عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 18-08-2020, 03:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,735
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد

ورحم الله الذي قال:
قف بالقبور بأكباد مصدعة
ودمعة من سواد القلب تنبعث

وسل بها عن أناس طالما رشفوا
ثغر النعيم وما في ظله مكثوا

ماذا لقوا في خباياها وما قدموا
عليه فيها وما من أجله ارتبثوا

وعن محاسنهم إن كان غيرها
طول المقام ببطن الأرض واللبث

وما لهم حشرات الأرض تنهشهم
نهشًا تزول له الأعضاء والنجث

وتلكم الفتيات إذ طرحن بها
هل كان فيهن ذا التغيير والشعث

فإن يجبك على لأي مجيبهم
ولن يجيب وأنى ينطق الجَدَث

فانظر مكانك في أفناء ساحتهم
فإنه الجد لا هزل ولا عبث

واعمل لمصرع يوم هال أوله
ومن أمامك فيه الروع والجأث[3]


لكن بعض الناس للأسف الشديد يحول هذه الزيارة من وسيلة للاتعاظ والاعتبار والادكار إلى وسيلة تفتح عليه بحراً من السيئات كالسيل المنهمر، فمن الناس من إذا زار القبور لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية وصدرت منه كلمات تسخط رب البرية جل في علاه.

نعم.. نسمع ذلك ونراه وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقل كما في الحديث الذي أخرجه مسلم من حديث عبد الله بن مسعود أنه صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب أو دعا بدعوى الجاهلية". [4]

ومن النساء من تذهب فتنوح وتعدد مآثر من مات وتذكر فضائل من رحل وكأنها لم تسمع قول نبيها صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت". [5]

أيها الإخوة..
إنما شرع لنا الله ورسوله في زيارة القبور سنة تتبع وطريقة تحتذى، فمن زار منا قبراً فليدع لأهل القبور عموماً ولأقاربه ومعارفه خصوصاً فيكون محسناً إليهم بالدعاء وطلب العفو والمغفرة والرحمة لهم، ومحسناً إلى نفسه باتباع السنة وتذكر الموت والآخرة.

روى مسلم من حديث عائشة وفيه أنه – صلى الله عليه وسلم – قال: فإن جبريل أتاني فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم قالت عائشة: قلت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المتقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون". [6]

هذا هو المشروع في زيارة المقابر - أيها الإخوة - دعاء للأموات واستغفار لهم من رب الأرض والسموات، واتعاظ وادكار واعتبار بحالهم.

أما أن تجعل زيارة المقابر وسيلة للتفاخر وطريقة للتباهي فإذا زار الرجل أو المرأة قبر قريبه ذكر مآثره ومحاسنه ومراتبه ومناقبه، ويا ليت الأمر وقف عند هذا الحد بل والله صار التفاخر إلى بناء المقابر في زخرفتها وتشييدها وبنائها وذلك قد نهى عنه الله ورسوله ألم تسمع إلى ربنا يقول: "بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾ [التكاثر: 1 - 8].

ذكر ابن كثير - رحمه الله - أن هذه السورة نزلت في قبيلتين من قبائل الأنصار في بني حارثة وبني الحارث تفاخروا وتكاثروا، فقالت إحداهما: فيكم مثل فلان بن فلان وفلان؟ وقال الآخرون: مثل ذلك تفاخروا بالأجياد قال: ثم انطلقوا إلى القبور فجعلت إحدى الطائفتين تقول: فيكم مثل فلان – يشيرون إلى القبور – ومثل فلان وفعل الآخرون مثل ذلك، فأنزل الله - عز وجل -"ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر"، كانوا يقولون نحن أكثر من بني فلان، ونحن أعد من بني فلان، وهم كل يوم يتساقطون إلى آخرهم والله ما زالوا كذلك حتى صاروا من أهل القبور كلهم. [7]

فعلام - أيها الإخوة -.. علام التفاخر والتباهي؟ وهذه القبور التي شيدناها وزيناها علام هي الأخرى؟ علام التشييد وبناؤها عالية ضخمة فخمة أدواراً وفللاً وساحات وأندية إن حال المقام فيها والله لا يتغير بذلك، فلن يقلب البناء الجميل المزخرف المزركش حال التعيس البائس، ولن ينقص من أجر العامل المحسن الصالح أن يدفن في خربة، لأنها مجرد زيارة نعم إنما الميت ضيف في قبره سوف يقضى وقت ضيافته وهو قصير جداً ثم يروح ويتركه.

