وقبل أن أستطرد في إجابة باقي الأسئلة - أيها الإخوة - أود أن أجيب سؤالًا يتراءى لي، وأنظره يلوح على مخايل الوجوه التي أمامي يجول في الصدور يتحرج أصحابه من سؤاله ألا وهو أنني رددت مراراً وتكراراً لفظة (مكر الله) فما معنى ذلك، وكيف يوصف الله - تبارك وتعالى - بالمكر مع أن المكر ظاهره أنه مذموم؟
وأؤصل الكلام حول هذه النقطة تأصيلاً لا يختص بمقامنا هذا فحسب وإنما ليفيد إفادة عامة عند من يتعرض لمثل هذه الجمل في القرآن الكريم وهو يقرؤه أو في السنة النبوية وهو يطالعها.
فأقول - أيها الإخوة -: لقد ورد في القرآن الكريم أفعال أطلقها الله تعالى على نفسه على سبيل الجزاء والعدل والمقابلة وهي فيما سيقت فيه مدح وكمال لكن لا يجوز أن يشتق له تعالى منها أسماء كما لا يصح أن تطلق عليه في غير ما سيقت فيه من الآيات كقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ﴾ [النساء: 142] وقوله تعالى: ﴿ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 54] وقوله تعالى: ﴿ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾ [التوبة: 67] وقوله تعالى: ﴿ وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ﴾ [البقرة: 14، 15] ونحو ذلك من آيات، فلا يجوز أن يطلق على الله تعالى مخادع أو ماكر أو ناس مستهزئ تعالى ربي وجل عن ذلك ولا يقال: الله يستهزئ ويخادع ويمكر وينسى هكذا على سبيل الإطلاق تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى -: "إن الله تعالى لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع والاستهزاء مطلقاً ولا ذلك داخل في أسمائه الحسنى ومن ظن ذلك فقد فاه بأمر عظيم تقشعر منه الجلود وتكاد الأسماع تصم عند سماعه وإنما غر هذا الجاهل أنه - سبحانه وتعالى - أطلق على نفسه هذه الأفعال".[6]
فلا يطلق على الله من هذه الأفعال شيء إلا في السياق الذي وردت فيه وهي حينئذ تدل على المدح والكمال، هذا هو منهج أهل السنة والجماعة في هذه المسألة - أيها الإخوة - وهو المنهج الحق الذي يؤيده الفكر السليم والعقل الصحيح، فكيف يجوز أن نشتق لله وحده من هذه الأفعال أسماء كالماكر أو الناسي أو المخادع وكل أسماء الله حسنى وفضلى؟ كيف نقرن هذه الأسماء باسم الله الرحيم أو الودود أو الحكيم أو الكريم؟ والمقصود أن الله تعالى سمى نفسه بأسماء حسنة وصفات عليا ثم إنه أطلق على نفسه بعض صفات الأفعال على وجه الجزاء والمقابلة لمن فعل ذلك، فالماكر يمكر الله به والمخادع يخدعه الله من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته". ثم قرأ قوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾ [هود: 102].[7]
فهذا من وجوه المكر والخداع له ومعلوم أن المجازاة على ذلك إن كانت من المخلوق فهي حسنة فكيف إذا كانت من الخالق - سبحانه وتعالى -؟!
فالمكر إذا كان في محله فهو محمود، ولذا فمثل هذا لا يطلق على الله كاسم ولا كوصف وإنما يكون في مقام وسياق يدل على المدح والحمد.
ولذلك ما كان السلف رضوان الله عليهم يتحرجون من التحدث بمثل هذا في مثل هذا السياق والمقام كما سمعنا عن أبي بكر رضي الله عنه.
