عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 31-08-2020, 03:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,301
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تأملات تربوية في الشتاء


واعلم أن الريح جند من جنود الله يسخرها كيف يشاء فهي مأمورة مسخرة، لها عدة مهام ووظائف، ومن هذه المهام والوظائف: علاقتها بالأمطار.



اعلم أن الرياح تثير سحابًا: قال الله تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ * فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الروم: 48 - 50].



وقال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ ﴾ [فاطر:9]، وقال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[الأعراف: 57].



ففي هذه الآيات يبيِّن الله أثرًا من آثار قدرته ورحمته وذلك عندما أرسل الرياح مبشرات بالغيث، وهي التي تثيره بإذن الله، فيستبشر الخلق برحمة الله.



والرياح لواقح: قال تعالى: ﴿ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ[الحجر: 22]، فهذه الرياح تلقح السحاب فتدر ماءً، وتلقح الشجر فتفتح عن أوراقها وآكامها.



وكذلك سير الله بها السفن في البحر: قال الله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ[يونس: 22].



وسخرها ربنا لسليمان عليه السلام: ﴿ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ[سبأ: 12].



وأهلك الله بها من شاء من عباده: ﴿ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ. فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ ﴾ [الحاقة:68]، ورد بها الأحزاب الذين حاصروا المدينة المنورة.



وهي كذلك التي تقبض أرواح المؤمنين في آخر الزمان: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله تَعَالَى يَبْعَثُ رِيحًا مِنَ اليَمَنِ ألْيَنَ مِنَ الحَرِيرِ فَلا تَدَعُ أحَدًا فِي قلْبِهِ مِثْقالُ حَبَّةٍ مِنْ إيمانٍ إلاَّ قَبَضَتْهُ» (رواه مسلم).



ومن الآيات كذلك:

الرعد والبرق، فتشهد معنى القدرة لله تعالى، وتشاهد آثار ربوبيته عز وجل، قال الله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [الروم: 24].



وعلي المؤمن أن يستعد لمواجهة الشتاء، وهكذا جعل الله لنا سرابيل تقينا الحر وأخرى تقينا البرد فقال: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ ﴾ [النحل: 81]



العنصر الثالث: الشتاء غنيمة باردة يجب استغلالها في تقديم القربات:-

الشتاء غنيمة للعابدين:-

والشتاء غنيمة باردة للعباد والمطيعين؛ فنهاره قصير يسهل صيامه، وليله طويل يهون قيامه؛ يقول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه "الشتاء غنيمة العابدين"، وقال ابن مسعود رضي الله عنه "مرحبًا بالشتاء؛ تتنزل فيه البركة، ويطول فيه الليل للقيام، ويقصر فيه النهار للصيام"، وقال الحسن البصري رحمه الله "نعم زمان المؤمن الشتاء؛ ليله يطول يقومه، ونهاره قصير يصومه".



وكان عبيد بن عمير يقول إذا جاء الشتاء: يا أهل القرآن، طال ليلكم لقراءتكم فاقرؤوا، وقصر نهاركم لصيامكم فصوموا.



وعن الحسن قال: ونعم زمان المؤمن الشتاء! ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه.



قال ابن رجب رحمه الله " قيام ليل الشتاء يعدل صيام نهار الصيف" ولهذا بكى معاذ عند موته، وقال: إنما أبكي على ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء، ومزاحمة العلماء بالركاب عند حلق الذكر.



وقال أبو سليمان الداراني:" كنت أصلي في ليلة باردة فأقلقني البرد، فخبأت إحدى يدي من البرد، وبقيت الأخرى ممدودة فغلبتني عيني وأخذتني سنة من النوم فهتف بي هاتف يقول: يا أبا سليمان، قد وضعنا في هذه ما أصابها ( أي استجبنا لدعائك باليد الممدودة) ولو كانت الأخرى لوضعنا فيها، قال أبو سليمان: فآليت على نفسي ألا أدعو إلا ويداي خارجتان، حراً كان أو بردا.



وكان صفوان وغيره من العباد يصلون في الشتاء بالليل في ثوب واحد ليمنعهم البرد من النوم، ومنهم من كان إذا نعس صب على رأسه الماء ويقول: هذا أهون من صديد جهنم.



هذه مشاعر السلف رحمهم الله في الشتاء فرحٌ وغبطةٌ هِمَّة ونشاط، جِدٌّ واجتهاد فيما يقرِّب إلى الله".



وأما أحوال كثير من الناس في هذا الزمن، ففي تضييع الفرائض والواجبات، وغَشَيان المحرَّمات والمكروهات، والاجتراء على حدود ربِّ الأرض والسماوات، والسهر الطويل في الليل على ما يُغضِبُ الله، ويُظلِمُ القلوبَ ويُضعِفُ نور الإيمان.



