى كبيرة فهو كافر مخلد في النار أبدا‏. وقال غيره‏:‏ بل الصنف الأول مفرع عن الصنف الثاني؛ لأن الحامل لهم على تكفير أولئك كونهم أذنبوا فيما فعلوه بزعمهم. وقال ابن حزم‏:‏ ذهب نجدة بن عامر من الخوارج إلى أن من أتى صغيرة عذب بغير النار، ومن أدمن على صغيرة فهو كمرتكب الكبيرة في التخليد في النار، وذكر أن منهم من غلا في معتقدهم الفاسد فأنكر الصلوات الخمس وقال‏:‏ الواجب صلاة بالغداة وصلاة بالعشي، ومنهم من جوز نكاح بنت الابن وبنت الأخ والأخت، ومنهم من أنكر أن تكون سورة يوسف من القرآن، وأن من قال "لا إله إلا الله" فهو مؤمن عند الله ولو اعتقد الكفر بقلبه.

وقال الغزالي -في "الوسيط"، تبعا لغيره-: في حكم الخوارج وجهان‏؛‏ أحدهما أنه كحكم أهل الردة، والثاني أنه كحكم أهل البغي، ورجَّح الرافعي الأول، وليس الذي قاله مطَّرِدا في كل خارجي فإنهم على قسمين‏:‏ أحدهما من تقدم ذكره، والثاني من خرج في طلب الملك لا للدعاء إلى معتقده، وهم على قسمين أيضًا: قسم خرجوا غضبا للدين من أجل جور الولاة وترك عملهم بالسنة النبوية؛ فهؤلاء أهل حق، ومنهم الحسن بن علي وأهل المدينة في الحرة والقراء الذين خرجوا على الحجاج، وقسم خرجوا لطلب الملك فقط سواء كانت فيهم شبهة أم لا وهم البغاة.

‏وكان ابن عمر يراهم شرار خلق الله[38]‏، وفي حديث أبي ذر في وصف الخوارج: "هم شرار الخلق والخليقة"[39]، وفي حديث عائشة قالت: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخوارج فقال: "هم شرار أمتي يقتلهم خيار أمتي"[40]، وعند الطبراني: "هم شر الخلق والخليقة، يقتلهم خير الخلق والخليقة"[41]، وعند أحمد: "هم شر البرية"[42]، و"شر قتلى أظلتهم السماء وأقلتهم الأرض"[43]، وفي ذكر الخوارج "شر الخلق والخليقة" يقولها ثلاثا[44]، ‏و"هم شر الخلق"[45]، وهذا مما يؤيد قول من قال بكفرهم‏[46].

واختلف العلماء في تكفير الخوارج؛ فممن كفرهم البخاري؛ حيث قرنهم بالملحدين لا بالمتأولين، وأبو بكر بن العربي.. قال: الصحيح إنهم كفار؛ لقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: "يمرقون من الدين"، ولقوله: "لأقتلنهم قتل عاد"[47] وفي لفظ "ثمود"[48]، وكل منهما إنما هلك بالكفر، ولقوله: "هم شر الخلق"، ولا يوصف بذلك إلا الكفار، ولقوله: "إنهم أبغض الخلق إلى الله تعالى"، ولحكمهم على كل من خالف معتقدهم بالكفر والتخليد في النار؛ فكانوا هم أحق بالاسم منهم.

وممن يرى عدم كفرهم الخطابي؛ حيث تأول كلمة "الدين" في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "يمرقون من الدين" بالطاعة؛ أي أنهم يخرجون من طاعة الإمام لا من الدين الذي أرسل به محمد - صلى الله عليه وسلم-، ورد عليه بالرواية الصحيحة للحديث "يمرقون من الإسلام"[49]، كما نقل شيخ الإسلام إجماع الصحابة على عدم كفرهم[50]، وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن: الصحيح الذي قاله الأكثرون المحققون أن الخوارج لا يكفرون ببدعتهم[51]. واحتج غير المكفرين بأن الخوارج أتوا من جهة الاتباع لا من جهة الإخلاص، وأن تكفيرهم المسلمين تأوُّلٌ منهم، وأن تكفيرهم بعض الصحابة المشهود لهم بالجنة ليس تكذيبا لشهادة النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنهم لم يعلموا الشهادة فكذبوها فلم يثبت عليهم الكذب بعكس الروافض.