نعود - أيها الإخوة - لنجيب عن بقية الأسئلة التي طرحناها في بداية اللقاء ما حكم الأمن من مكر الله - عز وجل -؟
إن العبد الذي سولت له نفسه معصية الله - عز وجل - فاستمرأها واعتاد عليها وما عاد يصده عنها صاد ولا يرده عنها راد سواء كانت تلك المعصية ظلماً لنفسه أو ظلماً لغيره لهو عبد جاهل مغرور بحلم الله عليه وهو لا يدري أسكرته نشوة المعصية وأذهلته عن مقتضى التفكير الصحيح، فإن الله - أيها الإخوة- قال عن أقوام: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 44]" كان المنتظر بعدما نسوا ما ذكروا، وعظوا فلم يتعظوا، ونصحوا فلم ينتصحوا، وذكروا فلم يتذكروا بل أعرضوا ونسوا كان من المنتظر أن يأتي العقاب من الله - عز وجل - بمثل: أخذناهم أخذ عزيز مقتدر، أو مثل: أنزلنا عليهم صاعقة من السماء، أو مثل: أمرنا الجبال فأهلكتهم أو البحار فأغرقتهم، لكن لم يحدث شيء من هذا كله بل حدث العكس من ذلك: فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء أغدقنا عليهم من كل الخيرات وجميع الأرزاق والنعم والمسرات ثم قال فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون" أي آيسون من كل خير، ولذلك قال الحسن البصري - رحمه الله تعالى -: "من وسع عليه فلم ير أنه يمكر به فلا رأي له ومن قتر عليه فلم ير أنه ينظر له فلا رأي له ثم قرأ ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾ [الأنعام: 44] وقال: مكر بالقوم ورب الكعبة أعطوا حاجتهم ثم أخذوا، وقال قتادة: مكر الله بهم وما أخذ الله قوماً قط إلا عند سكرتهم وعزتهم ونعمهم، فلا تغتروا بالله فإنه لا يغتر بالله إلا القوم الفاسقون.[8]
إي والله - أيها الإخوة - لا تغتروا بالله لا يقل أحدكم ربي يحبني والدليل أنه أعطاني وحباني وأنعم علي وأكرمني يقصد أنه أعطاه المال وأعطاه الأولاد وأعطاه الزوجة وأعطاه الوظيفة ثم يحسب أن الله بذلك يحبه ومن حرم من شيء من هذا ظن أن الله - عز وجل - يكرهه ويهينه، لا، فهذا او هذا على خطأ فما هذه بعلامة حب وكرامة وما هذه بعلامة سخط وإهانة قال تعالى: "﴿ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ﴾ [الفجر: 15، 16] ثم قال ربنا سبحانه "كلا" أي ليس الإعطاء دليل كرامة وليس المنع دليل إهانة وإنما الحال أنهما ابتلاء فمن شكر حين أعطى وصبر حين حرم فقد أفلح، ومن جحد حين أعطى وسخط حين حرم فقد خسر خسراناً مبيناً.
ولذلك روى أحمد وغيره من حديث عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا وهو مقيم على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾ [الأنعام: 44].[9]
فالأمن من مكر الله عظيم خطره كبير ضرره مستطير ومستطيل شره وشرره وهو محرم ينافي كمال التوحيد الواجب ولذلك جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [الأعراف: 99] فهذا دليل على أنه لا يجوز الأمن من مكر الله، فلا يغترن بالله أحد والآية سيقت مساق الإنكار والتعجب فالمؤمن الموحد - أيها الإخوة - في كل أحواله وشئونه ملازم للخوف والرجاء وهذا هو النافع وهو الواجب وبذلك تحصل السعادة.
قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى -: وإنما يخشى على العبد من خلقين رذيلين:
أحدهما: أن يستولي عليه الخوف حتى يقنط من رحمة الله وروحه.
والثاني: أن يتجارى به الرجاء حتى يأمن مكر الله وعقوبته، فمتى بلغت به الحال إلى هذا فقد ضيع واجب الخوف والرجاء اللذين هما من أكبر أصول التوحيد وواجبات الإيمان.
فإن سأل سائل: فما هي الأسباب التي تصل بالإنسان إلى القنوط واليأس من روح الله؟
قال السعدي - رحمه الله -: وللقنوط من رحمة الله واليأس من روحه سببان محذوران:
أحدهما: أن يسرف العبد على نفسه ويتجرأ على المحارم فيصر عليها ويصمم على الإقامة على المعصية، ويقطع طمعه من رحمة الله، لأجل أنه مقيم على الأسباب التي تمنع الرحمة، فلا يزال كذلك حتى يصير له هذا وصفًا وخلقًا لازمًا، وهذا غاية ما يريده الشيطان من العبد، ومتى وصل إلى هذا الحد لم يرج له خير إلا بتوبة نصوح وإقلاع قوي.
