
28-08-2020, 04:46 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,207
الدولة :
|
|
رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير قوله تعالى: (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة ...)
قال تعالى عن اليهود: وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً [البقرة:80]، ومن سورة آل عمران: لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ [آل عمران:24]، والكل واحد. لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا معناه أننا معترفون بذنوبنا وجرائمنا، وبظلمنا وفسادنا، وندخل النار، ولكن لأيام معدودة، لم يقولون هذا؟ ليخففوا الجريمة، ليخففوا عن أنفسهم وعن إخوانهم آلام الرهبة والخوف من الله، حتى يواصلوا البغاء، والسرقة، والإجرام، والربا، والباطل، فلا تخافوا، الحمد لله أنتم أمة الخير .. أمة الرحمة، من دخل النار يبقى فيها أياماً ويخرج، وهذا معناه: ابق يا زاني على زناك، ويا مرابي على رباك، ويا لص على لصوصيتك، ويا ساحر على سحرك.. لا تخافوا، ما تمسكم النار؛ لأنكم شعب الله المختار، إنما هي أيام معدودة.فهذا في بني إسرائيل أو لا؟والله لقد انتقل إلينا، وسلكنا مسلكهم، وكم من مشايخ، وكم من رؤساء يهونون على الناس الجرائم والموبقات، ويقولون: الجنة للمسلمين فلا تخافوا، ومن دخل النار يخرج منها، وسلكنا نفس المسلك.واليهود يقولون: كم عبدنا العجل؟ أربعين يوماً، مدة غيبة موسى فقط، فنعذب أربعين يوماً، وهذا هو التدجيل والتضليل؛ لأن أربعين يوماً تدرون كم؟ اليوم بألف سنة، والنتيجة أربعون ألف سنة، وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ [الحج:47]، أربعون ألف سنة، هذه أيام معدودات؟!وهذا المراد منه التخفيف على المجرمين، والتهوين من الجريمة، ليرتكبوا الفواحش والمنكرات، وليأكلوا أموال الناس، وليضروا بالبشرية، ويحطموها، ويؤذوها، بسبب فتاوى علمائهم. وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ قل يا رسولنا .. قل لهم: أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا [البقرة:80] عندكم عهد من الله .. صك أنكم لا تعيشون في النار إلا أربعين يوماً؟ هل عندهم؟ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا [البقرة:80] بل تقولون على الله ما لا تعلمون، أم هنا للإضراب فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [البقرة:80] أي: بل تقولون على الله ما لا تعلمون.لو اتخذتم عهداً من الله فالله لا يخلف وعده أبداً، وحاشاه؛ لأنه قوي قدير، والذي يخلف الوعد هو العاجز فيضطر إلى خلف الوعد، أما القوي القدير الذي بيده كل شيء ويملك كل شيء، كيف يخلف وعده؟! ما أخلف أحد عهده إلا للعجز والضعف القائم به، أما الله فهو غني غنى مطلق، فكيف يخلف عهده؟! فلهذا قال تعالى: فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ . أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [البقرة:80] هذه الحقيقة، أنكم تكذبون على الله، وتنسبون إليه ما لم يقله، ولم يقرره في كتابه، ولا على ألسنة رسله.وهذا التوبيخ لليهود، ونحن -أيضاً- متأهلون له فمنا من يقول كذلك، ففي بعض الطرق يعدون أتباعهم بالجنة رسمياً تماماً: إخوان الشيخ الفلاني لن يدخلوا النار! وإن كنتم لا تعرفون فهذا واقع في ديار الإسلام: إخوان سيدي فلان .. مريدو فلان كلهم إلى الجنة، ولا تمسهم النار، وإن دخلوها يخرجون منها بعد أيام.فاسمعوا كيف وبخهم الله بعدما أورد قولهم: وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً [البقرة:80] قال الله لرسوله: قل لهم .. اسألهم أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [البقرة:80]؟ الجواب: يقولون على الله ما لا يعلمون.لكن ما جرأهم على القول على الله؟إنه الجهل، فما عرفوا الله حتى لا يكذبوا عليه، ولا ينسبوا إليه ما لم يقل، فما ملأت معرفة الله في قلوبهم، ولا في أذهانهم، ولا في نفوسهم؛ فلهذا يقولون ويكذبون.
تفسير قوله تعالى: (بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته ...)
