
09-06-2020, 08:52 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,140
الدولة :
|
|
رد: نصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
ألا كلا ولا، وألفٌ على الوِلَى، وهل يا رعاكم الله إلا السنة النبوية والسيرة الرضية، والذب عن جناب حبيبنا وقدوتنا وأسوتنا صلى الله عليه وسلم سبلُ الفلاح، وطرق النجاح، وبُرُد السؤدد والعزة والصلاح؟!
فَيَا رَبَّاهُ يَا مَنْ لا يُضاهَى
وَلا مِثْلٌ لَهُ فِي العَالَمِينَا
سَأَلْنَاكَ انْتِصَارًا عَنْ قَرِيبٍ
لِدِينِكَ رَبَّنَا نَصْرًا مُبِينَا
وَصَلَّى اللَّهُ رَبِّي مَعْ سَلامٍ
عَلَى خَيْرِ البَرِيَّةِ أَجْمَعِينَا
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ï´؟ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الكَافِرِينَ ï´¾ [آل عمران: 32].
بارك الله لي ولكم في الكتاب والسنة والسيرة، وجعلها خير منهج وذخيرة، وأصلح لنا الحال وزكى السريرة.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب وجريرة، فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إنه كان للأوَّابين غفورا.
الخطبة الثانية
الحمد لله، عمَّ فضله كل موجود، ونطق بوحدانيته لسان الوجود، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبد الله ورسوله، خُصَّ بالمقام المحمود، والحوض المورود، واللواء المعقود، اللهم فيا ربِّ صلِّ وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه الباذلين لنصرته كل طوق ومجهود، ومَنْ تبعهم بإحسان يرجو الفوز بجنات الخلود، أما بعد؛
فيا أيها المسلمون:
اتقوا الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، واعلموا أنَّ من خير القربات وأزكى الطاعات، الذب عن جناب خير البريات: ï´؟ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ï´¾ [الحديد: 25].
أمة النصرة:
ولا يعزب عن شريف علمكم ولطيف فهمكم أن في طيات المحن منحًا؛ فالمحنة التي أناخت بكَلْكَلِهَا في مضارب أمتنا الإسلامية، لم تزد وايم الله قدر نبينا صلى الله عليه وسلم إلا تعريفًا وعلوًّا، وتمجيدًا في العالمين وسموًّا، وتشوقًا من الآخرين لعظمته ومناقبه ورنوًا.
نعم؛ هي بلا شك طعنة للأمة نجلاء أرمضتها، ولكن بحمد الله وعَّتها وأيقظتها؛ فها هم المسلمون في آفاق المعمورة يحصدون غِبَّها تآلفًا حول نبيهم صلى الله عليه وسلم وحول إخوانه من الأنبياء منهجًا عالميًّا، وتخطيطًا لنصرته آنيًا ومستقبليًّا، وصدق الله: ï´؟ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ï´¾ [النور: 11].
هذا؛ وإن الغيور ليبارك جهود النصرة المتميزة الأَلِقَة، المتشحة بصوادق العزمات الغَدِقَة، التي تدأب للدفاع عن جناب المصطفى صلى الله عليه وسلم خصوصًا، وقضايا المسلمين عمومًا، بشتى الوسائل والإمكانات، وتعدد الطرائق والآليات، التي انتظمت المضامين العلمية البديعة، والمقاصد العالمية الرفيعة، واستشرفت المآلات النصيعة، وإنه لا يغدق ذلك الحب والإجلال للزود عن حياض الموصوف بأكرم الخلال بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم إلاَّ في نفسٍ على الاقتداء الصحيح ارتسمت، وبالاتباع الصدوق اتَّسمت.
على أن الطموح أفيح، ومداه أفسح وذلك بمزيد استثمار القنوات الفضائية، والمجالات التقنية، وتوحيد الجهود وترشيدها وتأطيرها من أجل نصرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم والسعي لنشر محاسن الإسلام وجمالياته، ورحماته وإشراقاته، وتفنيد الأباطيل حول الإسلام ونبيه عليه الصلاة والسلام ونشر سيرته صلى الله عليه وسلم بشتى اللغات والترجمات، يتوارد على ذلك جميع الجهود الرسْميَّة والشعبية من كافَّة شرائح الأُمَّة، هذا الرجاء والمأمول، وإلى الله نضرع لتحقيق كل سُول.