الثاني: أن يقوى خوف العبد بما جنت يداه من الجرائم ويضعف علمه بما لله من واسع الرحمة والمغفرة، ويظن بجهله أن الله لا يغفر له ولا يرحمه ولو تاب وأناب، وتضعف إرادته فييأس من الرحمة، وهذا من المحاذير الضارة الناشئة من ضعف علم العبد بربه، وما له من الحقوق، ومن ضعف النفس وعجزها ومهانتها.
فلو عرف هذا من ربه ولم يخلد إلى الكسل، لعلم أن أدنى سعي يوصله إلى ربه، وإلى رحمته وجوده وكرمه.
وإن سأل سائل ما الأسباب التي تدفع الإنسان الى اليأس من رحمة الله بالعبد إلى الأمن من مكر الله حتى نجتنبها فلا نقع فيها ونحذرها فلا تنزلق أقدامنا إليها؟
والجواب: للأمن من مكر الله سببان مهلكان:
أحدهما: إعراض العبد عن الدين وغفلته عن معرفة ربه وماله من الحقوق، وتهاونه بذلك فلا يزال معرضًا غافلًا مقصرًا عن الواجبات، منهمكًا في المحرمات، حتى يضمحل خوف الله من قلبه، ولا يبقى في قلبه من الإيمان شيء، لأن الإيمان يحمل على خوف الله وخوف عقابه الدنيوي والأخروي.
السبب الثاني: أن يكون العبد عابدًا جاهلًا معجبًا بنفسه مغرورًا بعمله فلا يزال به جهله حتى، يدل بعمله ويزول الخوف عنه، ويرى أن له عند الله المقامات العالية، فيصير آمنا من مكر الله متكلًا على نفسه الضعيفة المهينة، ومن هنا يخذل ويحال بينه وبين التوفيق، إذ هو الذي جنى على نفسه. [10]
ولذلك - أيها الإخوة - كانت عاقبة وعقوبة الأمن من مكر الله - عز وجل - وخيمة وعظيمة وأنا أسرد على مسامع حضراتكم بعضها عسانا نتعظ بها ونورد في ثنايا ذلك أحوال نبينا وسلفنا في المخافة منها فيا - أيها الإخوة - ذكر الذهبي في كتابه الكبائر والعهدة عليه قال: وفي الأثر: أنه لما مكر بإبليس - وكان مع الملائكة - طفق جبريل وميكال يبكيان فقال الله - عز وجل - لهما: ما لكما تبكيان؟ قالا: يا رب ما نأمن مكرك فقال الله تعالى: "هكذا كونا لا تأمنا مكري".
ولذلك أحبتي كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: "يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك". فقيل له يا رسول الله أتخاف علينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء".[11]
وعَنْ سَالِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَكْثَرُ مَا كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَحْلِفُ "لاَ وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ".[12] ومعناه يصرفها أسرع من ممر الريح على اختلاف في القبول والرد والإرادة والكراهية وغير ذلك من الأوصاف قال تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ﴾ [الأنفال: 24] قال مجاهد: المعنى يحول بين المرء وعقله حتى لا يدري ما تصنع بنانه قال تعالى ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ ﴾ [ق: 37] أي عقل واختار الطبري أن يكون ذلك إخباراً من الله تعالى أنه أملك لقلوب العباد منهم وأنه يحول بينهم وبينها إن شاء حتى لا يدرك الإنسان شيئاً إلا بمشيئة الله - عز وجل -.
ولو لم يكن إلا هذه الآية التي حذر الله فيها من الظن به ما لم يرده في كتابه ولم يدل عليه رسوله لكانت كافية أن يخافه الناس ولا يركنوا إلى أمان قال تعالى: ﴿ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [فصلت: 23].
