الموضوع: مجاذبة الأشواق
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-07-2020, 04:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,332
الدولة : Egypt
افتراضي مجاذبة الأشواق

مجاذبة الأشواق
عباس توفيق

ببابكَ قد وضعْتُ الرّحلَ لمّا *** أتاني من جنابكَ مَن دعاني
وصرتُ أنازعُ الدنيا بهجْرٍ *** وإقبالٍ وأجهلُ ما اعتراني
فحيناً لكَ يجري الشوقُ فيضاً *** وحيناً تخلبُ الدنيا جَناني
ووقتَ الشوق أسْراري وقلبي *** بأسْرار الوجودِ يُتيّمانِِ
أرى ما لا يراهُ سوايَ نُعمى *** ولذْعُ المرّ حلوٌ في اللسانِ
أرى نفسي تخِفُّ إلى انطلاقٍٍ *** كعصفورٍ تسرِّحُهُ يدانِ
ومِن أُنْسٍ أتُوهُ فما دراني *** أإنّي طائرٌ أم في مكاني
ألاقي حيثما يمّمتُ قوماً *** ولم يكُ لي بهمْ أيُّ اقترانِ
وأشْهَدُ مَن رماهُ الموتُ سهماً *** ومن لم يدْنُ بعْدُ من السّنانِ
أرى الماضي يعانقُ كلَّ آتٍ *** وكنتُ أظنّ لا يتلاقيانِ
فأعْلمُ أن نهرَ العمرِ ضحْلٌ *** وأن مداهُ أقصرُ من ثوانِ
وإمّا شدّت الدنيا كياني *** أخالطْها بوجْدٍ وافتتانِ
وأرشف حُسْنها سرّاً وجهْراً *** توارى أو تغافل أو رآني
وأنّى رُحْتُ أنهلْ منه ذكرىً *** كأني لا أغيبُ عن العيانِ
أحُوكُ لها خيوطاً من حريرٍ *** لقنْص متاعها حدَّ التفاني
وأسلكُ في سبيلِ القصْدِ ما لا *** أحاذرهُ وإنْ خطرٌ دهاني
ونفسٍ ليس يلجِمُها اختلاجٌ *** ودنياً لستُ أتركها لثانِِ
أعودُ إليكَ منكسِراً جزوعاً *** حييّاً من غوايات التواني
فدعْ قلبي لعزّكَ مستكيناً *** وخذْ بيدي إلى برّ الأمانِِ
إلهي ليس لي إلاكَ عَونٌ *** فكنْ عوني على هذا الزمانِ


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.48 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.90%)]