عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-06-2020, 10:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,140
الدولة : Egypt
افتراضي رد: غض البصر ونعمة الوقت

النظرة عباد الله هي سم للقلب، وهي شرارة في الهشيم اليابس، إما أن تحرقه كله، أو تحرق بعضه:
كُلُّ الحَوَادِثِ مَبْدَؤُهَا مِنَ النَّظَرِ
وَمُعْظَمُ النَّارِ مِنْ مُسْتَصْغَرِ الشَّرَرِ

كَمْ نَظْرَةٍ فَعَلَتْ فِي قَلْبِ صَاحِبِهَا
فِعْلَ السِّهَامِ بِلاَ قَوْسٍ وَلاَ وَتَرِ

وَالمَرْءُ مَا دَامَ ذَا عَيْنٍ يُقَلِّبُهَا
فِي أَعْيُنِ الغِيدِ مَوْقُوفٌ عَلَى الخَطَرِ

يَسُرُّ مُقْلَتَهُ مَا ضَرَّ مُهْجَتَهُ
لاَ مَرْحَبًا بِسُرُورٍ عَادَ بِالضَّرَرِ



النظر المحرم عباد الله يورث الحسرات والزفرات، فيرى العبد ما لا يقدر عليه ولا يصبر عليه:
وَكُنْتَ مَتَى أَرْسَلْتَ طَرْفَكَ رَائِدًا
لِقَلْبِكَ يَوْمًا أَتْعَبَتْكَ الْمَنَاظِرُ

رَأَيْتَ الَّذِي لاَ كُلَّهُ أَنْتَ قَادِرٌ
عَلَيْهِ وَلاَ عَنْ بَعْضِهِ أَنْتَ صَابِرُ



النظرة توقع في أسر الهوى والشهوة، والعبد إذا وقع أسيرًا للهوى والشهوة صار:

كَعُصْفُورَةٍ فِي كَفِّ طِفْلٍ يَسُومُهَا ♦♦♦ حِيَاضَ الرَّدَى وَالطِّفْلُ يَلْهُو وَيَلْعَبُ

غض البصر يورث العبد فراسة، ويطلق نور بصيرته، كما قال شاه بن شجاع الكرماني:


"مَن عمَّر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، واغتنى من حلال، واجتنب المحرمات، وغض بصره - لا تخطئ له فراسة"، وكان شاه هذا لا تخطئ له فراسة.

إطلاق البصر عباد الله يجعل العبد يقع في اتباع الهوى، ويقع في الغفلة والإعراض عن شرع الله عز وجل، قال تعالى: ï´؟ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ï´¾ [الكهف: 28].

النظرة عباد الله هي كأس من الخمر، مَن شرب منه وقع في سكر الهوى، وقد يصاب عباد الله بداء بلا عوض، وهو داء العشق، وهو داء بلا عوض، كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

وَمَا فِي الأَرْضِ أَشْقَى مِنْ مُحِبٍّ
وَإِنْ وَجَدَ الهَوَى حُلْوَ المَذَاقِ

تَرَاهُ بَاكِيًا فِي كُلِّ حَالٍ
مَخَافَةَ فُرْقَةٍ أَوْ لاشْتِيَاقِ

فَيَبْكِي إِنْ نَأَوْا شَوْقًا إِلَيْهِمْ
وَيَبْكِي إِنْ دَنَوْا خَوْفَ الفِرَاقِ

فَتَسْخُنُ عَيْنُهُ عِنْدَ التَّلاَقِي
وَتَسْخُنُ عَيْنُهُ عِنْدَ الفِرَاقِ


فنسأل الله عز وجل أن يستر عورات المؤمنين، ونسأله تعالى أن يرزقنا غض البصر له عز وجل، ونسأله تعالى أن يبارك في أوقاتنا وفي أعمالنا.

اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا، وقواتنا أبدًا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأعل راية الحق والدين، اللهم من أرادنا والإسلام والمسلمين بعز فاجعلْ عِزَّ الإسلام على يديه، ومَنْ أرادنا والإسلام والمسلمين بِكَيْدٍ فَكِدْه يا رب العالمين، ورد كيده إلى نحره، واجعل تدبيره في تدميره، واجعل الدائرة تدور عليه، اللهم أعزَّنا بالإسلام قائمين، وأعزنا بالإسلام قاعدين، ولا تشمت بنا الأعداء والحاسدين.

اللهم عليك باليهود الغاصبين، والأمريكان الحاقدين، ومَن والاهم من العلمانيين والمنافقين، والذين يشيعون الفواحش في بلاد المسلمين، الله أحْصِهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تُغادِرْ منهم أحدًا، اللهم لا ترفع لهم في الأرض راية، واجعلهم لسائر خلقك عبرة وآية، اللهم انصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وانصرنا على من بغى علينا.

اللهم ارفع عن بلاد المسمين الغلاء والوباء والربا والزنا، وردهم إليك ردًّا جميلاً.

وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا.


[1] الدارمي (538)، و"صحيح الجامع" (7300).
[2] البخاري (5933)، (ص 574).
[3] سبق تخريجه.
[4] الدارمي (3295)، وحسنه الألباني في؛ الصحيحة" (589).
[5] البخاري (2583)، ومسلم (3492).
[6] مسلم (1193).
[7] صحيح: الترمذي (3386)، "الصحيحة" (64).
[8] البخاري (1)، ومسلم (3530).
[9] البخاري (6117).
[10] البخاري (2969)، ومسلم (4781).
[11] مسلم (4802).
[12] أبو داود (1836)، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود".




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.62 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.95%)]