وبعد أيها المسلمون:
فإنَّ مُبادرة بلاد الحرمين الشريفَيْنِ حرسها الله الداعية للتعايش الإنساني الحضاري العالمي، الذي يكفل احترام الرسالات، وتوقير القداسات، وتواصل الحضارات، وتحاور كافة بني الإنسان فيما فيه رقيهم وأمنهم، وسلامهم وتواصلهم وتراحمهم؛ صيانةً للإنسانية من العبث والشقاء والملمَّات، زمن الاحترابات والانتهاكات والتحديات، وتحقيقًا لمصالح الأمة العليا، مع الاعتزاز بالقيم الرضيَّة، وعدم المساس بالثوابت السنية لهي من أعظم مآثر النصرة الجليلة، والمناقب الكميلة، وإنها لَتَهْتِفُ للعالم بأسره: أنَّ هذا ديننا، وهذا نبينا عليه الصلاة والسلام وتلك حضارتنا ورسالتنا، تولى الله رائدها في كل ما قفز مسرةً وبشرى، وأجرى له على الألسن دعاءً موفورًا وذكرا: ï´؟ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ï´¾ [التوبة: 105]، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين.
ألا وصلوا وسلموارحمكم الله على من:
بَلَغَ العُلا بِجَلالِهِ
سَطَعَ الدُّجَى بِجَمَالِهِ
شَرُفَتْ جَمِيعُ خِصَالِهِ
صَلُّوا عَلَيْهِ وَآلِهِ
كما أمركم بذلك ربكم جلَّ في عليائه فقال تعالى قولاً يهمي دومًا بأندائه: ï´؟ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ï´¾ [الأحزاب: 56].
صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ مَا صَحِبَ الدُّجَى
حَادٍ وحَنَّتْ بِالفَلا وَجْنَاءُ
وَاسْتَقْبَلَ الرِّضْوَانَ فِي غُرُفَاتِهِمْ
بِجِنَانِ عَدْنٍ آلُكَ السُّمَحَاءُ
صلاة لا يمل السامع همسها ونداءها، ولا تسأم الألسن إعادتها وإبداءها، اللهم صلِّ وسلم على نبيك النبي المختار، وارض اللهم عن صحبه الكرام الأبرار، أبي بكر أنيسه في الغار، وعمر الفاروق فاتح الأمصار، وعثمان ذي الفضائل الغزار، وعلي ذي التفكُّر والاعتبار، وسائر العشرة المبشرين بدار القرار، وعنا معهم بمنِّك وجودك وكرمك يا عزيز يا غفار.
اللهم شفِّع فينا نبيك وقدوتنا يوم القيامة، واجعل حبه في سويداء قلوبنا مقامة، ونصرته في حياتنا كلها مستدامة، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنًا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا، اللهم وفقه لما تحبه وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، وهيئ له البطانة الصالحة التي تدله على الخير وتعينه عليه، اللهم ووفقه وولي عهده وإخوانه وأعوانه إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد، يا من له الدنيا والآخرة وإليه المعاد.
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم وعبادك المؤمنين، اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم انصرهم في فلسطين، اللهم انصرهم في فلسطين، على اليهود الغاصبين المعتدين المحتلين، اللهم أنقذ المسجد الأقصى من براثن المعتدين يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اجعله شامخًا عزيزًا إلى يوم الدين، اللهم أصلح إخواننا في العراق، اللهم أصلح حال إخواننا في العراق، اللهم ولِّ عليهم مَنْ يسوسهم بالسنة والكتاب، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، وألف بين قلوبهم، واهدهم سُبل السلام، وجنبهم الفواحش والفتن، ما ظهر منها وما بطن.
اللهم ادفع عنا الغلا والوبا والربا والزنا والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصة، وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، اللهم اشف مرضانا، اللهم ارحم موتانا، اللهم بلغنا فيما يرضيك آمالنا، اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واغفر لنا ولوالدينا ولوالديهم وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
سبحان ربك ربِّ العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|