والحق أن مِنَ الخوارجِ من يكفر ومنهم من لا يكفر، وأنهم جميعًا يعاملون معاملة المسلمين. والحق أن الذين لا يحبهم الله تعالى هم الكافرون منهم؛ إن كان - سبحانه وتعالى - -ولابد- لا يحب إلا المؤمنين، ولا يُدخِل - سبحانه وتعالى - الجنةَ إلا من يحبُّ.

رابعًا: الفساد بمعنى البغي، والجحود، والانشغال بالنّعم عن المنعم:
يقول الله تعالى -عن قارون لعنه الله-: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ (القصص: 77). وقد وردت تلك الآية في سياق قصة قارون الذي يضرب به المثل في الكفر، مثله مثل فرعون وهامان والنمروذ وأبي جهل وأبي لهب وأُبّي وأمية ابني خلف والوليد بن المغيرة وغيرهم، وإنما كان كفر قارون من نوع الطغيان على عباد الله وجحود نعمه عليه، حتى صار من أكثر المتبجحين بنسبة النعم إلى أنفسهم حتى قال: ﴿ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي ﴾ (القصص: 78)، وهذا من أجلى الأمثلة على كافر النعمة.

وقد تعددت جرائم قارون على النحو التالي:
1- البغي على بني قومه، خاصة وأنهم كانوا مساكين يسومهم فرعون سوء العذاب، فلم يرحمْهم قارون؛ فجمع بذلك بين قطيعة الرحم وغمط الناس.. قال تعالى: ﴿ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ ﴾ (القصص: 76). ولقد علمنا أن البغي وحده مانع من محبّة الله تعالى، كما في "مانع الاعتداء".

2- الفرح والبطر والاغترار بالمال.. قال تعالى: ﴿ وَآتَيْنَاهُ مِنْ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾ (القصص: 76). وعلمنا أن الفرح -بهذا المعنى- مانع من محبته تعالى عبدَه.

3- نسيان الآخرة وعدم العمل لها، والانكباب على الدنيا.. يُطلِق لنفسه عنان الشهوة المحرمة، ويظلم الناس، وينسى حق الله من الشكر، وحق الناس من الإحسان إليهم.. قال تعالى: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ (القصص: 77).

4- جحود النعمة وكفرُها، ونسبتها إلى نفسه من دون الله.. قال تعالى: ﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي ﴾ (القصص: 78).

5- عدم اعتباره بالهالكين من قبله.. قال تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنْ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمْ الْمُجْرِمُونَ ﴾ (القصص: 78).

6- الاشتغال بالنِّعم عن المنعم سبحانه، وفتنة الناس من ضعاف النفوس بهيئته وزينته.. ﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ ﴾ (القصص: 79-80).

فهذه بعض جرائم قارون التي حكاها القرآن، ولعلها المفاسد المقصودة بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾، وبقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾ كما مرّ، ولا يُستبعد على مثل قارون أن يأتي من المفاسد أكثر من ذلك؛ كأن يصدّ عن سبيل الله، ويشيع الفاحشة، وغير ذلك، غير أن ما حكيناه هو ما حكاه القرآن الكريم عنه.

لقد كان عقاب قارون -لعنه الله- أن خسَفَ اللهُ به وبداره الأرض، وجعله عبرةً لمن يعتبر من قومه ومَن بعدهم.. قال تعالى: ﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مِنْ المُنْتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ * تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ (القصص: 81-83).

ويعنُّ لي أن سبب خسفِ الله به وبداره الأرض ربما يكون العُجْب، وهو من أذمّ معاني الفرح المذموم؛ لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "خرج رجل ممن كان قبلكم في حلّة له يختال فيها؛ فأمر الله الأرض فأخذته فهو يتجلجل فيها -أو قال يتلجلج فيها- إلى يوم القيامة"[52].

وإذًا يكون البغي؛ ومن أنواعه: التكبّر على الخلق وغمطُهم، ومنع حقوقهم التي افترضها الله لهم في المال، والفرح المحرم؛ ومن أنواعه: بطر النعمة، والانشغال بها عن منعمها - عز وجل -، والعجب بالنفس؛ كل هذا فساد لا يحبه الله، وتمنع محبته تعالى من يأتيها أو بعضَها.


خلاصة هذا المانع
وبذا يكون الفساد المانع من محبة الله تعالى من يأتيه -أعاذنا الله وإيّاك من ذلك- قد جاء في الشرع الحنيف بهذه المعاني الخمسة:
1- إهلاك الحرث والنسل.
2- السعي بالفتنة بين المسلمين.
3- الخروج على الدين بالكفر به وقتال أهله.
4- البغيُ على عباد الله.
5- كفر النعم، والانشغال بها عن منعمهما - سبحانه وتعالى -.
6- الفرح المحرّم. والله أعلى وأعلم وأعز وأكرم.