عن ميمون بن مهران قال كنت جالساً عند عمر بن عبد العزيز فقرأ: ﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴾ [التكاثر: 1، 2]، فلبث هنيهة ثم قال: يا ميمون ما أرى المقابر إلا زيارة وما للزائر بد من أن يرجع إلى منزله يعني أن يرجع إلى منزله، إلى الجنة أو إلى النار.

ولله در أعرابي ثقف لقن ذكي فطن سمع قوله تعالى: ﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴾ [التكاثر: 1، 2] فقال: بعث اليوم ورب الكعبة، أي: إن الزائر سيرحل من مقامه ذلك إلى غيره.

فعلام هذه الزخارف وإنفاق الأموال في غير موضعها فإن الله سيسألنا عنها فماذا نحن قائلون؟

ومن الناس - أيها الإخوة - من يذهب إلى القبور فيفعل ما هو وسيلة إلى الشرك يتمسح بالقبور والأضرحة والمشاهد ويتوسل بها أو بمن فيها إلى الله أو يصلى عندها ويسرجها ويبني عليها مسجداً للصلاة فيه وهذا ذريعة ووسيلة كما قلنا إلى الإشراك بالله وقد بينا ذلك فيما سبق معنا بينا حرمة التوسل بالمقبورين ونبين الآن حرمة اتخاذ هذه القبور مساجد فما هو - أيها الإخوة - حكم الشرع المطهر في بناء المساجد على القبور، وما حكم الصلاة في هذه المساجد؟

أولاً: حكم بناء المساجد على القبور:
روى البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: لما نُزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم بها كشفها، فقال - وهو كذلك- لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد قالت عائشة يحذر ما صنعوا، ولولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً[8]

وكأنه صلى الله عليه وسلم علم أنه مرتحل من ذلك المرض فخاف أن يعظم قبره كما فعل من مضى فلعن اليهود والنصارى إشارة إلى ذم من يفعل مثلهم... يعني من هذه الأمة.

فيالله هل استوعبت أخي الحبيب هذا الظرف الذي حكى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الكلام؟ لقد كان النبي في سكرات الموت وكرباته بين إغماءات الموت وغمراته يفيق مرة ويغمى عليه مرة وكان يتذكر الشيء الشديد الأهمية فيذكره يأمر بأعظم الأشياء وينهى عن أشدها حرمة، ومن هذه الأشياء التي ذكرها لنا وذكرنا بها من بين السكرات والكربات والغمرات أن بناء المساجد فوق القبور حرام واتخاذها مسجداً حرام كذلك والنبي صلى الله عليه وسلم قد ذكر ذلك كثيراً في مرض موته لما علمه الله من أن أمته تفتن به فصار يحذرها وجعل يذكرها. روى مسلم من حديث جندب بن عبد الله قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: "إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل فإن الله قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك".[9]

وواضح جدّاً - أيها الإخوة - أن هذا الموقف كان النبي فيه خطيباً يحدث الناس وهو الموقف الذي جلس فيه بأبي هو وأمي على المنبر لم يقو على القيام فجلس فخطب الناس فذكرهم بهذا ثم ذكرهم به مرة أخرى وهو في سكرات الموت فيا له من موقف عظيم.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أصل هذا الأصل كثيراً قبل ذلك في حياته صلى الله عليه وسلم فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". [10]

قال الإمام الشافعي - رحمه الله -: "كره والله تعالى أعلم أن يعظم أحد من المسلمين ويتخذ قبره مسجدًا ولم تؤمن في ذلك الفتنة والضلال على من يأتي بعده"[11]

وفي الصحيح عن عائشة أن أم سلمة ذكرت للرسول صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور فقال: أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجداً وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله". [12]

قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى -: "فهؤلاء جمعوا بين فتنتين: فتنة القبور وفتنة التماثيل". [13]

وهنا يبدر سؤال يفرض نفسه ربما سأل سائل فطن عن حكم دخول الكنيسة؟ هل يجوز لمسلم أن يدخلها والجواب لا، سواء كان للتعبد أو الصلاة أو للفرجة أو لحاجة دنيوية إلا إن كان داعية مسلماً دخلها للدعوة لدين الله تعالى بشرط أمن الفتنة أيضاً.