ومن عاقبة الأمن من مكر الله ما قص الله تعالى في كتابه العزيز من قصة بلعام. وأنه سلب الإيمان بعد العلم والمعرفة قال تعالى: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ * سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ﴾ [الأعراف: 175 - 177] وكانت قصته - على ما ذكره ابن عباس وابن إسحاق والسدي وغيرهم - أن موسى لما قصد حرب الجبارين ونزل أرض بني كنعان من أرض الشام أتى قوم بلعم إلى بلعم - وكان عنده اسم الله الأعظم على ما يقال - فقالوا: إن موسى رجل حديد ومعه جند كثير، وأنه جاء يخرجنا من بلادنا ويقتلنا ويحلها بني إسرائيل، وأنت رجل مجاب الدعوة، فاخرج فادع الله أن يردهم عنا، فقال: ويلكم نبي الله ومعه الملائكة والمؤمنون كيف أدعو عليهم وأنا أعلم من الله ما أعلم، وإني إن فعلت هذا ذهبت دنياي وآخرتي، فراجعوه وألحوا عليه فقال: حتى أؤامر ربي، وكان لا يدعوه حتى ينظر ما يؤمر به في المنام فآمر في الدعاء عليهم، فقيل له في المنام لا تدع عليهم، فقال لقومه: إني قد آمرت ربي وإني قد نهيت فأهدوا إليه هدية فقبلها، ثم راجعوه فقال: حتى أؤامر، فآمر، فلم يوح إليه شيء، فقال: قد آمرت فلم يجز إلي شيء، فقالوا: لو كره ربك أن تدعو عليهم لنهاك كما نهاك في المرة الأولى، فلم يزالوا يتضرعون إليه حتى فتنوه فافتتن فركب أتانا له متوجهًا إلى جبل، يطلعه على عسكر بني إسرائيل يقال له: حسبان، فلما سار عليها غير كثير ربضت به، فنزل عنها فضربها حتى إذا أذلقها قامت فركبها، فلم تسر به كثيرًا حتى ربضت، ففعل بها مثل ذلك فقامت، فركبها فلم تسر به كثيرًا حتى ربضت، فضربها حتى أذلقها، فأذن الله لها بالكلام فكلمته حجة عليه، فقالت: ويحك يا بلعام أين تذهب بي؟ ألا ترى الملائكة أمامي تردني عن وجهي هذا؟ أتذهب بي إلى نبي الله والمؤمنين تدعو عليهم؟ فلم ينزع، فخلى الله سبيلها فانطلقت حتى إذا أشرفت به على جبل حسبان جعل يدعو عليهم ولا يدعو عليهم بشيء إلا صرف الله به لسانه إلى قومه، ولا يدعو لقومه بخير إلا صرف الله به لسانه إلى بني إسرائيل. فقال له قومه: يا بلعام أتدري ماذا تصنع إنما تدعو لهم علينا؟! فقال: هذا ما لا أملكه، هذا شيء قد غلب الله عليه، فاندلع لسانه فوقع على صدره، فقال لهم: قد ذهبت الآن مني الدنيا والآخرة فلم يبق إلا المكر والحيلة، فسأمكر لكم وأحتال، جمِّلوا النساء وزيِّنوهن وأعطوهن السلع، ثم أرسلوهن إلى العسكر يبعنها فيه، ومروهن فلا تمنع امرأة نفسها من رجل أرادها، فإنهم إن زنا رجل واحد منهم كفيتموهم، ففعلوا فلما دخل النساء العسكر مرت امرأة من الكنعانيين، اسمها كستى بنت صور، برجل من عظماء بني إسرائيل يقال له زمري بن شلوم رأس سبط شمعون بن يعقوب، فقام إليها فأخذ بيدها حين [أعجبه جمالها] ثم أقبل بها حتى وقف بها على موسى، فقال: إني أظنك ستقول هذه حرام عليك؟ قال: أجل هي حرام عليك لا تقربها، قال: فوالله لا أطيعك في هذا، ثم دخل بها قبته فوقع عليها فأرسل الله الطاعون على بني اسرائيل في الوقت، وكان فنحاص بن العيزار بن هارون صاحب أمر موسى، وكان رجلا قد أعطي بسطة في الخلق وقوة في البطش، وكان غائبًا حين صنع زمري بن شلوم ما صنع، فجاء والطاعون يجوس بني إسرائيل، فأخبر الخبر، فأخذ حربته وكانت من حديد كلها، ثم دخل عليهما القبة، وهما متضاجعان فانتظمهما بحربته، ثم خرج بهما رافعهما إلى السماء، والحربة قد أخذها بذراعه واعتمد بمرفقه على خاصرته، وأسند الحربة إلى لحيته وكان بكر العيزار، وجعل يقول: اللهم هكذا نفعل بمن يعصيك، ورُفع الطاعون، فحُسِب من هلك من بني إسرائيل في الطاعون فيما بين أن أصاب زمري المرأة إلى أن قتله فنحاص، فوجدوا قد هلك منهم سبعون ألفا في ساعة من النهار، فمن هنالك يعطي بنو إسرائيل ولد فنحاص من كل ذبيحة ذبحوها الرقبة والذراع واللحى، لاعتماده بالحربة على خاصرته، وأخذه إياها بذراعه، وإسناده إياها إلى لحيته، والبكر من كل أموالهم وأنفسهم، لأنه كان بكر العيزار وفي بلعم أنزل الله تعالى: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 175، 176] [13]
فتأمل أدلع لسانه على صدره وصار يلهث كما يلهث الكلب، أمن المكر فساقه ذلك إلى أن قنع بالفاني من حطام الدنيا عن الباقي من نعيم الجنة فأطاع هواه فما كان له مثل إلا الكلب وسلبه الله الإيمان والعلم والمعرفة.
