الموضوع: صوت الإسلام
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-07-2020, 04:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,915
الدولة : Egypt
افتراضي صوت الإسلام

صوت الإسلام
أحمد كوري بن محمدن

أَيَا شَجَنَ الدُّنْيَا وَيَا هَمَّ أُمَّتِي *** دَعِينِي أُحَيِّي يَا هُمُومُ مُنَعَّمًا
لِدِينِي فَقَدْ حَنَّتْ إِلَيَّ نُفُوسُهُمْ *** وَيَا ظُلُمَ الآثَامِ، رِفْقًا بِمُهْجَتِي
يَلُوذُ بَنُو الدُّنْيَا الضِّعَافُ بِعِزَّتِي *** وَقَدْ ضِقْتُ ذَرْعًا يَا هُمُومُ بِغُرْبَتِي
لِدِينِي، لِدِينِي بُطُونُ الشُّجُونْ
فَقَدْ ضِقْتُ ذَرْعًا بِسُكْنَى البُطُونْ
لِدِينِي، لِدِينِي
ذَرِينِيَ أَمْشِي طَلِيقَا
ذَرِينِي أَشُقُّ لِنَفْسِي طَرِيقَا
ذَرِينِيَ أَنْحِتُ صُمَّ الصُّخُورِ..أَشُقُّ طَرِيقَا
فَسِيحًا
ذَلُولاً
حَنُونًا وَأَمْشِي طَلِيقَا
وَأَزْرَعُ فِي الدَّرْبِ قَلْبًا مُضِيئَا
ذَرِينِيَ أَزْرَعُ قَلْبًا يُشِعُّ
ذَرِينِيَ أَزْرَعُ قَلْبًا رَحِيمًا
ذَرِينِيَ أَزْرَعُ قَلْبًا أَلِيفًا شَفُوقَا
لِدِينِي، لِدِينِي غُضُونُ القُرُونْ
لأُهْدِيَ لِلدَّرْبِ قَصْدًا حَمِيدَا
وَقَلْبًا رَفِيقًا وَجَلْدًا وَفِيَّا
وَأُهْدِي رِثَاءَ رُؤًى نَافِذَاتٍ لعُمْيِ العُيُونْ
وَفِكْرًا صَحِيحًا لعُمْهِ العُقُولْ
وَصُبْحًا مُنِيرًا لِلَيْلِ الدَّآدِي
وَبِشْرًا وَحُبًّا دَفِينًا مَدِيدَ الظِّلاَلْ
لأَفْعَى الزَّمَانْ
وَنَفْسًا بِنَفْحِ الطِّيبِ وَالحُبِّ تَنْضَحُ *** وَقَلْبًا رَؤُوفًا بِالعِبَادِ لِجُلْمُدٍ
وَخِصْبًا لأَلْطَافِ اللَّطَائِفِ يَمْنَحُ *** عَنِيدٍ بِمُهْتَاجِ الجَحَائِمِ يَلْفَحُ
رُوَيْدَكِ مَهْلاً دَعِينِي
رُوَيْدَكِ إِنِّي تَذَكَّرْتُ شَيْئَا
فَلاَ تَلِدِينِي، دَعِينِي،
دَعِينِي دَفِينًا، دَعِينِي خَبِيئَا،
دَعِينِيَ ذِكْرَى تَمُوتُ وَتَحْيَا
فَلاَ أَنَا فِي تِلْكَ الحَيَاةِ بِرَاغِبٍ *** وَذِكْرَايَ أَحْلَى فِي قُلُوبِ أَحِبَّتِي
وَأَرْضَى لَهُمْ مِنْ أَنْ أُصَبِّحَ حَيَّهُمْ *** أَقُولُ دَعُوا هَذَا فَإِنِّيَ نَاصِحُ
وَذَلِكَ أَمْرٌ يَكْرَهُونَ سَمَاعَهُ *** فبَطْنُكِ يَا أُمَّاهُ أَحْنَى وَأَصْلَحُ
وَأَحْسَنُ مَرْأًى فِي العُيُونِ وَأَمْلَحُ *** فَأُمْسِي مُقِيمًا فِي رُبَاهُمْ وَأُصْبِحُ
لَكُمْ وَافْعَلُوا الخَيْرَاتِ يَا قَوْمُ تَصْلُحُوا *** فَلاَ تَلِدِينِي إِنَّنِي كُنْتُ أَمْزَحُ
دَعِينِي، دَعِينِي، وَلَا تَلِدِينِي،