قال تعالى: بَلَى [البقرة:81] ليس الأمر كما تتصورون، وهذا للجميع .. للبشرية كلها بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً [البقرة:81].
معنى السيئة
ما هي السيئة يرحمكم الله؟السيئة حركة عملية .. فعل، قد تكون كلمة .. قد تكون نظرة؛ تسيء إلى النفس البشرية .. إلى الروح، فتوضع فوقها كنكتة سوداء، والعياذ بالله.والسيئة تجمع على سيئات، والسيئة تؤثر في النفس البشرية، وسببها: كلمة حرمها الله .. نظرة حرمها الله .. لقمة حرمها الله، فإذا فعلها العبد انعكست على نفسه فأصبحت نكتة سوداء، والرسول صلى الله عليه وسلم بين هذا أيما تبيين، ووضح أيما توضيح فقال: ( إذا أذنب العبد ذنباً ) تعرفون الذنب ما هو؟ ما يؤاخذ عليه العبد، والحيوان من أين نأخذه إذا هرب؟ من ذيله أو لا؟ من ذنبه، فكذلك نؤخذ بذنوبنا.( إذا أذنب العبد ذنباً ) سب إبراهيم .. نظر إلى امرأة زيد .. اغتاب فلاناً وهو غائب .. أدخل يده إلى جيبه فأخرج رياله، فهذا الذنب إذا أذنبه العبد نكت على قلبه نكتة سوداء، فإن هو تاب، وأناب، ورجع، صُقل الأثر، وزال ومُسح؛ لأن الروح كالزجاجة الصافية، فإذا لم يتب، وزاد ذنباً آخر، وضعت نكتة أخرى إلى الأولى، فإن ما تاب، ولا رجع، وزاد ذنباً ثالثاً وضعت نكتة أخرى .. وهكذا حتى تسودّ النفس، وذلكم الران الذي قال الله تعالى فيه: بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [المطففين:14] فإذا تغطى القلب بالسيئات أصبح المخلوق كالحيوان .. كالأفعى ينهش ولا يرحم .. كالثعبان يعض ويسمم .. كاللص يبقر البطن، ويأخذ الفلوس، انتهى. فلا يصدق، ولا يؤمن، ولا يعرف فضيلة ولا حق، فانطمس نوره.
كواسب الإنسان
مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً [البقرة:81] أنتم تعرفون الكواسب يا معاشر الدارسين أو لا؟ ما هي الجوارح التي نجترح بها السيئات؟ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ [الجاثية:21] ما هي جوارحك يا هذا التي تجترح بها؟ ما هي كواسبك التي تكتسب بها؟إنها سبعة: أولاً: السمع، وهل السمع يكتسب السيئة؟ نعم، كيف هذا؟ يسمع امرأة جاره تتكلم فيتلذذ بكلامها، ويبقى يسمع .. يسمع عاهرة تغني، وتلين الكلام، وترققه لتثير الغرائز والشهوات فينساب ويسمع، اجترح بأذنه أو لا؟ بآلة السمع .. يسمع الباطل، والغيبة، والنميمة، وسب الصالحين، وهو في المجلس يتلذذ بذلك الكلام.لعلي واهم! والله العظيم لَيَجلسون للطعن، والسب، والشتم في أولياء الله، والغافلون يضحكون. اكتسب أو ما اكتسب؟ اكتسب.ثانياً: البصر، البصر كاسبة أو لا؟ جارحة من الجوارح، فالذي ينظر إلى امرأة لا تحل له مما حرم الله عليه نظرة يتعمدها ليتلذذ بها فقد اكتسب ببصره السيئة، وانعكس على قلبه، أحب أم كره، فإما أن يتوب على الفور ويلهج بالاستغفار والندم، وإلا تنكت نكتة أخرى.يا شيخ! كيف تقول هذا ونحن ندعو إلى توظيف النساء، وقد وظفناهن في الدوائر .. في الفنادق .. في كل مكان، فكيف نغض أبصارنا؟آلله أمركم بهذا أم اليهود والنصارى؟ من يجيبني؟ الله الذي أمر؟!لقد عاش نساؤنا وبناتنا أكثر من ألف وثلاثمائة سنة ما توظفن، وعشن صالحات أو لا؟ الآن فقط إذا ما توظفت المرأة الحياة مرة، والجوع والفقر والفاقة .. هكذا؟!