في الشتاء مضاعفة الأجر:-

في الشتاء البارد يضاعف لك أجرك على تلك العبادات الشاقة في البرد الشديد، ففي حديث أبي هريرة كما في صحيح مسلم يقول عليه الصلاة والسلام "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟"، قالوا: بلى يا رسول الله! قال: "إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط". وإسباغ الوضوء على المكاره أن تسبغ وضوءك في شدة البرد.



فلك الحمد يا ربنا على كرمك العظيم وعطائك الجزيل.



التذكير بالآخرة وما فيها من أهوال:-

وإن من أعظم فضائل الشتاء التي لا يلتفت إليها أكثر الناس أن زمهرير الشتاء وبرده القارص يذكر بزمهرير جهنم ويوجب الاستعاذة منها والعمل الصالح من اجل النجاة والسلامة من زمهرير النار.



فعن أبي هريرة رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إذا كان يوم شديد البرد، فإذا قال العبد لا اله إلا الله ما أشد برد هذا اليوم! اللهم أجرني من زمهرير جهنم، قال الله تعالى لجهنم: إن عبدا من عبيدي استجار بي من زمهريرك وإني أشهدك أني قد أجرته، قالوا: وما زمهرير جهنم؟ قال: بيت يلقى فيه الكافر فيتميز من شدة برده".



وإن كل عاقل يدرك أن من الناس من يموت من حر الشمس وحرقها ومنهم من يموت من حرق الصقيع والثلج والجليد لجسده، لذلك فإن من سنن الإسلام في الشتاء أنه إذا كان اليوم البارد الشديد البرودة فلنذكر عذاب الزمهرير في النار ونستعيذ بالله من ذلك الزمهرير.



وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: يستغيث أهل النار من الحر فيغاثون بريح باردة يصدع العظام بردها فيسألون الحر. وقال كعب: إن في جهنم بردا هو الزمهرير يسقط اللحم حتى يستغيثوا بحر جهنم.



وعن عبد الملك بن عمير قال: بلغني أن أهل النار سألوا خازنها أن يخرجهم إلى جانبها، فأُخرجوا فقتلهم البرد الزمهرير حتى رجعوا إليها مما وجدوا من البرد.



وقد قال الله عز وجل ﴿ هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ﴾ [ص: 57].



قال ابن عباس: الغساق هو الزمهرير البارد الذي يحرق من برده.



والبرد الشديد من زمهرير جهنم، كما أن الحرَّ الشديد من سمومها في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم (اشتكت النار إلى ربِّها، فقالت يا رب، أكل بعضي بعضًا، فجعل لها نفسين؛ نفسًا في الشتاء، ونفسًا في الصيف، فشدة ما تجدون من البرد، وشدة ما تجدون من الحر من سمومها).



فهلاَّ ذكرنا عباد الله ذلك بالنار، ومن يتحمل البرد والحر الشديد في الدنيا، فكيف بحرِّ جهنم، و زمهريرها؟!



أجارنا الله وإياكم منها.



استشعار قيمة الإخوة الإنسانية: عند الشتاء والبرد علينا أن نتذكَّر الفقراء وذوي الحاجة ممن يفترشون الأرض، ويلتحفون السماء، ممن لمس البرد الشديدُ أجسامَهم، واخترقت شدتُه عظامهم، ألا اتقينا حرَّ جهنم وزمهريرها بالعطف على هؤلاء.



فعنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ "البخاري. فَلَمْ يَتَصَدَّقْ أَحَدٌ، والتمرة - عباد الله - لحافٌ يفيد هؤلاء في البرد، كما أن الغطاء لحاف والثوب الدافئ لحاف، فتصدق يا من وسَّع الله عليه، ولو بشيء يسير؛ فربما يكون في نظرك حقير وهو عند ذلك الفقير المحتاج كبيرٌ عظيم، ولا تحقرنَّ من المعروف شيئًا.



الخير كله في اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم:-

وحتى يكتمل موقف العبد المؤمن من فصل الشتاء وما فيه، وحتى نكون لرسولنا صلى الله عليه وسلم أتبع، ولله أقرب، لا بد لنا جميعا من أن نعمل بهدي نبينا صلى الله عليه وسلم الذي جاء عنه في الشتاء وتوابعه، فمن فضْل الله علينا كمال ديننا، وكمال هدي نبينا صلى الله عليه وسلم،ولذلك دعونا نستذكر طائفة من السنن النبوية التي نحيها في حياتنا في فصل الشتاء ونتعبد الله تعالى بها.