[1] انظر: "تفسير ابن كثير" (ج6 ص203-204) مختصرا.

[2] انظر: "معالم التنزيل" (ج2 ص106).

[3] انظر: "صفوة التفاسير" (ج1 ص353).

[4] راجع: "المعجم الوسيط" (ج2 ص688) مادة (ف س د).

[5] انظر: المصدر السابق، نفس الموضع.

[6] انظر: المصدر السابق، نفس الموضع.

[7] [متفقٌ عليه] أخرجه البخاري في الأذان (ح636) وله أطراف أخرى، ومسلم في المساجد (ح602) من حديث أبي هريرة.

[8] راجع فيما سبق: "تفسير الطبري" (ج3 ص571 وما بعدها)، و"تفسير ابن كثير" (ج1 ص331).

[9] انظر: "تفسير الطبري" (ج3 ص571 وما بعدها).

[10][متفقٌ عليه] أخرجه البخاري في المظالم (ح2457)، ومسلم في العلم (ح2668) من حديث عائشة رضي الله عنها.

[11] انظر: "تفسير ابن كثير" (ج1 ص331).

[12] انظر: "فتح القدير" للشوكاني (ج2 ص51) بتصرف.

[13] انظر: المصدر السابق، نفس الجزء والصفحة، بتصرف يسير.

[14] يعني قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ الله وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة: 33].

[15] [إسناده ضعيف] أخرجه الطبري في تفسيره (6/216) وقال الطبرى: في إسناده نظر. [قلت]: لأن فيه عبد الله بن لهيعة، وهو ضعيف، وانظر: "فتح القدير" (ج2 ص51).

[16] راجع: "تفسير الطبري" (ج8 ص552 وما بعدها).

[17] "فنحاص" هذا هو رأس يهود بني قينقاع، كما في "لباب النقول" للسيوطي (ص86).

[18] اختلف في اسمه فقيل: "فطرس"، وقيل: "طيطوس".

[19] انظر: "تفسير ابن كثير" (ج2 ص104) بتصرف.

[20] انظر: "فتح القدير" (ج2 ص 84).

[21] انظر: "تفسير البيضاوي" (ج1 ص345)، و"معالم التنزيل" (ج1 ص76).

[22] انظر: "الوجيز في تفسير الكتاب العزيز" (ص327).

[23] انظر: "تفسير أبي السعود" (ج3 ص59).

[24] [قلت]: أي في كتب الله المنزّلة عل أنبيائهم -عليهم السلام- والتي بشرّت به - صلى الله عليه وسلم-.

[25] انظر: "تفسير البيضاوي" (ج1 ص345).

[26] انظر: "الوجيز في تفسير الكتاب العزيز" (ص327).

[27] انظر: "روح المعاني" (ج6 ص183).

[28] انظر: المصدر السابق، نفس الجزء والصفحة.

[29] انظر: "تفسير البيضاوي" (ج1 ص345).

[30] انظر: "تفسير أبي السعود" (ج3 ص59).

[31] انظر: "تفسير الطبري" (ج8 ص559-561).

[32] انظر: المصدر السابق (ج8 ص157-158).

[33] راجع: "اقتضاء الصراط المستقيم" لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص55-56).

[34] [متفقٌ عليه] رواه البخاري (ح3456)، ومسلم (ح2669) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

[35] أخرجه البخاري في الاعتصام بالكتاب والسنة (ح7319)، وابن ماجه في الفتن (ح3994)، وأحمد في "مسنده" (2/325)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

[36] [حسن] أخرجه الترمذي في كتاب الإيمان، باب/ ما جاء في افتراق هذه الأمة (ح2641)، والحاكم في "المستدرك" (1/218)، كلاهما عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- والطبراني في "الصغير" (2/29)، و"الأوسط" (8/22) عن أنس رضي الله عنه. وطريق الترمذي هي: حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود الحفري عن سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن زياد الأفريقي عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: فذكره، وقال: "هذا حديث مفسَّر غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه"، وقال الألباني -في "المشكاة" (رقم 171) و"السلسلة الصحيحة" (رقم 1348) و"صحيح سنن الترمذي" (رقم 2641)-: "حسن".