ومما علمناه أن طبيباً مختصاً في العظام والدماغ في مستشفى الطائف عنده امرأة غير موظفة، فلا يسمح لها بالوظيفة، ولا أن تخرج، قالوا: لم؟ قال: لا أرضى أن امرأتي تنظرون إليها، وتشتغل معكم. هذا ألماني كافر لكنه كأنه عرف، فاستدعيناه فجاء لفندق شيراتون وجلسنا معه ساعة، وعرضنا عليه الإسلام، وهو متهيئ، وبالفطرة عرف: كيف امرأتي تنظرون إليها؟يا شيخ! لعل هذا ليس بصحيح، أنا أسمع.. اسمع الله يقول: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [النور:30]، نقول: لا .. لا .. كيف نغض أبصارنا؟! كيف نمشي؟ كيف نعمل؟من قال هذه الكلمة كفر، كفر بالله، وانمحى اسمه من ديون المسلمين.غضوا، ما قال: أغمضوا. كيف تمشي؟ لما تشاهد المرأة أغمض عينيك.نعم! من اليسر عندنا -كما في المملكة- أن تغض بصرك؛ لأنه نادر ما تمر بين يديك امرأة كاشفة عن وجهها، أليس كذلك؟ لكن لما تكون في بلد نساؤه في الشوارع كيف تغض بصرك؟ فأنتم بين خيارين قلت لهم: إما أن تحجبوا نساءكم أو احجبوا رجالكم فقط. أما الاختلاط، وغض بصرك فما هو معقول، ولا يمكن أبداً، فكيف تغض بصرك؟!نعم! الحجاب مضروب، وكلما تشاهد امرأة غض بصرك، لكن إذا كنت معها في كل مكان فكيف تغض؟ إما أننا نحجب النساء، وهذا أرحم؛ لأن رحمة الله اقتضته، فالمرأة في بيتها قائمة بدولة: تغسل .. تنظف .. تطبخ .. تعمل .. تربي، عمل، وأنت يا فحل تقضي الساعات في المزرعة، أو المتجر، أو المصنع وتعود، أما أن تخرج المرأة وتخالط الأجانب والرجال وتقول: غضوا أبصاركم، كيف نغض أبصارنا؟! فهذا ليس بمعقول؟!إذاً: العين تكتسب بها بالنظر، فهي جارحة، وقد عرفتم أن مصيبة البصر أعظم، فالنظرة هذه تؤدي إلى الهاوية، وكم من نظرة أنتجت مقتلة ودماء تسيل، نعم! كل الحوادث من مستصغر الشرر.ثالثاً: اللسان، ولهذا يقول المثل المصري: لسانك حصانك؛ إن صنته صانك؛ وإن خنته خانك.دعك من هذا المثل، ها هو ذا رسول صلى الله عليه وسلم يقول، وقد أخذ لسانه بيده: ( كف عنك هذا، فقال الصاحب: أو إنا لمؤاخذون بما نتكلم به يا رسول الله؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟ )، والفتن كلها قائمة من طريق اللسان: الحروب، والبلاء، والنزاع، والصراع والطلاق، وكل الفتن مبدؤها باللسان.ولو التزمنا بمبدأ وهو: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )، فمن كان منكم يا معاشر المؤمنين والمؤمنات يؤمن بالله والدار الآخرة وما فيها من نعيم مقيم أو عذاب أليم فليقل خيراً إذا تكلم أو يسكت، وإن وجد كلمة خير تنفع ولا تضر .. تطعم ولا تجوِّع .. ترفع ولا تضع قالها، وإن كانت تضر ولا تنفع لا يقولها.رابعاً: الأيدي .. أيدي السباع، الأيدي جارحة أو لا؟ هل هناك ضرب بدون يد .. سلب بدون يد .. قتل بدون يد؟ فاليد جارحة من أعظم الجوارح، ولا يحل لمؤمن أبداً أن يرفعها في غير حق، فضرب المؤمن .. كسلب ماله .. كقتله هذه محرمات وتتم باليد.خامساً: الرجلان .. الرجل، كيف الرجل؟ تجترح بها ماذا؟ الذي يمشي إلى دور الخنا والباطل والشر يمشي برجليه أو لا؟ برجليه. والذي يمشي إلى البدعة والخرافة ما يمشي برجليه؟ الذي يمشي إلى مجالس الغيبة والنميمة مشى برجليه، وهكذا .. الرجل جارحة يجترح بها الإنسان الذنب.سادساً: البطن، وهل البطن يكتسب به الإنسان السيئات؟ شرب الحشيش والأفيون، الكوكايين والدخان والشيشة هذا بماذا تتم؟ بالبطن أو لا؟ شرب الخمر .. أكل الخنزير .. أكل الحرام .. أكل الربا في البطن أو لا؟ فالبطن جارحة، وأية جارحة هذه! قاتلة.سابعاً وأخيراً: الفرج، ولهذا يقول أبو القاسم فداه أبي وأمي والعالم أجمع: ( من يضمن لي ما بين لحييه )، وهو الفم ( وفخذيه ) وورد أيضاً البطن.على كلٍّ البطن والفرج، والفرج أعظمها؛ لأن فاحشة الزنا ما فوقها فاحشة إلا القتل والكفر، أما اللواط ما نقول عنه؟ لم؟ كيف يوجد اللواط في المسلمين.وعندنا مثل: هذه الديار التي أهلها الله للنور والكمال، وأوجد فيها بيته، لماذا ما أوجد هذا البيت في المغرب أو في الهند أو في أوروبا واختار فقط هذه الديار؟ لأن هذه الديار ما عرفوا اللواط قط قروناً إلى عهد خلافة عمر ، فلما تولى عمر الخلافة رفعت قضية أن أعجميين في بلاد البحرين ارتكبوا هذه الجريمة. والخليفة عبد الملك بن مروان يحلف على المنبر، ويقول: والله لولا أن الله تعالى أخبر في كتابه عن فاحشة اللواط فما كان يخطر ببالنا أن الذكر ينزو على الذكر.ويؤيد هذه أن هذا البلاد ما عرفت بغلة فيها ولا بغل، فما وجد البغال في هذه الديار لم؟ لأن البغل يوجد من إنزاء الحمار على الفرس، تعرفون هذا أو لا؟ كيف يولد البغل؟ يُنزى الحمار المعروف بالداب على الفرس فتلد الفرس بغلاً، وهو حيوان بين الحمار والفرس، وهذه البلاد والعرب من أولاد إسماعيل من قبل لا يعرفون هذا، كيف ينزون الحمار عن الفرس! وأول بغلة دخلت الحجاز بغلة أهداها المقوقس ملك مصر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع مارية القبطية اسمها الدُلْدُل، عرفتم أو لا؟الآن لو تعرفون ما يجري في أوروبا: أندية خاصة باللواط، وهذه الفاحشة تترفع عنها الحيوانات، والله إن ذكران الحيوان ليترفعون عنها ولا يقبلونها، هل رأيتم جملاً ينزو على جمل؟ أو تيساً على تيس؟ فكيف بالإنسان؟!إذاً: فاحشة الزنا هذه هي السابعة، فمن حفظ جوارحه، واستعصم، وثبت زكت نفسه، وطابت وطهرت بأدنى الأعمال من الصالحات، ومن كان يخبثها ويلوثها ولو يبيت مصلياً ويظل صائماً، فزنية واحدة تمحو ذلك كله وتغطيه، لكن إذا هو تجنب السيئات، وحسبه أنه يؤدي هذه الواجبات، وبذلك تزكو نفسه، وتطيب، وتطهر.
سوء عاقبة أصحاب السيئات والخطايا
وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ [البقرة:81]، كيف أحاطت به؟ اليوم وغداً و.. كما بينها الرسول، نكتة إلى نكتة إلى نكتة فتغطى القلب، فيصبح مظلماً؛ لا يعي، ولا يفهم، ولا يسمع.هذا معنى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ [البقرة:81] البعداء أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة:81].عرفتم من أصحاب النار؟ البيض أو السود؟ من هم؟ الذين أحاطت الخطايا بنفوسهم، ومن أحاطها بنفوسهم؟ هم؛ لأنهم ما رجعوا ولا تابوا، بل ولا سألوا، ولا عرفوا، ولا تعلموا ما هي السيئة، وكيف تحدث أثراً في النفس، لأنهم جهلة عاشوا في الغابات، والبساتين، والمصانع، والمتاجر، فما سألوا عن الله، ولا عرفوا. فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة:81] كم سنة يرحمكم الله؟ أبداً، عالمان لا يفنيان: عالم علوي دار السلام، وعالم سفلي النار، وباقي العوالم كلها تتبخر، فيبقى عالم الشقاء وعالم السعادة، وانتهت سنة الله في الخلق. وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|