ودليل هذا كله قوله تعالى ﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ * أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 107 - 110]، قال عمر رضي الله عنه: "لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السَّخطة تنزل عليهم ولأنها مأوى الشياطين".

وقد قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله - عن حديث أم سلمة: "هذا الحديث يدل على تحريم بناء المساجد على قبور الصالحين وتصوير صورهم فيها كما يفعله النصارى ولا ريب أن كل واحد منهما محرم على انفراده، فتصوير صور الآدميين يحرم وبناء القبور على المساجد بانفراده يحرم كما دلت عليه نصوص أخرى".

وعن أبي عبيدة بن الجراح قال: آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم : "أخرجوا يهود أهل الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب واعلموا أن شرار الناس الذين يتخذون قبور أنبيائهم مساجد". [14]

وهنا استفهام جدير أن نتوقف أمامه فأغالب الأحاديث التي ذكرناها تحدد بالذات قبور الأنبياء فهل معنى ذلك أن النهى عن اتخاذ القبور مساجد خاص بقبورهم هم دون غيرهم أو أنه عام في كل قبر يتخذ مسجداً؟

والجواب: بل هو عام في كل قبر يتخذ مسجداً لكن لما كان فضل قبر النبي على غيره يجعل الناس يستولونه على غيره فيتخذونه مسجداً نبه النبي عليه وفي هذا تنبيه على ما سواه لأنه إذا امتنع فى حق الأنبياء فامتناعه في حق غيرهم أولى وأولى.

والمقصود - أيها الإخوة - أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن اتخاذ القبور مساجد ولعن من فعله وشدد في ذلك جدّاً واتخاذ القبور مساجد معناه يشمل:
1- الصلاة على القبور بمعنى السجود عليها.
2- السجود إليها واستقبالها بالصلاة والدعاء.
3- بناء المساجد عليها للصلاة فيها.

قال ابن حجر الهيثمي في كتابه الزواجر عن اقتراف الكبائر واتخاذ القبور مساجد معناه: "الصلاة عليه أو إليه"[15] وكذا قال الصنعاني في سبل السلام. [16]

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تصلوا إلى قبر ولا تصلوا على قبر". [17]

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يبنى على القبور أو يقعد عليها أو يصلى عليها".[18]

وعن أنس - رضي الله عنه - أنه سئل عن الصلاة وسط القبور قال ذكر لي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كانت بنو إسرائيل اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد فلعنهم الله تعالى".[19] فيكون اتخاذ القبور مساجد معناه السجود على القبور والصلاة عليها وأيضاً السجود إليها واستقبالها بالصلاة والدعاء وكذلك من معانيها بناء المساجد عليها وقصد الصلاة فيها.

وهذا المعنى أشارت إليه السيدة عائشة رضي الله عنها بقولها: "ولولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً"[20] أي: لولا ذلك اللعن الذي استحقه اليهود والنصارى بسبب اتخاذهم القبور مساجد المستلزم البناء عليها لجعل قبره صلى الله عليه وسلم في أرض مكشوفة بارزة ولكن الصحابة رضي الله عنهم لم يفعلوا ذلك خشية أن يبنى عليه مسجد من بعض من يأتي بعدهم فتشملهم اللعنة.

وقد يعترض بعض الفطناء الآن فيقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم دفن في مسجده والجواب: إن النبي لم يدفن في مسجده وإنما دفن في بيته والدليل على هذا أنه مات في حجرة عائشة ولما مات اختلفوا في دفنه: أين يدفن؟ حتى جاء الصديق - رضي الله عنه - فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما قبض الله نبيّاً إلا دفن حيث قبض روحه، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنت والله رضى، مقنع ثم خطوا حول الفراش خطَّا ثم احتمله علي والعباس والفضل وأهله ووقع القوم في الحفر يحفرون حيث كان الفراش".[21]

وهكذا دفن صلى الله عليه وسلم في حجرة عائشة وجاء ضم الحجرة بعد ذلك إلى المسجد في أيام الوليد بن عبد الملك على خلاف ما أراد أصحاب النبي والتابعون لهم بإحسان.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 31.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 31.34 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.96%)]