نعوذ بالله من الأمن والركون إلى الدنيا الدنية ونشهد الله على محبتنا له وخوفنا منه ورجائنا فيه وللحديث صلة بعد جلسة الاستراحة، وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، وأغنى وأقنى، وجعلنا من خير أمة تأمر وتنهى، والصلاة والسلام على خير الورى، وما ضل وما غوى، وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى.
أما بعد، فيا أيها الإخوة!
وهكذا فمن يأمن من بعد برصيصا العابد الذي تعبد ستين سنة، والذي أراده الشيطان فأعياه لكن الله لما تخلى عنه، مات على الكفر وبرصيصا هذا هو الذي قيل إن الله ذكره في قوله - عز وجل -: ﴿ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ﴾ [الحشر: 16، 17].
قال العلامة ابن كثير:
وقد ذكر بعضهم هاهنا قصة لبعض عباد بني إسرائيل هي كالمثال لهذا المثل، لا أنها المرادة وحدها بالمثل، بل هي منه مع غيرها من الوقائع المشاكله لها، روى ابن جرير عن عبد الله بن نَهِيك قال: سمعت عليًّا، رضي الله عنه، يقول: إن راهبًا تعبد ستين سنة، وإن الشيطان أراده فأعياه، فعمد إلى امرأة فأجنَّها ولها إخوة، فقال لإخوتها: عليكم بهذا القس فيداويها. قال: فجاءوا بها إليه فداواها، وكانت عنده، فبينما هو يوما عندها إذ أعجبته، فأتاها فحملت، فعمد إليها فقتلها، فجاء إخوتها، فقال الشيطان للراهب: أنا صاحبك، إنك أعييتني، أنا صنعت هذا بك فأطعني أنجك مما صنعت بك، فاسجد لي سجدة. فسجد له، فلما سجد له قال: إني بريء منك، إني أخاف الله رب العالمين، فذلك قوله: ﴿ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾. [14]
وروى ابن جرير عن عبد الله بن مسعود في هذه الآية: ﴿ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾ قال: كانت امرأة ترعى الغنم، وكان لها أربعة أخوة، وكانت تأوي بالليل إلى صومعة راهب. قال: فنزل الراهب ففجَر بها، فحملت، فأتاه الشيطان فقال له: اقتلها ثم ادفنها، فإنك رجل مُصدَّق يسمع قولك. فقتلها ثم دفتها. قال: فأتى الشيطانُ إخوتها في المنام فقال لهم: إن الراهب صاحب الصومعة فجَر بأختكم، فلما أحبلها قتلها ثم دفنها في مكان كذا وكذا. فلما أصبحوا قال رجل منهم: والله لقد رأيت البارحة رؤيا ما أدري أقصها عليكم أم أترك؟ قالوا: لا بل قصها علينا. قال: فقصها، فقال الآخر: وأنا والله لقد رأيت ذلك، فقال الآخر: وأنا والله لقد رأيت ذلك. فقالوا: فوالله ما هذا إلا لشيء. قال: فانطلقوا فاستعدوا ملكهم على ذلك الراهب، فأتوه فأنزلوه ثم انطلقوا به فلقيه الشيطان فقال: إني أنا الذي أوقعتك في هذا، ولن ينجيك منه غيري، فاسجد لي سجدة واحدةً وأنجيك مما أوقعتك فيه. قال: فسجد له، فلما أتوا به مَلكهم تَبَرأ منه، وأُخِذَ فقتل. قال: وكذا روي عن ابن عباس، وطاوس، ومقاتل بن حيان، نحو ذلك. واشتهر عند كثير من الناس أن هذا العابد هو برصيصا، والله أعلم. [15]
وقال الذهبي - رحمه الله تعالى -: وروي أنه كان رجل بمصر ملتزم المسجد للآذان والصلاة وعليه بهاء العبادة وأنوار الطاعة فرقي يوماً المنارة على عادته للآذان وكانت تحت المنارة دار لنصراني ذمي فاطلع فيها فرأى ابنة صاحب الدار وكانت جميلة فافتتن بها وترك الآذان ونزل إليها فقالت له: ما شأنك وما تريد فقال: أنت أريد. قالت: لا أجيبك إلى ريبة. قال لها: أتزوجك، قالت له: أنت مسلم وأبي لا يزوجني بك قال: أتنصر. قالت له: إن فعلت أفعل فتنصر ليتزوج بها وأقام معهم في الدار فلما كان في أثناء ذلك اليوم رقى إلى سطح كان في الدار فسقط فمات فلا هو فاز بدينه ولا هو تمتع بها. نعوذ بالله من مكره وسوء العاقبة وسوء الخاتمة.
وقالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك. فقلت: يا رسول الله إنك تكثر أن تدعو بهذا فهل تخشى قال: وما يؤمنني يا عائشة وقلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء إذا أراد أن يقلب قلب عبد قلبه. [16]
ولذلك - أيها الإخوة - كان من دعاء الراسخين في العلم ما ذكره الله في معرض الثناء عليهم: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [آل عمران: 8].
وفي الحديث الصحيح "إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها". [17]
وفي صحيح البخاري عن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرجل ليعمل بعمل أهل النار وإنه من أهل الجنة ويعمل الرجل بعمل أهل الجنة وإنه من أهل النار وإنما الأعمال بالخواتيم".[18]
يقول الإمام الذهبي - رحمه الله تعالى -: فإذا كانت الهداية مصروفة، والاستقامة على مشيئته موقوفة، والعاقبة مغيبة، والإرادة غير معلومة ولا مغالبة، فلا تُعجَب بإيمانك، وصلاتك وجميع قربك فإنها من محض فضل ربك وجوده فربما سلبه عنك فوقعت في هوة الندم حيث لا ينفع الندم.
فلا تعجب بإيمانك وعملك وصلاتك وصومك وجميع قربك ذلك إن كان من كسبك فإنه من خلق ربك وفضله الدار عليك فمهما افتخرت بذلك كنت مفتخراً بمتاع غيرك ربما سلبه عنك فعاد قلبك من الخير أخلى من جوف العير. فكم من روضة أمست وزهرها يانع عميم أضحت وزهرها يابس هشيم إذ هبت عليها الريح العقيم كذلك العبد يمسي وقلبه بطاعة الله مشرق سليم ويصبح وهو بمعصية الله مظلم سقيم ذلك تقدير العزيز العظيم.
ابن آدم! الأقلام عليك تجري وأنت في غفلة لا تدري ابن آدم دع المغاني والأوتار والمنازل والديار والتنافس في هذه الدار حتى ترى ما فعلت في أمرك الأقدار [19].
وكذا لا ينبغي - أيها الإخوة - للعبد أن ييأس من روح الله ورحمته فكما أن الأمن من مكر الله محرم وكبيرة فكذلك الإياس من روح الله والقنوط من رحمته كبيرة قال الله تعالى: ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون" فاليأس وشدة القنوط واستبعاد فرج الله ورحمته أن تدرك العبد كل هذا محرم والله -تبارك وتعالى- جعله من صفات الكافرين فقال عز من قائل: ﴿ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾.
