الموضوع: خطر على الأمة
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 25-06-2020, 02:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,301
الدولة : Egypt
افتراضي رد: خطر على الأمة



فلما ترك هؤلاء صلاة الفجر في جماعة، ابتلاهم الله بالكبائر، وأخذهم من حيث لا يشعرون، حتى وقعوا في مستنقع الرذيلة، والجريمة، والقبح، والعياذ بالله.



والسبب الثاني: سوء التربية، فإن مسؤولية الأب والأم كبيرة، فالشاب الذي ينشأ على الأغنية والموسيقى، لا يستغرب ولا يستبعد أن يتناول كأس الخمر، أو يتناول الأفيون، أو يتعاطى الحشيش، أو يروج للمخدرات، وما الذي يمنعه من ذلك، وقد تربى على الأغنية الماجنة، والأفلام الساقطة وعلى الجريمة والفحش.



ما تربى على سورة {طه} و{الواقعة} و{ق} ما سمع حديثاً من صحيح البخاري أو مسلم، ما حضر درساً من دروس العلم.



فالأب والأم مسؤولان أمام الله تعالى يوم القيامة عن ضياع هؤلاء الشباب.



السبب الثالث: الفراغ، فلما فرغت قلوبهم من طاعة الله، ومن ذكر الله، ومن محبة الله، امتلأت من محبة الشيطان، فقاده كما تقاد الدابة حتى أورده مورد الهلاك.



والسبب الرابع: قرناء السوء، والشلل البائرة الفاسدة، التي مكرت بشبابنا، وصورت لهم الدين، وحلقات العلم، على أنها تخلف ورجعية، وتزمت وتأخر.



ولكن ها هو إنتاجهم على الصعيد الآخر، وها هو التقدم الذي يزعمون، حتى أصبحنا نعيش على هامش الحياة، وخلف سطور التاريخ.



مر أحدهم بأحد طلاب العلم وهو يقرأ في صحيح البخاري، فقال له ضاحكاً مستهتراً: الناس صعدوا على سطح القمر، وأنت تقرأ في هذا الكتاب! فرد عليه طالب العلم قائلاً: أنت ما قرأت في الكتاب وما صعدت على سطح القمر، فأينا أفضل!



إنهم ما قدموا شيئاً، ولم يحرزوا مجداً، إنهم لا يجيدون إلا تقليد أوروبا في ميوعتها، وخنوثتها، وتدنيها، وسخفها، وسفهها، لكنهم ما صنعوا لنا طائرة، ولا ثلاجة، ولا قدموا لنا خدمات كما تفعل أوروبا، فقد أضاعوا الدين والدنيا جميعاً.



كفقير اليهود لا دين ولا دنيا:

ï´؟ مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء ï´¾ [النساء: 143].

ï´؟ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ï´¾ [الحج: 11].



فتجد أحدهم يفتخر في المجال أنه سافر إلى أمريكا، وإلى لندن، وإلى باريس، وأنه عاش هناك، ودرس هناك، وهذا والله ليس بشرف، وإنما يحل لنا السفر إلى هذه البلاد للضرورة كما يحل لنا لحم الميتة.



قال أهل العلم: لا يسافر إلى بلاد الكفر إلا لعلاج لا يوجد في بلاد المسلمين أو دراسة دنيوية، لا تتحصل إلا في هذه البلاد، أو للدعوة إلى الله - عزَّ وجلَّ.



فهل يذهب هذا العدد الكبير إلى هذه الدول للدعوة؟!

هل يذكرون لا إله إلا الله في شوارع لندن وباريس؟!

هل رفعوا لواء محمد صلى الله عليه وسلم هناك؟!

هل نشروا القيم والأخلاق؟



لقد ذهبوا هناك، فأصبحوا أذل وأخس وأحقر من أبناء تلك الدول.

وما ذهبوا لعلاج، والحمد لله فإن في بلادنا ما يكفي في هذا المجال.

وما ذهبوا لطلب العلم؛ لأنهم ما قدموا لنا شيئاً، وما أنتجوا لنا شيئاً.

مِنْهُمْ أَخَذْنَا الْعُودَ وَالسِّيجَارَةْ ♦♦♦ وَمَا عَرَفْنَا نُنْتِجُ السَّيَّارَةْ!



فمن أعظم الأسباب التي أدت إلى فساد كثير من الشباب، السفر إلى هذه البلاد الغربية، وخاصة إذا سافر المراهقون، الذين لم يدركوا نعمة الإسلام، فيذهب أحدهم، فينسلخ من دينه ومن عقله، ومن حياته، ويعود في مسلاخ البهيمة والحيوان.