[37] أخرجه مسلم في كِتَاب الزَّكَاةِ، بَاب/ التَّحْرِيضِ عَلَى قَتْلِ الْخَوَارِجِ (ح1781)، وابن حبان في "صحيحه" (ح7097) بسند حسن رجاله ثقات عدا حرملة بن يحيى التجيبي، وهو صدوق حسن الحديث، والنسائي في "السنن الكبرى" (ح8253)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (ح15361) كلاهما بسند رجاله ثقات.

[38] [صحيح] أخرجه البخاري تعليقا (ج8 ص51 ك88 ب6)، ووصله الطبري في مسند علي من "تهذيب الآثار"، من طريق بكير بن عبد الله بن الأشج أنه سأل نافعًا: كيف كان رأي ابن عمر في الحرورية‏؟‏ قال‏:‏ كان يراهم شرار خلق الله، انطلقوا إلى آيات الكفار فجعلوها في المؤمنين.

[39] أخرجه مسلم في من حديث أبي ذر - رضى الله عنه - مرفوعا.. قال ابن حجر: "وعند أحمد بسند جيد عن أنس مرفوعا مثله".

[40] [حسن] أخرجه البزار في "مسنده" من طريق الشعبي عن مسروق عن عائشة -رضي الله عنها-.. قال ابن حجر: "وسنده حسن".

[41] [شطره الأول صحيح] أخرجه مسلم في كِتَاب الزَّكَاةِ، بَاب/ الْخَوَارِجِ شَرِّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ (ح1782)، وأحمد في "مُسْنَده" (ح20999) من حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ - رضى الله عنه - مرفوعا، وسنده متصل رجاله ثقات رجال البخاري عدا عبد الله بن الصامت الغفاري روى له البخاري تعليقًا. أما شطره الثاني فأخرجه ابن الأعرابي (ح829) وزاد "وَأَقْرَبُهُمْ عِنْدَ الله وَرَسُولِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، وسنده شديد الضعف فيه: سهل بن عامر البجلي ومجالد بن سعيد الهمداني، وهما ضعيفان، بل إني لأشتم منه رائحة التشيع.

[42] [حسن] أخرجه أحمد في "مسنده" (3/15) رواه جامع بن مطر الحبطي: حدثنا أبو رؤبة شداد بن عمران القيسي عن أبي سعيد الخدري أن أبا بكر جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله! إني مررت بوادي كذا وكذا فإذا رجل متخشع حسن الهيئة يصلي. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم-: "اذهب إليه فاقتله". قال: فذهب إليه أبو بكر، فلما رآه على تلك الحال كره أن يقتله، فرجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- لعمر: "اذهب فاقتله"، فذهب عمر فرآه على تلك الحال التي رآه أبو بكر، قال: فكره أن يقتله، قال: فرجع فقال: يا رسول الله! إني رأيته يصلي متخشعا فكرهت أن أقتله، قال: "يا علي! اذهب فاقتله"، قال، فذهب علي فلم يره، فرجع علي فقال: يا رسول الله! إنه لم يره، فقال - صلى الله عليه وسلم-: "إن هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم في فوقه، فاقتلوهم، هم شر البرية"، بإسناد حسن رجاله ثقات معروفون، غير أبي روبة وثقه ابن حبان، وقال الهيثمي في "المجمع" (6/225): "رواه أحمد ورجاله ثقات"، وفيه (6/226): "صحيح"، وقال الألباني -في "السلسلة الصحيحة" (5/659)-: "إسناده حسن"، وقال الشوكاني -في "نيل الأوطار" (7/350)-: "إسناده جيد"، وقال ابن حجر: "إسناده جيد وله شاهد".

[43] [رجاله ثقات] أخرجه الطبراني في (ح1254)، ‏‏.‏ "" () من حديث عبد الله بن خباب يعني عن أبيه - رضى الله عنه -، وعند ابن ماجه في "المقدمة" (1/12 باب 12) عن أبي أمامة: "شر قتلى قتلوا تحت أديم السماء، وخير قتيل من قتلوه كلاب أهل النار.." قيل لأبي أمامة: هذا شيء تقوله؟ قال: بل سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وقال الهيثمي -في "مجمع الزوائد" (6/233-234)-: "رواه أحمد ورجاله ثقات، ورواه الطبراني ورجاله ثقات، بعد أن أورده مطولا عما في ابن ماجة". وقال -في ‏(‏6/230‏)-: "رواه الطبراني، وفيه محمد بن عمر الكلاعي وهو ضعيف".