وكيف يفعل عبد بنفسه هذا والله تعالى هو القائل: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾؟ ولذلك - ولا غرو - قال النبي صلى الله عليه وسلم وقد سئل عن الكبائر ما هي؟ فقال: الشرك بالله واليأس من روح الله والأمن من مكر الله"[20] والحديث رواه البزار وسنده حسن في صحيح الجامع وروى عبد الرزاق عن ابن مسعود أنه قال: أكبر الكبائر الإشراك بالله والأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله.[21]
وفي الحديث الذي أورده الألباني في السلسلة الصحيحة: "ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا، وأمة أو عبد أبق فمات، وامرأة غاب عنها زوجها قد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده، فلا تسأل عنهم.، وثلاثة لا تسأل عنهم: رجل نازع الله عز و جل رداءه فإن رداءه الكبرياء وإزاره العزة، ورجل شك في أمر الله والقنوط من رحمة الله".[22]
وإنما يقع العبد في اليأس من رحمة الله كما قدمنا بالإسراف والجرأة على محارم الله ومعاصيه فييئسه الشيطان من رحمة الله ويقنطه ويغلب على ظنه عقوبة الله وغضبه وانتقامه ويأسه من رحمته وعفوه وغفرانه.
وعلاج هذا كله في الوسطية التي شرحناها وذلك بالاعتدال بين الخوف والرجاء والمحبة وأيضًا بالاستقامة على منهج الله وطاعة رسول الله على منهج سلفنا الصالح بلا إفراط أو تفريط وكفى بالتزام السنة والبعد عن البدعة كفى بها اعتدالاً وكفى بها استقامة.
يا آلِفَ الهَمِّ، لا تَقْنَط، فأيأسُ ما
تكونُ يأتيكَ لُطفُ اللّهِ بالفَرجِ 
ثق بالذي يَسمعُ النَّجوى، ويُنجى من ال
بلوى ويستنقذ الغرقى من اللجج 
أسأل الله تعالى أن يحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ به سبحانه أن نغتال من تحتنا اللهم انا نخافك ولا نجرؤ على عصيانك ونرجوك ولانقطع الأمل من غفرانك، فهيى اللهم لنا من أمرنا رشدًا نخاف فيه عقابك ونأمل فيه غفرانك وتسوقنا خلاله محبتنا لك حتى يكون آخر ذلك أن تكتب لنا رضوانك فلا نبأس أبدا وتحل علينا نعمك فلا نشقى سرمدًا، اللهم انصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا اللهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين لك أواهين لك مخبتين إليك راغبين إليك راهبين لك مطاويع.
ربنا تقبل توباتنا واغسل حوباتنا وثبت حججنا واهد قلوبنا اسلل سخيمة صدورنا،... الدعاء.
[1] مدارج السالكين (1/ 517)، وفي مواضع هنا استفدت من رسالة: كلمات في المحبة والخوف والرجاء للشيخ الجليل: محمد بن إبراهيم الحمد.
[2] أخرجه أبو داود 792 وابن ماجه 910، وصححه الألباني في، صحيح أبي داود (757).
[3] أخرجه ابن ماجه 4267، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه، تخريج المختارة (366 - 367).
[4] أخرجه الترمذي 3175، وابن ماجة 4198، وصححه الألباني في الصحيحة 162.
[5] الجواب الكافي (ص 26).
[6] مختصر الصواعق (290- 392).
[7] أخرجه البخاري (4686) ومسلم (2583) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
[8] تفسير ابن كثير - (3 / 256).
[9] أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (4926)"مجمع البحرين"، والبيهقي في شعب الإيمان (4540)، وأحمد في مسنده (4/145)، والدولابي في الكنى (1/111)، وقد حسنه الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء.
[10] القول السديد ص 124، 126.
[11] أخرجه البخاري 7391.
[12] أخرجه البخاري 6617.
[13] انظر: الطبري: 13 / 264-267، تفسير ابن كثير: 2 / 267-268، البداية والنهاية: 1 / 322 وقال: "هذا الذي ذكره ابن إسحاق في قصة بلعام صحيح قد ذكره غير واحد من السلف".
[14] تفسير ابن كثير - (8 / 75).
[15] نفسه (8 / 76).
[16] الكبائر ص 90، المنسوب للذهبي.
[17] أخرجه البخاري 4207.
[18] أخرجه البخاري 6607.
[19] الكبائر (ص90)
[20] روه البزار (106) "كشف الأستار"، وحسنه الألباني في الصحيحة (2051).
[21] تفسير الطبري (8/243، 244) وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (19701) ومن طريقه الطبراني في المعجم الكبير (9/171) من طريق أبي إسحاق عن وبرة به، وأخرجه ابن أبي الدنيا في التوبة (31) من طريق الأعمش عن وبرة به.
[22] السلسلة الصحيحة - مختصرة - (2 / 81)، ح (542).