السبب الخامس: تعاطي بعض العقاقير عن طريق الخطأ، أو بزعم أن فيها شفاء من بعض الأمراض، أو أنها نافعة في تقوية شهوة الجنس، وقد كذبوا، لأنه ثبت عند أهل الطب من المسلمين أنها سبب لضعف شهوة الجنس، وضعف النسل وتهديده.



فهذه بعض الأسباب التي أحدثت هذا الاضطراب وهذا الخلل في شباب الأمة، فنسأل الذي بيده مفاتح القلوب، أن يرد شباب المسلمين إليه رداً جميلاً، وأن ينقذنا من هذه الأزمات، وأن يتوب على شبابنا إنه سميع قريب.



أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو التواب الرحيم.



الخطبة الثانية


الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين؛ وقدوة الناس أجمعين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.



عباد الله:

تكلمنا عن الأضرار وتكلمنا عن الأسباب، وما أنزل الله داء إلا وجعل له دواء، فما العلاج إذن، وما هو الدواء الشافي من هذه الأزمات التي هزت مجتمعاتنا هزّاً عنيفاً؟!



إن علاج ذلك يتلخص في عدة أمور:

أولها: وأعظمها وأشرفها العودة إلى الحي القيوم، ومراقبته سبحانه وتعالى وتقواه، فإنها النجاح في الدنيا والآخرة.



قال سعيد بن المسيب وقد ذكر له رجل شرب الخمر، ما سبب ذلك وقد كان معنا؟ فقال: ترك طاعة الله، فسقط من عين الله، فرفع الله ستره عنه، وإذا أراد الله أن يرفع كنفه عن العبد، خلاه ونفسه، ولم يستدركه بطاعة، ولم يلهمه رشده، فتردى على وجهه في النار.



فأعظم العلاج، أن نعود بشبابنا وأمتنا إلى الله سبحانه وتعالى وأن نعتبر بالأمم الأخرى التي سقطت على وجهها في الهاوية، وحلت بها الكوارث، وفسد شبابها ومجتمعاتها، ودب الاضطراب في كيانها، وأصبح الانتحار عندهم عادة مألوفة، ثم إنهم يستدركون الآن أخطاءهم، يقول كيرسيي ميريسون: الآن عرفت الله، لما رأيت أوروبا تزحف إلى النار.



والأمر الثاني: تربية شبابنا وأطفالنا على منهج: لا إله إلا الله، وإدخال الإسلام في حياتنا حقيقة لا اسماً، أما أن نزعم بأننا مسلمون فقط لأننا نذهب ونروح إلى المسجد، فهذا ليس بصحيح.



معنى الإسلام: أن يكون المهيمن على بيتك وعملك وحياتك كلها هو الله سبحانه وتعالى - وأن لا نتحاكم إلى أحد غير الله تعالى في كل شئون الحياة ï´؟ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ï´¾ [الأنعام: 162 - 163].



والأمر الثالث: أن نتعلم النافع: الذي تحتاج له القلوب والأبدان، فنملأ به أذهان الناس، فراغ الناس، حياة الناس، نقود الناس إليه، نعمل على نشره وإيصاله إلى كل فرد من أفراد المجتمع، ونحارب تلك العلوم الخبيثة السخيفة التي لا تنفع ولا تقرب إلى الله تعالى فهي ليست علوماً على الحقيقة.



يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: كل علم وفد إلى المسلمين فإن كان خيراً، فإن عندنا من الخير ما يكفينا، وإن كان شراً، فلسنا في حاجة إلى الشر.



فمن العلاج أن نأتي بشباب الأمة، ونجلسهم في ندوات العلم، وندعوهم إلى لقاءات العلماء والدعاة، نحبب إليهم الكتاب والسنة، ونرغبهم في دروس الفقه والتفسير والأصول، لترتفع أصولهم إلى الله الحي القيوم، ويملأها بالنور والإيمان.



والأمر الرابع: محاولة القضاء على الفراغ، فليس في حياة المسلم ما يسمى بوقت الفراغ، والله عزَّ وجلَّ يقول: ï´؟ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ï´¾ [البقرة: 60]. فمن كانت وجهته علمية فيذهب إلى المؤسسات العلمية، من جامعات ومعاهد، ومدارس - وقد انتشرت والحمد لله مما يسهل على طالب العلم الالتحاق بها - فعليه أن يبذل جهده في المذاكرة والتحصيل.



وإن كان له تميز وتخصص في مجال آخر فليذهب به إلى ما يجيده، من تجارة نافعة، أو صناعة، أو عسكرية شريفة، يحمي دينه ووطنه ومقدساته.



فالقضاء على الفراغ في حياة الشباب المسلم ينبغي أن يكون من أول ما يوجه المصلحون عنايتهم إليه.