دَعِينِي أَنَامُ بِمِلْءِ جُفُونِي،
مَدَى الدَّهْرِ،
دَعِينِيَ إِنِّي سَئِمْتُ قُلُوبًا..تُخَبِّئُ شَرًّا.. وَتُضْمِرُ شَرًّا.. وَتَنْضَحُ شَرًّا،
دَعِينِي أَنَامُ بِبَطْنِكِ فَرْدَا،
دَعِينِي أَنَامُ بِبَطْنِكِ دَهْرَا،
إِلَى أَنْ تَحِينَ سُوَيْعَةُ نَشْرِي
فَيُفْتَحَ عَنِّي لأَنْهَضَ قَبْرِي
وَإِنِّي لأَحْجُو أَنَّ عَوْدِي إِلَيْهِمُ *** وَقَدْ سَخِرُوا مِنِّي وَإِنْ كُنْتُ رَأْفَةً
وَمُهْدِيهِمُ نُورًا يَفِيضُ حَضَارَةً *** وَأَهْمُلُ حَبًّا مِنْ طَهورِي عَلَيْهِمُ
يُحِلُّهُمُ رَوْضَاتِ طُهْرٍ نَوَافِحًا *** وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَحْفَظُوا الوُدَّ بَيْنَنَا
وَلَمْ يَرْقُبُوا إِلِّي وَقَدْ عِشْتُ بَيْنَهُمْ *** وَخَانُوا ذِمَامِي وَالذِّمَامُ مُؤَكَّدٌ
عَسِيرٌ فَقَدْ مَلُّوا كَلاَمِي وَمَلَّهُمْ *** بِهِمْ حَامِلُ الكَلِّ الَّذِي فَكَّ غُلَّهُمْ
لَهَا دَانَ مَنْ قَدْ جَاءَهُمْ لِيُضِلَّهُمْ *** عَبِيرًا هَمُولاً كَمْ سَقَاهُمْ وَعَلَّهُمْ
وَعِزًّا وَيَا حِبَّ الَّذِي قَدْ أَحَلَّهُمْ *** جَزَاءً وِفَاقًا حِينَ خَافُوا مُذِلَّهُمْ
زَمَانًا عَظِيمَ الشَّأْنَ أَرْقُبُ إِلَّهُمْ *** سِفَاهًا وبِي جَلُّوا فَكُنْتُ مُجِلَّهُمْ
فَذَلُّوا وَهَانُوا عَلَى المُعْتَدِينْ،
بزمِّي جَمَالِي،
لِتَرْكِ وِصَالِي،
وَإِدْبَارِ حَالِي،
لَدَيْهِمْ سِفَاهَا،
وَإِقْبَالِ لَيْلِي، وَإِظْلاَمِ يَوْمِي،
لِذُلِّي بِقَوْمِي، وَقَطْعِي وَصُرْمِي.. فَلَا تَلِدِينِي،
بِرَبِّي دَعِينِيَ يَا أُمِّ أَغْفُو،
فَفِي النَّوْمِ يَا أُمَّاهُ لِي أَيُّ رَاحَةٍ *** وَإِنْ تَضَعِينِي اليَوْمَ أُمَّاهُ أُقْتَلُ
فَلاَ تَلِدِينِي إِنَّنِي إن وَلَدْتِنِي *** سَأُلْفَى قَتِيلاً أَوْ أُضَامُ وَأُخْذَلُ
فَقَدْ نَسَبُوا لِي كُلَّ مِيسَمِ ذِلَّةٍ *** بِهِ وَسَمُوا حَتَّى ضَغَوْا وَتَمَلْمَلُوا
وَكُلَّ قُصُورٍ مُحْزِنٍ وَجَهَالَةٍ *** وَيَأْسٍ... وَقَوْلُ الصِّدْقِ أَسْمَى وَأَنْبَلُ
وَعَبَّأَهُمْ لِلْفَتْكِ بِي كُلُّ فَادِحٍ *** أَصَابَهُمْ لَمَّا رَمَوْنِي وَبَدَّلُوا
وَمَلَّأَهُمْ حِقْدًا عَلَيَّ حَقِيدُهُمْ *** وَمَلَّأَهُمْ بُغْضًا يَجِيشُ وَيَسْفُلُ
يَهِيجُ بِهِمْ أَنْ يُطْفِئُونِي وَإِنَّنِي *** سَأَبْقَى عَلَى الأَيَّامِ شَمْسًا تَهَلَّلُ
وَرَوْضًا بِفَوَّاحِ الشَّذَا وَنَدِيِّهِ *** يَجُودُ وَجُودًا بِالأَمَانِيِّ يَهْمُلُ