[44] [حسن] أخرجه أحمد في "مسنده" (ح19341) وتمامه: عَنْ شَرِيكِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: كُنْتُ أَتَمَنَّى أَنْ أَلْقَى رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم- يُحَدِّثُنِي عَنْ الْخَوَارِجِ، فَلَقِيتُ أَبَا بَرْزَةَ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ؛ فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَرْزَةَ، حَدِّثْنَا بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُهُ فِي الْخَوَارِجِ؛ فَقَالَ: أُحَدِّثُكَ بِمَا سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَرَأَتْ عَيْنَايَ: أُتِيَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِدَنَانِيرَ، فَكَانَ يَقْسِمُهَا وَعِنْدَهُ رَجُلٌ أَسْوَدُ مَطْمُومُ الشَّعْرِ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَبْيَضَانِ، بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ، فَتَعَرَّضَ لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَأَتَاهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ فَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا، ثُمَّ أَتَاهُ مِنْ خَلْفِهِ فَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا، فَقَالَ: وَالله يَا مُحَمَّدُ مَا عَدَلْتَ مُنْذُ الْيَوْمَ فِي الْقِسْمَةِ؛ فَغَضِبَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - غَضَبًا شَدِيدًا، ثُمَّ قَالَ: "وَالله لَا تَجِدُونَ بَعْدِي أَحَدًا أَعْدَلَ عَلَيْكُمْ مِنِّي" قَالَهَا ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: "يَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ رِجَالٌ كَانَ هَذَا مِنْهُمْ، هَدْيُهُمْ هَكَذَا: يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَا يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ"، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ: "سِيمَاهُمْ التَّحْلِيقُ، لَا يَزَالُونَ يَخْرُجُونَ حَتَّى يَخْرُجَ آخِرُهُمْ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ" قَالَهَا ثَلَاثًا، "شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ" قَالَهَا ثَلَاثًا، وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ: "لَا يَرْجِعُونَ فِيهِ"، وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" أيضًا من حديث أبي برزة رضي الله عنه.

[45] [حسن] أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (8/13 ح735) من طريق عمير بن إسحاق عن أبي هريرة - رضى الله عنه - موقوفا.

[46] انظر: "فتح الباري" (ج12 ص283-286) بتصرف واختصار.

[47] أخرجه البخاري في كِتَاب التَّوْحِيدِ، باب/ قَوْلِ الله تَعَالَى: ﴿ تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ ﴾ (ح6907)، والنسائي في كِتَاب الطَّهَارَةِ، التَّوْقِيتُ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ لِلْمُقِيمِ (ح2544 و4056)، بسند حسن رجاله ثقات عدا عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي وهو صدوق حسن الحديث.

[48] [ضعيف] أخرجه في "الخلعيات" (ح28) بسند فيه محمد بن محمد الجرجاني وهو ضعيف.

[49] [متفق عليه] أخرجه البخاري في كِتَاب الْمَنَاقِبِ، بَاب/ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ فِي الْإِسْلَامِ (ح3366)، وفي كِتَاب فَضَائِلِ الْقُرْآنِ، بَاب/ إِثْمُ مَنْ رَاءَى بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ (ح4696) كلاهما حديث علي - رضى الله عنه -، وفي كِتَاب التَّوْحِيدِ، باب/ قَوْلِ الله تَعَالَى: ﴿ تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ ﴾ (ح6907) من حديث أبي سعيد - رضى الله عنه -، وفي كِتَاب اسْتِتَابَةِ الْمُرْتَدِّينَ وَالْمُعَانِدِينَ، باب/ قَتْلِ الْخَوَارِجِ وَالْمُلْحِدِينَ (ح6450) من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما - وفي بَاب/ مَنْ تَرَكَ قِتَالَ الْخَوَارِجِ لِلتَّأَلُّفِ (ح6452) من حديث سهل بن حنيف رضي الله عنه. ومسلم في كِتَاب الزَّكَاةِ، باب/ التَّحْرِيضِ عَلَى قَتْلِ الْخَوَارِج (ح1780) من حديث علي - رضى الله عنه -، وفي باب/ ذِكْرِ الْخَوَارِجِ وَصِفَاتِهِمْ (ح1769) من حديث أبي سعيد رضي الله عنه.


[50] انظر: "منهاج السنة النبوية" (ج5 ص247).

[51] انظر: "الدرر السنية" (ج8 ص270).

[52] [صحيح] تقدم تخريجه.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 49.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.31 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.26%)]