خامساً: الحفاظ على أبنائنا من قرناء السو، فإن بعض الآباء من الذين قل تدينهم وفقههم في دين الله، يذهب ابنه الساعات والأيام، ولا يسأله أين ذهب، ومع من كان، وأين نام، ولا يدري هذا الأب أن ابنه كان في جولة مع شياطين الإنس، يسلخونه من دينه وعقله وإسلامه، ليصبح فرداً من أفراد تلك العصابات الضالة ثم لا ينتبه الأب، إلا وابنه خلف الأسوار، أو حين يطبق عليه حكم الله، فيكون عاراً وفضيحة لأسرته وأمته في الدنيا والآخرة.



سادساً: ومن العلاج أيضاً، أن لا نسكت على ترويج هذه السموم، وأن نحارب كل مروج ومهرج ومفسد، فنأخذ على يده، ونخبر عنه، إذا كان مجاهراً، فإن التستر على المجاهر تعاون معه ومساعدة له ï´؟ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ï´¾ [المائدة: 2].



ï´؟ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ï´¾ [آل عمران: 110].



وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل، كان الرجل يلقى الرجل فيقول: يا هذا، اتق الله ودع ما تصنع، فإنه لا يحل لك، ثم يلقه من الغد، فلا يمنعه ذلك، أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك، ضرب الله قلوب بعضهم ببعض)) ثم قرأ: ï´؟ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ï´¾ [المائدة: 78 - 79].



ثم قال صلى الله عليه وسلم : ((كلا والله. لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يدي الظالم، ولتأطرنه على الحق أطراً[9]، ولتقصرنه على الحق قصراً))[10].



أيها المسلمون:

إن السعادة ليست في أن نجمع الأموال، ولا أن نبني القصور، ولا أن نتفاخر بالدور، فإن قصور أوروبا وأمريكا أطول من قصورنا، ودورهم أعظم من دورنا، وسياراتهم أفخر من سياراتنا، قال تعالى : ï´؟ وَلَوْلا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ * وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ï´¾ [الزخرف: 33 - 35].



فسعادتنا أيها المسلمون في حمل رسالة الله، وسعادتنا في عبوديتنا لله، وسعادتنا في تطبيقنا لشرع الله - عزَّ وجلَّ.



وَمِمَّا زَادَنِي شَرَفاً وَفَخْراً

وَكِدْتُ بِأَخْمصِي أَطَأُ الثُّرَيَّا



دُخُولِي تَحْتَ قَوْلَكَ يَا عِبَادِي

وَأَنْ صَيَّرْتَ أَحْمَدَ لِي نَبِيَّا






فيا شباب الإسلام.

عودة إلى الله، عودة إلى المسجد، عودة إلى المصحف، عودة إلى حلقات العلم، عودة إلى ربكم.



شَبَابَ الدِّينِ للإسْلامِ عُودُوا

فَأَنْتُمْ مَجْدهُ وَبِكُمْ يَسُودُ



وَأَنْتُمْ سِرّ نَهْضَتِهِ قَدِيماً

وَأَنْتُمْ فَجْرَهُ الْبَاهِي الْجَدِيدُ








أسأل الله لنا ولكم عودة صادقة إليه.

عباد الله:

وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال: ï´؟ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ï´¾ [الأحزاب: 56].





[1] أخرجه أبو داود (3/ 327)، رقم (3681)، والترمذي (4/ 258) رقم (1865) وقال: حسن غريب. وصححه الألباني كما في صحيح الجامع رقم (5530).




[2] أخرجه مسلم (3/ 1587)، رقم (2002).





[3] أخرجه ابن ماجه (2/ 1120) رقم (3377). وصححه الألباني كما في صحيح الجامع رقم (6313).





[4] أخرجه الترمذي (5/ 104، 105) رقم (2801) وقال: حسن غريب، وحسنه الألباني كما في صحيح الجامع رقم (6506).





[5] أخرجه أحمد (2/ 71) قال الهيثمي في المجمع (5/ 76): رواه أحمد والطبراني، ورجاله ثقات.





[6] قال الهيثمي في المجمع (5/ 70، 71): رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح، خلا صالح بن داود التمار، وهو ثقة.





[7] أخرجه الترمذي (4/ 576) رقم (2516) وقال: حسن صحيح، وأحمد (1/ 293)، وصححه الألباني كما في صحيح رقم (7957).





[8] أخرجه مسلم (1/ 454) رقم (657).





[9] أصل الأطر: العطف والتثني، أي: لتردنه إلى الحق. ولتعطفنه عليه.




[10] أخرجه أبو داود (4/ 121، 122) رقم (4336) وأخرجه الترمذي (5/ 235) رقم (3047) وقال: حسن غريب.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 37.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 37.13 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.66%)]