وَدَرْبًا إِلَى غُرِّ الْمَقَامَاتِ سُلَّمًا *** ذَلُولاً إِذَا مَا بِالْمَنَاسِمِ يُرْكَلُ
وَطُهْرًا لأَدْرَانِ النُّفُوسِ وَهَادِيًا *** إِلَى الْقَصْدِ بِالْعِلْمِ الَّذِي كُنْتُ أَبْذُلُ
فَيَنْشُرُ وَهَّاجًا مِنَ النُّورِ وَالْهُدَى *** يُزَحْزِحُ لَيْلَ الجَهْلِ خَزْيَانَ يَرْقُلُ
أَأُمَّاهُ إِنِّي سَوْفَ أَبْقَى بِرَغْمِهِمْ *** وَرَغْمَ الْعِدَا نُورًا عَلَى الْجَهْلِ يَحْمِلُ
يُزِيحُ الْخَنَا وَالذُّلَّ وَالضُّرَّ وَالأَذَى *** عَنِ الْمَنْهَجِ الْمَوْبُوءِ وَالْقَوْمُ غُفَّلُ
وَأَبْذُلُ خَيْرِي لِلَّذِينَ يُحِبُّهُمْ *** إِلَهِيَ يَا أُمَّاهُ وَالخَيْرُ يُبْذَلُ
أَأُمَّاهُ إِنِّي سَوْفَ أَبْقَى بِرَغْمِ مَنْ *** قَلاَنِيَ مُرِِبَّا بِالْمُنَى يَتَنَزَّلُ
وَكَهْفًا وَحِضْنًا لاَ يُضَامُ جَنَابُهُ *** وَجَيْشًا لُهَامًا فِي العُلاَ يَتَمَهَّلُ
تَذُودُ عَنِ الْعِزِّ المُنِيفِ سُيُوفُهُ *** وَتَحْمِي حِمَى الْعَلْيَاءِ وَالشَّرُّ مُقْبِلُ
وَإِنِّي سَأَبْقَى مَا بَقِيتِ مَنَارَةً *** تَأَلَّقُ لاَ تَنْفَكُّ فِي الْعِزِّ تَرْفُلُ
وَتَخْجَلُ مِنْ لأْلاَئِهَا وَسُمُوِّهَا *** ذَكَاءُ وَلَيْسَتْ مِنْ سِوَى ذَاكَ تَخْجَلُ
أَأُمَّاهُ لَا تَأْسَيْ عَلَيَّ فَإِنَّنِي *** سَأَقْبَلُ مِيلاَدِي قَرِيبًا وَأُقْبِلُ
سَأَقْبَلُ يَا أُمَّاهُ أَسْعَى وَزِينَتِي *** وَفَاءٌ وَإِيمَانٌ وَعِزٌّ مُبَجَّلُ
وَتَاجٌ بِرِفْقٍ بِالْوَرَى وَأَمَانَةٍ *** وَحُبٍّ وَإِخْلاَصٍ لِرَبِّي مُكَلَّلُ
وَلَسْتُ إِلَى إِحْصَاءِ أَقْبَاسِ زِينَتِي *** بِهَافٍ فَإِجْمَالِي لَهَا الْيَوْمَ أَجْمَلُ
فَأَنْتِ بِهَا أَدْرَى وَلَسْتُ لِعَدِّهَا *** بِمُحْتَاجَةٍ إِذْ أَنْتِ مَنْ لَيْسَ يَجْهَلُ
فَمَغْفِرَةٌ أُمَّاهُ إِنْ لَمْ أَعُدَّهَا *** فَعِلْمُكِ بِي أُمَّاهُ أَوْفَى وَأَكْمَلُ
فَقَرِّي فَذِي لَكِ نَفْسِيَ عَيْنَا،
فَإِنِّي وَإِنْ كُنْتُ حِمْلاً ثَقِيلاً سَأَبْقَى وَفِيَّا،
فَلَا تُرْهِقِينِي، دَعِينِي، دَعِينِي،
دَعِينِي مَلِيَّا،
أَنَامُ قَلِيلاً بِمِلْءِ جُفُونِي،
أُزَحْزِحُ عَنِّي ظَلاَمَ السُّجُونِ، وَلَفْظَ الْقُرُونْ،
دَعِينِي مَلِيَّا،
دَعِينِي دَعِينِي،
وَلاَ تَضْجَرِي،
أَنَامُ قَلِيلاً، بِمِلْءِ جُفُونِي،


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 24.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.71 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.58%)]