المناجاه وقت نزول المطر:-

وقت نزول الغيث هو وقت فضل ورحمة الله من الله على عباده، وتوسعة عليهم بأسباب الخير،وهو مظنة لإجابة الدعاء عنده جاء في حديث حسنه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة: اطلبوا إجابة الدعاء عند التقاء الجيوش وإقامة الصلاة ونزول المطر. وفي رواية أخرى حسنها الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير: ثنتان ما تردان الدعاء عند النداء وتحت المطر. وقال المناوي في فيض القدير: (ثنتان ما) في رواية لا (تردان الدعاء عند النداء) يعني الأذان للصلاة (وتحت المطر) أي دعاء من هو تحت المطر لا يرد أو قلما يرد فإنه وقت نزول الرحمة لاسيما أول قطر السنة والكلام في دعاء متوفر الشروط والأركان والآداب. انتهى.



عند هبوب الريح:-

عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تَسُبُّوا الرِّيحَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ» (رواه الترمذي، وصححه الألباني).



وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تُسُبُّوا الرِّيحَ فَإِنَّهَا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ وَالْعَذَابِ، وَلَكِنْ سَلُوا اللَّهَ مِنْ خَيْرِهَا وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا) (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني).



عند نزول المطر:-

ومن السنة عند نزول المطر التعرض له، فعن أنس -رضي الله عنه- قال: أصابنا ونحن مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مطر، قال: فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم- عن ثوبه حتى أصابه من المطر. فقلنا: يا رسول الله، لم صنعت هذا؟ قال: "لأنه حديث عهد بربه تعالى" رواه مسلم.



ومعنى حسر كشف، أي كشف بعض بدنه، ومعنى حديث عهد بربه أي بتكوين ربه إياه، ومعناه أن المطر رحمة، وهي قريبة العهد بخلق الله تعالى لها فيتبرك بها. وفي هذا الحديث دليل على أنه يستحب عند أول المطر أن يكشف غير عورته ليناله المطر.



ويقول المؤمن أثناء نزول المطر، كما في الحديث الصحيح: "اللهم صيبا نافعا"، أي: منهمرا متدفقا كثيرا ونافعا.



اذا كثر المطر وخيف منه الضرر.



كان صلى الله عليه وسلم إذا اشتد المطر قال:"اللهم حوالينا ولاعلينا، اللهم على الآكامِ والظرابِ وبُطون الأودية، ومنابت الشجر ". ( متفق عليه.



احذر الشركيات:-

قال الإمام النووي رحمه الله"من اعتقد أن الكوكب والنجم فاعل قدير مُنشئ للمطر كما كان يعتقد أهل الجاهلية؛ فهذا يكفر والعياذ بالله، وأما من اعتقد أن المطر من الله وفضله ورحمته وأن النوء ميقات له أو علامة فهذا وقع في محذورأو مكروه". وهناك بعض الأمور الشركية،وهي أن يدعو الأنواء بالسقيا، كأن يقول: يا نوء كذا اسقينا أو أغثنا أو ما شابه ذلك، فهذا شرك أكبر؛لأنه دعاغيرالله، قال الله تعالى: ﴿ وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ [يونس:106]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ[الأحقاف: 5].



أو أن ينسب حصول الأمطار إلى هذه الأنواء على أنها هي الفاعلة بنفسها ولو لم يدعها، فهذا شرك في الربوبية، والأول في العبادة.



يقول المؤمن بعد نزول المطر كما في الحديث الصحيح- "مُطِرْنا بفضل الله ورحمته.



عند حدوث الرعد والبرق:

عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال: «اللَّهُمَّ لا تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ وَلا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ، وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ» (رواه أحمد والترمذي، وصححه الشيخ أحمد شاكر).



وكَانَ عبد الله بن الزبير إِذا سمع الرَّعْد ترك الحَدِيث وَقَالَ: "سُبْحَانَ الَّذِي يسبح الرَّعْد بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَة من خيفته"، وَيَقُول: "إِن هَذَا الْوَعيد شَدِيد لأهل الأَرْض".




وكان طاوس التابعي يقول إذا سمع الرعد: "سُبْحَانَ مَنْ سَبَّحْتَ لَهُ".



وأخيرا..ينبغي علينا أن نغتنم فصل الشتاء في التقرب إلى الله تعالى بأنواع الطاعات والقربات، والسعيد من عرف وظائف المواسم حتى يعمرها بطاعة الله تعالى، والشتاء ربيع المؤمن.



اللهم اجعل أعمالنا صالحة، واجعلها لوجهك خالصة، ولا تجعل لأحد فيها شيئا يا رب العالمين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 38.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 37.82 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.63%)]